لجريدة عمان:
2024-09-17@13:51:41 GMT

تحديات إسرائيل ومآزقها في 2024

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

تحديات إسرائيل ومآزقها في 2024

ارتكبت إسرائيل كل الجرائم التي يمكن تصورها خلال الحروب أو تلك التي لا يمكن تصورها خلال عدوانها على غزة في الأشهر الثلاثة الماضية، ومارست في هذه الحرب جرائم كانت تدعي أنها تعيش عذاباتها طوال عقود طويلة، من بينها عذابات المحرقة وعذابات الشتات، ووصلت إلى ذروة الإجرام البشري والانحطاط الأخلاقي الذي لا يمكن تصوره من أقوام بشرية في القرن الحادي والعشرين.

. والمضحك المبكي في الموضوع أن «دولة» الاحتلال الإسرائيلي تدعي أنها تخوض هذه الحرب تحت ذريعة حماية «الحضارة»! ما يعني أن تعريف العلماء لمصطلح «الحضارة» يحتاج إلى مراجعة جذرية وتحديث ليتوافق مع معطيات اللحظة «الغربية» الجديدة.

ورغم بشاعة الجرائم التي تعرض لها سكان غزة بما في ذلك الأطفال، وما أصاب غزة نفسها من تدمير كامل للبنى الأساسية فيها والحقول الزراعية والمعالم الأثرية إلا أن أحدا لا يستطيع تجاوز المأزق الكبير الذي تعيشه إسرائيل نفسها قبل هذه الحرب، وتكرس خلالها وسيمتد بعدها لسنوات طويلة في رحلة سقوط إسرائيل الحتمية سواء بمعتقدات اليهود أنفسهم أو بالوعد القرآني الصادق أو وفق منطق الأشياء الذي يشير إلى أن كل مقاومة لاحتلال لا بدّ أن تنتصر يوما ما دام المقاوم يؤمن بحقه ويناضل من أجله.

وإذا كانت الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية بدأت داعمة لإسرائيل وحقها في القضاء على «حماس» التي كسرت وفضحت نظرية الأمن الإسرائيلي فإن وزير الخارجية الأمريكي في المنطقة هذه الأيام للتأكيد على أن أمريكا لم تعد داعمة للتجاوزات التي تقوم بها إسرائيل خلال حربها ضد غزة. وبغض النظر عن أسباب هذا الطرح فإن قوله بشكل مباشر من شأنه أن يضعف الجبهة الداخلية المضطربة في إسرائيل ويشعرها بأنها يمكن أن تعيش عزلة دبلوماسية عالمية إضافة إلى عزلتها الإقليمية.

ورغم أن حماس والكثير من الدول العربية والعالمية تحمّل الولايات المتحدة مسؤولية ما قامت به إسرائيل بعد استخدامها حق «الفيتو» ضد كل مشاريع وقف الحرب، وبعد دعمها إسرائيل بالسلاح إلا أن المنطق الذي تنطلق منه أمريكا هذه المرة آتٍ من «مخاوفها بشأن التكتيكات التي تستخدمها إسرائيل، وعدم حماية المدنيين». ولعل هذه صحوة أمريكية متأخرة.. لكن لا يمكن أن يكون هدفها الإشفاق على أطفال غزة بقدر ما يمكن أن يكون إدارة للسمعة الأمريكية في سنة مهمة بالنسبة للرئيس بايدن الذي سيخوض في هذه السنة انتخابات مهمة جدا لا يبدو أنه يمكن أن يعبرها بسهولة.

ويعرف بايدن وإدارته أن الناخبين الأمريكيين المسلمين يمكن أن تصنع أصواتهم فارقا في الانتخابات خاصة إذا ما استمر تأييد الناخبين الأمريكيين الشباب للقضية الفلسطينية وفق ما أكده استطلاع رأي أجرته جامعة هارفارد ونشرته جريدة جيروزاليم بوست الإسرائيلية والذي خلص إلى أن 48% من العينة المستطلع رأيها تؤيد حماس وترفض الدعم الذي يقدمه بايدن لإسرائيل.

وهذه النتائج تتوافق مع نتائج استطلاع آخر أجراه (نظام مراقبة معاداة السامية عبر الإنترنت «إيه سي إم س») والذي يشير إلى ارتفاع معدلات معاداة السامية حيث زادت الدعوات على الإنترنت للعنف ضد إسرائيل والصهاينة واليهود بنسبة 1200%، وهذا الأمر جاء نتيجة ما ارتكبته إسرائيل من جرائم فظيعة ضد الفلسطينيين في غزة وهشاشة المنطق الذي تقوم عليه الحرب بعد نجاح السردية الفلسطينية في إقناع الجماهير العالمية بصدقها ومنطقيتها والتي كانت مدعومة بالصور الحقيقية من ساحات الجرائم الإسرائيلية.

وعلى إسرائيل أن تنتظر الكثير من المقاومة في الأراضي المحتلة تفوق بعشرات المرات طوفان الأقصى، كما عليها أن تنتظر موجات من العنف ضد مصالحها في مختلف بقاع العالم، فالندوب التي أحدثتها في الفلسطينيين( العرب) الإنسانية لا يمكن أن تمضي دون ردة فعل، وهذا أحد أبرز التحديات التي ستواجهها إسرائيل في السنوات الخمس القادمة.

وفي مسار آخر ولكنه متصل بجوهر القضية (احتلال فلسطين) فإن إسرائيل تعيش حالة من التشظي الداخلي ناتجة عن شعور داخلي في إسرائيل أن كل ما فعلته «الدولة» لم يستطع أن يوفر أبسط ما يبحث عنه الإسرائيلي وهو «الأمن»، وربما «السلام» الذي لا شك أن بعض الإسرائيليين يؤمنون به ولو وفق مفهومهم له، ولكن حتى بهذا المفهوم لم يستطع الإسرائيلي أن يعيشه في ظل إصرار الفلسطينيين على حقهم التاريخي بأرضهم وحقهم الطبيعي في الحياة.. ولذلك تتحدث الصحف الإسرائيلية نفسها أن حجم الاضطرابات النفسية التي يعيشها الإسرائيليون ناهيك عن إيمانهم أن ما حدث في طوفان الأقصى يمكن أن يتكرر كثيرا في المرحلة القادمة كرد فعل على جرائم «إسرائيل». وهذه الأمراض النفسية يمكن أن تصنع في داخل إسرائيل نفسها تطرفا وعنفا بين الإسرائيليين أنفسهم، ليس بين العامة فقط ولكن حتى بين النخب السياسية والثقافية الإسرائيلية.

أما المشهد الاقتصادي داخل إسرائيل فإنه ينذر بركود اقتصادي خلال العام الجاري، بل إنه ركود بدأت ملامحه تبرز بشكل واضح جدا الأمر الذي جعل نتانياهو يقول إن أحد أهم أسباب سحب بعض ألوية الجيش من داخل غزة هو لإنعاش الاقتصاد الإسرائيلي. واستدعت إسرائيل أكثر من 360 ألف جندي من جنود الاحتياط، وهؤلاء تم استدعاؤهم من وظائف مدنية واقتصادية الأمر الذي ينعكس بشكل سلبي على الحياة الاقتصادية في «دولة» تخوض حربا قوية جدا تحتاج إلى اقتصاد قوي.

ولكل هذه الأسباب وغيرها الكثير فإن إسرائيل تعيش مرحلة صعبة ستنعكس سلبا عليها في كل الأصعدة السياسية والاجتماعية، وسيزيد تطرفها خلال المرحلة القادمة وعدوانيتها وتشظيها وصراعاتها السياسية.. وعلى الجوار العربي المقاوم أن يدير معركته مع إسرائيل وفق كل هذه التحديات الكبرى.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: یمکن أن لا یمکن

إقرأ أيضاً:

السفير الأمريكي في إسرائيل: لا نعرف ما الذي ترغب حماس في قبوله

ناقش السفير الأمريكي في إسرائيل جاك ليو الجهود التي تهدف إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، وذلك خلال المؤتمر الأمني السنوي الذي تنظمه صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

وقال جاك ليو، "نحن لا نعرف ما الذي ترغب حماس في قبوله"، مضيفاً أن الوسطاء في المحادثات - الولايات المتحدة ومصر وقطر - إلى جانب إسرائيل يحاولون "التوصل معاً إلى موقف واحد بقدر الإمكان في النهاية، حتى نتمكن من الضغط على حماس لاتخاذ قرار"، وفقاً لما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". 

وأضاف ليو، أن الحكومة الإسرائيلية أشارت إلى أنه يمكنها إبداء مرونة بشأن قضايا معينة، دون أن يتطرق لمزيد من التفاصيل. 

وفشلت أشهر من المفاوضات بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في تأمين وقف القتال بين حماس وإسرائيل، باستثناء هدنة لمدة أسبوع واحد في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني). 

واستندت جولات المحادثات الأخيرة التي عقدت في الدوحة والقاهرة إلى الإطار الذي اقترحه الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو (أيار)، و"اقتراح لسد الفجوات" قدم للأطراف في أغسطس (آب).
في بيانها الأربعاء، أعربت حماس مجدداً عن "استعداد الحركة للتنفيذ الفوري لاتفاق وقف إطلاق النار على أساس إعلان الرئيس بايدن".

لكن في مواجهة الدعوات الخارجية للتوصل إلى اتفاق، أبدت إسرائيل وحماس تمسكاً بمطالبهما.

مقالات مشابهة

  • رأسه يحمل ألوان الكوفية الفلسطينية.. الحوثيون ينشرون فيديو للصاروخ الذي أُطلق نحو إسرائيل
  • رسمياً إسرائيل توسع الأهداف على غزة.. وتضيف هدفا جديدا من الحرب في الشمال
  • صحف إسرائيلية: تحديات رئيسية تواجه إسرائيل بعد الهجوم الصاروخي الحوثي
  • شاهد.. الحوثيون ينشرون صورا لإطلاق الصاروخ الذي ضرب وسط إسرائيل
  • الرئيس الإيراني: لا نمتلك نوعية الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على إسرائيل
  • السفير الأمريكي في إسرائيل: لا نعرف ما الذي ترغب حماس في قبوله
  • كيف يمكن لبوتين أن يستخدم السلاح النووي التكتيكي في أوكرانيا؟
  • 9 معلومات عن خسوف القمر 2024.. يمكن رؤيته في مصر خلال هذا الموعد
  • معلومات عن الصاروخ الذي أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل
  • كيف يمكن أن تصل إسرائيل إلى يحيى السنوار؟