مركز حقوقي: معتقلو غزة لدى الاحتلال يتعرضون للتعذيب الممنهج
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
#سواليف
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه تلقى شهادات جديدة على عمليات تعذيب ممنهجة ومعاملة قاسية وغير إنسانية يتعرض لها معتقلون فلسطينيون -بعضهم مخفون قسريا- من قطاع غزة داخل معسكرات لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح المرصد في تقرير له أن شهادات تلقاها من أشخاص اعتقلوا لعدة أيام وأفرج عنهم تظهر أن الجيش ومحققي الشاباك تعاملوا مع المعتقلين كـ “حيوانات غير بشرية” وفق ما أبلغوهم خلال التحقيق معهم وتعذيبهم.
ووفق الشهادات، فإن التعذيب يبدأ فور الاعتقال سواء من المنزل أو مراكز اللجوء، إذ يبدأ الأمر بالضرب والإجبار على نزع الملابس والإبقاء على اللباس الداخلي السفلي، قبل إجبار المعتقلين على الجلوس في الشارع لساعات، وسط شتائم وإهانات تحط من كرامتهم.
مقالات ذات صلة توضيح من الأردنية حول الامتحان المثير للجدل 2024/01/06وذكر بعض المعتقلين المفرج عنهم أنهم أجبروا على “شتم أنفسهم وشتم فصائل وشخصيات فلسطينية”، قبل أن يتم نقلهم داخل شاحنات في “ظروف مرعبة” إلى أماكن احتجاز في العراء حيث تم “ضرب المعتقلين والتنكيل بهم”.
اعتقالات عشوائية
وثق المرصد في تقريره الذي نشر -اليوم السبت- أن جيش الاحتلال شن حملات اعتقال عشوائية طالت مئات المدنيين الفلسطينيين من مناطق مختلفة من قطاع غزة عقب اقتحام منازل سكنية ومدارس تحولت إلى مراكز إيواء لآلاف النازحين.
وطالت حملات الاعتقال أطباء وممرضين وصحفيين وكبار سن، فضلا عن عشرات النساء، من بينهن “هديل يوسف عيسى الدحدوح” التي ظهرت في صورة تم اقتيادها داخل شاحنة مع مجموعة رجال وهم عراة في مشهد غير إنساني.
وقال معتقل أفرج عنه (فضل عدم الكشف عن اسمه) إن أغلب المعتقلين يجري احتجازهم لاحقا في معسكرات لجيش الاحتلال وليس لإدارة السجون، وأضاف أنه بمجرد نقلهم، يُجبر المعتقلون على البقاء داخل أقفاص حديدية وسط أجواء باردة، وفي كثير من الحالات تعرض معتقلون لعمليات “الشبح” أو “التعليق من الأيدي والأرجل في أوضاع مختلفة، وعذبوا بالصعق بالكهرباء، أو الحرق المتعمد بأعقاب السجائر، فضلا عن الضرب الوحشي في جميع أنحاء الجسد”.
ووفقا لما أورده المرصد فقد تحول معسكر “سديه تيمان”، الذي يديره جيش الاحتلال ويقع بين مدينتي بئر السبع وغزة حيث يحتجز غالبية معتقلي القطاع تحول إلى سجن “غوانتنامو” جديد تمتهن فيه كرامة المعتقلين وتمارس بحقهم أعتى أشكال التعذيب والتنكيل في ظل حرمانهم من الطعام والعلاج.
وذكر في تقريره الذي نشر -اليوم السبت- أنه وثق اعتقال مسنين من الرجال والنساء، حيث أكد اعتقال امرأة يزيد عمرها عن 80 عاما، ومسنين آخرين تزيد أعمارهم عن 70 عاما.
وأكد الأورومتوسطي أنه تلقى شهادات عن وفاة 2 من المعتقلين داخل المعسكر، أحدهما مبتور القدم، ولم تعلن إسرائيل رسميا -حتى وقت نشر البيان- عن وفاتهما.
ففي 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، توفي “منصور نبهان محمد ورش”، بسكتة قلبية بعد 24 يوما من اعتقاله، وظهرت على جسده آثار كدمات وتكبيل.
وبعد 4 أيام توفي “ماجد أحمد زقول” بعد احتجازه في سجن عوفر وتعرضه لتعذيب شديد
وفي إفادة لـ”جهاد زقوت” (75 عامًا)، قال إن قوات الاحتلال اعتقلته من منزله في مدينة غزة بتاريخ 12 ديسمبر/كانون الثاني 2023، وتم ضربه وركله من قبل جنود الاحتلال ومن ثم تقييده بالسلال الحديدية، قبل أن يستخدموه كدرع بشري بوضعه في بيت سكني داخل منطقة تشهد عمليات عسكرية.
وأفاد “زقوت” أنه خلال نقله من المنطقة مع معتقلين آخرين في شاحنة، استمر الجنود بضربهم طوال الطريق على رؤوسهم بأعقاب البنادق وبأيديهم.
وحين وصلوا إلى معسكر للجيش كان به مئات المعتقلين، جردوا من ملابسهم وأجبروا على النوم على الأرض دون فراش، في حين كان يُسمح لهم بالذهاب لدورات المياه مرة واحدة كل يومين أو 3 أيام، مع حرمانهم من الأدوية وتعريضهم للضرب بين الحين والآخر.
المصدر : الجزيرة
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف
إقرأ أيضاً:
الأسيرة الفلسطينية المحررة رولا حسنين: أصبت بالضغط من شدة القهر وإبعادي عن ابنتي
تقول رولا حسنين، الأسيرة الفلسطينية المحررة والصحفية والأم لرضيعة فى شهرها التاسع: «بعد 10 شهور من الأسر تغيرت ملامحنا ولم تعرفنى ابنتى، وأنا لم أكن أتوقع أن تكون كبرت لهذا الحد، وأصبت بالضغط العالى المزمن وأنا داخل الأسر من كثرة ما قهرت على ترك رضيعتى فى أكثر الأوقات هى بحاجة إلىّ».
وتشير «رولا» إلى أنها واحدة من 30 أماً داخل المعتقل، وقد تركت خلفها طفلتها «إيلياء»، كان الاعتقال بلا أى مبرر إنسانى، لتجد نفسها بعيداً عن طفلتها 10 أشهر كاملة، والأقسى عندما خرجت من الأسر، وجدت ابنتها مختلفة تماماً فى الشكل والطباع، أما ابنتها التى كانت ترى والدتها فقط عبر الصور التى كان والدها يعرضها عليها، لم تعرفها عند اللقاء الأول، مما شكّل صدمة عاطفية لـ«رولا»، التى شعرت وكأنها شخصية غريبة عن ابنتها.
آلام نفسية لا تستطيع «رولا» وصفها حين تركت رضيعتها ومن الأطفال الخدج الذين يولدون قبل موعدهم ويحتاجون للبقاء فى حضانة المستشفى، تقول لـ«الوطن»: «ابنتى كانت خرجت من الحضانة، وتحتاج إلى رعايتى ولكن الاحتلال باعد بينى وبينها دون منطق ولا رحمة».
تغيرت ملامحنا بعد 10 أشهر من الأسر.. ولم تعرفني ابنتي.. وأنا لم أكن أتوقع أن تكون كبرت لهذا الحد«رولا» تتحدث عن ظروف احتجاز قاسية للغاية عاشتها داخل سجون الاحتلال، وإدارة السجون مارست شتى أشكال القهر النفسى والاعتداءات، حيث تعرضت الأسيرات للضرب والتنكيل، بالإضافة إلى الاقتحامات الليلية للزنازين والتفتيش العارى المستمر، وهو انتهاك صارخ لخصوصيتهن كإناث، هذه الممارسات لم تراعِ أى قانون دولى أو إنسانى، مما أثر بشكل كبير على الحالة النفسية للأسيرات، خاصة الأمهات اللواتى انفصلن قسرياً عن أطفالهن. وقالت «رولا»: «قوات الاحتلال لم تكتفِ بقسوة إجراءاتها العسكرية، بل سعت بكل ما أوتيت من قسوة إلى تدمير الروح الإنسانية فى الأسيرات، كانت الأساليب التى تعرضن لها قاسية وأمرهن بالوقوف لساعات طويلة فى برد قارس، فضلاً عن التفتيش العارى الذى ينتهك خصوصياتهن الجسدية، فيما صادرت قوات الاحتلال ملابسهن الشخصية بلا رحمة»، مضيفة أن حياة الأسيرات داخل المعتقلات تحولت إلى كابوس، فإدارة السجون اتبعت سياسة التجويع بشكل ممنهج، مما جعل الأيام تمر ببطء لا يُطاق، كأنها تمتد لسنوات.
من الناحية الجسدية، كانت «رولا»، لم تتعاف بعد من آلام عملية الولادة القيصرية بجانب معاناتها من جرثومة المعدة، والقولون العصبى، وتقرحات فى الأمعاء، ونقص حاد فى الفيتامينات نتيجة ظروف ما بعد الولادة، ومرض مزمن فى الكلى يتطلب رعاية طبية، ولكن كل هذه الأمراض لم تشفع لها فى عيادة السجن، إذ واجهوا الأمر بتجاهل تام رغم كل الآلام التى كانت تعيشها ما فاقم من حالتها الصحية.
بعد الإفراج عنها، كان أول ما قامت به هو احتضان ابنتها «إيلياء»، وكرست لحظاتها الأولى بعد التحرر لتعويضها عن كل شىء افتقدته خلال فترة غيابها القسرى، فاللقاء مع ابنتها هو الجبر الحقيقى لكل الألم الذى عاشته.`