الوطن:
2024-11-18@15:02:26 GMT

أ. د محمد مختار جمعة يكتب.. التسامح منهج حياة

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

أ. د محمد مختار جمعة يكتب.. التسامح منهج حياة

التسامح فطرة سوية وقيمة إنسانية والخروج عنه خروج عن قيمة دينية وإنسانية شديدة الأهمية فى حياة البشر، فقد حثنا ديننا الحنيف على السماحة واليسر، ونهانا عن الغلظة والجفوة والعسر.

التسامح خُلقٌ أصيلٌ فى ديننا، وفى ثقافتنا، وفى تكويننا وفطرتنا؛ فكتاب ربنا (عز وجل) يدعو إلى العفو والتسامح، حيث يقول سبحانه: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ»، ويقول سبحانه: «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً»، ويقول سبحانه: «وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ»، ويقول سبحانه: «وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ»، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «رَحِمَ الله رَجُلاً سَمْحاً إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «دخل رجل الجنةَ بسماحَتِه، قاضياً ومُتَقَاضياً»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِى شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ».

مع تأكيدنا على أن تحديد المصطلحات وبيان مفهومها بمنتهى الدقة أمر فى غاية الأهمية، فتحت مسمى الالتزام والأحوط والاحتياط فتحت أبواب التشدد التى ساقت وجرفت الكثيرين فى طريق التطرف، حتى ظن الجاهلون أن التحوط فى الدين يقتضى الأخذ بالأشد، وأن من يتشدَّد أكثر هو الأكثر تديناً وخوفاً من الله (عز وجل)، مع أن الإسراع فى التحريم دون تيقُّن ودليل قاطع أمر يُحسنه الجاهلون والمتطرفون، أما الفقه الحقيقى فهو رخصة من ثقة، وهو التيسير بدليل، وهو السماحة بيعاً وشراء، وقضاء واقتضاء، وإيماناً بحق التنوع والاختلاف، ولم يقل أحد من أهل العلم المعتبرين إن الفقه هو التشدد؛ ذلك لأن الله (عز وجل) يقول: «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ»، ويقول سبحانه: «وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ».

على أن التسامح وفقه العيش المشترك لا يقفان عند حد تعامل المسلمين بعضهم مع بعض فحسب، بل هما منهج حياة شامل يسع الناس جميعاً، حيث يقول ربنا سبحانه وتعالى آمراً عباده المؤمنين بحسن المعاملة مع الناس جميعاً، فقال تعالى: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً»، ولم يقل سبحانه: وقولوا للمؤمنين أو للمسلمين أو للموحدين حسناً، وإنما أمرنا أن نقول ذلك للناس جميعاً، وأن نخاطبهم ليس بالحسن فحسب بل بالأحسن، حيث يقول سبحانه: «وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِيَ أَحْسَنُ».

وعلينا أن نجعل التسامح منهج حياة لنا فى تعاملنا مع الآخر، فى قبوله، فى احترامه، فى إنصافه، وكذلك فى بيعنا وشرائنا وتقاضينا وسائر جوانب حياتنا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محبة المسيح رسائل السلام التسامح هوية المصريين صلى الله علیه وسلم ویقول سبحانه یقول سبحانه

إقرأ أيضاً:

9 كلمات أوصى بها الشيخ الشعراوي للنجاه من الغم.. احرص على ترديدها

يشعر البعض أحيانًا بالغم وفقدان الشغف دون أي مقدمات، ما يؤثر على نشاطهم وأدائهم تجاه المهام اليومية المطلوبة منه، لذا أوصى الشيخ محمد متولي الشعراوي، بترديد آية قرآنية واحدة لا تتجاوز الـ9 كلمات، لديها مفعول السحر في إزالة الغم من قلوب المؤمنين.

أوضح الشيخ محمد متولي الشعراوي، في فيديو نادر له، أن الغم هو الكآبة التي تصيب الشخص، من أمر لا يعرف مصدره، أي يشعر بالحزن دون وجود أسباب، ووضع جعفر الصادق رضي الله عنه، علاجًا له، حينما قال عجبت لمن اغتم ولم يفزع إلى قول الله سبحانه: «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»، سورة الأنبياء الآية «87»، فإني سمعت الله بعدها، يقول: «فاستجبنا له ونجيناه من الغم» سورة الأنبياء الآية «88»، وذكرت هذه الآية خلال قصة سيدنا يونس، وهي ليست خاصة به، بل لأي مؤمن يقولها، لأن الله سبحانه وتعالى يقول «وكذلك ننجي المؤمنين»، أي كل المؤمنين.

آية قرآنية تتكون من 9 كلمات تزيل الغم

ونصح «الشعراوي» بأن من يصاب بالغم عليه بترديد الآية الكريمة: «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»، حتى يُذهب المولى سبحانه وتعالى، غمه، بالإضافة إلى قراءة القرآن الكريم، للتخلص من أي مكروه في الحياة.

وبحسب الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، فإن هناك أدعية يمكن ترديدها للتخلص من الغم، منها «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ».

دعاء إزالة الغم من القلب

«اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ فالقَ الحَبِّ والنَّوى أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ».

مقالات مشابهة

  • للسعادة وسلامة الصدر.. لا تترك هذا الخُلق
  • صلاح يدعو إلى عدم مقارنة عمر مرموش به ويقول: «دعوه يعيش مسيرته»
  • صفة خص الله بها عباده الصالحين.. الأزهر للفتوى يكشف عنها
  • أمين البحوث الإسلامية: مفهوم الحوار في الإسلام لم ينسلخ عن مطالبات الفطرة الإنسانية
  • من هو المعاجز الذي توعد الله له بسوء الخاتمة ؟.. علي جمعة يوضحه
  • 9 كلمات أوصى بها الشيخ الشعراوي للنجاه من الغم.. احرص على ترديدها
  • فضل صلاة الضحى وأهميتها في حياة المسلم
  • كيف نتهيأ لرؤية النبي في المنام؟.. كثرة الصلاة عليه تُنير القلب (فيديو)
  • علي جمعة: الطعام من مظاهر الفرحة وشكر نعمة الله خاصة في الأعياد
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: في حديث جبريل