عاجل.. الرئيس المشاط: مسؤوليتنا الإنسانية والإيمانية والأخلاقية والسياسية تلزمنا بنصرة أهلنا في فلسطين.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الدين والفطرة الإنسانية

الدين فطرة الله التى فطر الناس عليها حيث يقول الحق سبحانه: فِطْرَت الله الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ، ويقول سبحانه: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ الله النَّبِيِّينَ مُبَشّـِرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى الله الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَالله يَهْدِى مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، ويقول سبحانه فى الحديث القدسى: «إنى خَلَقْتُ عِبَادِى حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِى مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا».

فالشرائع السماوية كلها إنما جاءت لسعادة البشرية ، تقوم على جلب المصلحة أو درء المفسدة أو على تحقيقهما معًا، و المصالح العليا للشـرائع قائمة على حفظ الدين والوطن والنفس والعقل والمال والعرض، فكل ما يؤدى إلى حفظ هذه الأمور فهو مصلحة وكل ما يضر بها فهو مفسدة، ودفعه مصلحة، يقول العز بن عبد السلام (رحمه الله):» لا يخفى على عاقل أن تحصيل المصالح المحضة، ودرء المفاسد المحضة عن نفس الإنسان وعن غيره محمودٌ حسنٌ، وأن تقديم أرجح المصالح فأرجحها محمودٌ حسنٌ، وأن درء أفسد المفاسد فأفسدها محمودٌ حسنٌ، وأن تقديم المصالح الراجحة على المرجوحة محمودٌ حسنٌ، وأن درء المفاسد الراجحة على المصالح المرجوحة محمودٌ حسنٌ»، وقد اتفقت الشـرائع على تحريم الدماء، والأعراض، والأموال، وعلى تحصيل الأفضل فالأفضل من الأقوال والأعمال.

وقد أجمعت الشرائع السماوية على جملة كبيرة من القيم والمبادئ الإنسانية، من أهمها: حفظ النفس البشرية وحرمة الاعتداء عليها، حيث يقول تعالى: أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا جميعا»، كما أجمعت على العدل، والتسامح، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، والصدق فى الأقوال والأفعال، وبر الوالدين، وحرمة مال اليتيم، ومراعاة حق الجوار، والكلمة الطيبة، وذلك لأن مصدر التشـريع السماوى واحد، حيث يقول  نبينا (صلى الله عليه وسلم):» الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ».

وأرونى أى شريعة من الشـرائع أباحت قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، أو أباحت عقوق الوالدين، أو أكل السحت، أو أكل مال اليتيم، أو أكل حق العامل أو الأجير.

وأرونى أى شريعة أباحت الكذب، أو الغدر، أو الخيانة، أو خُلف العهد، أو مقابلة الحسنة بالسيئة ؛ فمن خرج على ذلك لم يخرج على مقتضى الأديان فحسب، وإنما هو افتراء على الأديان وخروج على مقتضى الإنسانية ينسلخ فيه المجرمون وسفكة الدماء من آدميتهم ومن الفطرة السليمة التى فطر الله الناس عليها، وقد قال ابن عباس (رضى الله عنهما) عن قوله تعالى: «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْـرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ الله إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ الله أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»،»هذه آيات محكمات لم ينسخهن شيء من جميع الكتب، وهى محرمات على بنى آدم جميعًا، وهن أم الكتاب، من عمل بهن دخل الجنة، ومن تركهن دخل النار».

 

الأستاذ بجامعة الأزهر 

مقالات مشابهة

  • عاجل - الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد يشهدان إطلاق مشروع رأس الحكمة (صور)
  • الدين والفطرة الإنسانية
  • الأمين العام لنقابة المعلمين: نحن حرصاء على تعليم جميع التلاميذ النازحين وغير النازحين
  • “نسائي العمل الإسلامي” ينظم فعالية بانوراما غزة في الزرقاء (شاهد)
  • الرئيس الإيراني: العدوان الصهيوني سينال عقابه وسنواصل دعم المقاومة حتى تحرير فلسطين
  • كلاس: المنشآت الرياضيّة مراكز استضافة ومساعدات لوجستيّة لخدمة أهلنا
  • رسائل الرئيس السيسي في حفل تخريج الكليات العسكرية: موقفنا ثابت بإقامة فلسطين
  • عاجل.. خريجو الكليات العسكرية يؤدون سلام الشهيد أمام الرئيس السيسي
  • بري عرض مع زواره للتطورات الأمنية والسياسية وملف النازحين
  • عاجل.. رانيا المشاط تكشف عن مصير صندوق مصر السيادي.. والوزير المسئول عنه