بوابة الوفد:
2025-01-30@21:14:16 GMT

حتى أنت يا بروتس!

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

الطعنة التى تم تصنيفها من أبشع الطعنات وأقبح عملية اغتيال فى التاريخ.. إنها لحظة اغتيال القيصر يوليوس إمبراطور روما فى مسرحية «يوليوس قيصر» للأديب الإنجليزى ويليام شكسبير؛ حين طُعن يوليوس قيصر، وقال جملته الشهيرة: «حتى أنت يا بروتس.. إذًا فليمت قيصر»! وسقط قيصر ميتا.

إن اغتيال يوليوس قيصر كان نتيجة مؤامرة عديد من أعضاء مجلس الشيوخ الروماني؛ إذ قاموا بطعن يوليوس قيصر حتى الموت فى مكان بجانب مسرح «بومبى»  فى مارس عام ٤٤ قبل الميلاد، ظنا منهم أن قيصر سيطيح بمجلس الشيوخ، إلا أن المتآمرين لم يتمكنوا من استعادة الجمهورية الرومانية؛ إذ أدى الاغتيال إلى نشوب حرب المحررين الأهلية، وفى نهاية المطاف، إلى عهد زعامة الإمبراطورية الرومانية.

وقد اختلف الباحثون والمؤرخون حول الكلمات الأخيرة ليوليوس قيصر؛ إذ يرى فريق منهم أنه لم يقل شيئًا، بينما يذكر آخرون أن كلمات قيصر الأخيرة كانت العبارة اليونانية التى تُرجمت إلى الإنجليزية «أنت أيضًا أيها الطفل؟!»، ويرى فريق ثالث أن قيصر لم ينطق بأية كلمة، وسحب ملابسه التى يرتديها ليغطى وجهه عندما رأى بروتوس بين المتآمرين. ورغم أن النسخة الأكثر شهرة فى العالم «حتى أنت، يا بروتس؟» ليس لها أساس فى الواقع التاريخى، بل كانت مستمدة من رواية ويليام شكسبير؛ فإن لحظة اغتيال يوليوس كانت لحظة عصيبة؛ إذ خانه كل من وثق بهم يومًا، بل اجتمعوا، واتفقوا، وانهالوا عليه بالطعنات، وهو لا يزال واقفًا لم يسقط رغم ما تلقاه من طعنات، حتى رأى صديق عمره بروتس.

فكانت طعنة بروتس هى الطعنة القاتلة، بخلاف الطعنات الأخرى؛ لم تكن مجرد طعنة فى جسده فحسب؛ وإنما طُعنت روحه،  وإرادته، وآماله، وثقته بذاته وكل من آمن بهم، هنا، فقط، خرّ قيصر راضيا بالسقوط معلنا انهزامه.

فليس كل من يتعرف عليه الإنسان يعد صديقا، فقد تقابل فى حياتك كثيرا يمكن عدهم زملاء عمل أو دراسة، ولكن يظل الصديق هو الأقرب، وهو محل الثقة، وهو الشخص الذى يمكن الاعتماد عليه فى جميع المواقف. تظهر الصداقة الحقيقية فى الشدائد والمحن، ويظهر الصديق الحقيقى فى هذه الأوقات العصيبة يعاون صديقه ويؤازره ولا يتخلى عنه، وقد يكون لدى الفرد دائرة كبيرة من الأصدقاء فى المدرسة أو الكلية أو العمل، لكنه يعلم أنه لا يمكن الاعتماد إلا على شخص واحد أو شخصين فقط، إنها الصداقة الحقيقية، فوجود صديق حقيقى يجعل حياة المرء أسهل بحيث يتمكن  من أن يكون على طبيعته تمامًا دون خوف من حكم الطرف الآخر عليه، فهو يتقبله، ويجعله يشعر بالحب والقبول، ومتى لم تجد هذا الشخص فمن الأفضل لك أن تبتعد.

والسؤال هنا: كم من بروتس فى حياتنا نُحسن فيه الظن فيخيب أملنا؟!

 

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب - جامعة المنصورة

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د أحمد عثمان الطعنة امبراطور

إقرأ أيضاً:

الورداني: المصريون فهموا إن التهجير اغتيال معنوي للأفراد والمجتمعات

أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على أن الثقافة المصرية هي واحدة من أعمق وأغنى الثقافات في العالم، حيث تتمتع بتاريخ طويل من الإبداع والتنوع، مشيرا إلى أن المصريين قد نجحوا في تقديم نموذج ثقافي فريد يعكس التعايش والمحبة والتقارب بين الجميع، وهو ما جعل الثقافة المصرية محط أنظار العالم.

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الثقافة المصرية لم تقتصر على الفنون والآداب، بل امتدت أيضًا إلى ممارسة القيم الدينية والاجتماعية التي تعزز من الروابط بين الأفراد في المجتمع، موضحا دور الثقافة المصرية في العديد من العادات والتقاليد التي تشارك فيها الأسر، مثل "الطبق الدوار" الذي يرمز إلى التواصل والمحبة، وكذلك الاحتفال بشهر رمضان المبارك بما يحمله من معاني روحانية وإجتماعية عظيمة.

وأشار إلى أن المصريين استطاعوا دمج الدين والعادات في سياق اجتماعي يجعل المجتمع أكثر تماسكًا، موضحًا كيف أن هذا التماسك هو جزء أساسي من الهوية المصرية التي ترفض التفكيك، وأن الدين في مصر كان دائمًا مبنيًا على الأخلاق الحميدة، حيث أن المصريين فهموا من دينهم قيم التسامح والمحبة، خاصة في العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، وأن فكر الدين المصري كان يدعو إلى التقارب بين الأديان والمعتقدات.

كما تحدث عن الأبعاد الثقافية التي ساهمت في الحفاظ على هذه الروابط، مثل حب المصريين للبيت الواحد الذي يجمع بين الصحابة الكرام والأئمة الأربعة، مؤكدا أن هذا النموذج الفريد من التدين المعتدل يعكس الوعي الكامل بالمحبة والتسامح، وهو ما يجعل مصر صامدة أمام محاولات التفكيك والتمزق.

وفيما يتعلق بالتهجير، قال الدكتور عمرو الورداني إن المصريين فهموا أن التهجير ليس فقط ظلمًا ماديًا، بل هو اغتيال معنوي للأفراد والمجتمعات، موضحا أن فكرة التهجير لا تتناسب مع القيم الدينية المصرية التي تدعو إلى الحفاظ على الحقوق والتعايش السلمي.

مقالات مشابهة

  • بعد محمد الضيف.. حماس تعلن اغتيال مروان عيسى نائب قائد الجناح العسكري للحركة
  • حماس تعلن اغتيال مروان عيسى نائب قائد الجناح العسكري للحركة
  • اغتيال بالبث المباشر.. تفاصيل مقتل سلوان موميكا.. ماذا قالت الشرطة السويدية؟
  • بين وقفَي إطلاق النار.. اغتيال قادة حماس تدمير غزة واحتلال الأراضي
  • ملتقى التأثير المدني: ضرب هيبة الدَّولة اغتيالٌ للإنقاذ
  • الورداني: المصريون فهموا إن التهجير اغتيال معنوي للأفراد والمجتمعات
  • اغتيال بوتين خط أحمر.. روسيا تتوعد برد نووي على أي محاولة استهداف
  • أول رد روسي ناري على مناقشة محاولة اغتيال بوتين
  • تعرف على سبب اغتيال الدعم السريع لقائده جلحة
  • «قيصر الحدود» بإدارة ترامب يحذر من اعتقالات واسعة للمهاجرين