زاهى حواس يكتب: «أصل المصريين.. مصري»
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
بمجرد عرض آثار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من ثلاثين عامًا مضت، ومشاهدة الأمريكيين من أصحاب البشرة السمراء لأحد تماثيل الملك "توت" ملونًا باللون الأسود، اعتقدوا أن الحضارة المصرية لها أصول زنجية أفريقية، وأن المصريين القدماء كانوا من أصحاب البشرة السمراء.
وبدأت تظهر في الأسواق الكتب والمؤلفات، بل وأفلام هوليوود التي تصور الفراعنة على أنهم سود البشرة.
وعندما رافقت معرض الملك رمسيس الثاني بمدينة دالاس عام ١٩٨٨، ألقيت محاضرة ناقشت فيها الآراء التي تتعلق بأصل المصريين؛ منها من يقول إن أصلهم سامٍ، وآخر يقول أنه حامٍ، ورأى ثالث يقول بأنها أصول سامية حامية، بمعنى وجود هجرات جاءت من الشرق وسكنت الدلتا، وأخرى من الجنوب وسكنت الصعيد.
وأصحاب هذا الرأي يشيرون إلى اختلاف لون البشرة بين أهل الدلتا وأهل الصعيد في مصر. وكان بالطبع ضمن الحاضرين بمتحف دالاس العديد من الأمريكان أصحاب البشرة السمراء.
وفى نهاية المحاضرة أعلنت أن موضوع أصل الحضارة المصرية يجب أن ينظر إليه نظرة علمية؛ لأن المصري القديم قد صور على جدران المقابر مناظر لأسرى الجنوب وبعثات تجارية قادمة من قلب أفريقيا، وصورهم بالملامح الزنجية المميزة من أنف وشفاه وجبهة، وهذه الصفات غير موجودة في تماثيل المصريين القدماء، أو في المناظر المصورة على جدران المقابر والمعابد.
وقلت لهم: "إنني أعتقد أن أصل المصريين.. مصري، وأن هناك جبانة عثر عليها فلندرز بترى - العالم الإنجليزي - في صعيد مصر يعتقد أن هؤلاء هم الذين بنوا هذه الحضارة العظيمة التي ليس لها مثيل. ولا يعيب الحضارة المصرية إن كانت لها جذور أفريقية.
كما لا يزيدها عظمة أن تكون لها أصول سامية، فالأصل في الحضارة هو المنتج الإنساني والفكر الخلاق الذى صنع هذه الحضارة التي أضاءت للبشرية طريقًا للمعرفة، أما أن يكون صاحب هذا الفكر أسود أو أبيض، فأنا لا أعتقد أن ذلك يغير من الموضوع شيئًا، وإنما نتناول أصل المصري القديم من منطلق علمي بحت بعيدًا عن الأهواء !.
وبعد المحاضرة بدأت المسيرات الغاضبة في دالاس تندد بآرائي، وأرسلوا برقيات كلها هجوم إلى المكتب الثقافي المصري، وكان يرأسه فى ذلك الوقت الدكتور عبداللطيف أبوالعلا، بل وبدأت أتلقى رسائل وضعوها أسفل باب مكتبي داخل المعرض، ومنها رسالة تقول: ليس معنى أن هناك فتاة بيضاء تحضر لك القهوة.. أن تعتقد أنك أبيض.. أنت أسود!
وكان موضوع أصل الحضارة المصرية موضع نقاش هيئة اليونسكو، وأعلن العلماء المشاركون: أن أصل الحضارة الفرعونية يحتاج إلى دراسات علمية، ولا يمكن أن نرجع أصل الحضارة إلى الجنس الزنجي لمجرد وجود تمثال للملك توت عنخ آمون ملون باللون الأسود".
وقبل موعد محاضرة أخرى لي فى فيلادلفيا - ثانى مدينة أمريكية بها أعلى نسبة من السود - كنت ضيفًا على أحد البرامج التليفزيونية وناقشت نفس الموضوع وفوجئت بعدها بالعديد من الأمريكيين يحتلون نصف الشارع الذى توجد به قاعة المحاضرات التي سألقى بها المحاضرة، وهم يحملون لافتات تقول: "زاهى حواس كاذب.. أصل الفراعنة زنجي"!
وتأخر موعد المحاضرة لأكثر من ساعة، ولم يهدأوا إلا بعد أن قلت لهم: "إن مصر تقع في أفريقيا وإن أصلكم من أفريقيا".. والآن زاد الموضوع عن حده وأصبحت هناك هوجة من السود يعلنون أنهم أصل الحضارة المصرية وأن العرب سرقوها (!) ولا يوجد دليل علمي واحد يؤكد هذا الزعم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية البشرة السمراء الحضارة المصرية الحضارة المصریة
إقرأ أيضاً:
وفود المنتدى الحضري العالمي يزورون متحف الحضارة المصري
واصل المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، استقبال ضيوفه من الوزراء والمسئولين من دول العالم، إذ شهد على مدار الثلاثة أيام الماضية عدداً من الزيارت لمجموعات من الوفود الرسمية.
استقبال الوفود المشاركة في الدورة 12 للمنتدى الحضري العالميواستقبل المتحف نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش بدولة الإمارات العربية المتحدة والوفد المرافق له، ومريم الكعبي سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة.
كما استقبل المتحف أيضا عدداً من الوفود المشاركة في الدورة 12 للمنتدى الحضري العالمي، والذي تستضيفه مصر حالياً، ويعد الحدث الأهم المعني بالقضايا الحضرية والتنمية المستدامة.
ومن بين هذه الوفود نجا كور مينغ وزير تنمية الحكم المحلي بماليزيا ونائبته، والدكتور ريتشارد راسي وزير الاستثمارات والتنمية الإقليمية والمعلوماتية بدولة سلوفاكيا، والسيدة لينكا ميهاليكوفا سفيرة دولة سلوفاكيا بالقاهرة، وشفر الدين كامبو وزير الإصلاح البيروقراطي وتنمية الموارد البشرية الإندونيسية السابق، ونائب قائد الشرطة الإندونيسية السابق، والوفود المرافقة لهم.
رفع الوعي الأثري والعلمي والسياحيوكان في استقبالهم الطيب عباس الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري، والذي رحب بهم وقدم لهم نبذة عن المتحف وتاريخ بنائه والدور الثقافي والمجتمعي الذي يلعبه لرفع الوعي الأثري والعلمي والسياحي للدارسين، ولكل فئات المجتمع، كما قدم الهدايا التذكارية لهم من المتحف.
وأجرت الوفود جولة داخل بالمتحف، شملت قاعات العرض المركزي والمومياوات الملكية، تعرفوا خلالها على ما يضمه المتحف من مقتنيات أثرية فريدة تحكي تاريخ الحضارة المصرية العريقة على مر العصور.
كما استكملوا الزيارة بجولة داخل معامل الترميم والمعامل العلمية البحثية بالمتحف، تعرفوا خلالها على طريقة عمل كل قسم من أقسام هذه المعامل، وسُبل التعامل مع الأثر وطريقة حفظه إلى أن يتم عرضه داخل قاعات العرض، وتتميز هذه المعامل المتخصصة بالمتحف بأنها الأولى من نوعها في استخدام أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا لفحص وتحليل وصيانة وترميم الآثار بالشرق الأوسط.
وفي نهاية الزيارة، أعربت الوفود عن إعجابها بالمتحف ورسالته، وانبهارها بالحضارة المصرية العريقة، وأسلوب عرضها المتميز وخاصة قاعة المومياوات، معربين عن امتنانهم لحسن الاستقبال داخل المتحف.
فيما أشار الطيب عباس الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، إلى حرص المتحف على استقبال زائريه من جميع شعوب العالم على أفضل وجه، وإنجاح زيارتهم بشكل يحقق هدف المتحف كمنارة ثقافية للتعريف بعظمة وتفرد الحضارة المصرية العريقة على مر العصور.