في أعقاب هجوم حماس، يتأرجح الشرق الأوسط على حافة صراع أوسع نطاقاً وربما أكثر تدميراً، مع انتشار سلسلة من الاغتيالات والتفجيرات وعمليات الاختطاف عبر خمس دول على الأقل. 

 

في الأسبوع الماضي وحده، وقعت حوادث شملت قيام ميليشيات يمنية باختطاف سفينة مملوكة لبريطانيا، واغتيال أحد قادة حماس في بيروت، وهجوم بطائرة بدون طيار على قاعدة عسكرية أمريكية في سوريا، وغارة جوية أمريكية في بغداد، وإطلاق حزب الله قذيفة هاون على شمال البلاد.

وقد أثارت إسرائيل المخاوف. ويشير الدبلوماسيون والمحللون في المنطقة إلى أن محور المقاومة، الذي يسترشد بمبدأ الصبر الاستراتيجي الإيراني، يهدف إلى إبقاء إسرائيل محتلة على جبهات متعددة في انتظار ضعف الغرب.

 

يضم محور المقاومة مجموعات مختلفة، بما في ذلك الحوثيون في اليمن، وحزب الله في لبنان، والميليشيات الموالية لإيران في العراق، ونظام الأسد في سوريا، وحماس والجهاد الفلسطيني في غزة. وعلى الرغم من أنها تعمل وفق أجنداتها الخاصة، إلا أن هذه المجموعات تشترك في درجات متفاوتة من الارتباط بالنظام الإيراني، الذي يقدم الدعم من حيث الأسلحة أو الاستخبارات أو التدريب.

 

لعب قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، دورًا حاسمًا في ترسيخ هذه العلاقات قبل اغتياله قبل أربع سنوات. وفي عهد خليفته إسماعيل قاآني، ازدهرت هذه العلاقات، مما أدى إلى الصراع المفتوح الحالي.

 

وقد أدى اغتيال صالح العاروري، أحد قادة حماس والذي كان حلقة الوصل الرئيسية بين حزب الله وإيران والجماعة الفلسطينية، إلى زيادة التوترات بشكل كبير. ويمثل مقتل العاروري في إحدى ضواحي بيروت أول ضربة إسرائيلية على العاصمة اللبنانية منذ حرب عام 2006، مما يشير إلى تصعيد محتمل. وتعتقد المخابرات الإسرائيلية أن العاروري لعب دورا مركزيا في التخطيط لهجوم 7 أكتوبر وكان يهدف إلى توسيع الصراع إلى جبهات أخرى.

 

على الرغم من هذه الاغتيالات المستهدفة التي تهدد بحرب مع إيران ووكلائها، يبدو أن إسرائيل محسوبة في نهجها، على أمل ممارسة الضغط على طهران لتقليص هجماتها. ومع ذلك، لا يزال الوضع غير قابل للتنبؤ، وأي خطوة خاطئة يمكن أن تؤدي إلى تصعيد لا يمكن السيطرة عليه.

 

رغم أن إيران قد لا تسعى إلى حرب إقليمية، إلا أن الديناميكيات الإقليمية معقدة. وأدت التفجيرات الانتحارية الأخيرة لتنظيم داعش في إيران، وتصرفات الحوثيين في البحر الأحمر، ومقتل زعيم ميليشيا عراقية في غارة جوية أمريكية، إلى تفاقم التوترات. وأدت محاولات الحوثيين لمحاصرة إسرائيل وهجماتهم على السفن التجارية إلى زيادة تعقيد الوضع، مما قد يؤدي إلى إشعال الحرب الأهلية اليمنية من جديد.

 

وعلى الرغم من المخاطر والاستفزازات المتزايدة، يشير المحللون والمسؤولون إلى أن إيران تركز على التحديات الداخلية، وخاصة تحديد من سيخلف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. ويبدو أن احتمالات التوصل إلى حل دبلوماسي تتضاءل، حيث تثير المطالب المتضاربة بين إسرائيل وحزب الله شبح صراع أوسع نطاقا وأكثر تدميرا.

 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

طهران تعترف : لم تكن إيران على علم بهجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل

 

قال محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، إن بلاده لم تكن على علم بالهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف نحو 250 آخرين.

 

وأكد ظريف، في حديث على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، على أن إيران لم يكن لديها علم بهجوم ذلك اليوم، مشيرا إلى أن طهران كانت تخطط لعقد اجتماع مع الأميركيين في 9 أكتوبر 2023 حول الاتفاق النووي، ولكن الهجوم أفشل هذه المحادثات.

 

وأوضح ظريف أن حلفاء إيران في المنطقة، بما في ذلك حماس، عملوا دائمًا من أجل مصالحهم الخاصة، حتى على حساب إيران، حسب تعبيره.

 

وفي نوفمبر الماضي، رفعت عائلات القتلى الأميركيين في هجوم 7 أكتوبر 2023 دعوى قضائية ضد إيران، وفصائل مسلحة مرتبطة بها. وتتهم العائلات إيران بتمويل حركة حماس وتمكينها من الهجوم الذي شنته الحرمة على إسرائيل.

 

وهذه الدعوى ليست الأولى، ففي يناير 2024 رفع 67 أميركياً، دعوى قضائية فيدرالية متهمة بأن إيران كانت "العقل المدبر والمُموّل" لهجوم حماس في 7 أكتوبر.

 

وقتل 46 أميركيا بينهم أطفال في هجوم 7 أكتوبر، في وقت نفت إيران ضلوعها في الهجوم، قائلة إن تلك الاتهامات تستند إلى "دوافع سياسية"

 

مقالات مشابهة

  • أمل الحناوي: التجارب أثبتت أن إسرائيل لا تريد تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط
  • هآرتس: هل تعلق إسرائيل آمالا كاذبة على ترامب بشأن إيران؟
  • متخصص في الشأن العسكري: إيران أكثر الخاسرين من تغيرات الشرق الأوسط عكس إسرائيل
  • طهران تعترف : لم تكن إيران على علم بهجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل
  • صحيفة عبرية: النفوذ القطري في الشرق الأوسط يقلق إسرائيل
  • ظريف: إيران لم تكن على علم بهجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل
  • شركة كويتية تهدد بالتصعيد الدبلوماسي في نزاعها مع “بترومسيلة”
  • ترامب يعيّن ممثله الخاص في الشرق الأوسط مسؤولاً عن ملف إيران
  • روسيا تهدد بالتصعيد| إدارة ترامب: الحديث عن ضم أوكرانيا للناتو غير مناسب
  • خبير في السياسات الدولية: سياسة إسرائيل تمثل تهديدا للسلام في الشرق الأوسط