الوطن:
2025-03-28@21:49:04 GMT

أ. د محمد مختار جمعة يكتب.. التسامح منهج حياة

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

أ. د محمد مختار جمعة يكتب.. التسامح منهج حياة

التسامح فطرة سوية وقيمة إنسانية والخروج عنه خروج عن قيمة دينية وإنسانية شديدة الأهمية فى حياة البشر، فقد حثنا ديننا الحنيف على السماحة واليسر، ونهانا عن الغلظة والجفوة والعسر.

التسامح خُلقٌ أصيلٌ فى ديننا، وفى ثقافتنا، وفى تكويننا وفطرتنا؛ فكتاب ربنا (عز وجل) يدعو إلى العفو والتسامح، حيث يقول سبحانه: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ»، ويقول سبحانه: «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً»، ويقول سبحانه: «وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ»، ويقول سبحانه: «وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ»، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «رَحِمَ الله رَجُلاً سَمْحاً إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «دخل رجل الجنةَ بسماحَتِه، قاضياً ومُتَقَاضياً»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِى شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ».

مع تأكيدنا على أن تحديد المصطلحات وبيان مفهومها بمنتهى الدقة أمر فى غاية الأهمية، فتحت مسمى الالتزام والأحوط والاحتياط فتحت أبواب التشدد التى ساقت وجرفت الكثيرين فى طريق التطرف، حتى ظن الجاهلون أن التحوط فى الدين يقتضى الأخذ بالأشد، وأن من يتشدَّد أكثر هو الأكثر تديناً وخوفاً من الله (عز وجل)، مع أن الإسراع فى التحريم دون تيقُّن ودليل قاطع أمر يُحسنه الجاهلون والمتطرفون، أما الفقه الحقيقى فهو رخصة من ثقة، وهو التيسير بدليل، وهو السماحة بيعاً وشراء، وقضاء واقتضاء، وإيماناً بحق التنوع والاختلاف، ولم يقل أحد من أهل العلم المعتبرين إن الفقه هو التشدد؛ ذلك لأن الله (عز وجل) يقول: «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ»، ويقول سبحانه: «وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ».

على أن التسامح وفقه العيش المشترك لا يقفان عند حد تعامل المسلمين بعضهم مع بعض فحسب، بل هما منهج حياة شامل يسع الناس جميعاً، حيث يقول ربنا سبحانه وتعالى آمراً عباده المؤمنين بحسن المعاملة مع الناس جميعاً، فقال تعالى: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً»، ولم يقل سبحانه: وقولوا للمؤمنين أو للمسلمين أو للموحدين حسناً، وإنما أمرنا أن نقول ذلك للناس جميعاً، وأن نخاطبهم ليس بالحسن فحسب بل بالأحسن، حيث يقول سبحانه: «وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِيَ أَحْسَنُ».

وعلينا أن نجعل التسامح منهج حياة لنا فى تعاملنا مع الآخر، فى قبوله، فى احترامه، فى إنصافه، وكذلك فى بيعنا وشرائنا وتقاضينا وسائر جوانب حياتنا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محبة المسيح رسائل السلام التسامح هوية المصريين صلى الله علیه وسلم ویقول سبحانه یقول سبحانه

إقرأ أيضاً:

محمد مهنا: الصدق صفة الأنبياء والصالحين وطريق دخول الجنة

قال الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن الصدق يعد من أهم الفضائل الأخلاقية التي دعا إليها الإسلام، وهو الطريق الموصل إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة.


واستشهد ، بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا".

وأوضح فى تصريح له، اليوم الأربعاء، أن الصدق ليس مجرد قول، بل هو منهج حياة يشمل الأقوال والأفعال والأحوال، مشيرًا إلى أن التصوف الحقيقي هو "صدق التوجه إلى الله"، كما قال الإمام زروق.

وبيّن أن الصدق صفة الأنبياء والصالحين، مستشهدًا بقول الله تعالى: "واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقًا نبيًا"، وكذلك قوله عن السيدة مريم: "وأمه صديقة"، مما يدل على أن الصدق هو السمة الأساسية لأولياء الله.

ليلة القدر.. الأزهر للفتوى يوضح كيفية اغتنام ليلة 27سبب غياب شيخ الأزهر عن احتفال ليلة القدر .. اعرف التفاصيلشيخ الأزهر: يجب أن نتأدب مع النبي فلا نناديه باسمه مجردا

وأضاف أن الصدق يجلب البركة في الأعمال والمعاملات، مستدلًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتمَا محقت بركة بيعهما"ز

ودعا الدكتور محمد مهنا المسلمين إلى الالتزام بالصدق في جميع شؤون حياتهم، مؤكدًا أن الصدق هو مفتاح الأمانة، وأساس كل خلق نبيل، والطريق إلى معية الله سبحانه وتعالى.

مقالات مشابهة

  • محمد أبوزيد كروم يكتب: كيف أفشل الجيش المخطط الخبيث!!
  • فضل الصلاة على النبي ألف مرة في آخر جمعة من رمضان.. اغتنم 40 مكافأة ربانية لصاحبها
  • 4 ركعات في آخر جمعة من رمضان تعوض صلواتك الفائتة.. الإفتاء توضح
  • ردده معنا لعلها تكون ليلة القدر.. دعاء يوم 28 من شهر رمضان 2025
  • هتغير حياتك 180 درجة.. عجائب الصلاة على النبي في آخر جمعة من رمضان
  • ردده معنا لعلها تكون ليلة القدر.. دعاء يوم 27 من شهر رمضان 2025
  • أيمن أبو عمر يحذر من خطورة المزاح الجارح والتنمر: الرحمة يجب أن تكون منهج حياة
  • محمد مهنا: الصدق صفة الأنبياء والصالحين وطريق دخول الجنة
  • محمد مختار جمعة: مانع الزكاة عقابه عظيم وهو كبيرة من الكبائر| فيديو
  • ملتقى الأزهر: شهادات غير المسلمين في النبي إرث إنساني يجسد العدل والرحمة