كنيسة الدم المقدس تحفة معمارية ذات طابع ديني مُبهر، فتصميمها سيخطف أنظارك من الوهلة الأولى حين تطأ أقدامك أعتاب الكنسة الأشهر، في دولة بلجيكا بالتحديد بمدينة بروج التراثية الحالة بالقلاع والمباني الأثرية ذات الطراز الأوروبي المبني بالعصور الوسطى.

بكنيسة الدم المقدس ببلجيكاالصمت والصلوت

الصمت والهدوء هي قواعد صارمة لابد من اتباعها خلال زيارتك لكنيسة الدم المقدس، التي تزخر بصلوات الزائرين من كافة أنحاء العالم الذين يوقدون الشموع ورعًا على روح السيد المسيح.

بكنيسة الدم المقدس ببلجيكا

تتسم كنيسة الدم المقدس بجمال لا يوصف من صور وتماثيل للرموز الدينية، المنقوشة بماء الذهب الخالص والألوان المبهرة العامرة، بالتراث المسيحي الحافل بالروحانيات الفياضة بالعبق الديني.

بكنيسة الدم المقدس ببلجيكامقام للصلبان 

تتميز الكنيسة البلجيكية ببهو كبير يتخلله عدد من المقاعد الخشبية العتيقة التي يصل عمرها لمئات السنين، يجلس عليها عدد من الزوّار متعددي الجنسيات ليتلو الصلوات ويوقدون الشموع بقدسية شديدة، أمام مقام من الصلبان الذهبية التي تتوسط الكنيسة ويحاوطها حواجز حمراء لعدم الاقتراب منها.

بكنيسة الدم المقدس ببلجيكادماء المسيح

بحسب تاريخ الكنيسة تحتوي على دماء السيد المسيح المحفوظ بعناية شديدة بصندوق زجاجي يتبارك  به الزوار من كل حدب وصوب، وذلك وسط حرص من القائمين على الكنيسة، حيث يمنع تماماً تصوير الركن الخاص بدماء المسيح.

بكنيسة الدم المقدس ببلجيكا

تعمر أسقف الكنيسة بجمال فريد من نوعه لكونها مُزينة بالألواح الخشبية المزركشة، التي تضفي روعة في المعمر الأوروبي في العصور الوسطى، فهذه الكنيسة تحمل قدسية خاصة بقلوب سكان المدينة بلجيكية لاحتفاظها بدماء السيد المسيح المباركة، الذي يقال انه تم نقله من ارض المقدس خلال الحروب الصليبية إلى الكنيسة البلجيكية، لتبات مزاراً لأصحاب الديانة المسيحية من كافة أنحاء العالم.

بكنيسة الدم المقدس ببلجيكاروايات العصور الوسطى

وفقًا لروايات العصور الوسطى، أحضر الكونت الفلمنكي تييري من الألزاس (حوالي 1099-1168) بقايا الدم المقدس من القدس بعد الحملة الصليبية الثانية. 

وكان من المفترض أن يكون تييري قد حصل على هذا الأثر من بطريرك القدس، كدليل على تقديره لبطولته خلال الحملة الصليبية. كان صهره، بالدوين الثالث ملك أنجو، ملكًا،أحضر الكونت تييري الآثار إلى Sint Baseliuskapel في بروج في 7 أبريل 1150، وكان برفقته زوجته سيبيلا من أنجو وليونيوس، رئيس دير سينت بيرتينسابديج في سان أومير.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كنيسة بلجيكا بروج السيد المسيح

إقرأ أيضاً:

شم النسيم عبر العصور.. جذور فرعونية واحتفالات تتجدد مع الأجيال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في كل عام يحتفل المصريون بشم النسيم مع افراد العائلة حيث يتجدد النشاط الاجتماعى بتوفر الاجواء الطبيعية الخلابة التى تساهم بشكل كبير فى مظاهر الاحتفال وعلى الرغم من جذوره الفرعونية مازالت طقوسه حية حتى اليوم في أعماق التاريخ المصري.

أصل العيد ومظاهر الاحتفال

اعتقد القدماء المصريين أن يوم شم النسيم هو بدء خلق العالم وسجلوه على جدران المعابد أن المعبود رع يقوم في ذلك اليوم بالمرور في سماء مصر داخل سفينته المقدسة ويرسو فوق قمة الهرم الأكبر وعند الغروب يبدأ رحلته عائدا للأرض صابغًا الأفق باللون الأحمر رمزًا لدماء الحياة الذى يبثها من أنفاسه إلى الأرض معلنًا موت المعبود (ست) إله الشر.

احتفل القدماء المصريين بعيد شم النسيم منذ عام 2700 قبل الميلاد حيث تتجدد الحياة وكانت السنة عندهم تبدأ بعد اكتمال القمر الذى يقع عند الانقلاب الربيعي في 11 برمودة (باراحاموت بالهيروغليفية) .

 وبرجع أصل تسمية بشم النسيم  الى  أنها كلمة مصرية قديمة خالصة مرت بتطور عبر الزمن وكتبت في مصر القديمة ( شم – سم ) ثم نطقت في القبطية ( شوم سيم ) حتى وصلت إلينا شم النسيم مستندًا على تفسير حرف (ش) في اللغة المصرية القديمة والتي تكتب بشكل مستطيل يرمز الى بركة المياه التي تتوسط الحدائق وكلمة (شم) تعنى أخرج أو أنزل أو تحرك وتم ربط مخصص أسفله لقدم إنسان مما تفيد الخروج إلى البركة.

وكلمة ( سم ) تعنى نباتات أو بستان ورسم المخصص للكلمة حزمة من النباتات مما يتوافق مع اهتمام المصرى القديم بالحدائق والزهور وتصويرها على جدران المقابر مثل مقبرة الكاتب نب أمون من تصوير أزهار اللوتس طافية على سطح الماء لبحيرة تتوسط حديقة بها أسماك ويحيط بالبحيرة شجر الجميز والدوم والتين الشوكي والنخيل حيث عرفت مصر القديمة مهنة كبير البستانيين وهو (مين نخت) الذى عاش فى عهد الملك أمنحتب الثالث وكان يدعى بستاني القرابين المقدسة لآمون كما صور في مقبرته بطيبة أجمل باقات الزهور المصرية وهو أكبر مشتل زهور مصور في الآثار المصرية.

وعن المأثورات الشعبية الخاصة بأكلات شم النسيم فأن البصل كان ضمن أطعمة عيد شم النسيم منذ أواسط الأسرة السادسة وارتبط ظهوره بما ورد فى إحدى أساطير منف القديمة أن أحد ملوك مصر القديمة كان له طفل وحيد وكان محبوبًا من الشعب وقد أصيب بمرض غامض أقعده عن الحركة وعجز الأطباء والكهنة والسحرة عن علاجه ولازم الفراش عدة سنوات واستدعى الملك لعلاج الطفل الكاهن الأكبر لمعبد آمون فنسب مرضه إلى وجود أرواح شريرة تسيطر عليه وتشل حركته بفعل السحر وأمر الكاهن بوضع ثمرة ناضجة من ثمار البصل تحت رأس الطفل فى فراشه عند غروب الشمس بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ ثم شقها عند شروق الشمس ووضعها فوق أنفه ليستنشق عصيرها وطلب الكاهن منهم تعليق حزم من أعواد البصل الطازج فوق السرير وعلى أبواب الغرفة وبوابات القصر لطرد الأرواح الشريرة وشفى الطفل وأقام الملك الأفراح فى القصر لأطفال المدينة ولما حل عيد شم النسيم بعد أفراح القصر بعدة أيام قام الملك وعائلته وكبار رجال الدولة بمشاركة الناس فى العيد وتعليق حزم البصل على أبواب دورهم .

البيض الملون

ام بالنسبة للبيض الملون فاهو يرمز إلى خلق الحياة كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد أخناتون الله وحده لا شريك له خلق الحياة من الجماد فأخرج الكتكوت من البيضة ونقش البيض وزخرفته ارتبط بعادة قدماء المصريين نقش الدعوات والأمنيات على البيض ثم يعلق فى أشجار الحدائق لتحقيق الأمنيات مع الشروق.

وكان الفسيخ (السمك المملح) من بين الأطعمة التقليدية في شم النسيم منذ الأسرة الخامسة عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل نهر الحياة حيث ورد فى متونه المقدسة أن الحياة في الأرض بدأت فى الماء ويعبر عنها بالسمك الذى تحمله مياه النيل من الجنة حيث ينبع حسب المعتقد المصرى القديم كما ذكر المؤرخ الإغريقي هيرودوت أن قدماء المصريين كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم ويرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة وكانوا يفضلون نوعًا معينًا لتمليحه وحفظه للعيد أطلقوا عليه اسم (بور) وهو الاسم الذى حور في اللغة القبطية إلى (يور) وما زال يطلق عليه حتى الآن.

اما بالنسبة للخس :عرف منذ الأسرة الرابعة وكان يقدم فى سلال القرابين وعلى موائد الاحتفال بالعيد وكان يسمى بالهيروغليفية (حب) كما اعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة الخاصة بالمعبود (من) إله التناسل ويوجد رسمه منقوشًا دائمًا تحت أقدام المعبود (من) فى معابده ورسومه ،وأما الملانة وهى ثمرة الحمص الأخضر أطلق عليها (حور – بيك) أى رأس الصقر لشكل الثمرة التى تشبه رأس حور الصقر المقدس وقد ذكر الخس والملانة فى البرديات الطبية وكانت الفتيات يصنعن من حبات الملانة الخضراء عقودًا وأساور يتزين بها فى الاحتفالات بالعيد كما يقمن باستعمالها فى زينة الحوائط ونوافذ المنازل فى الحفلات المنـزلية 

وكان من بين تقاليد شم النسيم المصرية القديمة التزين بعقود زهور الياسمين وهو محرف من الاسم المصرى (ياسمون) وكانوا يصفون الياسمين بأنه عطر الطبيعة التي تستقبل به الربيع وكانوا يستخرجون منه في موسم الربيع عطور الزينة وزيت البخور الذى يقدم ضمن قرابين المعابد عند الاحتفال بالعيد.

مقالات مشابهة

  • الكنيسة القبطية في أمريكا تنعى البابا فرنسيس
  • الكنيسة تصلي من أجل راحة نفس البابا فرنسيس
  • العالم يودع بابا الفاتيكان.. رحلة بدأت من مسرح الجامعة إلى الكنيسة الكاثوليكية
  • شم النسيم عبر العصور.. جذور فرعونية واحتفالات تتجدد مع الأجيال
  • بأجواء روحانية مميزة.. دير يابكا المقدس يحتفل الاحتفال بعيد قيامة المسيح
  • الأسقف إسطفانوس يترأس قداس السبت العظيم المقدس بكنيسة رؤساء الملائكة
  • شايب يلتقي مع أفراد الجالية الجزائرية ببلجيكا ولوكسمبورغ
  • ظهور النور المقدس من قبر المسيح بمدينة القدس المحتلة
  • وسط أجواء مهيبة.. فيض النور المقدس من قبر المسيح| فيديو
  • بالفيديو... فيض النور المقدس من قبر المسيح