مسام: نزع 3015 لغماً وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة خلال ديسمبر 2023
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
المناطق ـ أحمد حماد
مع نهاية العام الميلادي لسنة 2023، يطوي مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، صفحة مطولة، حفلت خلال السنة الماضية بنجاحات وإنجازات ورهانات، تم حصد ثمارها ووثقت إنجازاتها بلغة الأرقام، وقد كتبت بسطور من نور جزء مشرقاً من المسيرة الإنسانية الوضاءة لهذا المشروع الإنساني في اليمن.
وبذلك يضيف مسام إلى سجلات إنجازاته في اليمن على صعيد مكافحة الألغام صفحة جديدة من العطاء الإنساني التى طويت بالأمس، ليفتح مع طيها صفحة متجددة أخرى على أهبة الاستعداد ليكتب فيها مسام رهانات جديدة سيعمل على مدار 2024، على جعلها سنة انجازات على صعيد مكافحة الألغام وإفشال مخططات زارعيها لمصادرة الحياة في اليمن، من خلال إنجازات نوعية توثقها أرقام النزع والإتلاف المرتقبة على يد فرقه المتمرسة في مكافحة الألغام.
أخبار قد تهمك مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 100 سلة غذائية في مدينة كابل بأفغانستان 3 يناير 2024 - 10:04 مساءً مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 1.925 سلة غذائية في إقليمي السند وبلوشستان بجمهورية باكستان 3 يناير 2024 - 9:19 مساءًوقد ترك مشروع مسام في ذاكرة نهاية عام 2023 بصمة إنجازاته المتواصلة، التي تحدث عنها الأستاذ مدير عام المشروع أسامة القصيبي، بقوله “إن الإنجاز والعطاء المتواصل نهج مسام الذي لا يحيد عنه، بلوغ اليمن بر الآمان من الألغام هدف نقترب منه يوما بعد آخر وسيقتطف كافة المواطنين اليمنيين ثماره حتماً، وقد ختم هذا المشروع سنة 2023 برقم 3015، وهو رقم عكس إجمالي ما تم نزعه في شهر ديسمبر الماضي، من ألغام وقذائف غير منفجرة وعبوات ناسفة.”
وبين القصيبي أن مسام تمكن المشروع خلال ديسمبر 2023 من نزع 2525 ذخيرة غير منفجرة، و444 لغماً مضاداً للدبابات، وقام المشروع بإتلاف 289 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، في إطار سعيه الدؤوب لحفظ أرواح الأبرياء من العلب المنفجرة المموهة، بينما بلغ إجمالي المساحة التي طهرها خلال نفس الشهر 822.725 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية.”
وسلط القصيبي الضوء على حصيلة إنجازات مسام قائلاً: “إن إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق عمل مشروع «مسام» نهاية يونيو 2018 وحتى اليوم، قد بلغ 426.809 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، زرعتها ميليشيا الحوثي بعشوائية في مختلف المحافظات اليمنية، وقد وصلت إجمالي المساحة المطهرة 52.866.744 متراً مربعاً، منذ انطلاق المشروع وحتى اليوم.”
نهاية سنة مبشرة
وقد شهد شهر ديسمبر 2023 جملة من الأحداث النوعية التي عاشها مشروع مسام وزف من خلالها بشائر سنة جديدة حافلة بالإنجازات والعزم على النجاح والتألق على صعيد رهانه الإنساني في اليمن “يمن بلا ألغام”.
وفي هذا السياق، تلقى مسام باقة من رسائل الإكبار والتقدير بمناسبة اختتام أعمال القمة الخليجية التي استضافتها العاصمة القطرية خلال ديسمبر الماضي، حيث رد القصيبي في تصريح صحفي على هذه الرسائل المثمنة لجهود مسام في اليمن بقوله: “إن ما تضمنه البيان الختامي الصادر عن القمة من إشادة بأعمال مشروع «مسام» في الأراضي اليمنية يأتي في إطار اهتمام قادة دول مجلس التعاون بالشعب اليمني، وحرصهم على كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية.. ويعتبر ما تضمنه البيان خير دافع للمشروع ولكافة العاملين فيه نحو مواصلة رسالة مسام الإنسانية المتمثلة في تخليص الشعب اليمني من خطر الألغام التي زرعتها الميليشيات في تجاوز صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني.”
وخلال ديسمبر أيضا، أحيت محافظة مأرب احتفالية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وقد تم خلال هذه الاحتفالية تكريم مشروع مسام تقديراً وامتناناً لجهوده المستمرة في حماية حقوق الإنسان والحفاظ على الحياة والعطاء الإنساني غير المسبوق في سبيل تطهير الأراضي اليمنية وتحريرها من خطر الألغام التي تهدد حياة السكان وتعوق العمل الإنساني.
كما شهد نفس الشهر مشاركة مشروع مسام بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، في المعرض الفوتوغرافي والتوثيقي المنظم بعنوان “الإنتهاكات الحوثية.. جرائم ضد الإنسانية وتدمير للوطن” الذي أُقيم في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة قصد إيصال صوت الأبرياء والمتضررين من بطش الألغام للعالم.
وقام مشروع مسام خلال شهر ديسمبر 2023 أيضاً بالشراكة مع مركز حماية لحقوق الإنسان في مدينة تعز بتقديم ندوة بعنوان “المرأة بين تحديات النزوح ومخاطر الألغام”، وذلك لتسليط الضوء على مخاطر الألغام وتحديات النزوح التي تتعرض لها المرأة في اليمن بسبب قيام ميليشيا الحوثي بزراعة الألغام والعبوات الناسفة في المناطق المدنية والزراعية مما أدى إلى إصابات ووفيات.
وقد واصل مسام خلال هذا الشهر أيضاً عمله المستمر على تخليص المرافق الحيوية في اليمن من بطش الألغام، حيث تعرض مشروع كهرباء مديرية عسيلان جباح والذي يعد من المشاريع الحيوية التي تهدف إلى توفير الخدمة الكهربائية لأكثر من 20 ألف نسمة في 5 مناطق بمديرية عسيلان لتعثر كبير بسبب الألغام التي زرعت على خطوط نقل الكهرباء من قبل مليشيات الحوثي. ونتيجة لذلك، تم تعليق أعمال المشروع وتأخير توصيل الكهرباء إلى المناطق المتضررة.
وقد باشرت فرق مسام في تأمين أجزاء كبيرة من خطوط الكهرباء حتى تم استئناف العمل في مشروع الكهرباء وهو الأمر الذي سيمكن مناطق مديريات عسيلان، من الحصول على الخدمة الكهربائية الضرورية، وسيوفر الكثير من الراحة والتحسين في حياة السكان المحليين.
كما واصل مسام في شهر ديسمبر 2023 العمل على رفع خبرات طواقمه وفرقه من خلال مشاركتهم في برنامج تدريبي شمل جميع الفرق الهندسية لمشروع مسام، سواء في قطاع مأرب أو عدن، وهو برنامج روتيني يتكرر مرتين أو ثلاث على الأقل في العام لكل فريق، ليضمن هذا المشروع الصقل المستمر لمهارات فرقه والأخذ المتواصل بالمستجدات والتحديات الميدانية وأسباب السلامة المطلوبة لإنجاز مهمته الإنسانية في اليمن على أكمل وجه.
عطاء إنساني يعانق آفاقاً واعدة
وفي عام 2023، واصل مسام حصد ثمار نجاحاته بلغة الأرقام في قلب تضاريس محافظة شبوة، وتحديداً في مديرية عسيلان، حيث تمكن الفريق التاسع وبعد جهود مستمرة لعدة أسابيع، من تأمين الحقل الأول في منطقة قرون الثعالب، حيث تم إزالة وتدمير أكثر من 150 لغماً مضاداً للأفراد، بالإضافة إلى الألغام المضادة للمركبات والعبوات الناسفة.
ويدرك مشروع مسام جيداً أن رهاناته المستقبلية وأجندته الاستشرافية وخارطة طريقه المرتقبة، يجب تأخد بعين الاعتبار عدم توقف الميليشيات الحوثية ليوم واحد عن زراعة الألغام رغم فترات الهدنة التي تعلن بين الحين والآخر، ورغم الجهود التي تبذل لإحياء العملية السياسية في اليمن، فالتحديات كبيرة والرهانات حيوية و المهمة المنطوطة به في غاية الإنسانية.
وهو معطى محوري يجعل من أجندة مسام المستقبلية متسلحة دائماً بالحزم والعزم على النجاح والإصرار على قهر التحديات وتحقيق النجاحات، وهو ما عبر عنه أسامة القصيبي بقوله: “مسام حريص على تطوير فرقه من خلال التدريب المستمر لكافة أعضائه، بالإضافة إلى تقديم دورات تخصصية لفرق التفجير لتكون دائما متألقة ومعطاءة ومتفانية.. ونحن عازمون على أداء رسالتنا لتطهير كافة الأراضي اليمنية المحررة من الألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المنفجرة التي زرعتها الميلشيا الحوثية، ومسام لم ولن يتوان عن خدمة المجتمع اليمني من خلال نزع وإتلاف الألغام ورعايته للعديد من البرامج والفعاليات المحلية والدولية والحملات التوعوية في سبيل خلق ثقافة وقائية من هذا الخطر الداهم وحشد صفوف المنظمات العالمية الإنسانية ودعوتها إلى المضي قدماً على درب مسام في مكافحة الألغام في اليمن، لكي يصل صوت الأبرياء لكل أصقاع الأرض ويبلغ اليمن مرحلة الأمان في وقت قياسي وبأقل خسائر بشرية ولكي يستعيد اليمن نشاطه التنموي واستدامته على كل الصعد.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: اليمن مركز الملك سلمان للإغاثة مسام الأراضی الیمنیة مکافحة الألغام خلال دیسمبر غیر منفجرة مشروع مسام شهر دیسمبر دیسمبر 2023 فی الیمن من خلال مسام فی
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة: استمرار الأمريكي في مؤامراته على اليمن لن يؤثر على موقفنا المناصر لفلسطين ولبنان
الوحدة نيوز/ أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن استمرار الأمريكي في مؤامراته لن يؤثر على موقف اليمن المساند والمناصر للشعبين الفلسطيني واللبناني.
وقال السيد القائد في كلمة له مساء اليوم حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية “مهما فعل الأمريكي، من مؤامرات على بلدنا، فإن موقفنا لا يتزحزح، لأننا نعتمد على الله تعالى، وشعبنا يتحرك ببصيرة ووعي وشعور بالمسؤولية وقناعة تامة بموقفه”.
وأشار إلى أن الأمريكي يحاول باستمرار تحريض الآخرين ضد بلدنا، ويسعى لإعادة إنتاج العملاء من أبناء البلد في قوالب متنوعة.. مبينا أن الأمريكي حاول عبر بعض من صغار مسؤوليه أن يجمع بعض العملاء والخونة في عدن ويعيد إنتاجهم في قوالب قبيحة فاشلة.
وأضاف “من ينتمي إلى الشعب اليمني ثم يتنكّر لهذا الشعب في موقفه العظيم وتوجهه القرآني المشرّف، فهو من أعظم الناس خسارة”.
ودعا السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أبناء اليمن إلى الخروج المليوني يوم غدٍ الجمعة في ساحات العاصمة صنعاء والمحافظات استجابة لنداء المجاهدين والمظلومين في فلسطين ولبنان، خروجًا كما في كل أسبوع مرضاة لله وجهادًا في سبيله ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم.
وتابع “إخوتنا المجاهدون في حماس وجهوا نداء للخروج في مظاهرات مساندة للشعب الفلسطيني، وشعبنا لن يتجاهل وسيلبي النداء، فشعبنا ذاق مرارة الظلم وعانى من ظلم الظالمين وجور الجائرين، ولكنه شعب حر عزيز شهمٌ وفيٌّ له قيم وضميره حي”.
ولفت إلى أن خروج الشعب اليمني في الأسبوع الماضي كان مليونيا عظيما لا مثيل له في كل الدنيا، خروج تحدى ترمب المجرم المتصهين وتحدى بايدن والغطرسة الأمريكية والإسرائيلية وكل طواغيت الدنيا.
وأوضح قائد الثورة، أن الموقف الأمريكي عدواني في إطار المشروع الصهيوني، وكل رئيس أمريكي يحاول أن يقدم أكثر لدعم الكيان الإسرائيلي.. مضيفًا “كل رئيس أمريكي يتباهى بدعم إسرائيل، وترمب يقول إنه اختار وزيرا للخارجية “صديقا عظيما لإسرائيل” بمعنى أنه صهيوني”.
وجدد التأكيد على “أنه في موقفنا الإيماني والجهادي، سنسعى على الدوام لنقدم أكثر وأكثر لنصرة القضية الفلسطينية ومواجهة المشروع الصهيوني المعادي لأمتنا”.
وتحدث قائد الثورة عن الذكرى السنوية للشهيد للعام 1446هـ، مبينًا أن الشعب اليمني في مسيرته الجهادية لا يكاد يمر أسبوع دون أن يُقدم شهداء.
وأوضح أن الحديث عن الشهداء هو حديث مستمر في إطار هذا المسار الإيماني الجهادي الذي يتحرك فيه الشعب العزيز.. مشيرًا إلى أن مناسبة الذكرى السنوية للشهيد تأتي في إطار الأحداث والمتغيرات الكبرى وموقف اليمن نصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني.
ولفت إلى أنه في إطار مناسبة الذكرى السنوية للشهيد يتم التركيز على ثلاثة أمور “ترسيخ مفهوم الجهاد وقيمة الشهادة في سبيل الله، والاستذكار للشهداء واستلهام الدروس من سيرة الشهداء، والبرامج الهادفة للعناية بأسر الشهداء”.
وأفاد السيد القائد بأن الشعب اليمني العزيز في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” يُقدم الشهداء في سبيل الله ويتحرك في كل المسارات.. وقال “من اليوم الأول لمسيرتنا القرآنية قدمنا الشهداء في كل المراحل الماضية في إطار الموقف الذي نحن عليه اليوم من الإسرائيلي والأمريكي”.
وأضاف “الميزة المهمة للمسيرة القرآنية هي المشروع القرآني والتحرك وفقه، وشهيد القرآن السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه كان صوتًا قرآنيًا خالصًا”.. لافتًا إلى أن الشهيد القائد تحرك بالمشروع القرآني في مرحلة مهمة وحساسة يسعى فيها أعداء الأمة من أتباع المشروع الصهيوني وأذرُعِه إلى فرض خيارهم على الأمة.
وأشار إلى أن المشروع الصهيوني الذي يتحرك فيه الأمريكي والإسرائيلي، هو مشروع عدواني على الأمة يُصادر الحرية والاستقلال للشعوب وأيضًا يُصادر الأوطان والحقوق.. موضحًا أن المشروع الصهيوني هو تهديد للأمة وعدوان عليها في هويتها ودينها واستقلالها وحريتها وفي أوطانها وثرواتها.
وتابع “تقبُّل من ينتمي لهذه الأمة رسميًا أو شعبيًا للمشروع الصهيوني يعني الاستسلام وأن تكون مع عدوك المستهدف لك ولأمتك”.. لافتًا إلى أن المشروع الصهيوني يُريد أن يكون من تقبّلَه مجرد أداة لخدمته فيما هو خطر على الأمة، وهذا هو الغباء والخسارة.
وشدد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على “أنه كان وما يزال من المهم جدًا تحديد الخيار، لأن الأمريكي يُريد إما أن تكون في الوضعية التي يريدك أن تكون عليها وإلا فهو سيعتبرك ضد برنامجه ومشروعه”.
وأكد أن تحديد الخيار والموقف هي مسألة مهمة جدًا لأن المسألة مصيرية للدنيا والآخرة.. مبينا أن “من أخطر ما يُمكن أن تتعرض له الأمة هو عندما يتجه البعض لتحديد خياراته واتخاذ مواقفه بشكل منفصل عن المبادئ والقيم والقرآن الكريم”.
ومضى بالقول “عندما تنفصل مسألة تحديد الخيارات والمواقف عن مسألة المبادئ والأخلاق فستكون النظرة مغلوطة تحت عنوان المصالح”.. مؤكدًا أن معظم الأنظمة العربية تتورط في خيار المعية مع الأمريكي وهي تُدرك أن بلدانها وأنظمتها مستهدفة.
وبين قائد الثورة أن من أعلنوا أنهم مع أمريكا وتحالفوا معها اتجهوا معها وفتحوا لها كل شيء، فتحوا بلدانهم للقواعد العسكرية والإملاءات الأمريكية في المستويات السياسية والإعلامية وفي الخطاب الديني.
وقال “لم يكن تحرك الأمريكي من أجل أن يضمن مصالحه في المنطقة فقط بل اتجه للسيطرة المباشرة وإخضاع المنطقة بشعوبها وحكوماتها للسيطرة المباشرة ولمصلحة العدو الإسرائيلي”.. مبينًا أن الأمريكي اتجه لخطوات أكثر من مسألة المصالح وهو يُريد أن يكون الإسرائيلي وكيله الحصري المسيطر تماما على واقع ما يسمونه بـ “الشرق الأوسط”.
وأشار إلى أن تحرك شهيد القرآن السيد حسين رضوان الله عليه بالمشروع القرآني كان الخيار ضد أمريكا وإسرائيل والمشروع الصهيوني من منطلق قرآني ومبدئي.. مبينًا أن الأمريكي يسعى لتكون الأمة مستسلمة له وألا يكون فيها أي تحرك يعيقه وتكون الساحة مفتوحة أمامه.
وأضاف “منذ الاستهداف لمسيرتنا القرآنية بالحروب العسكرية بدءًا بالحروب الست وما تخللها ثم العدوان الأمريكي السعودي وصولًا إلى هذه المعركة الشاملة، تجلّى في كل مرحلة أهمية المشروع القرآني”.
وأكد السيد القائد أن المشروع والخيار القرآني يُبني الأمة في وعيها وبصيرتها ورشدها وحكمتها وفي روحها المعنوية لتكون بمستوى النهوض بمسؤوليتها.. لافتًا إلى أنه لا خيار سوى المشروع القرآني الذي يمثل حلًا للأمة في مواجهة أعدائها والتصدي لخطرهم.
وذكر أن أمة المسيرة القرآنية لم تُكسر إرادتها بالعدوان، بل وثقت بالله وتحركت على أساس هديه وتعليماته بالوعي والبصيرة القرآنية والروح الإيمانية الجهادية وبقيت المسيرة القرآنية مستمرة في مواجهة كل التحديات إلى مستوى الموقف المشرف الذي يتحرك فيه اليمن.
كما أكد أن افتقار الأمة للبصيرة هو ما يكبّلها عن التحرك بالمسؤولية رغم ما تمتلكه من إمكانات هائلة وضخمة.. مضيفا “عندما نشاهد أمة كبيرة في عددها وجغرافيتها وما هي عليه من العجز والضعف والوهن ندرك أهمية الاستنهاض في أوساط الشعوب لنشر الوعي والبصيرة لتعزيز الروح المعنوية الإيمانية الجهادية.
وجددّ التأكيد على أن الأعداء يسعون لإبادة الأمة، وما يفعلونه في فلسطين يمكن أن يفعلوه في أي بلد آخر، وما فعله الأمريكي سابقًا في العراق وأفغانستان يمكن أن يفعله في أي بلد آخر مع الإسرائيلي في إطار المشروع الصهيوني الرامي لتغيير وجه المنطقة.
واستطرد قائلًا “عندما تتحرك أمتنا تجاه المشروع الصهيوني بالروح الجهادية وبوعي وبصيرة قرآنية تكون في مستوى المَنَعَة والقوة والعزة وتدرك أهمية كل عناصر القوة”.. مشيرًا إلى أن الروح الجهادية التي تتحرك فيها الأمة تنهض بالأمة إلى مستوى مواجهة التحدي دون اكتراث بما يمتلكه العدو من جبروت.
وشدد قائد الثورة على حاجة الأمة للتحرر من عقدة الخوف من أمريكا وإسرائيل لأنها لا تمثل حماية للأمة بل تدفع للاستسلام وليس للحذر والتحرك المضاد.. مضيفًا “الخوف يبعث الكثير من أبناء الأمة رسميًا وشعبيًا نحو الاستسلام والخضوع والطاعة والتسليم بالأجندة الأمريكية والإسرائيلية”.
وقال “لدى أعدائنا من الحقد والعُقد ما لا يقبلون لأحد من أبناء الأمة أن يكون في وضعية محترمة وإن لم يكن توجهه عدائي تجاههم”.. مؤكدًا أن الأعداء لم يتركوا الشعب السوداني لحاله رغم أن أدواتهم مسيطرة على الوضع واتجهوا لاستنزافه بمشاكل وصراعات وحروب.
وتطرق إلى استنزاف الأعداء للأمة بأشكال متعددة وتصفية حسابات مع منافسين آخرين بما فيهم مستقبلا ضد الصين وغيرها.. مضيفًا “شعبنا اتجه لنصرة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة بكل شجاعة لأنه يثق بالله ووعوده من منطلق إيماني وقرآني رغم حجم التحديات”.
وعدّ الشهداء مدرسة عظيمة ومتميزة واستذكارهم يُشحذ الهمم ويعزز الروح المعنوية الجهادية ويُحيي الضمائر.. مبينًا أن الشهداء هم من كل أطياف المجتمع وفئاته، ومن علمائه، والمزارعين والتجار، الفلاحين، المدرسين، الطلاب، الشباب، من مختلف أبناء المجتمع، ويحظون بمنزلة رفيعة عند الله وكذلك بالتكريم العظيم والفوز بالحياة السعيدة.
ولفت إلى ما يحظى به الشهداء من تكريم عظيم لتضحياتهم في خدمة ونصرة القضية المقدسة والعادلة وترسيخ المبادئ الإلهية لحماية عباد الله.. موضحًا أن تضحيات الشهداء جاءت في إطار المواجهة بين قيم الحق والعدل، ضد الشيطان وأوليائه بما يمثلوه من شر وإجرام.
وحث الجهات المعنية وذات العلاقة على الاهتمام أكثر وأكثر بأسر الشهداء وذويهم في إطار المسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاههم.. داعيًا المجتمع إلى أن يكون مدركا على الدوام لمسؤوليته تجاه أسر الشهداء، والاقتداء بالشهداء في العطاء والإحسان.
وتناول السيد القائد، في كلمته مستجدات العدوان على غزة ولبنان.. مؤكدا أن الخطر ليس فقط على الشعب الفلسطيني بل هو خطر يستهدف الأمة بشكل عام، فأعداؤها حاقدون وطامعون فيما تملك هذه الأمة.
وقال “405 أيام من العدوان والإجرام الإسرائيلي والأمريكي ضد الشعب الفلسطيني وضد الشعب اللبناني، يُقابلها خذلان عربي وخذلان البلدان الإسلامية ما عدا القليل، 405 أيام من الثبات الفلسطيني، واللبناني العظيم، وثبات جبهات الإسناد”.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي ابتكر له خطة جديدة في شمال قطاع غزة أكثر إجراما ودموية في سياق تنفيذه الإبادة الجماعية ومعظم شهداء جرائم القتل الجماعي لأبناء فلسطين هم من الأطفال والنساء، ويستهدف كيان العدو الخيام القماشية بقنابل أمريكية خارقة للتحصينات”.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يستهدف الشعب الفلسطيني بالتجويع وبالتهجير القسري وتدمير كل مقومات الحياة بهدف إبادته.. مضيفًا “بالرغم من اتضاح الصورة لكل العالم، لكن لا يوجد أي تحرك جاد من معظم الشعوب والمنظمات والمؤسسات الدولية”.
وتابع “تسكت أكثر الدول لأن الأمريكي شريك الإجرام، ولا تتخذ حتى خطوات سهلة مثل المقاطعة السياسية الاقتصادية، وهو ما شجع العدو”.. مؤكدًا أن موقف معظم الدول العربية والإسلامية شجّع العدو الإسرائيلي كثيرا على الاستمرار في جرائمه.
وأردف “لم يتخذ العرب والمسلمون الحد الأدنى من الموقف الذي هو واجب عليهم ضمن مسؤولياتهم الدينية والإنسانية والأخلاقية والقومية وبكل الاعتبارات، وبعض الحكام والأنظمة العربية والإسلامية يُصرون على الاحتفاظ بعلاقاتهم السياسية والاقتصادية مع كيان العدو”.
وأشار السيد القائد إلى أن بعض الأنظمة العربية والإسلامية زادت علاقتها الاقتصادية مع العدو الإسرائيلي عبر إرسال قوافل البضائع والشحنات التجارية له.. مبينًا أن أنظمة عربية وأخرى إسلامية زادت علاقتها مع العدو أضعاف مضاعفة عبر إرسالهم شحنات تجارية وبضائع مواد غذائية وغيرها للعدو الإسرائيلي.
وقال” إجرام العدو الإسرائيلي الفظيع في غزة ولبنان هو مخز لكل دول العالم التي تسكت ولا تتحرك لاتخاذ موقف”.
وعبر عن الأسف لمخرجات التحرك الرسمي لبعض الدول العربية والإسلامية تحت عنوان “القمة العربية الإسلامية”.. وقال “يحزن الإنسان لواقع الأمة عندما يرى مخرجات قمة باسم العرب والمسلمين يحضرها الكثير من زعمائهم، ومع ذلك ماذا كانت مخرجاتها؟!”.
وتوقف عند جبهة حزب الله في لبنان .. مشيدًا بالصمود الأسطوري للمجاهدين وبفعاليتهم العالية في التصدي للعدو الإسرائيلي وإلحاق الهزائم تلو الهزائم بالعملية البرية التي يفشل ويخفق فيها كل يوم ويتكّبد الخسائر والهزائم.
وعرّج قائد الثورة على الجبهة اليمنية المساندة لفلسطين ولبنان .. مجدّدًا التأكيد على أن اليمن يواصل عملياته وأنشطته في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، حيث نفذت القوات المسلحة عملياتها هذا الأسبوع بـ 29 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيّرة.
وقال “عملياتنا العسكرية منها ما كان باتجاه عمق وجنوب فلسطين المحتلة في يافا وعسقلان وأم الرشراش وقاعدة جوية للعدو الإسرائيلي في صحراء النقب ومنها ما كان إلى البحار، وأبرز عمليات البحرية اليمنية، استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “إبراهام لينكولن” في البحر العربي وهربت بعد الاستهداف لها بمئات الأميال”.
وأضاف “من بعد هروب حاملة الطائرات الأمريكية التي كانت فيما سبق في البحر الأحمر أصبح العدو يتهرب من البحر الأحمر، ولم تدخله حاملة الطائرات منذ تلك المدة”.. مشيرًا إلى أن حاملة الطائرات الأمريكية كانت تتحرك أحيانًا إما من الخليج إلى بحر عمان أو أطراف المحيط الهندي أو في البحر العربي بتخفٍ وتمويه.
ولفت السيد القائد إلى أنه وصل في بعض الحالات أن تتحرك حاملة الطائرات الأمريكية على مقربة من بعض السواحل الأفريقية خوفا من الاستهداف.
وتابع “لم يصد قرار باستهداف حاملة الطائرات الأمريكية في أي بلد من بلدان العالم كما فعل اليمن وذلك بتوفيق الله وثمرة من ثمار التوجه الإيماني والقرآني والجهادي لشعبنا العزيز” .. متسائلًا “من يجرؤ على أن يتخذ قرارا باستهداف حاملة طائرات أمريكية وينفّذ بالعمل الفعلي وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة لاستهدافها؟!”.
وأفاد بأن الأمريكي أحيانًا يقلل من المسألة بعد أن كان ينكر، ولاحقا جاءت اعترافات حتى من مسؤولين في حاملة الطائرات السابقة التي هربت سابقًا من البحر الأحمر، وحاملة الطائرات الأمريكية “لينكولن” في أقصى البحر العربي هربت لمئات الأميال بعد الاستهداف لها.
وأشار إلى أنه مع استهداف حاملة الطائرات في البحر العربي، تم استهداف سفينتين حربيتين أمريكيتين في البحر الأحمر.. مؤكدًا أنه تم تنفيذ العملية البحرية في وقت كان يحضّر الأمريكي لتنفيذ أكبر عملية جوية عدوانية على بلدنا في تلك الليلة منذ إعلانه للعدوان الذي يُساند فيه العدو الإسرائيلي.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، فشل العملية التي كان يحضر لها الأمريكي وفي نفس الوقت أصبح في موقف الدفاع، وهربت حاملة الطائرات لمئات الأميال.. مضيفًا “طالما الإسرائيلي مستمر في عدوانه الذي يشترك معه فيه الأمريكي على قطاع غزة وعلى الشعب اللبناني فنحن مستمرون في عملياتنا”.
وبين “أن الأمريكي يُعتبر نفسه معنيًا بالإسناد للعدو الإسرائيلي في جرائمه وعدوانه وإبادته للشعب الفلسطيني، ونحن نعتبر مناصرتنا للشعب الفلسطيني واجب بكل الاعتبارات.. وقال” نتمنى أن لو أمكن أن نفعل الكثير والكثير لمناصرة الشعب الفلسطيني، ونسعى لفعل ما هو أكبر على المستوى العملي ولذلك تستمر عملياتنا”.
وأشار قائد الثورة إلى أنه “لو أراد الأمريكي أن يُقدم حاملة الطائرات إلى البحر الأحمر فهو سيقربها أكثر لاستهدافها، وإذا أراد أن يتجرأ على ذلك فليجرب”.
وذكر أن غارات العدو الأمريكي البريطاني هذا الأسبوع على محافظات متعددة ليس لها أي تأثير على القدرات العسكرية لليمن.