الطعنة التى تم تصنيفها من أبشع الطعنات وأقبح عملية اغتيال فى التاريخ.. إنها لحظة اغتيال القيصر يوليوس إمبراطور روما فى مسرحية «يوليوس قيصر» للأديب الإنجليزى ويليام شكسبير؛ حين طُعن يوليوس قيصر، وقال جملته الشهيرة: «حتى أنت يا بروتس.. إذًا فليمت قيصر»! وسقط قيصر ميتا.
إن اغتيال يوليوس قيصر كان نتيجة مؤامرة عديد من أعضاء مجلس الشيوخ الروماني؛ إذ قاموا بطعن يوليوس قيصر حتى الموت فى مكان بجانب مسرح «بومبى» فى مارس عام ٤٤ قبل الميلاد، ظنا منهم أن قيصر سيطيح بمجلس الشيوخ، إلا أن المتآمرين لم يتمكنوا من استعادة الجمهورية الرومانية؛ إذ أدى الاغتيال إلى نشوب حرب المحررين الأهلية، وفى نهاية المطاف، إلى عهد زعامة الإمبراطورية الرومانية.
وقد اختلف الباحثون والمؤرخون حول الكلمات الأخيرة ليوليوس قيصر؛ إذ يرى فريق منهم أنه لم يقل شيئًا، بينما يذكر آخرون أن كلمات قيصر الأخيرة كانت العبارة اليونانية التى تُرجمت إلى الإنجليزية «أنت أيضًا أيها الطفل؟!»، ويرى فريق ثالث أن قيصر لم ينطق بأية كلمة، وسحب ملابسه التى يرتديها ليغطى وجهه عندما رأى بروتوس بين المتآمرين. ورغم أن النسخة الأكثر شهرة فى العالم «حتى أنت، يا بروتس؟» ليس لها أساس فى الواقع التاريخى، بل كانت مستمدة من رواية ويليام شكسبير؛ فإن لحظة اغتيال يوليوس كانت لحظة عصيبة؛ إذ خانه كل من وثق بهم يومًا، بل اجتمعوا، واتفقوا، وانهالوا عليه بالطعنات، وهو لا يزال واقفًا لم يسقط رغم ما تلقاه من طعنات، حتى رأى صديق عمره بروتس.
فكانت طعنة بروتس هى الطعنة القاتلة، بخلاف الطعنات الأخرى؛ لم تكن مجرد طعنة فى جسده فحسب؛ وإنما طُعنت روحه، وإرادته، وآماله، وثقته بذاته وكل من آمن بهم، هنا، فقط، خرّ قيصر راضيا بالسقوط معلنا انهزامه.
فليس كل من يتعرف عليه الإنسان يعد صديقا، فقد تقابل فى حياتك كثيرا يمكن عدهم زملاء عمل أو دراسة، ولكن يظل الصديق هو الأقرب، وهو محل الثقة، وهو الشخص الذى يمكن الاعتماد عليه فى جميع المواقف. تظهر الصداقة الحقيقية فى الشدائد والمحن، ويظهر الصديق الحقيقى فى هذه الأوقات العصيبة يعاون صديقه ويؤازره ولا يتخلى عنه، وقد يكون لدى الفرد دائرة كبيرة من الأصدقاء فى المدرسة أو الكلية أو العمل، لكنه يعلم أنه لا يمكن الاعتماد إلا على شخص واحد أو شخصين فقط، إنها الصداقة الحقيقية، فوجود صديق حقيقى يجعل حياة المرء أسهل بحيث يتمكن من أن يكون على طبيعته تمامًا دون خوف من حكم الطرف الآخر عليه، فهو يتقبله، ويجعله يشعر بالحب والقبول، ومتى لم تجد هذا الشخص فمن الأفضل لك أن تبتعد.
والسؤال هنا: كم من بروتس فى حياتنا نُحسن فيه الظن فيخيب أملنا؟!
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب - جامعة المنصورة
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د أحمد عثمان الطعنة امبراطور
إقرأ أيضاً:
قبل الحكم عليه بساعات.. كيف خطط سفاح التجمع لقتل ضحاياه
قبل ساعات قليلة من إصدار محكمة مستأنف جنايات القاهرة، حكمها على سفاح التجمع، بعد إحالة أوراقه لفضيلة المفتي للمرة الثانية، يكشف اليوم السابع في النقاط التالية كيف خطط المتهم لقتل ضحاياه.
محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، برئاسة المستشار ياسر الأحمداوي، كانت أصدرت حيثيات حكمها على سفاح التجمع الخامس بالإعدام شنقاً، في محكمة أول درجة.
وقالت المحكمة في حيثياتها، إن المتهم صار في طريق الشيطان، وتعاطى المواد المخدرة، وأصبح عدوا للنساء يعاشرهن ليؤكد لنفسه قدرته تحت تأثير المخدرات، إلى أن وجد ضالته في أحد المواقع التي تنشر وتبيح معاشرة الأموات من النساء، فقرر تجربة هذه الجريمة بقتل النساء بعد معاشرتهن، ومن ثم ممارسة الجنس مع جثثهن.
وأضافت المحكمة، أن المتهم كان يتخير السيدات من الساقطات حتى لا يتعرض للسؤال عن غيابهن بعد قتلهن، وتحقق له ما أراد مع الضحايا الثلاثة.
وكانت قضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، برئاسة المستشار ياسر الأحمداوي، بإعدام سفاح التجمع، كما أمرت المحكمة بمحو وإعدام مقاطع الفيديو المصورة للجرائم.
تفاصيل جرائم سفاح التجمع كان النيابة العامة أعلنت فى 28 مايو الماضى تفاصل جرائم سفاح التجمع حيث ورود للنيابة إخطار يوم 16 مايو بالعثور على جثة سيدة مجهولة ملقى بطريق 30 يونيو بمحافظة بور سعيد.
-اصدرت النيابة قرار برفعِ البصمات العشرية "أصابع اليدين" والتصوير الجنائي لـ جثة المجني عليها وصولًا لتحديد هويتها.
-توصلت تحريات الشرطة الى شخصية المجنى عيلها من بصمتها وأنها متزوجة.
-كما توصلت التحريات الى قاتلها ويدعى "كريم محمد سليم" الذى تعرف عليها واصطحبها لمسكنه بالقطامية لتعاطي المواد المخدرة وقام بقتلها وتخلص من جثمانها بمكان العثور عليه.
-تم ضبط المتهم والسيارة المستخدمة فى نقل الجثة وكذا هاتفين محمولين له.
-اعترف المتهم بالتعرف على الفتيات واصطحابهن لمسكنه لممارسة أفعال غير مألوفة ثم يقوم بقتلهن بعد تعاطى المخدرات وتصوير تلك المقاطع باستخدام هاتفيه.
- بتفريغ هواتف المتهم كشفت عن قيامه بتصويره جريمة قتل لسيدة ثانية عثر على جثمانها يوم 13 إبريل الماضى على جانب طريق 30 يونيو فى اتجاه محافظة الإسماعيلية.
-أمرت النيابة العامة بحصر حالات العثور على الجثامين المجهولة، التى جرت فى وقت معاصر للواقعتين، وفي محيط مسكن المتهم.
-تبين للنيابة العامة وجود محضر رقم 19053 لسنة 2023 جنح التجمع الأول- للعثور على جثة لسيدة ثالثة تتشابه معهما في ذات ظروفهما.
-تم تقديم المتهم للمحاكمة الجنائية بتهمة قتل 3 سيدات.
مشاركة