أخبارنا:
2024-10-06@11:35:45 GMT

دراسة: احذر الوحدة فهي قاتلة!

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

دراسة: احذر الوحدة فهي قاتلة!

دفعت معضلة الشعور بالوحدة ببعض الدول إلى إنشاء مؤسسات خاصة بهذا الشأن، وبعضها لديها وزارات مخصصة للوحدة، كما هو الحال في المملكة المتحدة. وفي ألمانيا، وافقت الحكومة الفيدرالية مؤخرًا على ورقة استراتيجية تضم أكثر من مائة إجراء لمكافحة الوحدة، نقلا عن موقع صحيفة "برلينر تسايتونغ".

وتعد الوحدة، وفقًا للمتخصصة في علم النفس سوزان بوكر من جامعة فيتن/هيرديك بولاية وستفاليا شمال الراين، خطرًا صحيًا كبيرًا.

وتشير الباحثة إلى أن أسباب الوحدة غالبًا تكون فردية وصعبة التعميم، وتتضمن نقص الاتصالات وضعف العلاقات وقلة القرب.

وأظهرت دراسة علمية أمريكية أن شعور الوحدة يؤدي إلى زيادة ملحوظة في معدل الوفيات على مدى ثماني سنوات، حيث فحص الباحثون بيانات 9032 مشاركًا.

يعاني الكثيرون من الوحدة في مراحل مختلفة من حياتهم، مثل بداية الدراسة والتدريب والعمل والتقاعد، أو بعد الانفصال أو فقدان أحد أفراد الأسرة. ويؤدي الشعور المستمر بالوحدة إلى زيادة في معدل الوفيات في وقت لاحق، وهو ما أظهرته الدراسة الأمريكية، يضيف موقع صحيفة "برلينر تسايتونغ".

وتؤثر الوحدة على ضغط الدم وشيخوخة الذاكرة والجهاز القلبي الوعائي. وقد أظهرت نتائج دراسة سابقة لنحو 150 دراسة عالمية قبل بضع سنوات أن الأشخاص الذين يشعرون بالرضا عن جودة وكمية علاقاتهم الاجتماعية يعيشون في المتوسط لفترة أطول. ويعتبر مخاطر الوفاة بسبب الوحدة مقارنة بعوامل الخطر مثل التدخين وتناول الكحول، حتى تفوق تأثير عوامل الخطر مثل قلة النشاط البدني والبدانة.

كما تلعب المشاكل المالية واستخدام التكنولوجيا بشكل مفرط دورًا في زيادة الشعور بالوحدة.

ارتفعت نسبة الشعور بالوحدة لدى الكبار والصغار على حد سواء بسبب قيود الاتصال أثناء جائحة كوفيد-19.

أمام هذا الوضع، يشدد الخبراء على أهمية بناء علاقات اجتماعية في سن مبكرة تستمر حتى في الكبر، لتجنب صعوبة العثور على أصدقاء جدد في المستقبل. كما يُشجع على البحث عن صداقات داخل وخارج مكان العمل.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

المعضلات النفسية والاجتماعية في السودان: جذور الصراع وافاق الحلول

المشكلة السودانية التاريخية، التي تتجاوز الأزمات السياسية المباشرة أو الصراعات المسلحة، يمكن فهمها بشكل أعمق إذا نظرنا إليها من خلال الأبعاد النفسية الجماعية والاجتماعية. هذه الأبعاد تسهم في تشكيل التصورات، وتحديد أنماط السلوك، وخلق علاقات معقدة بين مكونات المجتمع السوداني، مما يؤدي إلى نشوء صراعات مزمنة وإعادة إنتاج الأزمات.

1. البعد النفسي الجماعي:

يُمكن تفسير المشكل السوداني جزئيًا من خلال ما يُعرف بعلم النفس الجماعي (Collective Psychology)، حيث أن الجماعات الإثنية والقبلية في السودان تحمل في طياتها مظاهر نفسية تراكمت عبر الأجيال بفعل التاريخ الطويل من التهميش، الصراعات، والاستغلال. هذه المظاهر النفسية تشمل:

الذاكرة الجمعية المتألمة: مثل الشعور بالمظلومية التاريخية لدى الجماعات المهمشة، حيث يتوارث الأفراد الشعور بعدم العدالة والاضطهاد، مما يُعزز من توجههم نحو العزلة أو حتى التمرد على النظام القائم.

الشعور بالدونية أو التفوق: نشأت بعض الفئات في السودان على فكرة تفوقها الإثني أو العرقي، مما أدى إلى ترسيخ الشعور بالتمايز وهو شعور تعويضي اكثر منه شعور طبيعي وله مصداقية في الواقع وانما هو الية بقاء و توازن علي سبيل تحويل عقد النقص الي عقد تفوق كحيلة دفاعية ، سواء في المناطق التي شهدت تجارة الرقيق أو في العلاقة بين المركز والأطراف، وبالتالي تأسيس علاقات هيمنة وخضوع متبادلة.

الشعور بالعجز والإحباط الجماعي: العجز الذي تعانيه بعض الجماعات في التعبير عن هويتها الثقافية أو المطالبة بحقوقها يُولد شعورًا باليأس، والذي قد يتحول إلى عدائية مفرطة، سواء تجاه السلطة المركزية أو حتى تجاه المكونات الاجتماعية الأخرى.

الصورة النمطية المتبادلة: ترسيخ الصور النمطية السلبية بين الجماعات المختلفة (مثلاً الجلابة كمستغلين، الغرابة كمتمردين، النوبة كمتمسكين بالتقاليد)، وهذا يؤدي إلى تنميط الأفراد وفق تصنيفات ضيقة يصعب معها بناء روابط اجتماعية صحية.

2. البعد الاجتماعي:

الشق الاجتماعي يتداخل مع الشق النفسي، حيث أن التكوينات الاجتماعية في السودان تتسم بعدم التجانس الواضح، مما يؤدي إلى نشوء علاقات اجتماعية متناقضة ومتداخلة. بعض مظاهر هذه المعضلات الاجتماعية:

هيكلية القبلية والعرقية: هيمنة القبلية والانتماءات العرقية في تشكيل الهوية السودانية، مما يجعل ولاء الفرد لقبيلته أو عرقه أعلى من ولائه للوطن. هذه الديناميكية الاجتماعية تؤدي إلى تجزئة المجتمع إلى وحدات مستقلة تعيش في تنافس دائم، ويُنظر إلى الآخر على أنه منافس أو خصم محتمل.

الفوارق الاقتصادية والتنموية: تعمق الفجوات التنموية بين المركز والأطراف يُساهم في تشكيل تصور اجتماعي عام بأن الدولة تخدم مصالح فئة محددة دون غيرها. وهذا يولد الإحساس بالحرمان النسبي، والذي يُعتبر من العوامل المحركة للصراعات.

التمدد الحضري والهجرة الداخلية: هجرة الأفراد من الأطراف إلى المدن الكبرى مثل الخرطوم بسبب النزاعات أو التصحر أو الفقر تُعيد تشكيل التركيبة الاجتماعية في هذه المدن، مما يؤدي إلى خلق صراعات جديدة على الموارد وفرص العمل.

تسييس الانتماءات الاجتماعية: الصراعات الاجتماعية في السودان كثيرًا ما يتم تسييسها واستغلالها من قبل النخب السياسية لتعزيز سلطتها، سواء عبر استمالة جماعات معينة أو تهميش أخرى، مما يُزيد من تعقيد الحلول الاجتماعية والسياسية الممكنة.

3. التأثيرات النفسية التاريخية:

للتاريخ السوداني الطويل في العبودية، الاستعمار، ثم السياسات المركزية القمعية، أثر نفسي عميق على التركيبة الاجتماعية والنفسية للمجتمع السوداني:

استمرار آثار العبودية: ما زال تأثير العبودية قائمًا في اللاوعي الجماعي لبعض الجماعات، حيث أن هذا الإرث خلق تباينًا اجتماعيًا وتمييزًا مبنيًا على الأصول العرقية، مما يجعل الصراعات الإثنية تستمد جزءًا من قوتها من هذه المخلفات التاريخية.

تأثير الاستعمار في إعادة تشكيل الهويات: الاستعمار البريطاني فرض أنماطًا من الحكم تعتمد على التفرقة بين الأعراق، مما أدى إلى تعميق الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية الجامعة.

الأنظمة العسكرية الشمولية: الأنظمة العسكرية، خاصة خلال فترة نظام الإنقاذ (1989-2019)، أسست لانقسامات نفسية جماعية عبر التلاعب بالدين، والقيم الثقافية، والانتماءات القبلية. هذا التلاعب ساهم في خلق شعور بالعداء المتبادل، وعدم الثقة بين السودانيين أنفسهم.

4. نتائج هذه المعضلات النفسية والاجتماعية:

إن التداخل بين العوامل النفسية الجماعية والاجتماعية أدى إلى خلق حلقة مفرغة من الصراعات والانقسامات. فعلى سبيل المثال، المفاوضات التي تُجرى بين الأطراف المتنازعة غالبًا ما تنتهي بالفشل، لأن الأطراف المختلفة تحمل تصورات وصورًا ذهنية سلبية عن بعضها البعض، مما يجعل الوصول إلى تفاهم مشترك أمرًا صعبًا.

حتى في حالة النجاح في الوصول إلى اتفاق، يبقى هناك تردد في الالتزام به، لأن الخلفية النفسية والاجتماعية التي تشكل تصورات الأفراد والجماعات عن السلطة، والعدالة، والحق، والانتماء لا تزال مشبعة بالمفاهيم السلبية والشك المتبادل.

5. سبل الحل:

لحل المشكلة السودانية من جذورها، يجب اتباع نهج شامل يأخذ في الاعتبار العوامل النفسية والاجتماعية إلى جانب الحلول السياسية والعسكرية. من بين هذه السبل:

العمل على بناء ذاكرة جمعية إيجابية: من خلال تسليط الضوء على أوجه التكامل والتفاعل التاريخي بين الجماعات المختلفة، والسعي نحو إعادة صياغة تاريخ مشترك يُبرز المساهمات المتبادلة.

إصلاح النظام التعليمي والإعلامي: لمحو الصور النمطية السلبية، وبناء جيل جديد يُدرك أن التعددية هي مصدر قوة وليس ضعفًا.

برامج المصالحة المجتمعية: تنظيم برامج للمصالحة تشمل حوارات مجتمعية تهدف إلى معالجة الجروح النفسية المتوارثة، وإعادة بناء الثقة بين الجماعات.

التنمية المتوازنة: الاستثمار في المناطق المهمشة اقتصاديًا، واجتماعيًا، وثقافيًا، للقضاء على الشعور بالحرمان والتمييز.

إن النظر إلى المشكلة السودانية من زاوية المعضلات النفسية والاجتماعية يُمكننا من فهم أعمق للتعقيدات التي تواجه هذا البلد. فالقضية ليست فقط صراعًا على السلطة أو موارد، بل هي صراع على الهوية، والانتماء، والمظلومية. الحلول الناجعة يجب أن تعالج جذور هذه المعضلات، لا أن تكتفي بإبرام اتفاقات سياسية قد تنهار في أي لحظة بسبب هشاشة الأسس النفسية والاجتماعية التي تقوم عليها.

hishamosman315@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • برج العذراء.. حظك اليوم الأحد 6 أكتوبر: احذر القيام بهذا الأمر
  • احذر من ظاهرة ديون النوم.. علامات تدل على أنك تؤذي نفسك دائمًا
  • القبض على قاتلة متسلسلة في كندا
  • هذا ما يحدث لجسمك عند نقص فيتامين ب 12.. يهدد بأمراض خطيرة
  • الشرطة الكندية تعلن القبض على "قاتلة متسلسلة" في تورونتو
  • دراسة جديدة تكشف أسباب زيادة إصابات النوبات القلبية بين الشباب
  • المعضلات النفسية والاجتماعية في السودان: جذور الصراع وافاق الحلول
  • تفسير حلم رؤية الثعبان الأسود في المنام.. احذر في تلك الحالة
  • احذر.. هذا الأمر يسرع من شيخوخة الدماغ!
  • للحصول على نوم هادئ .. تناول هذه الوجبات