مراقبون ليورونيوز العراق غير جاد في إنهاء مهمة التحالف الدولي على أرضه ونواب يصفون الأمر بـ"المعقد"
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
تزايدت الخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق في الأشهر الأخيرة، وبالتحديد بعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، وردت الأخيرة بحرب شاملة على قطاع غزة.
حينها قررت فصائل مسلحة عراقية "دعم غزة" عن طريق ضرب مقرات تابعة للتحالف الدولي في العراق الذي تقوده الولايات المتحدة.
مع سقوط أولى صواريخ الفصائل على مقرات تابعة للجيش الأمريكي في العراق، حطت طائرة وزير الخارجية أنتوني بلينكين في بغداد، والتقى برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قالت مصادر في وقتها إنه سلمه رسالة إلى إيران تحذر من استمرار الفصائل المسلحة العراقية من استهداف المصالح والقواعد الأمريكية.
على عكس ما تمنته الولايات المتحدة، فإن التصعيد العسكري استمر. قامت فصائل عراقية بتبني هجمات على مقرات أمريكية، كما تبنى فصيل عراقي إطلاق مسيرة قال إنها استهدفت حقل كاريش الإسرائيلي للغاز.
لم يتأخر الرد الأمريكي على هذه الهجمات، بل جاء قاسيا بحسب مراقبين واستهدف قيادات في الحشد الشعبي العراقي الذي يضم فصائل مسلحة يوالي أغلبها إيران.
قصفت مسيّرة مجهولة، يرجح أنها أمريكية مقرين تابعين لحركة النجباء، الفصيل العراقي المسلح الذي تبنى العديد من الهجمات ضد منشآت أمريكية، وقتلت الغارة أربعة أشخاص من بينهم قياديين وجرحت ستة آخرين.
وفي وقت سابق في نهاية العام الماضي، أعطى البنتاغون الضوء الأخضر لقواته لشن عمليات ضد الفصائل المسلحة العراقية، قصفت القوات الأمريكية مقراً تابعاً للحشد في مدينة بابل، وأوقعت نحو 20 جريحاً.
على إثر هذا الرد استنكرت الحكومة العراقية ما قامت به الولايات المتحدة وأعلنت تشكيل لجنة ثنائية من أجل وضع ترتيبات إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق.
قال بيان الحكومة: " إننا بصدد تحديد موعد بدء الحوار من خلال اللجنة الثنائية التي شُكلت لتحديد ترتيبات انتهاء هذا الوجود، وهو التزام لن تتراجع عنه الحكومة، ولن تفرط بكل ما من شأنه استكمال السيادة الوطنية على أرض وسماء ومياه العراق".
سانشيز يزور القوات الإسبانية في بغداد ويؤكد أن بلاده ملتزمة "باستقرار وسيادة" العراقالحكومة العراقية: نعمل على تشكيل لجنة ثنائية لترتيب إنهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة أميركاوعلى الرغم من هذا الإعلان الحكومي الحازم، استطلعت يورونيوز آراء العديد من النواب والخبراء القانونيين والمراقبين للشأن السياسي والأمني العراقي، من أجل معرفة إمكانية تحقيق إنهاء وجود التحالف الدولي على أرض الواقع.
قانونيا.. كيف يمكن إنهاء مهمة التحالف الدولييوضح الخبير القانوني الدكتور محمد السامرائي، أن العراق ملتزم مع التحالف الدولي المشكل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي باتفاقية أمنية دولية بناء على طلب العراق من جهة، وبناء على المصلحة الدولية العامة من جهة أخرى باعتباره خطرا يداهم المجتمع الدولي بشكل عام، وعليه فإن إنهاء وجود التحالف مرتبط بإنهاء أسباب وجوده أصلاً.
يضيف السامرائي في اتصال مع يورونيوز، أن هناك طريقين لإنهاء هذا الوجود، الأول "إما أن تطلب الحكومة العراقية ذلك، والثاني أن يقرر التحالف الدولي الخروج من العراق وإنهاء المهمة."
ويرجح السامرائي "استمرار عمل التحالف الدولي في العراق نظراً للظروف التي تعيشها المنطقة، مع استمرار المناوشات والاحتكاكات."
"الموضوع معقد"قال النائب في مجلس النواب العراقي محمد الخفاجي ليورونيوز، إن تحقيق هذا الأمر "معقد".
وفي ظل الخلافات السياسية وتعدد الأحزاب والمصالح، يعتقد عضو اللجنة القانونية أن إنهاء وجود التحالف الدولي في العراق "بحاجة إلى تكاتف عراقي سياسي وطني والتزام كل طرف بمسؤوليته فقط، دون أن يتعداها."
"أسئلة بحاجة إلى أجوبة"أما المحلل السياسي علي البيدر، فيرى أن هذه المطالبات هي سياسية غير نابعة من إرادة أمنية حقيقية. وأن "مجرد تقديم طلب انسحاب القوات الأجنبية يُعتبر تحدّياً، فما بالك بالذهاب إلى أبعد من ذلك."
ويضيف البيدر في اتصال مع يورونيوز، "المطالبات تأتي في إطار الصراع الدائر في المنطقة، كلما زاد الصراع والتوترات تزداد الضغوط حول هذا الموضوع."
ويعتقد البيدر أن الحديث عن انسحاب هذه القوات "غير مدروس"، كما طالب الجهات التي تدفع بهذا الاتجاه "أن تجيب على العديد من الأسئلة منها هل يمتلك العراق إمكانية لتجاوز أزماته؟".
لغاية الآن لم يقدم العراق طلباً رسمياً إلى الولايات المتحدة، لكن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قال في خطابه الأخير إن "العراق تربطهُ مع أمريكا اتفاقية شراكة استراتيجية وعلاقات دبلوماسية، وبهذا تم خرق المبادئ الرئيسية للعلاقات الدولية وما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة من المساواة في السيادة بين الدول وحظر استخدام القوة في العلاقات الدولية".
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أكسيوس: برقية مسربة تكشف خطة إسرائيل السرية لإسقاط ملاحقتها بتهمة الإبادة الجماعية وحدة عسكرية روسية تضم أعنف مشجعي كرة القدم.. ماذا نعرف عن جيش بوتين الخاص "إسبانيولا"؟ شاهد: تظاهرات في إسطنبول ضد زيارة بلينكن إلى تركيا محمد شياع السوداني الشرق الأوسط بغداد العراق إيران حلف شمال الأطلسي- الناتوالمصدر: euronews
كلمات دلالية: محمد شياع السوداني الشرق الأوسط بغداد العراق إيران حلف شمال الأطلسي الناتو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة حركة حماس قطاع غزة تركيا إسرائيل إيطاليا أنتوني بلينكن وقاية من الأمراض انفجار طوفان الأقصى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة حركة حماس قطاع غزة تركيا إسرائيل الولایات المتحدة الدولی فی العراق یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
لميس الحديدي: إسرائيل تريد استمرار الحرب وتستخدم حماس كذريعة
أكدت الإعلامية لميس الحديدي، مقدمة برنامج «كلمة أخيرة»، أن إسرائيل لا تريد إنهاء وجود حماس عسكريًا، بل تستخدمها كذريعة لمواصلة العدوان على الفلسطينيين، مشددة على أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرك أن نهاية الحرب تعني نهايته سياسيًا، ولذلك يسعى لإطالة أمدها والمماطلة بشأن بنود ومراحل اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة.
رفض إسرائيلي لإدخال المساعداتوأوضحت «الحديدي»، خلال تقديم برنامج «كلمة أخيرة»، المُذاع عبر شاشة «أون»، أن إسرائيل ترفض حتى الآن السماح بإدخال المعدات الثقيلة والبيوت المتنقلة إلى غزة، رغم أن ذلك منصوص عليه في الاتفاق بين حماس وإسرائيل، مؤكدة أن الشاحنات والمساعدات لا تزال متكدسة أمام معبر رفح، مما يعكس نية إسرائيل في المماطلة وعرقلة أي جهود لإغاثة المدنيين الفلسطينيين.
وتابع: «وزير الخارجية الأمريكي يؤكد على أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة ستتحول إلى واقع، وأنه لا يمكن لحماس أن تحكم غزة بعد الحرب»، موضحة أن حماس شددت على أن أي ترتيبات تتعلق بغزة هي شأن فلسطيني، و أبدت مرونة في الحوار مع الجانب المصري.
الاحتلال لا يرغب في إنهاء الحرباستمرار العدوان الإسرائيلي تأكيد على أن الاحتلال لا يرغب في إنهاء الحرب، ويدل على أنها ترغب لاستخدام حماس كذريعة، قائلة: «نتنياهو يردد دائمًا قوله «سنقضي على حماس» لكن إذا خرجت حماس عسكريًا، فعلى من سيقضي؟»، موضحة أن استمرارها في العدوان ومنعها إدخال المساعدات يدل على رغبتها في إبقاء الوضع مشتعلاً، لأن نهاية الحرب ستعني نهاية حكومة نتنياهو.