قد يعيش الإنسان ويموت دون أن يعرف شيئًا عن الحبل الشوكى إذ قلما يشتكى الحبلُ نفسه وقلما يشتكى منه الإنسان وقد لا يعرف الإنسان مكانه ويظن أنه سلسلة الظهر وأنا شخصيًا قبل دخول الطب لم أكن أعلم أن داخل هذا التجويف الفقرى الذى يمتد من الجمجة إلى الحوض يوجد «جهاز» عصبى شديد الدقة وشديد الخطورة ينقل كل التعليمات العصبية بسرعة فائقة من المخ إلى الأطراف وينقل الإحساس من الأماكن القريبة والبعيدة إلى المخ أيضاً.
وبعيدًا عن الحواس الخمس والتى هى أيضاً خلايا عصبية تتميز بأنها فائقة الدقة والتخصص إلا أن خلايا الحبل الشوكى لا تقل درجة عنها ولكنها تعمل بمنظومة مختلفة، وإذا أردت صورة تقريبية إلى الحبل الشوكى فتخيل أنه من الخارج مثل كابل الكهرباء أو كابل الإنترنت فى تماسكه وقوته، فضلًا عما يحمله من ألياف كهربائية أو ألياف ضوئية تنقل إشارات تغذى أماكن بعيدة فإذا أصاب هذا الكبل شيئًا انقطعت إشاراته وأصبح جسدًا هامدة لا ينفع ولا يضر والتشريح من الداخل لهذا الحبل الشوكى يشير إلى أنه جزء من المخ ويسلك تكوين المخ من مادة رمادية خارجية ومادة بيضاء داخلية والخلايا العصبية فيه هى مثل خلايا المخ ولكنها تختلف فى طريقة الإدارة وهى خاصة الـReflex، وهى أن يقوم الحبل الشكوى بالرد سريعًا فى حالة المخاطر دون الرجوع إلى المخ.
وهذا ما تعلمناه من الكتب أما فى الحياة العملية فوجود هذا الجهاز العصبى خارجًا عن المخ ولكنه موصول به يعطى الانطباع أن الأعصاب الخارجية تقوم بالأعمال التى لا يريدون للعقل أن ينشغل بها فينعم المخ بالهدوء النسبى الذى يتيح له التركيز فى الأعمال المهمة أن جاز لنا أن نقول ذلك وهذا يفتح مجالًا لخلايا عصبية أخرى قد تكون متواجدة فى مكان ما تكون نائبًا للمخ فى هذا المكان.
وهذا هو دور الحبل الشوكى الذى يقوم به بنفسه أما الأدوار الأخرى فهى نقل الأمر من المخ إلى الأعضاء أو نقل الإحساس من الأعضاء إلى المخ وتتميز الخلايا العصبية أنها ليست خلايا عادية لا فى الشكل ولا فى الوظيفة فالخلية العصبية الNerve cell يكون لها زوائد Dendrities ومحور عصبى وهو ال Axon ، أما الخلايا فهى حسية أو حركية أو خلايا وسيطة « senory and motor and interneurons».
أمراض الحبل الشوكى:
بعيدًا عن الإصابات والحوادث التى تمزق الحبل الشوكى فى أماكن متعددة وأخطرها فى الرقبة فإن الحبل الشوكى مثله مثل غيره من الأعضاء فى الأمراض وإن كان أشدها الأورام داخل وخارج النخاع الشوكى.
علاج أمراض الحبل الشوكي:
حسب الحالة وبعد التشخيص باستخدام الرنين المغناطيسى وهو أفضل أنواع التشخيص لأمراض الحبل الشوكى حتى الآن يعتبر العلاج الجراحى أو الكيماوى أو الاشعاعى هو الأمثل لأورام الحبل الشوكى، أما الإصابات فهى حسب الإصابة والعلاج بها بسيط وإن كان يحتاج إلى الراحة مدة طويلة.
ويقول العارفون بالحبل الشوكى إنه حبل مديد أغلى من الحديد فالعمل فيه رشيد دون تعقيد وإن كان عن المخ بعيد، فالطريق إليه فائق التمهيد.
استشارى القلب - معهد القلب
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الانسان بسرعة فائقة المخ د طارق الخولي
إقرأ أيضاً:
صدمة علمية: بدائل السكر تفسد شهيتك وتمنعك من خسارة الوزن!
شمسان بوست / متابعات:
يمكن أن يزيد الأشخاص الذين يستهلكون بدائل السكر في محاولة لإنقاذ الوزن أو السيطرة عليه، الأمور سوءا، بحسب دراسة نشرت مؤخرا في مجلة نيتشر ميتابوليزم.
وبحسب فريق من العلماء متمركزين في ألمانيا والولايات المتحدة، تبين أن السكرالوز وهو بديل مستخدم على نطاق واسع للسكر، يزيد نشاط منطقة تحت المهاد وهي جزء بالمخ يسهم في إدارة الشهية.
وقال الباحثون من المركز الألماني لأبحاث السكري وجامعة كاليفورنيا الجنوبية إن الاختبارات التي اشتملت على 75 مشاركا أظهرت أن السكرالوز يزيد “الصلات الوظيفية بين تحت المهاد ومناطق بالمخ ضالعة في التحفيز والمعالجة الحسية الجسدية”، وهي النتائج التي تشير إلى أن “المحليات الخالية من السعرات الحرارية يمكن أن تؤثر على آليات رئيسية في تحت المهاد المسؤول عن تنظيم الشهية”
وقالت كاثلين آلانا بيج من كلية كيك للطب بجامعة كاليفورنيا الجنوبية “يربك السكرالوز المخ بتقديم مذاق حلو بدون الطاقة السعرية المتوقعة”.
وتبين أن السكرالوز ليس له تأثير على الهرمونات التي “تخبر المخ أنك استهلكت سعرات حرارية لتقليل الجوع”، بحسب بيدج محذرة من أن هذا التأثير كان أكبر بين الأشخاص البدناء مما يعني أنه من المرجح أنهم سوف يشعرون بالجوع حتى لو لم يكونوا كذلك.
وأضافت “إذا كان جسمك يتوقع سعرا حراريا بسبب المحليات ولكنه لا يحصل على السعر الحراري الذي توقعه، فهذا قد يغير الطريقة المعد بها المخ لاشتهاء تلك المواد مع الوقت”.