ديفيد سفوركادا يكتب: قضية الهجرة.. القبول على الأراضى الفرنسية والفوز بالجنسية يعد امتيازات يجب اكتسابها
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
عندما أطرح موضوع الهجرة مع مختلف المحاورين، فإنني أطرح الأسئلة دائمًا ومن ثم أقدم لهم إجاباتي.. أجوبة تعزز هذه الأفكار القوية بأن المجيء للاستقرار على الأراضي الفرنسية ليس حقا، وأن البقاء في فرنسا ليس إنجازا إلى أجل غير مسمى، وأن تصبح فرنسيا ليس بالأمر الهين؛ فالقبول على الأراضي الفرنسية، والحصول على الجنسية الفرنسية يعد امتيازات يجب اكتسابها، ومن هنا أسئلتي وإجاباتي!
السؤال الأول الذي يجب أن أطرحه علي، هو "ما تراخيص الوصول إلى التراب الوطني التي ينبغي منحها؟"» سيتم دراسة العديد من حالات الترخيص بالدخول إلى فرنسا.
والسؤال الثاني الذي يجب طرحه "كيفية التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين؟" » يجب علينا أولًا أن نميز بكلمة "غير شرعي" بين المهاجرين غير الشرعيين وأولئك الذين قد يصبحون غير شرعيين بعد انتهاء تصريح وجودهم. وفيما يتعلق بالأولى، يجب فرض قاعدة: "لا يجوز أن يتواجد مهاجر في الشوارع"، وللقيام بذلك، من الضروري إنشاء مراكز إدارية حقيقية لإعادة التجميع والمراقبة لضمان المراقبة الصارمة لوضعية كل مهاجر، وبالتالي القدرة على تنفيذ عمليات الطرد من الأراضي الوطنية. وفيما يتعلق بالأخيرة، يجب تطبيق مبدأ الطرد ورفض الإقامة (OQTF ) في غضون شهر واحد مع إمكانية الاستئناف (اعتمادًا على ظروف الحالات) إذا كان هناك تغيير في الوضع.
والسؤال الثالث، الذي نادرًا ما يُذكر عندما نتحدث عن الهجرة، هو "كيف يمكن للمهاجر غير الشرعي أن يجد عملًا؟"» الجواب بسيط، هناك أصحاب عمل عديمي الضمير يوظفون هؤلاء المهاجرين، ولذلك يجب معاقبة أصحاب العمل غير القانونيين هؤلاء بقسوة أكبر.
السؤال الرابع الذي يجب طرحه هو "كيف نجعل الاندماج والاستيعاب ناجحًا؟"» نادرًا ما تتم مناقشة هذا المبنى رغم أهميته في نظري، الحجر الأول للاندماج هو أن أي قبول على الأراضي الوطنية يجب أن يخضع لفهم (والتعبير) للغة الفرنسية، سواء من أجل الوصول "الاقتصادي" أو من أجل لم شمل الأسرة. أما حجر الأساس الثاني للاندماج، هو تعديل قانون الأراضي الذي يجب أن يجعل التجنس يخضع لشروط الأطفال المولودين على الأراضي الوطنية لأبوين أجنبيين في حين أن الحجر الثالث هو احترام الرموز والمؤسسات. أما الحجر الرابع للتكامل فيعتبر تأسيس العودة إلى الفخر الفرنسي سواء في التعليم العام أو في وسائل الإعلام العامة أو في الفضاء العام. ويبقى الحجر الخامس هو التخطيط الإقليمي الذي يجمع بين التنوع الاجتماعي والوصول إلى الخدمات العامة والأمن.
وبعد كل هذه الأسئلة يبقى بيان أساسي ألا وهو التنفيذ، ولا يمكن القيام بذلك إلا إذا أصبح خضوع فرنسا لسياسات الاتحاد الأوروبي موضع شك إضافة إلى إن البقاء في الاتحاد الأوروبي يمنعك فعليًا من حل مشكلات الهجرة بشكل واضح.. يجب أن نتحلى بالشجاعة لتأكيد ذلك وتقديمه للفرنسيين بوضوح.
معلومات عن الكاتب:
ديفيد سافوركادا: ضابط سابق فى البحرية الفرنسية، ومدرب فى عدة جهات أمنية خاصة، وعضو فى العديد من الجمعيات الوطنية، يشغل حاليًا منصب الأمين العام لمركز الدراسات والأبحاث حول البونابرتية ورئيس حركة «النداء من أجل الشعب».. يكتب عن قضية الهجرة التى تشغل بال الأوربيين وتعتبر مثار جدل مستمر فى برلماناتهم وإعلامهم ودوائر أخرى كثيرة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فرنسا الهجرة على الأراضی الذی یجب یجب أن
إقرأ أيضاً:
د. ابراهيم الصديق على يكتب: الأبيض: البعد الإستراتيجي
فك الحصار عن مدينة الأبيض من أكبر المكاسب الاستراتيجية فى هذه المعركة ، واكبر نقلة فى مسار الحرب ، وكل ما سبق هو تجفيف لمظاهر إنتشار المليشيا وتمددها ، وجاءت معركة الأبيض للانفتاح على مسرح عمليات أكبر واحداث تغيير جذري بتدمير خطوط إمداد العدو ، وتهديد مراكز قوته..
لقد هاجمت المليشيا مدينة الأبيض فى ذات يوم الهجوم على القيادة العامة فى 15 ابريل2023 ، وكانت حريصة على السيطرة على مطار الأبيض ، (وهذا يؤكد أن خطة الحرب لدى المليشيا معدة سلفاً ، ومحددة مسبقاً ) ، ثم نفذت هجوماً شاملاً صبيحة 4 مايو 2023م من الجهة الشرقية والغربية ، وتدخل الطيران مع قوات الهجانة وتم خلال ساعات صد الهجوم ، وعاودت المليشيا هجماتها مرات عديدة ، واصبحت الأبيض تحت الحصار..
وخلال 23 شهراً صمدت المدينة فى وجه موجات هجمات المليشيا ، وامام التدوين العشوائي وامام القصف ومحاولات التسلل ، واليوم 23 فبراير 2025م ، دخلت قوات متحرك الشهيد الصياد إلى الأبيض واستعادت الأبيض أنفاسها..
وللعودة دلالات كثيرة:
أولها: انها تمثل 50% من المسافة ما بين الخرطوم وبين دارفور مركز وحواضن المليشيا ، وبلغة العسكريين ، هذا تحول ضخم ، لأن 50% الأولى تعتبر المرحلة الأصعب ، كانت المليشيا فى عنفوانها وكامل قدراتها وكل قادتها وحواضنها الاجتماعية ، بينما اليوم تم تشتيت قدراتها وشل فاعليتها واستنزاف طاقاتها وهلاك قادتها وسحب الغطاء المجتمعي..
وثانياً: سهولة المدد العسكري واللوجستي ، وستكون الأبيض – دون شك – مركز قتالي متقدم ، تتوفر فيه كل الشروط ، طرق معبدة ، ومطار مكتمل ، وقوة عسكرية ذات خبرة طويلة..
وثالثاً: قطع طرق إمداد العدو إلى الخرطوم ، مع الانفتاح ناحية جبرة الشيخ وبارا ، ورصد أى إمداد من خلال المطارات الترابية..
ورابعاً: إفشال محاولة التقارب بين مليشيا آل دقلو الارهابية ومجموعة الحلو ، لتنفيذ أى عمل عسكري مشترك ، فمن الضروري التقدم جنوباً إلى مناطق الدبيبات والحمادي وأبو زبد ، ووصولاً إلى الدلنج وفتح الطريق إلى كادوقلي..
وخامساً: فإن الوصول إلى الأبيض تطلب معارك طاحنة ، استنزفت فيها قدرات العدو الاساسية ، بينما تعاظمت قوة الجيش وتوسعت خطوط إمداده وقدرته على المناورة ، وتم تدمير قدرات مليشيا آل دقلو فى المعارك الاساسية فى ود عشانا وفى ام روابة والسميح والرهد وسدرة ، دون ان يكون هناك إسناد للمليشيا ، وما تفازع من قواتهم تم اصطيادهم وردهم ، وتشتيتهم ، وعليه فإن مقبل المواجهات العسكرية أكثر صعوبة على بقايا المليشيا وهى تفقد حواضنها الإجتماعية واسنادها المعنوي..
وسادساً : سقوط وهم دعاية المليشيا وحلفاءها ، وهى تتحدث عن اعداد صالح القوني مئات الالاف من العربات القتالية ومن المستنفرين لمعارك الفاشر ، ولم يكن الأمر سوى أراجيف يائسة ، وترهات خاسرة ، إن الرهانات الكبيرة يكسبها أهل العزائم..
الآن الطريق إلى دارفور أسهل وأقصر بإذن الله..
حيا الله جيشنا وشعبنا وكل مستنفرينا وتقبل الله الشهداء..
والحمدلله رب العالمين.. عادت الأبيض عروس المدائن ، شامخة كالعهد بها ، ذات الارث الذي هزم جيش هكس كان حاضراً طيلة 23 شهراً من الصبر والاحتساب..
لم يكن (مشروع النهضة) مجرد بنية مادية ، وانما تأسس على منظور كلي من التدافع للخير والتماسك فى المحن والتآخي حين تضيق..
مبارك لقواتنا المسلحة ، وللمستنفرين ، ولمواطني الأبيض كافة الذين صمدوا بالداخل والذين أعانوهم من الخارج..
هيا بنا ننطلق بذات العزم لتحرير كل شبر من وطننا..
حفظ الله البلاد والعباد..
د. ابراهيم الصديق على
إنضم لقناة النيلين على واتساب