مع اكتساح الذكاء الاصطناعي العالم، أصبح للتجميل نصيب وافر كغيره من المجالات الأخرى التي تركت فيها هذه التقنية بصمتها، ولا تزال، حيث أحدثت نقلة نوعية ضخمة في عالم التجميل ونقلته إلى مستوى آخر تماماً.

وغدت الأسواق اليوم مليئة بعلامات التجميل التي تبتكر أجهزة ذكية، تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي للعناية بالبشرة والمكياج، كما تعدّ هذه التقنية وسيلة أكثر انتشارًا وسرعة لترويج المنتجات والتواصل مع العملاء.

وتعتبر خبيرة التجميل ألينا فتوني أن الذكاء الاصطناعي "رهيب" لدرجة أنه يمنح شركات التجميل القدرة على تقديم تجارب فريدة مثل تجربة المستحضرات افتراضياً وتقديم تحليل للبشرة عبر الإنترنت لعملائها.

وتكمن قوة تقنية الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي للعلامات التجارية -بمجال التجميل- في قدرتها على تلبية الاحتياجات الخاصة بالجمال، وقد ساعدت خوارزميات التعلّم العميق التي تقود تقنية التجميل بالذكاء الاصطناعي والواقع المعزز العلامات التجارية على توفير التخصيص على نطاق واسع لعملائها.

وباستخدام هذه التقنيات، بات في إمكان المرأة تجربة المنتجات افتراضيًا، بلمسة زر واحدة، والحصول على توصيات تناسب الاحتياجات الخاصة.

مستشارو الذكاء الاصطناعي يستخدمون خوارزميات التعلم الآلي لتحليل البيانات الشخصية (غيتي) اختبار منتجات التجميل عبر الإنترنت

وبحسب فتوني "من كان يتخيل أنه يمكن اختبار منتجات التجميل عبر الإنترنت؟" وتابعت "يتم استخدام الواقع المعزز من قبل العديد من شركات التجميل والتطبيقات للسماح باختبار الماكياج قبل الشراء. ليس من الضروري زيارة متجر مستحضرات التجميل أو المكياج. بدلاً من ذلك، كل ما يجب فعله هو تنزيل التطبيقات وتجربة الماكياج افتراضيا بالمنزل".

وتعمل بعض العلامات التجارية لمستحضرات التجميل على زيادة مبيعاتها من خلال السماح للراغبات بالشراء بتجربة منتجاتهم باستخدام مرشحات "فلاتر" خاصة يمكن من خلالها اختبار درجات مختلفة من أحمر الشفاه وظلال العيون، وذلك لاختيار الدرجة المثالية لهن.

ووفقاً لفتوني، أصبحت تقنية الذكاء الآن قادرة على اكتشاف مشاكل البشرة في غضون ثوانٍ، ومساعدة المرأة على فهم نوع البشرة وتحديد المنتج المناسب لها تماماً، وذلك من خلال نتائج التحليل الافتراضي للبشرة، مما يمكن من الحصول بسرعة على تحليل مفصل للبشرة وتحديد كيفية علاجها، كما يساعد الذكاء الاصطناعي في تقديم أفضل اقتراحات حول المنتج التي تلبي احتياجاتها.

فتوني: أصبح الذكاء الاصطناعي يمنح شركات التجميل القدرة على تقديم تجارب فريدة للنساء (الجزيرة) لمنتجات أكثر فعالية وأمانًا للبشرة

والذكاء الاصطناعي لا يلعب دورًا مهمًا في تطوير وتحسين منتجات العناية بالبشرة وتخصيصها بشكل فّعال فقط، بل يساعد في التنبؤ بفعالية المكونات والتركيبات المختلفة، مما يسمح لشركات مستحضرات التجميل بتطوير منتجات أكثر فعالية وأمانًا للبشرة.

وتوضح فتوني -خلال حديثها للجزيرة نت- أن مستشاري الذكاء الاصطناعي يستخدمون خوارزميات التعلم الآلي لتحليل البيانات الشخصية للعميلة وتفضيلاتها، مما يمنحها فرصة الحصول على مزيد من المعلومات لتحسين التوصيات. فعلى سبيل المثال، قد يسأل العميلة عن نوع الجلد ونسيج الشعر وأسلوب المكياج المفضل. وبعد ذلك تستخدم "التقنيات الذكية" هذه المعلومات للتوصية بمنتجات العناية بالبشرة التي تناسب نوع البشرة، ومنتجات العناية بالشعر التي تعالج مشاكل الشعر الخاصة بها، ومنتجات المكياج التي تتناسب مع تفضيلاتها.

المرآة الذكية تلعب دوراً في تحليل البشرة بدقة وتأخذ بالحسبان العمر ونوع الجلد (غيتي) نماذج لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي

من جانبه، يقدم موقع "إيزي ويك.أو" أهم التقنيات في الذكاء الاصطناعي بمجال صناعة مستحضرات التجميل ورعاية البشرة، ويقدم للعميلات حلولاً فعالة تتناسب مع احتياجاتهن، ومن أهمها:

المرآة الذكية: تلعب دوراً هاماً في تحليل البشرة بشكل دقيق، وتأخذ بالحسبان عوامل عدة منها نوع الجلد، العمر، أسلوب الحياة، وحتى الجينات. تقنية الكمال: تسمى "بيرفكت كورب" وهي من أولى التطبيقات في تكنولوجيا التجميل، بدءاً من كاميرا بتقنية الواقع المعزز والتي مكّنت المستخدمات من تجربة ألوان مختلفة من أحمر الشفاه وظلال العيون، وقد توسعت الآن لتشمل أنواع مستحضرات التجميل الأكثر تحدياً مثل: أحمر الخدود ومستحضرات التسمير الذاتي. غلام سكواد: خدمة تجميل حسب الطلب تستخدم الذكاء الاصطناعي لمطابقة العملاء مع خبراء التجميل المناسبين بناءً على احتياجاتهم وتفضيلاتهم.، وحجز المواعيد عبر الإنترنت. الأكثر لمعاناً: وتسمى أيضا "غلوسيه" وتستخدم الذكاء الاصطناعي لتخصيص توصيات المنتج المناسب لكل عميلة وفقا لتفضيلاتها. كما تستخدم تعليقات العملاء لتحسين منتجات التجميل والعناية بالبشرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی مستحضرات التجمیل عبر الإنترنت

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يداعب خيال صناع الدراما

في أغسطس من العام الماضي، أجرى مركز «إبسوس» الفرنسي لأبحاث السوق وتحليل البيانات، استطلاع رأي، كشف أن "36%" من المصريين يستخدمون تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتزداد النسبة إلى "40%" في الفئة العمرية بين "35 و 44 سنة"، وأكد "21%" منهم، أن هذه التكنولوجيا غيّرت حياتهم اليومية بشكل كبير لم يكن في الحسبان.

وربما لو أجري الاستطلاع مرة أخرى خلال الأشهر الثمانية الأخيرة، لتقافزت الأرقام بشكل لن يكون، أيضًا، في الحسبان، عقب طفرة تطور "شات جي بي تي"، و"ديب سيك" وإخوتهما في مجال "مساعدي الذكاء الاصطناعي"، وربما لو دقق أحدنا في "يد الآخر"، لوجد هاتفه الذكي يكاد يلوّح له قائلاً: "أهلاً يا صديقي، كيف يمكنني مساعدتك اليوم؟!".

عندما نقرأ مصطلح "استنساخ"، سرعان ما ترجع الذاكرة، فلاش باك، إلى عام 1997، حينما حدثت الضجة العالمية باستنساخ النعجة "دوللي" اصطناعيا، بتقنيات طبية تكنولوجية غاية في التعقيد "الجيني". وبعيدًا عن إشكالية الخلاف حول توقيت إجراء أول عملية استنساخ، سواء للفئران أو الحيوانات، فوجئ الجمهور بالمصطلح نفسه، لأول مرة، عبر الصفحات الفنية، كـ"اسم فيلم جديد" تم طرحه بعد عيد الفطر مباشرة، داهمته عواصف من الجدل، عقب التأجيل المفاجئ للعرض الخاص، وتراشق التصريحات بين صناع الفيلم، وجهاز الرقابة، وكانت المفاجأة الكبرى هي "بطل الفيلم" نفسه، الفنان سامح حسين، الذي تصدر التريند خلال شهر رمضان، بعد النجاح الكبير لبرنامجه الذي يقدمه عبر "السوشيال ميديا"، بعنوان "قطايف"، في قالب اجتماعي توعوي أخلاقي، وجاء الإعلان عن فيلمه "استنساخ" بمثابة "ضربة حظ" بتوقيت "يبدو مثاليا" عقب نجاحه في رمضان، كما تشارك بطولته الفنانة هبة مجدي، التي تألقت (أيضًا) في رمضان الماضي بمسلسليْ "المداح"، و"منتهي الصلاحية"، ولكن "التألق المزدوج" لبطليْ الفيلم، لم يشفع لهما أمام شباك التذاكر، فما زالت الإيرادات "هزيلة"، وإن كان صناع العمل يراهنون على الفترة المقبلة، بعد "تشبّع الجمهور من أفلام العيد" التي سبقت طرح "استنساخ".

الذكاء الاصطناعي يداعب خيال صناع الدراما

وكانت "بوصلة" صناع الفيلم تتجه، قبل برنامج "قطايف"، إلى الاكتفاء بالعرض عبر المنصات الإلكترونية، نظرًا لكون بطل العمل ليس "نجم شباك"، وغيابه الطويل عن السينما، وتراجع إيرادات أفلامه السابقة، التي كان معظم جمهورها من "الأطفال"، خاصة أن البطل "يغيّر جلده الذي يعرفه جمهوره"، حيث يجسد سامح حسين دور "يونس العربي"، مريض نفسي سيكوباتي، كما أن فكرة الفيلم الجديد بعيدة تماما عن "اهتمامات الأطفال"، حيث تتناول الأحداث أفكارًا وجودية عميقة بين الفلسفة والهوية، في قالب تشويقي جاد، حول تداعيات الذكاء الاصطناعي والاستنساخ البشري، وآثارها على جوانب حياتنا الإنسانية والاجتماعية، والعلاقة المعقدة بين الإنسان والتكنولوجيا في المستقبل، والطريف، أننا سألنا "شات جي بي تي" عن "رأيه" في هذا الطرح، فكانت إجابته بأن المعالجة الدرامية تبتعد عن الواقع إلى حد كبير، فمساعد الذكاء الاصطناعي لا يستنسخ البشر، وإنما يعالج البيانات ويتفاعل مع المستخدمين بناء على البرمجة والتعلم، وانتقد "شات جي بي تي" ما ينسجه خيال صناع الدراما من "مخاوف" حول سيطرة الذكاء الاصطناعي، و"وصفها" بأنها "مبالغات درامية"، تعكس المخاوف البشرية بشكل عام من المجهول الذي تأتي به التكنولوجيا، وإن كانت "على حد تعبير شات جي بي تي"، مخاوف غير حقيقية، باعتبار أن خروج الذكاء الاصطناعي (أحيانا) عن سيطرة البشر، ليس مرجعه "نوايا خبيثة" من الذكاء الاصطناعي، كما يتوهم البعض، وإنما "قيادة غير حكيمة من البشر"، وإشراف "غير كافٍ"، و"مراقبة غير دقيقة" لتطبيقات حساسة، مما أدى لاتخاذ الذكاء الاصطناعي "قرارات غير متوقعة" بناء على خوارزميات معقدة، لم يتم حسابها بدقة من جانب البشر!!

الذكاء الاصطناعي يداعب خيال صناع الدراما

ومنذ عام، تقريبًا، فتحت الدراما المصرية، أبوابها أمام قضايا "تقنية"، تتعلق بالتكنولوجيا المتطورة، والذكاء الاصطناعي، وتناول معظمها العلاقة "المريبة" مع بعض البشر "المؤذين" الذين يمارسون "جرائم إلكترونية" في الخفاء، ودارت "الحبكات الجديدة" في قوالب التشويق والإثارة والغموض، حول "توريط الأبرياء" بأساليب التحايل و"النصب" و"التزييف العميق" الذي يتم باستخدام "AI"، هذين "الحرفين باللغة الإنجليزية" اللذين باتا من "أساسيات الحوار الدرامي" لعدد من المسلسلات المصرية التي عرضت مؤخرا، ومنها "رقم سري"، و"صوت وصورة"، وفي دراما رمضان 2025: "أثينا"، و"منتهي الصلاحية"، كما قدم مسلسل "تيتا زوزو"، 2024، معالجة "إنسانية" مبتكرة، للعلاقة بين البشر والذكاء الاصطناعي، عن طريق "تطبيق ذكاء اصطناعي يخلق كائنا افتراضيا"، يتفاعل مع الأبطال، يؤنسهم ويؤثر فيهم، وتتغير به مسارات الأحداث، هذا المزج "العاطفي" بين الإنسان و"الآلة" ظهر منذ 2020، في مسلسل "النهاية" ليوسف الشريف، الذي جسد دور "روبوت"، صنعته البطلة (سهر الصايغ)، لتتغير به الحبكة ويتفاعل معه الأبطال، كما ظهر معه "روبوت يتعاطف مع البشر"، عمرو عبد الجليل، ودار الصراع حول سرقة "الوعي البشري" باعتباره "أعز ما يملك بنو آدم"، وبعده بعام، طرح مسلسل "في بيتنا روبوت"، معالجة كوميدية لفكرة تصنيع "روبوت" يساعد البشر في مهام عملهم، وتعاطف الجمهور مع اثنين من الفنانين جسدا "شخصيتيْ الروبوتين لذيذ وزومبا"، عمرو وهبة وشيماء سيف!

الذكاء الاصطناعي يداعب خيال صناع الدراما

وشهدت السينما المصرية، فكرة "الروبوت"، في قوالب مختلفة، كان آخرها، في 2021، "موسى" للفنان كريم محمود عبد العزيز، الذي شارك البطولة مع "روبوت" اخترعه لنصرة الضعفاء، والانتقام من قوى الشر، في قالب فانتازي يعكس حلم الإنسانية الأبدي الذي ينشد تحقيق قيم الحق والخير والجمال، وكانت السينما المصرية قد بدأت مشوارها مع فكرة "الروبوت"، منذ خمسينيات القرن الماضي، بمحاولة "بدائية كوميدية"، في فيلم "رحلة إلى القمر"، 1959، بطولة إسماعيل يس، ورشدي أباظة، حول رحلة فضائية قام خلالها روبوت (إنسان آلي) بالسيطرة على الأبطال، وتحويل مساراتهم، ثم مساعدتهم للعودة إلى كوكب الأرض، وفي 1968، عُرض فيلم "المليونير المزيف"، جسد خلاله الأستاذ فؤاد المهندس، شخصية مهندس اخترع "روبوت" يؤدي الأعمال المنزلية، أطلق عليه "ماك ماك"، جسده الفنان حسن مصطفى، وفي 1987، عرض التليفزيون فوازير "جدو عبده زارع أرضه" للفنان عبد المنعم مدبولي، وظهر فيه "روبوت" يعمل كـ"جنايني"، أطلق عليه أهل القرية اسم "العمدة الآلي"، والطريف، أنه في نفس العام، عرض مسلسل "الزوجة أول من يعلم"، شاركت في بطولته الفنانة شهيرة، وجسدت دور مهندسة كمبيوتر، تستعين بما يشبه "المساعد الذكي"، عن طريق توصيل "الآلة الكاتبة بالتليفزيون"، لمساعدتها في العثور على "لوازم البيت". وبشكل عام، في أغلب الأعمال الدرامية التي تناولت الذكاء الاصطناعي، سواء في مصر، أو حتى هوليوود (مع الفارق الرهيب بالطبع)، تتمحور الفكرة الأساسية حول الأسئلة الأخلاقية والفلسفية والوجودية المعقدة، التي تعكس مخاوف مليارات البشر، باختلاف مستويات تطورهم، من المصير الضبابي الذي ينتظر كوكب الأرض، وتقف في مقدمته "جيوش الذكاء الاصطناعي"، وكأنها "تخرج ألسنتها" للجميع، في "سخرية غامضة" لن يكتشف "سرّها" أحد!!

اقرأ أيضاًسامسونج تستحوذ على شركة ناشئة في مجال الروبوتات بـ كوريا الجنوبية

«الجوانب القانونية لاستخدام الروبوت الذكي في المؤسسات الحكومية».. مؤتمر طلابي بـ«حقوق حلوان»

تطور غير مسبوق.. «جوجل» تضيف تحديثات إخبارية إلى روبوت Gemini

مقالات مشابهة

  • الاستثمار في عصر الذكاء الاصطناعي «استراتيجيات، فرص، وحوكمة»
  • OpenAI تطلق أحدث نسخة من نموذج الذكاء الاصطناعي GPT-4.1
  • غوغل تطور نظارات ذكية تعمل بتقنية «الذكاء الاصطناعي»
  • أفضل ماسك طبيعي للبشرة الجافة والمجعدة
  • الذكاء الاصطناعي.. رفيق في السفر
  • أكرم الربيعي : جامعة المستقبل تنفرد بتأصيل مصطلح ” الإعلام الذكي ” للحاق بركب تقنيات الذكاء الإصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يداعب خيال صناع الدراما
  • الوراقة المغربية وصناعة المخطوط.. من أسرار النساخ إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي
  • نتفليكس تختبر طريقة بحث جديدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي من أوبن إيه آي
  • رئيس الحكومة : الذكاء الإصطناعي لحظة فارقة في تاريخنا المعاصر