الوطن:
2025-01-30@23:44:01 GMT

د. أسامة الحديدي يكتب.. محمد والمسيح

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

د. أسامة الحديدي يكتب.. محمد والمسيح

يحتفل العالم فى هذه الأيام ببداية عام ميلادى جديد فى ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه وعلى نبينا سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، السلام، فكلاهما حمل للإنسانية جمعاء رسالة الحب والسلام.

فها هو سيدنا النبى محمد صلى الله عليه وسلم يحتفى بسيدنا السيد المسيح عليه السلام:

فعن أبى هُرَيْرَةَ، رضى الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فِى الْأُولَى وَالْآخِرَةِ» قَالُوا: كَيْفَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلَّاتٍ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، فَلَيْسَ بَيْنَنَا نَبِىٌّ»، ولا يخفى على أحد أن من تمام إسلام المسلم هو إيمانه بجميع الرسل والأنبياء.

ولقد أثبتت السنون والأحداث أن الشعب المصرى بجميع أطيافه نسيج واحد، شعب متماسك ومترابط، كالجسد الواحد، فبالكاد يستطيع المرء فى الحياة العامة أن يفرق بين المسلم والمسيحى.

ويُعد نموذج التسامح الإسلامى المسيحى المصرى نموذجاً يُحتذى به فى التعايش الإيجابى، فعلى مر التاريخ ظهر هذا التعايش جلياً للقاصى والدانى، فلو عدنا لأحداث التاريخ نجد أن فى ثورة 1919م تجسد هذا التعايش ووقف سداً منيعاً أمام قوى الاستعمار التى حاولت بث روح الفُرقة والانقسام بين أبناء الشعب المصرى، مسلميه ومسيحيين، فإذا بهم يقفون صفاً واحداً أمام هذه المحاولات البغيضة، ويضربون أروع الأمثلة فى التعايش والوطنية والانتماء.

ورغم الاحتفال بالعام الجديد وميلاد السيد المسيح عليه السلام فإن قلوب المصريين جميعهم يعتصرها الألم ويملأها الحزن بسبب الأحداث الجارية على أرض فلسطين، مهد السيد المسيح، التى مشى وترعرع فى ربوعها، فتلك الجرائم التى يرتكبها المحتل الصهيونى ليلاً ونهاراً من قتل وتدمير تنافى الرسالات السماوية التى جاء بها الأنبياء جميعهم، وتحمل مبادئ الحب والسلام، كما جاء فى القرآن الكريم: {قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}. [البقرة: 133]

وإن كنا نتحدث عن التعايش بين أبناء الشعب المصرى الواحد، مسلمين ومسيحيين، لا يفوتنا أن نذكر الموقف التاريخى والكلمات الخالدة للبابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عندما قال إن المسيحيين لن يذهبوا للقدس إلا يداً بيد مع إخوانهم المسلمين، ومنع المسيحيين من الذهاب إلى زيارة القدس، فى إشارة واضحة لرفض كل الانتهاكات التى تدور على أرضها المباركة.

ولا ننسى كيف وقف الشعب المصرى وقواته المسلحة الباسلة -بمسلميه ومسيحييه- جنباً إلى جنب على جبهة واحدة وسالت دماؤهم من شريان واحد، وضربوا أروع الأمثلة فى الحب والتفانى فى معركة العزة والكرامة، معركة استرداد أرض سيناء الحبيبة من المحتل الصهيونى الغاصب.

وعندما حاولت قوى التطرف والإرهاب تهديد هذا التعايش بادر فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مع قداسة البابا شنودة الثالث بفكرة تأسيس بيت العائلة المصرية فى 2011م، وذلك أثناء تأدية واجب العزاء فى شهداء كنيسة القديسين الذين اغتالتهم يد الإرهاب والتطرف.

وجدير بالذكر أن أعضاء مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية يحرصون خلال وجودهم الميدانى بالمحافظات على زيارة الكنائس ولقاء القساوسة والكهنة، وذلك فى إطار الجهود المبذولة للحفاظ على كيان واستقرار المجتمع المصرى، كما تضم اللقاءات التى يعقدها المركز من خلال برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية الشباب، سواء من المسلمين أو من المسيحيين.

والأمثلة على الحب والسلام والتعايش الذى يمتاز به أبناء الشعب المصرى لا تسعها هذه السطور، ولعل أكبر شاهد على ذلك أن من يسير فى ربوع مصر الحبيبة يجد مساجد مصر تعانق كنائسها فى لوحة فنية يملأها الحب والسلام على أرض هذا الوطن الحبيب. وما زال أبناء هذا الشعب مستمرين فى معركة البناء والتنمية التى يقودها فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لتأسيس بناء الجمهورية الجديدة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محبة المسيح رسائل السلام التسامح هوية المصريين الحب والسلام السید المسیح الشعب المصرى

إقرأ أيضاً:

نواب وحزبيون يشيدون برفض الرئيس السيسي للتهجير: تعكس ثوابت الموقف المصري التاريخي

ثـمَّن أعضاء بمجلسى النواب والشيوخ كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، بشأن رفض مصر لمخطط تهجير الفلسطينيين من أرضهم بهدف تصفية القضية.

وأكد المستشار بهاء أبوشقة، وكيل أول مجلس الشيوخ، فى تصريحات للمحررين البرلمانيين، أن كلمات الرئيس، خلال المؤتمر الصحفى مع الرئيس الكينى، تعكس ثوابت الموقف المصرى التاريخى تجاه القضية، وقال إنه لا يمكن أبداً التنازل بأى شكل من الأشكال عن تلك الثوابت والأسس الجوهرية التى يقوم عليها الموقف المصرى.

من جانبه، أشاد اللواء إبراهيم المصرى، وكيل لجنة الدفاع والأمن والقومى بمجلس النواب، بتصريحات الرئيس، مؤكداً أن السيسى قائد وزعيم عربى مخلص حمى القضية الفلسطينية فى أحلك الظروف، وأنه متمسك بثوابت الدولة المصرية وعازم على الوصول بها إلى بر الأمان. وأضاف فى تصريحات للمحررين البرلمانيين أن كلمات الرئيس «هى دستور ومنهج للدولة المصرية منذ فجر التاريخ، وأن تمسك السيسى بهذه الثوابت تأكيد على أن مصر هى قلب العروبة النابض، وأن رئيسها لا يقايض ولا يتاجر بثوابت الأمن القومى المصرى مهما كلفه الأمر».

وشدد «المصرى» على أن «السيسى» أعطى درساً فى العزة والكرامة والشرف وحفر اسمه فى سجلات التاريخ كزعيم وطنى شجاع يتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف، ودعا الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب إلى الاستمرار فى التعاون مع الدولة المصرية ورئيسها، الركن الحصين لاستقرار هذه المنطقة، من خلال آليات مشتركة ترمى إلى إقرار حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، والعمل على إقرار السلام العادل والشامل فى الشرق الأوسط.

وقال النائب وليد فتحى فرعون إن مصر لم ولن تتخلى عن دعمها للقضية الفلسطينية، وستظل هى حجر الزاوية التى لن تهدأ مساعيها حتى حصول شعبنا الفلسطينى الشقيق على حقوقه غير منقوصة. وثمَّن «فتحى»، فى تصريحات له، تعليق الرئيس على تصريحات نظيره الأمريكى «ترامب» بشأن غزة، حيث أكد موقف مصر الثابت والراسخ الرافض لتهجير الفلسطينيين، مؤكداً أن الرئيس تحدث بلسان الشعب المصرى كافة، وأن مصر قيادة وشعباً لن تسمح لأحد بأن يملى عليها أمراً يتعارض مع سياساتها ورؤيتها، كما أنها لم ولن تتخلى عن قضية العرب الأولى، ولن تسمح بتصفيتها وتهجير الفلسطينيين من أرضهم.

وأكدت النائبة ريهام عفيفى، عضو مجلس الشيوخ، أن مصر ستظل حكيمة فى ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أعلن مراراً وتكراراً رفضه تصفية القضية الفلسطينية وترحيل أو تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، واصفاً إياه بـ«الظلم الذى لا يمكن أن تشارك فيه مصر». وقالت «عفيفى» لـ«الوطن»، إن حديث الرئيس كان واضحاً وكذلك تأكيده على ثوابت الموقف المصرى التاريخى للقضية الفلسطينية، إذ شدد على أنه موقف لا يمكن أبداً التنازل عنه بأى شكل من الأشكال، وكذلك الأسس الجوهرية التى يقوم عليها هذا الموقف. وشددت على أهمية الدور المصرى منذ اندلاع حرب غزة لوأد هذا العدوان، والتأكيد على أن القرار العادل هو حل الدولتين لتحقيق السلام المنشود بمنطقة الشرق الأوسط.

وثـمَّن ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، موقف الرئيس السيسى، وثوابت الموقف المصرى التاريخىّ تجاه القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أنه موقف لا يمكن أبداً التنازل عنه بأى شكل من الأشكال. بينما قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن تصريحات الرئيس السيسى حول رفض تهجير الشعب الفلسطينى تمثل تعبيراً صادقاً عن الموقف المصرى الثابت من القضية الفلسطينية، وتؤكد التزام مصر الراسخ بالدفاع عن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطينى، والتأكيد على أن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم خط أحمر لا يمكن تجاوزه لما له من انعكاسات كارثية على الأمن القومى والمنطقة بأكملها.

وأوضح «فرحات» أن حديث الرئيس عن رفض مصر القاطع لأى محاولة لتهجير الفلسطينيين يعكس استيعاب القيادة السياسية المصرية للواقع المعقد فى المنطقة، مشيراً إلى أن مثل هذه المحاولات لن تؤدى سوى إلى تعميق الأزمة وإشعال المزيد من التوترات فى الشرق الأوسط، ولفت إلى أن الموقف المصرى واضح فى هذا السياق، ويؤكد حرص الدولة على دعم القضية الفلسطينية من منطلق مبدئى وإنسانى، فضلاً عن اعتبارات الأمن القومى التى تجعل من أى تهديد لحقوق الفلسطينيين تهديداً مباشراً لمصر.

وأكد «فرحات» أن تصريحات الرئيس تحمل رسالة واضحة للمجتمع الدولى، بضرورة التحرك الجاد لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطينى، مشدداً على أهمية الدور المصرى فى دعم عملية السلام والتواصل مع الأطراف الدولية، بما فى ذلك الإدارة الأمريكية، للتوصل إلى حلول دائمة تضمن تحقيق العدالة للفلسطينيين، وإنهاء الاحتلال.

وأكد الدكتور أحمد حلمى عبدالصمد، الأمين المساعد لحزب الشعب الجمهورى، أن تصريحات الرئيس تؤكد مجدداً الموقف الثابت لمصر تجاه القضية الفلسطينية، حيث تضع حقوق الشعب الفلسطينى فى صلب أولوياتها، وفى مقدمتها رفض التهجير القسرى وتصفية القضية، وشدد على أن تصريحات الرئيس السيسى تُعد أبلغ رد على ما صرح به الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن تهجير الشعب الفلسطينى.

وقال «عبدالصمد»، فى تصريحات له، إنه لا يمكن بأى حال من الأحوال تجاهل أو التهاون فى مسألة التهجير القسرى للشعب الفلسطينى، إذ تؤمن مصر بأن هذه القضية ليست مجرد انتهاك لحقوق الإنسان، بل هى تحدٍ صارخ للعدالة الدولية.

وأشار الأمين المساعد لحزب الشعب الجمهورى إلى أن ما أوضحه الرئيس بشأن سعى الاحتلال لجعل الحياة فى قطاع غزة مستحيلة، يمثل تحذيراً مهماً يعكس القلق المصرى والدولى إزاء الممارسات الإسرائيلية التى تهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافى فى الأراضى الفلسطينية، وأكد أن الشعب الفلسطينى يجب أن يحيا بحرية وكرامة على أرضه، ولا يمكن السماح لأى قوة، مهما كانت، بتصفية حقوقه المشروعة تحت أى ذريعة.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • «الحرية المصري»: ابتزاز الإعلام الإسرائيلي لن يؤثر على موقف الدولة الداعم لفلسطين
  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • مكمن صلابة مصر
  • نواب وحزبيون يشيدون برفض الرئيس السيسي للتهجير: تعكس ثوابت الموقف المصري التاريخي
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • د.حماد عبدالله يكتب: الأعلام المصرى مفتقد ( للقائد ) !!
  • من أنوار الصلاة على سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام
  • بالصور | افتتاح المعرض المركزي لشهيد القرآن السيد حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه) في الحديدة
  • عثمان جلال يكتب: وتتوالى بشارات معركة الكرامة