أدهم شرقاوي: السيرة النبويّة على شاشة العربية!
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
لا أعتقد أنني الوحيد الذي لم يعد يستطيع تمييز تغطية قناة العربية للحرب على غزّة عن القناة الثالثة عشرة الإسرائيلية!
الفارق فقط هو “اللوغو”، أما المحتوى فواحد.. بالإضافة إلى أن “العربية” ترطن بلسان يشبه لساننا، أما قلبها فعلى تل أبيب، لدرجة أني صرت أظنّ أن حُييَّ بن أخطب قد قام من قبره، وأنه الآن شخصيًّا المدير الحقيقي لهذه القناة!
وإنكَ لو سألتني: هل يوجد إعلام موضوعيّ في العالم؟
لقلتُ لكَ: بالطبع لا.
كل الإعلام مُوجّهٌ، ويُراد منه إيجاد رأيٍ عام يتبناه ممولو القنوات! ولكن كل قنوات العالم تلعب باحترافية، أما العربية فتلعب بصبيانيّة..
ولكَ أن تتخيّل أنها نشرت منذ أيام خبراً تقول فيه: ملكة جمال العراق تضرب مجدداً، وتقول إن حماس هي السبب في معاناة غزَّة!.
قُضيَ الأمر الذي نستفتي فيه، إن حكيمة الدهر قالت كلمتها الفاصلة! خنساء هذا الزمن فازت بعد أن قضى لها النابغة الذُّبيانيّ أنها أشعر العرب! .
علينا جميعاً الآن أن نتبنى هذا الخبر، والويل لمن عارضَه، فهو نتيجة سنوات من الأبحاث والدراسات والاستطلاعات.. كأننا لا نعرف أن كُتَّاباً قاموا بحذف تغريداتهم عن التطبيع كشرط لجعل أسمائهم على قائمة الجوائز الأدبيّة، فإذا كانت هذه هي الحال مع الذين يُفترض أنهم يملكون رأياً وفكراً، فكيف هو الحال مع من لا تملك إلا جسماً؟!
لستُ أدري كيف نثق بالتاريخ، وقناة العربية تُزوّر الحاضر الذي نراه أمام أعيننا!
وعلى سيرة التاريخ، تخيَّلتُ أن قناة العربية كانت زمن البعثة النبويّة الشريفة، وبالتأكيد فإن مجلس إدارتها سيكون في دار الندوة، فعندها كانت ستُعلِّق على الأحداث بهذه الطريقة:
– أكّد مراسلنا أن سادة قريشٍ سيتصدّون للأفكار التكفيريّة التي تستهدف النيل من قدسيّة الأصنام!
– في تصريح خاص وحصري لقناتنا، شدَّد أبو جهل أنه سيضرب بيد من حديد كل من يحاول أن ينال من اللُّحمة الوطنية!
– الأفكار التكفيريّة تلقى معارضة شديدة، حتى أن أبا لهب اختار مصلحة القبيلة على مصلحة العائلة!
– أغلقت قريش معبر شِعب أبي طالب، بسبب سيطرة محمد على بني هاشم، ومحاولة نشر فكره ومعتقداته!
– محمدٌ في فراشه الوثير بينما بلال يُعذَّب على رمضاء مكة، وهو وحده يتحمّل ما يصيب هذا المسكين!
– الأفكار الجديدة الغريبة عن المجتمع هي التي أدت إلى ترحيل بعض أبناء البلاد إلى الحبشة!
– أفاد مراسلنا أن محمداً حاول الاستيلاء على القافلة الآمنة لقريش، ضارباً بعرض الحائط أعراف الصّحراء!
– تعرّض جيش قريش الذي حاول نجدة القافلة لكمين محكم من التكفيريين عند آبار بدر!
– الحلفاء يحاصرون يثرب في محاولة منهم لوأد الانقلاب وإعادة الشرعيّة لابن سلول!
– حصار خيبر دليل واضح أن محمداً وفكره ضدّ التعايش والسّلم الأهلي!
– عاجل وهام وحصري: تمّ احتلال مكة من قبل محمّد!
بهذا المنطق تُغطّي قناة العربية الأحداث اليوم! إنهم يرون الأحداث بعيني مجلس الحرب المصغّر في تل أبيب، وينزلونه عقدياً منزل التلمود!
لا يُساوون بين الضحية والجلاد فحسب، بل ينحازون إلى الجلّاد، سيخبرون العالم كله أننا قمنا باستفزاز الاحتلال، ولكنهم لن يقولوا لأحدٍ إنَّ الذي يرضى أن يكون وطنه محتلاً فهو ديوث!
المصدر: “مدونة العرب”
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي
إقرأ أيضاً:
ثم لا ينصرون
"لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ".. أكثر من 15 شهرا لو أردت أن تلخص فيها الأحداث في غزة فهي هذه الكلمات القليلة المعجزة التي ذكرها الله عز وجل في سورة آل عمران.
الأولى: لن يضروكم إلا أذى
فهم يقتلون الأطفال والنساء والكبار، وهم يهدمون البيوت وينسفون المستشفيات ويقتلون الأطفال الخدج في الحضانات وهم يمنعون الطعام والماء والكهرباء ويمارسون التجويع. إنهم سبب الفساد والظلم بل هم الفساد والظلم بذاته.
ولقد تأذينا كثيرا من هذا وتأذى أهلنا في غزة وفي كل فلسطين ولكنهم كانوا ـكبر من الأذى وأثبت من الجبال، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر فصبرهم وثباتهم فاق كل صبر وثبات في التاريخ كله.
الثانية: وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار
470 يوما ويملكون كل أنواع القوة، ويكفي أن الشيطان بايدن أمدهم بعشرة آلاف قنبلة زنة كل واحدة 2000 رطل ولديهم أحدث الطائرات والدبابات والمدمرات ولكنهم يهربون ولا يستطيعون المواجهة.
كانت النسبة بين سلاحهم وسلاح المقاومة هي النسبة بين عصا السنوار وطائرة إف35، ومع ذلك كان الهاجس الأكبر للجنود وقادتهم على حد سواء هو كيف يهربون من الأسر ورأينا المقاوم الأعزل يواجه الدبابة من مسافة الصفر الحقيقي ويصعد على ظهرها ويخرج الجنود منها.
رأيناهم يُهزمون في كل مكان من غزة وفي الزيتون وتل الهوى ولن ننسى جحر الديك، في الشجاعية وفي جباليا، وفي خان يونس التي هاجموها بسبع فرق ورأينا المقاومين يفجرون كتيبة الهندسة بالعبوات التي زرعتها لنسف البيوت.
رأينا إعلام العدو لا يتوقف عن الحديث عن الأحداث الصعبة في كل مكان يحاولون الدخول إليه، ورأينا تخبطهم في البيانات عن الإصابات والقتلى ورأينا استقالات الجنرالات اعترافا بالفشل.
ويا للعجب كيف استطاعت عصابات من هؤلاء أن تهزم سبعة جيوش عربية دخلت بحجة الدفاع عن فلسطين.
أما الثالثة فهي قانون سماوي "ثم لا ينصرون"
إنهم لا يستطيعون النصر لأن المرعوب لا ينتصر والجبان لا ينتصر، وهذا ما قالته المقاومة منذ الأيام الأولى. وكان أبو الوليد واضحا في هذا وهو يخاطب قادة العرب: ستنتصر المقاومة فتعالوا لتكونوا شركاء في النصر.