الوطن:
2024-07-07@09:11:06 GMT

أ. د. شوقي علام يكتب.. احتفاء قرآني بميلاده

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

أ. د. شوقي علام يكتب.. احتفاء قرآني بميلاده

لا تخطئ عين القارئ المنصف المتدبّر لآيات القرآن الكريم مدى الحفاوة والتعظيم لميلاد السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، وقد تحدّث القرآن عن حادثة ميلاد المسيح عيسى، عليه السلام، باعتبارها معجزة خارقة لكافة النواميس الكونية المعتادة فى الخلق والإيجاد، وهذا الميلاد المعجز يتشابه مع خلق آدم أبى البشر من حيث إنه قد استند إلى طلاقة القدرة الإلهية مع انقطاع الأسباب العادية، قال تعالى (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ)، وقد كان السيد المسيح بجعل الله تعالى كلمة الله وروحاً منه، فقال تعالى (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ) وهذه الإضافات تعنى التشريف والإجلال.

وكل مسلم يعلم أن الإيمان بالمسيح عليه السلام ركن من أركان إيمانه، وأنه لا يُقبل منه إيمان ولا إسلام إلا إذا آمن بالمسيح عيسى عليه السلام، وبالكتاب الذى أنزل إليه، وقد أفرد الله تعالى سورة كاملة باسم السيدة مريم البتول، وذكر فيها تفاصيل الميلاد المعجز لسيدنا المسيح عليه السلام، قال الله (وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً)، وقال تعالى فى سورة آل عمران (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)، لقد كانت مريم عليها السلام زاهدة عابدة متوجّهة إلى الله تعالى وقد منّ الله عليها بكرامات وتجليات لإعدادها إلى هذا الأمر الكونى المعجز، فقال الله فى سورة آل عمران (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ)، ولما اكتمل إعداد مريم عليها السلام لتكون محلاً لهذا التجلى العظيم آتاها أمر الله (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً قَالَتْ إِنِّى أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً)، وغالباً ما تكون هذه التجليات الإلهية على بعض أصفياء الله سبباً فى الابتلاء والحسد من قِبل المنكرين الجاحدين، وفى حالة السيدة مريم عليها السلام كان الابتلاء عظيماً لم يخلُ من الإيماء إلى التهمة فى العرض والشرف وهى الزاهدة العابدة الصديقة صاحبة السيرة الحسنة والكرامات المشهودة، وكان حرياً بهم أن يسندوا الأمر المعجز إلى طلاقة القدرة الإلهية، لكن الحسد صرفهم عن ذلك، ولأنها تعلم غلاظة قلوب الناس فى هذا الوقت وجحودهم لآيات الله تمنّت الموت عند حدوث المخاض، حتى لا ترى منهم التهمة فى الشرف والعرض (فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَالَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِى قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً) وكما طمأنها عيسى عليه السلام بمعجزة النُّطق فى المهد، أنطقه الله ببراءتها وطهرها وعفتها على الملأ المتهمين الجاحدين من بنى إسرائيل (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِى الْمَهْدِ صَبِيّاً قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ آتَانِىَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِى نَبِيّاً). إن إيماننا بهذا الميلاد المعجز لسيدنا المسيح عليه السلام قد انعكس على المسلمين محبة له ومحبة كذلك للمنتسبين إليه الذين آمنوا به، وانعكس كذلك قُرباً وحباً لإخواننا فى الوطن من الأقباط وسبب ذلك؛ أولاً: وصف الله تعالى لهم بأنهم أقرب أهل الأديان إلى قلوب ووجدان المسلمين، وأنهم أقربهم مودة ومحبة لنا، وثانياً: لأننا نتشارك مصيراً واحداً ووطناً واحداً قد اختلطت دماؤنا وأرواحنا فى فدائه والتضحية من أجله وذوداً عنه فى كثير من الملاحم والحروب. كل عام وجميع البشرية فى خير بمناسبة ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام. كل عام وإخواننا فى الوطن بكل خير.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محبة المسيح رسائل السلام التسامح هوية المصريين المسیح علیه السلام الله تعالى مریم علیه

إقرأ أيضاً:

سر كلمات أوصى بها النبي.. «حياتك هتتغير لو حرصت عليها»

المؤمن دائمًا يسعى إلى تغير حياته للأفضل، عن طريق التقرب إلى الله ومناجاته دائمًا، والسير على خطوات رسول الله -صل الله عليه وسلم-، والاقتضاء به في كافة الأعمال الصالحه، وأوصانا النبي ببعض الكلمات التي نحرص عليها في يومنا، رغبة في التغيير إلى الأفضل.

كلمات أوصانا بها النبي 

أعمال كثيرة يتبعها المسلم، للاقتضاء برسول الله، في حياته، حتى ينال رحمة ومغفرة الله سبحانة وتعالى، وتغيير حياته إلى الأفضل، دون هموم أو متاعب الحياة المرهقة، وحسب الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في فيديو له عبر قناته الخاصة على موقع «يوتيوب»، قال إن النبي -صل الله عليه وسلم- قال: «جددوا إيمانكم»، متسائلًا: كيف يا رسول الله؟ «قولوا لا إله إلا الله» فـ«لا إله إلا الله» عندما تذكرها من القلب والوعي، تبدأ حياة جديدة مع الله.

ادعية مستجابة لتفريج الكرب

هناك العديد من الأدعية، التي تساعد على فك الكرب وتفريج الهم، مثل: دعاء يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت: الذي يعد أشهر الأدعية التي يُستجاب لها بسرعة «لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ»، إذ يقول النبي محمد -صل الله عليه وسلم-: «دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له».

ودعاء الكرب: عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم».

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف يشهد احتفال الوزارة بالهجرة النبوية المشرفة بمسجد السيدة زينب
  • عمر هاشم: الهجرة النبوية الشريفة فرّقت بين الحق والباطل
  • انطلاق أولى حلقات الصالون الثقافي الصيفي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
  • النيابة الإدارية تستقبل الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
  • د. يوسف عامر يكتب: قصة مهاجرة
  •   الشيخ ياسر مدين يكتب: كيف وصلتنا السُّنة (9)  
  • مفتي الجمهورية: الجيش حمى الإرادة الشعبية في ثورة 30 يونيو.. وهو من خير أجناد الأرض
  • «الإفتاء» حكم الذكر جماعة وجهرا عقب صلاة العصر يوم الجمعة
  • سر كلمات أوصى بها النبي.. «حياتك هتتغير لو حرصت عليها»
  • تأملات قرآنية