يولي الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اهتمامًا كبيرًا بدعم الطلاب الأفارقة، وتنمية الروابط الإنسانية التى تدل على عمق العلاقات بين مصر والدول الإفريقية، ونجح الأزهر الشريف في ترسيخ دوره الريادي في القارة الإفريقية من خلال مضاعفة جهوده وتنويعها؛ لتشمل إيفاد العديد من القوافل الإغاثية والطبية للبلدان الإفريقية، وقوافل السلام لنشر ثقافة التعايش السلمي والتسامح بين أبناء القارة بدلًا من العنف والكراهية.

 

وفي ذكرى ميلاد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، التي حلت علينا اليوم، نرصد في هذا التقرير بعضا من جهود شيخ الأزهر في أفريقيا، وولد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في 6 يناير 1946: 3 صفر 1365هـ، وقضى الإمام الأكبر معظم عمره في خدمة الدين والعلم والإنسانية والوطن، مناديًا بالمساواة والتعايش السلمي، وهو شيخ الأزهر رقم 48.


وتولى الدكتور أحمد الطيب المشيخة منذ 19 مارس 2010، ويرأس حاليًا مجلس حكماء المسلمين، وهو أستاذ في العقيدة الإسلامية ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة وترجم عددًا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية وعمل محاضرًا جامعيًا لمدة في فرنسا، وتمثل أقوال وأفعال ومؤلفات ومحاضرات الإمام الأكبر، إرثًا فكريًا وروحيًا نعتنى به، ويَفخر به كلُّ مَن بعدنا فى المستقبل.
 

شيخ الوسطية والاعتدال

والإمام الطيب شيخ الوسطية والاعتدال، ويدعو لنبذ العنف، والسلام بين جميع البشرية والعمل بتعاليم الأديان السمحة، والبعد عن الفحش والفجور والفسوق، وكل ما يغضب الله تعالى، ويتعامل مع الجميع بالحسنى كما أمرنا الإسلام، والكثير لا يعلم شيئًا عن حياة الإمام الأكبر وإنجازاته ودعمه للعالم.

ذكرى ميلاد الإمام المجدد.. شيخ الأزهر قضى عمره في خدمة الدين والوطن ونشر سماحة الإسلام دعاء العام الجديد ورأس السنة.. ردد أفضل 210 أدعية مستجابة تحقق الأمنيات أفريقيا في قلب الأزهر

ويستقبل الأزهر الشريف طلاب 46 دولة إفريقية للدراسة في جامعة الأزهر ومعاهده، ويدرب الأئمة والوعاظ الأفارقة على آليات مواجهة الأفكار المتطرفة والتعامل مع القضايا المستحدثة، وأنشأ معاهد أزهرية ومراكز لتعليم اللغة العربية، فضلًا عن الدور المحوري لبعثات الأزهر التعليمية والدعوية، في نشر تعاليم الإسلام السمحة في ربوع القارة الإفريقية.

 

أفريقيا في قلب الإمام

أكد الإمام الأكبر منذ توليه منصبه، دعمه الدائم للطلاب الأفارقة، وتنمية الروابط الإنسانية التي تدل على عمق العلاقات بين مصر والدول الأفريقية، لافتًا إلى أن أفريقيا في قلب الأزهر وعلى رأس اهتماماته.

 

وأنشأ شيخ الأزهر، المقر الإقليمي لاتحاد جامعات شمال أفريقيا بجامعة الأزهر، وشكل فضيلته لجنة مختصة بالشئون الأفريقية بالأزهر الشريف، كما وجه بضرورة استثمار وتوظيف كل عناصر الثّقل الأزهري في أفريقيا لدعم القارة السمراء عبر قوافل إغاثية وطبية لمساعدة المحتاجين وعلاج غير القادرين، وقوافل دعوية لنشر ثقافة التعايش والتسامح بدلًا عن الكراهية والعنف، إضافة إلى استقبال طلاب 46 دولة أفريقية للدراسة بجامعة الأزهر ومعاهده، وتدريب الأئمة الأفارقة على آليّات مواجهة الأفكار المتطرفة والتعامل مع القضايا المُستحدَثة، وإنشاء معاهدَ أزهريّةٍ ومراكزَ لتعليم اللغة العربية، فضلًا عن الدَّور المحوري لبعثات الأزهر التعليمية والدعوية في نشر تعاليم الإسلام السمحة في ربوع القارة الأفريقية.

 

ويضاعف الإمام الأكبر، من جهود الأزهر في القارة الأفريقية لرفع معاناة أبنائها المتضررين من مثلث هدم الأمم؛ الفقر والجهل والمرض، حيث تتنوّع هذه الجهود ما بين قوافل طبية لعلاج غير القادرين، وقوافل للسلام لنشر ثقافة التعايش السلمي وإحلال الأمن بدلًا من التهديدات، والسلام بدلًا من الحروب، والتفاهم بدلًا من التنافر، التوادّ بدلًا من التباغض والكراهية، فضلًا عن البعثات التعليمية والدعوية التي يرسلها الأزهر لنشر نور الرسالة السامية للدين الإسلامي في القارة بأسرها.

 

قوافل الأزهر الطبية في أفريقيا

لم تتوقف جهود الأزهر على الدعوة والتعليم والتوعية، بل اضطلع الأزهر بتقديم المساعدات الإنسانية للمنكوبين في ربوع أفريقيا سواء كان ذلك بسبب جفاف أو ضعف في الإمكانات أو نزاع مسلّح حرم البلاد من التمتع بخيراتها.

 

وتتوالى القوافل الطبية التي يرسلها الأزهر الشريف على البلدان الأفريقية على مدى عقود طويلة مدّ فيها الأزهر يد العون من خلال أدوية وأطباء يقومون بزيارة المناطق التي غلبها المرض وتعمل على إنقاذهم من شباك المرض، وقد لا يتسع المقام للتعرّض للقوافل الطبية التي أرسلها الأزهر الشريف لعدد من الأقطار الأفريقية، والتي كان من بينها قافلة طبية في ولاية أبشي بدولة تشاد، ووقعت الكشف الطبي وتقديم العلاج لنحو 15 ألف حالة مرضية في 13 تخصصًا، كما أجرت قرابة 300 عملية جراحية مختلفة، وساهمت القافلة بشكل فعَّال في تقديم الخدمات الطبية المتكاملة، وبشكل مجاني للأهالي، حيث ضمّت نخبة من أكفأ الأطباء بكليات الطب بجامعة الأزهر من مختلف التخصصات.

 

رأب الصدع في أفريقيا الوسطى

في الوقت الذي غفلت دول عظمى ومنظمات دولية عن الأزمة في أفريقيا الوسطى، ولم تحرك مشاهد العنف المتزايدة لها ساكنًا، لم يقف الأزهر الشريف مكتوف الأيدي إزاء هذا الوضع المأساوي بل بادر بالتدخل والوساطة لحل الأزمة بين الأطراف المتصارعة بالبلاد من خلال وفد أزهري التقى بشخصيات محورية في الصراع الدائر، كما التقى بعدد من صناع القرار ساعيًا للتقريب بين وجهات النظر وتحقيق مصالحة وطنية تحقق السلام المنشود لجميع الأطراف.

 

وأرسل شيخ الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين قافلة السلام لعاصمة أفريقيا الوسطى بانجي خلال شهر يونيو عام 2015م؛ حيث عقدت القافلة عددًا من الأنشطة والفعاليات واللقاءات من أجل تحقيق مصالحة وطنية، ونبذ الفرقة بين أبناء الشعب من المسلمين والمسيحيين، وكذلك رفع المعاناة عن المسلمين الواقعين تحت اضطهاد وعنف جماعة أنتي بالاكا المسيحية المتشددة، والتأكيد في الوقت نفسه على أن الإسلام لا يدعو لمواجهة العنف بالعنف، وهو من باب أولى ينهى عن المبادرة بالعنف بحق الآخرين.

 

محاربة الفكر المتطرّف 

تعاظم أمر جماعة بوكو حرام، وأخذت في النمو حتى صارت أكثر الجماعات دموية في العالم، متفوقةً بذلك على تنظيم داعش؛ ذلك التنظيم الذي انشغل المجتمع الدولي بمتابعة أخباره وتشكيل تحالفات لمكافحته، وشنّ العمليات العسكرية الواحدة تلو الأخرى بهدف القضاء عليه في حرب ضروس راح ضحيتها آلاف الأبرياء وملايين المشرّدين، وقد تنامى الخطر الذي تمثّله جماعة بوكو حرام على الأمن في منطقة غرب أفريقيا قاطبةً وليس نيجيريا فحسب بسرعة كبيرة، وفي خضمّ تلك الأحداث المتلاحقة وموجات الإرهاب المتلاطمة، كان الأزهر على قدر الحدث، ووقف على جبهة قتال لا تقلّ شراسة عن المواجهة المسلّحة؛ إذ دخل في مواجهة فكرية مع تلك الجماعات، حرب خاضها الأزهر الشريف من خلال مرصده لمكافحة التطرّف.

 

أخذ الأزهر برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب على عاتقه تفنيد مزاعم بوكو حرام والرد على ما يثيره أنصارها من شبهات فاسدة ومزاعم باطلة، وتوجيه النصح والتوعية اللازمة للشباب الذي تستهدف هذه الجماعة ونظيراتها استقطابه للانضمام إلى صفوفها، ليكونوا بذلك ضاعفوا مكاسبهم؛ أضاعوا الشباب، واستغلوا حماسهم في تغذيتهم بالأفكار الشاذّة المتطرّفة وتحقيق أهداف خبيثة، لا علاقة لها بإقامة دين ولا تطبيق شريعة، وخلال هذه الحرب الضروس قام مرصد الأزهر بإعداد مجموعة من التقارير بهدف كشف هذه الجماعة وبيان حقيقتها، والعمل على توضيح الإسلام في صورته السمحة ومبادئه القويمة التي تدعو لحفظ الإنسان وكرامته، لا كما يعمل هؤلاء المتطرفون من امتهان لكرامة الإنسان.

 

الأمر ذاته تم حيال حركة الشباب الصومالية التي تنشط بشكل ملحوظ في دول شرق أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي؛ حيث لم يكن الأزهر في معزل عن دائرة الأحداث، بل كان في قلب الصورة يؤازر المتضررين ويواسي المنكوبين ويعمل على توعية الشباب الذي تستهدفه هذه الحركة، لا سيما في كينيا والصومال بمخاطر الانخراط في مسالك هذه الحركة والوقوع في براثنها، من خلال العمل على كشف ضلال هذه الحركة وبيان موقف الإسلام منها ومن جرائمها في أكثر من مناسبة وأكثر من مقال وتقرير.

 

وعمل الأزهر ولا يزال من خلال مرصده على تفنيد دعاوى حركة الشباب وتحصين عقول الشباب من الفكر المسموم الذي تنشره تلك الحركة بهدف تضليل الشباب واستدراجهم تحت مزاعم إقامة الشريعة والحكم بما أنزل الله إلى هاوية العنف والإرهاب.

 

تفنيد الأفكار المتطرفة

وأمر الإمام الأكبر مرصد الأزهر بمتابعة القارة السمراء شرقًا وغربًا وما فيحدث فيها ويحلّل ويفنّد ويردّ، حتى يكون الأزهر دائما في قلب الأحداث، مع أبناء القارة الإفريقية يدعمهم بالحجة الثابتة ويساندهم بالتوجيهات السديدة ويقدّم لهم الوقاية اللازمة من فكرٍ هدّام تعمل جماعات الدم والتخريب على نشره في ربوع القارة.

 

الناظر في تاريخ الأزهر لا يجد عناءً ولا مشقّة في التعرّف على إسهامات هذه المؤسسة العريقة وبصماتها البيضاء داخل مصر وخارجها؛ حيث عني الأزهر بإعلاء قيمة الإنسانية والعمل على نشر ثقافة السلم والتعايش في أنحاء العالم.

 

ويعد الأزهر الشريف من أكبر المؤسسات في العالم التي تعمل على إنقاذ البشرية مما حاق بها في عالم بات يموج في بحر من الدماء جراء موجات العنف والإرهاب، فضلًا عن ممارسات الكراهية والتمييز وكل ما يتعارض مع المبادئ الإنسانية، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، كما أصدر الإمام الأكبر، قرارًا بإنشاء لجنة للشئون الأفريقية تهتم بالقارة دعويًا وتعليميًا فى إطار خطته لتوطيد العلاقات مع الدول الأفريقية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شيخ الأزهر الإمام الاكبر إفريقيا الأزهر ذكرى ميلاد شيخ الأزهر أحمد الطيب أفریقیا فی قلب الإمام الأکبر الأزهر الشریف فی أفریقیا شیخ الأزهر الأکبر ا فضل ا عن بدل ا من من خلال فی ربوع

إقرأ أيضاً:

10 رؤساء أحياء.. القاهرة تحصد النصيب الأكبر في حركة المحليات

شهدت محافظة القاهرة النصيب الأكبر في حركة المحليات التي أطلقتها وزارة التنمية المحلية، إذ تضمَّنت الحركة تعيين 10 رؤساء أحياء وهم محمد عبدالوهاب رئيسا لحي مصر الجديدة، وتامر شوشة رئيساً لحي النزهة، وأحمد السكري لحي الأزبكية، ووليد شوقي لحي المقطم، وكمال عزت لحي عابدين، وعمرو عبدالحميد لحي البساتين، وسمير الإمام لحي المرج، ومحمد أبوالحسن لحي دار السلام، ومحمد بهجت لحي المطرية  وسمية بشير لحى وسط القاهرة.

توجيهات لرؤساء الأحياء

وفي سياق متصل، وجهت محافظة القاهرة رؤساء الأحياء بالتفاعل مع المواطنين والنزول إلى أرض الواقع  والعمل على حل شكاوى المواطن،  والتركيز على الملفات المحلية والقمامة وإزالة الإشغالات والتصالح في مخالفات البناء ومنع التعديات والتركيز على مبادرة 100 مليون شجرة والعمل على إنفاذ القانون والخطة الاستثمارية، كما تواصل محافظة القاهرة تشغيل سوق اليوم الواحد بمختلف مناطق القاهرة لتوفيرالسلع بسعر مخفض لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين.

تجديد الثقة

جدير بالذكر أن وزارة التنمية المحلية أطلقت حركة المحليات وتضمَّنت تعيين وتجديد الثقة في عدد من رؤساء الأحياء والمدن وتصعيد عدد في وظائف سكرتير مساعد وسكرتير عموم.

مقالات مشابهة

  • انعقاد مجلس الحديث العشرين لقراءة “صحيح البخاري” من مسجد الإمام الحسين
  • 10 رؤساء أحياء.. القاهرة تحصد النصيب الأكبر في حركة المحليات
  • تعرف على.. أبرز الإسهامات والجولات الخارجية لشيخ الأزهر لـ عام 2024
  • أحمد كريمة يفجر مفاجأة: السلفيون يكفرون الأزهر الشريف
  • أهمية العمل والحث على إتقانه في الشرع الشريف
  • إطلاق اسم نور الشريف على الدورة 14 لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية
  • شيخ الأزهر في ٢٠٢٤.. جولات خارجية تعزز الرسائل الحضارية وتدعم القضايا الإسلامية
  • شيخ الأزهر في 2024.. جولات خارجية تعزز الرسائل الحضارية وتدعم القضايا الإسلامية
  • إطلاق اسم الراحل نور الشريف على الدورة الـ 14 لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية
  • تغير المناخ يفاقم الخسائر الاقتصادية في أفريقيا