نص كلمة الرئيس المشاط خلال ترؤسه اجتماعاً للقيادات العسكرية بمحافظة الحديدة
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
الثورة نت../
نص كلمة فخامة المشير الركن مهدي محمد المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى – القائد الأعلى للقوات المسلحة – خلال ترؤسه، اليوم، اجتماعا في محافظة الحديدة بالقيادات العسكرية والأمنية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..
الأخوة الحاضرون جميعا، كلا باسمه وصفته، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أشكركم جميعا على الروح المعنوية العالية، التي لمسناها من الجميع.
دشنا -من خلال هذه الدماء الطاهرة- معركة جديدة، العدو هو من فتحها، وهو من اختارها، سميت هذه المعركة الجديدة بمعركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده).
الجهوزية العالية، يجب أن نأخذ كل ما نسمعه من العدو على محمل الجد، نحن نتعاطى بجدية مع كل ما يصلنا من العدو، ويجب أن نستمر في ذلك.
المسؤولية علينا جميعا، باعتبارنا المؤسسة التنفيذية لتوجيهات السيد العلم القائد، الذي يقرر، والذي يلبِّي معه الشعب، ويفوضه الشعب، ويسانده الشعب.
نحن أمام شعب وقيادة، نحن سلطة تنفيذية في المجال العسكري -إن صح التعبير- في القوات المسلحة، يجب أن نكون بمستوى المسؤولية، التي على عواتقنا جميعا، عندما يقرر القائد يتم التنفيذ على أرقى مستوى، على أرقى ما يكون، وهذا ما يجب أن نكون عليه جميعاً.
نحن لما نقف عند تطلعات هذا الشعب، الشعب اليمني هو بطبيعته توّاق للحرية، وبطبيعته رافض للضيم، ولدينا قائد يمثل تطلعات هذا الشعب، بالتالي علينا في القوات المسلحة أن نكون عند مستوى رهان هذا الشعب علينا، وأنا أثق -وأنا واثق- أنكم بمستوى هذه التطلعات -بإذن الله سبحانه وتعالى- وأنتم تشاهدون الملايين في الساحات، التي خرجت، وستخرج لتؤيدكم في خطواتكم، بالتالي أنتم عنفوان هذا الشعب، وصفوة هذا الشعب، والخلاصة التي ستنفذ في الميدان تطلعات وخلاصة هذا الشعب، وإلا في الحقيقة -إن صح التعبير- نحن في الجمهورية اليمنية شعب أربعين مليون مقاتل؛ سينطلق -بإذن الله سبحانه وتعالى- إذا ما استدعت الظروف اللازمة.
أنتم لستم إلا طليعة هذا الشعب في القوات المسلحة، أنتم باكورة النصر في هذا الشعب للقوات المسلحة، وإلا في نهاية المطاف فأنتم تمثلون موقف الشعب، وإذا تطورت المعركة سيكون الشعب معكم، وإلى جانبكم.
من خلال النداءات، التي سمعناها واللهوث، الذي سمعناه من النساء والأطفال، الجرائم البشعة، التي ترتكب بحق أبناء أهلنا في فلسطين، كان لزاما علينا جميعاً -بحكم مسؤوليتنا الإنسانية والإيمانية والأخلاقية والسياسية- يجب علينا أن نلبي هذا الصوت، هذا النداء، لأولئك المستضعفين في أرض الله، وهذا هو من أفضل الجهاد في سبيل الله.. يقابله أكبر غطرسة، وأكبر تكبر لعدو مجرم؛ يتمثل في الصهيونية الأمريكية، بالتالي نعتبر أنفسنا أن هذه المعركة هي أقدس معركة؛ ولنضحي ما نضحي من أجلها، هي أقدس معركة، ومع أوقح وأقذر عدو في هذا العالم.
أيها الأمريكي المتصهين، أيها الإسرائيلي، نحن في القوات المسلحة اليمنية سنظل على ذلك القرار، وسننفذ ذلك القرار حتى توقف عدوانك على أهلنا في غزة، وتوقف حصارك، وتوقف عدوانك، وتترك التكبّر على المستضعفين في أهلنا في غزة.
نحن في قيادة القوات المسلحة، ما نراه من جرائم إبادة ووحشية لا يمكننا السكوت عليها، بعيدا عن كوننا مسؤولين في القوات المسلحة، كشعب يمني مسلم يحمل هويته الإيمانية بقيادة سيده القائد، لا يمكننا السكوت عنها، نحن شعب اليمن، شعب الإيمان والحكمة، عندما نرى تلك الوحشية لا نستطيع أن ننام أمام تلك المجازر الوحشية المرعبة الخارجة عن كل الأطر والقوانين الإنسانية.
الإجراءات، التي اتخذناها، نحن لم نبحث عنها اعتباطا، هذه الأحداث هي من فرضتها علينا، الأحداث المؤلمة، التي تجري في فلسطين، فوضنا القرآن بأن ندافع عن المستضعفين في أرض الله.. بالتالي أي سفينة مرتبطة بالكيان الصهيوني، أو لها ملكية، أو جزء من ملكية للكيان الصهيوني، القرار لن تمر من البحر الأحمر مهما كان الثمن، وسيستمر هذا القرار مهما كان هذا الثمن.
أنت أيها الأمريكي الصهيوني، بردك الأحمق والمستكبر في استهداف الكوكبة من الشهداء في القوات البحرية، ستدفع الثمن، وأنت فتحت على نفسك بابا لن تستطيع غلقه، وإذا ارتكبت حماقات أشد وأكثر، فكل حماقة ترتكبها كل ما دخلت في المستنقع اليمني، وأمامك الـ40 مليون “المقاتل المجاهد اليمني المسلم”، وأنت اختار ما تريد.
هذا القرار جاء من أجل أن نفرض السلام، من أجل أن نفرض الحياة الكريمة لأهلنا في غزة، الذي اتخذ هذا القرار هو من يريد السلام في المنطقة.
يصرح المبعوث الأمريكي أنه آتٍ إلى المنطقة لصناعة السلام، وأنت تعارض أكثر من ثلاثة قرارات في مجلس الأمن تدعو لوقف الحرب، وإدخال لقمة العيش لأهلنا في غزة، بأي حماقة بأي استغباء تستغبي هذا العالم، أنك تأتي للسلام، وأنت من تمنع السلام، وأنت من تدعم هذه الجرائم، أسلحتك هي التي تنفذ هذه الجرائم بحق النساء والأطفال لأهلنا في غزة.
هذا من المكر ومن الخبث، لكنه مع الوعي والبصيرة والإيمان الذي تحلى به شعبنا اليمني، لا تنطلي كل أكاذيبك على هذا الشعب، تأتي تتشدق بالسلام، وأنت من تدعم الحرب، وأنت من تمول آلة الحرب، هذا استعباط واستغباء لهذا الشعب، ولأبناء هذه المنطقة العربية، والإسلامية بشكل عام.
من خلال أبطالنا الشهداء، فرضتم علينا تدشين معركة، هذه المعركة لا تتجاهلونها، معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، هذه المعركة أنتم من دشنتموها بدماء أبطالنا في القوات المسلحة، وتتحملون مسؤولية تداعيات هذه المعركة، [فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده]. وهنا، أيها القادة الشرفاء المؤمنون، أنتم من يراهن عليكم هذا الشعب ويراهن عليكم قائد هذا الشعب.
إذا أنت أيها الأمريكي لديك دستور أنت ملتزم به، نحن لدينا قرآن الله، ولدينا أعلام الهدى، نحن نحتاج أن ننفذها كما وردت، مهما كانت التضحيات، كما أنت ملتزم بحماية إسرائيل، أنا ملتزم بحماية المستضعفين من عباد الله في أرضه، الذين تنتهكون كرامتهم وحياتهم، وحقهم في العيش الكريم.
نحن أمة لا يمكن أن نسكت، ولا يمكن أن نتحمل برنامجكم القديم (الغطرسة والاستكبار)، هذا غير وارد في قاموسنا، بعد أن ربينا أنفسنا على ثقافة القرآن، وعلى ثقافة الجهاد، وعلى التسليم والانقياد لله ولرسوله، ولأعلام الهدى.
نحن نتحمل طاقة وشحنة من الحماس، والقوة الإيمانية التي ستنصدمون بها إذا لم تراعوا وضعنا، لذلك أدعوك لقراءتها، لتعرف أين نحن، وأين أنت.
الحماقة، التي ارتكبتموها في البحر الأحمر ضد أبنائنا في القوات البحرية، لن أقول إلا ما قاله السيد القائد: الرد آت، وما في رأس خيلك اركبه، سيأتيك الرد.
نحن شعب الإيمان والحكمة، شعب التضحيات، وشعب الجهاد، وأبناء الفاتحين، إذا أنت تجهل التاريخ يمكنك إعادة التاريخ، نحن أحفاد الفاتحين، وأحفاد الأنصار، بطبيعة الحال شعب يمني مسلم نرفض الذل ونأبى الضيم، بالتالي كلما ارتكبت من حماقة دخلت في مستنقع هذا الشعب، ولن تخرج منه، لذلك عندما نعود إلى قول الله -سبحانه وتعالى- “فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده”، نحن نتسابق؛ لأننا أمام وعد إلهي سيتحقق -بإذن الله سبحانه وتعالى- ولن تستطيعوا أن تحولوا دون هذا الوعد، بالتالي نرى أنفسنا بأن لا نكون من المقصرين، أن يأتي بالفتح، نحن نطلب من الله ونلهث ونرجوه، ونطلبه أن يكون هذا الفتح، وهو آتي لا محالة – بإذن الله – أن يكون على أيدينا – بإذن الله سبحانه وتعالى.
المعركة محسومة، ونحن نتسابق إليها، ونتطلع إليها بكل لهف وشوق؛ لأننا نعرف أن الفتح هذا كائن، سواء على أيدينا، أو على أيدي غيرنا من رجال الرجال من المجاهدين في سبيل الله؛ لأن الأمر محتوم، لذلك الله قال “أو أمر من عنده”، بالتالي الموضوع محتوم لا محالة؛ لأن فيها ما يولد الطاقة والاندفاع لنا جميعا.
الأمريكي آتٍ إلى المنطقة ليطلب السلام، وهو من دفع بالحرب، وهو من وقف -كما قلنا في البداية- ضد ثلاثة قرارات في مجلس الأمن لوقف الحرب، ضروري إعادة برمجة لعقلية الأمريكي هذا. تتحدث عن سلام، وتتحدث عن إنسانية، وأنت من تدوسهما بأقدامك، أنت والإسرائيلي.
أنا أقول: الأمريكي والإسرائيلي آخر من يتكلم عن السلام، وآخر من يتكلم عن حقوق الإنسان، أنتما لستما مؤهلين للحديث عن السلام، ولا عن حقوق الإنسان.
هذه المعركة ستدخلها وأنت كاره، والرد آتٍ لا محالة إلا في حالة واحدة، إذا سلمت القتلة والمجرمين الإرهابيين من جنودك، الذين قتلوا أبطالنا في القوات المسلحة للمحاكمة في الجمهورية اليمنية، لينالوا جزاءهم الرادع، هنا ممكن أن تكون خرجت من الورطة، التي قد دخلت بها، ولن تخرج.
موقفنا موقف إيماني، ومن منطلق إيماني من هويتنا الإيمانية، موقفنا أيضا يعبّر عن الإرادة الشعبية، وأنا قلت لكم في البداية: أنتم في قيادة الجيش اليمني لستم إلا طلائع لهذا الشعب، وإلا فظهركم 40 مليون يمني متلهفون شوقا، وهذه المعركة هي فتحت لنا الأفق كثيرا في وضعنا الوطني، وعلى مستوى وضعنا الإقليمي، والمنطقة بشكل عام.
المعركة سنكسبها -بإذن الله سبحانه وتعالى- على أي الأحوال، وإن أدت إلى استشهادنا، فهذا نصر ونعتبره نصرا -بإذن الله سبحانه وتعالى.
نحن كشعب يمني مسلم لا جديد لدينا، نحن نرى أن إسرائيل هي عدونا وعدو كل مسلم، هذه قاعدة وهذه قناعة نعبّر عن إرادة هذا الشعب، ونعبّر وننسجم مع تطلعات وإرادة هذا الشعب، ونعبّر عن هوية وإيمان هذا الشعب؛ لأنه بطبيعة الحال يرى الإسرائيلي عدوا له، بالتالي ما الذي كلف الأمريكي للدفاع عنه؟ لما أتى العدوان على أهلنا في غزة، وقلناها وسنكررها أنك لم تحمل تصريحاتنا وقراراتنا على محمل الجد.
قلنا: لن تدخل غزة وفينا ذرة من إيمان وكرامة، ولن ترى ردا، ورأيت الرد، لما تأتي ترد علينا تقول تريد السلام في المنطقة، وأنت تأتي تدخل في معركة مع قواتنا البحرية اليمنية من أجل حماية سفن إسرائيل، أي سلام تدعو إليه؟
كل أضاليل هذا العدو مفضوحة أمام شعبنا، شعبنا ارتقى؛ لأنه تثقف بثقافة القرآن، والتزام لأعلام الهدى، شعبنا غير مدجن، شعبنا لا زال حيا وحرا، ويأبى الضيم.
المجازر التي يرتكبها الصهاينة الإسرائيليين، ويدعمهم صهاينة أمريكا بغزة، لا يمكننا السكوت عليها في شعب الإيمان والحكمة مهما كان الثمن، إذا أنت داعم للسلام فالسلام يتحقق في وقف الجرائم اليومية، التي تمارس على مدار الساعة، تمارس ضد أهلنا في غزة، هذا هو مدخل السلام.
لماذا ترى أن لك حقا أن تأتي من وراء الأطلسي لتدعم إرهاب إسرائيل، ولتحارب من أجل إرهاب إسرائيل، ولا ترى لنا حقنا في بلدنا، وفي بحرنا، وفي مياهنا أن ندافع على أنفسنا، وأنت آتٍ من مزارع الأبقار إلى هذه المنطقة، وترى بأن لك حقا؛ من فوضك؟ وبأي شرعية تتكلم؟ هذه شرعية الغطرسة، وشرعية القوة. لكن -بفضل الله وبإذن الله- نحن نعرف كيف نتكلم مع هذا العالم بلغة القوة، بهذه القيادة العظيمة في القوات المسلحة والأمن.
نحن في شعب الإيمان والحكمة تثقفنا بثقافة القرآن، خلصتنا من ثقافة التدجين، وثقافة الكذب، الذي تمارسونه سابقا، تجاه هذا الشعب، وتجاه أبناء الإسلام بشكل عام.
اليمن بإذن الله -سبحانه وتعالى- جاهز ومستعد، وكفيل بأن يعيد لك إعادة ضبط أدبياتك، إذا لم تعد ضبط أدبياتك فهنا، هنا، في شعب الإيمان والحكمة هو كفيل بأن يعيد لك ضبط أولوياتك وأدبياتك.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فی القوات المسلحة أهلنا فی غزة هذه المعرکة هذا الشعب مهما کان وأنت من من أجل یجب أن نحن فی
إقرأ أيضاً:
كلمة بحق المدرسة التي تخرجت منها شيوعياً ..
بقلم : فالح حسون الدراجي ..
قبل شهر، وتحديداً في منتصف اكتوبر/ تشرين الأول/ مرت الذكرى الثالثة والسبعون لتأسيس اتحاد الشبيبة الديمقراطي في العراق.. هذا التأسيس الذي كان إيذاناً ببدء حقبة شبابية جديدة، و مرحلة نضالية مختلفة عما كان عليه الحال قبل ذلك، وهو في الوقت ذاته إشارة واضحة الى ان الشباب في العراق أدركوا بما لا يقبل الشك ان التشرذم والتشتت أمران يصيبان الحركة الشبابية في العراق بمقتل، ناهيك من ان الظروف التي اعقبت وثبة كانون، وإعدام القادة الوطنيين الثلاثة: فهد وحازم وصارم، كانت تنذر بقدوم عواصف سياسية مدمرة يتوجب إزاءها التوحد، والإصطفاف تحت راية شبابية وطنية ديمقراطية واحدة، راية تحمل اسم اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، تحميها سواعد الطبقة العاملة، وحزبها الشجاع – الحزب الشيوعي العراقي.
واليوم وبعد ثلاثة وسبعين عاماً من التأسيس، وحيث احتفلت وتحتفل الشبيبة الديمقراطية العراقية – بمن فيهم الذين دخلوا مرحلة الشيخوخة مثلي – ومعهم أيضاً العمال والفلاحون والمثقفون الثوريون والعسكريون الوطنيون الأحرار، حيث ينشدون جميعاً بهذه المناسبة العزيزة للوطن والناس والحرية، مستذكرين كوكبة مضحية من اعضاء هذا الإتحاد الشبابي الديمقراطي الشجاع، كوكبة شابة قدمت حياتها قرباناً لحرية الوطن، وسعادة الشعب، مستذكرين كذلك كوكبة عطرة اخرى من مناضلي شبيبتنا الذين أفنوا زهرة شبابهم في غياهب السجون والمعتقلات دون ان يتراجعوا خطوة واحدة عن عقيدتهم الوطنية الديمقراطية.. وكوكبة ثالثة من الشبيبة المبدعين الذين انتموا وتشرفوا بعضوية هذا التنظيم الحر.. ولا عجب في ذلك، فقد ترعرعت في اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي أسماء عراقية لامعة مثل اللاعب الدولي الشهيد البطل بشار رشيد، ونجم المنتخب الوطني، المناضل الكبير كاظم عبود، والصحفي الرياضي المناضل منعم جابر، والقائدان الشيوعيان البارزان في الحركة النضالية الوطنية، والوزيران الكرديان، الراحل حيدر الشيخ علي وكمال شاكر (ابو سمير)، وكذلك الفنان الكبير الراحل كوكب حمزة، والفنان المناضل الراحل جعفر حسن وغيرهم من رموز الحركة الوطنية والابداعية العراقية.
وإذا كان لغيري الحق في الإحتفاء والفخر بهذه الذكرى، فإن لي الحق في بالاحتفال والفرح والفخر ايضاً، باعتبار أن اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي كان مدرستي الفكرية والنضالية والحياتية الأولى، حيث انطلقت من خلال انتسابي لها نحو ساحات النضال الوطني الواسعة، فكان انتسابي لاتحاد الشبيبة قد فتح أمامي باباً واسعاً دخلت منه الى ميادين الحياة، ومباهج الشعر والفن والجمال .
ولعل المصادفة الجميلة لذلك تجدني احتفلت مرتين، مرة بذكرى تأسيس هذا الإتحاد المناضل، ومرة لذكرى حصولي على عضوية اتحاد الشبيبة في مثل هذا اليوم من عام 1972، بعد ان رشحني المناضل الوطني جمعة حطاب (ابو إحسان)، بينما تولى مسؤوليتي الأولى في هذه المنظمة المناضل الكبير حيدر الشيخ علي .
تحيةً لاتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، المدرسة التي نقلت حياتي نقلة قد لا تفعل فعلها اكبر مدارس وجامعات العالم .. ومجداً لهذه المدرسة التي زرعت طريقي نوراً، وملأت فكري وقلبي وعياً وطنياً وانسانياً زاهراً، وعهداً مني على الوفاء والاعتراف بجميلها، والسير على خطى وهدى مؤسسيها وشهدائها ومناضليها ما حييت .. كيف لا، وقد تخرجت منها شيوعياً، ووطنياً حراً .
فالح حسون الدراجي