توقعات سعر خام "برنت" تتراوح بين 90- 93 دولارًا للبرميل

 

الرؤية- مريم البادية

تلقّى تجار النفط الخام إشارات تحذيرية مع بدء العام الجديد نتيجة مخاوف تراجع معدلات النمو العالمي وتراجع حجم الطلب والتي تعوض ارتفاع المخاطر الجيوسياسية المتعلقة بالتطورات في البحر الأحمر وما حوله، حيث أجبرت الهجمات على السفن التجارية الشهر الماضي شركات الشحن على إعادة توجيه الشحنات القادمة من الشرق الأوسط وآسيا، مما أدى إلى زيادة تكاليف وزمن الرحلات؛ الأمر الذي يُصعِّد احتمالية أن تشهد الأسابيع القليلة المقبلة من التداول، مثل معظم السنوات الأخرى، بعض التقلبات في التداول؛ حيث من المتوقع أن يسعى المضاربون المتفائلون خلف إشارات تشجعهم على التداول، مما قد يتسبب بحالة من عدم من الاستقرار في سوق التداول.

وأوضحت تحليلات خبراء الطاقة إلى تزايد احتمالية استقرار سعر النفط الخام في الأشهر المقبلة مع عدم وجود محفز واحد قوي بما يكفي لتغيير ديناميكيات السوق الذي يوزع تركيزه بين مخاوف تباطؤ معدلات النمو، خاصة في الصين والولايات المتحدة الأمريكية من ناحية، وارتفاع الإنتاج من خارج أوبك بلس من ناحية وتخفيضات أوبك بلس والمخاطر الجيوسياسية من ناحية أخرى. كما قد نشهد تقلبات في استعداد المستثمرين للمخاطرة بالتوازي مع التغيرات في الوتيرة المتوقعة لخفض أسعار الفائدة الأمريكية. مع وضع ذلك في الاعتبار، نرى أن نفط خام برنت سيحافظ على استقراره عند 80 دولارًا للبرميل خلال الربع الأول حيث يتجلى التهديد الأكبر الذي يمكن أن يؤثر على الأسعار في المخاوف من انهيار الاتفاق الحالي بين أعضاء أوبك بلس والذي يتمثل في خفض الإنتاج، والتهديد الأكبر من الناحية الأخرى، قد يأتي من أحداث جيوسياسية كبرى قد تعطل تدفق النفط الخام والغاز من الشرق الأوسط.

وبحسب توقعات العديد من بنوك  الاستثمار والمؤسسات المالية العالمية، وذلك وفق ما نشرته شبكة "بلومبيرج" الأمريكية، فإنها عكست تباينا في التقديرات بشأن النطاق السعري الذي سيسجله النفط خلال العام الجاري؛ حيث توقع "بنك أوف أمريكا" أن يبلغ متوسط أسعار خام برنت 90 دولارًا للبرميل، و86 دولارًا لخام غرب تكساس الوسيط؛ حيث يؤثِّر الركود، والعودة القوية غير المتوقعة للنفط الصخري الأمريكي، وضعف تماسك "أوبك بلس"، بشكل سلبي على أسعار النفط.

وتوقع بنك "باركليز" البريطاني أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 93 دولارًا للبرميل في عام 2024. ويرى البنك أن ما يعزز توقعاته إلى حد كبير، وفقًا لمراجعاته للسعر الأساسي، هو الطلب الصيني الأقوى من المتوقع. فيما ترى " بي سي إيه ريسيرش" أن المؤشرات تشير إلى ارتفاع أسعار النفط خلال الأشهر القليلة المقبلة، ومن ضمنها ضعف الدولار واستقرار دورة التصنيع العالمية. وعلى الرغم من ذلك، يُتوقع تراجع أسعار الخام بمجرد بدء فترة الركود التالية، إلا أنها على المدى الطويل ستكون أخف من فترات الركود السابقة.

وأبقى بنك "سيتي" على توقعاته السلبية بالنسبة إلى قطاع الطاقة، واستدل بحركة أسعار الخام يوم قرار "أوبك"، حيث عبّرت عن مزيد من الضعف. ويتوقع أن تشهد أسعار النفط تقلبات مع ميل للهبوط خلال عام 2024؛ إذ قد يتراجع متوسط سعر خام برنت إلى 74 دولارًا من 82 دولارًا في عام 2023، و99 دولارًا في عام 2022، في حين يتوقع أن يكون سعر خام غرب تكساس الوسيط أقل بحوالي 4 دولارات عن أسعار خام برنت، نظرًا لتفوق زيادة الإمدادات على نمو الطلب.

ويتوقع بنك "جولدمان ساكس" أن تؤدي قيود الإمدادات تزامنًا مع نمو الطلب المضطرد إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية في عام 2024. لكن مع استبعاد خطر حدوث اضطرابات حادة في الإمدادات، فإن الاتجاه الصعودي لأسعار النفط قد يكون محدودًا بسبب استجابات الإمدادات المحتملة من المملكة العربية السعودية وزيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي.

وشهد العام الماضي تحركًا محدود النطاق للسوق؛ الأمر الذي شكل تحديا لتلك الاستراتيجيات، مما أدى إلى العديد من المواقف حيث انتهى بهم الأمر إلى الاحتفاظ بمركز خاطئ عندما شهدت أسعار خام  برنت وخام غرب تكساس الوسيط تقلبات مفاجئة، مع تغير النظرة الفنية، مدفوعة من بين أمور أخرى بقرارات خفض إنتاج أوبك بلس، وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، والتطورات التي تشهدها الصين والأحداث الجيوسياسية. فمن صافي 491 مليون برميل في فبراير انخفض إلى أدنى مستوى له عند 231 مليون برميل في يونيو قبل أن يصل إلى أعلى مستوى له في عامين في سبتمبر عند 560 مليون برميل، لينهار إلى أدنى مستوى له في 11 عامًا عند 171 مليون برميل في بداية ديسمبر، قبل أن تساعد اضطرابات البحر الأحمر في دعم انتعاش قوي لمدة أسبوعين قبل نهاية العام.

ومن المرجح أن يستقر سعر النفط الخام ضمن نطاق 80 دولارًا في برنت خلال الربع القادم حيث تعوض العرض من خارج أوبك والنمو العالمي عن تخفيضات الإنتاج والتوترات في الشرق الأوسط وارتفاع آخر في الطلب العالمي، وإن كان بوتيرة أبطأ من العام الماضي.

وستواصل مجموعة منتجي "أوبك بلس" دعم الأسعار من خلال تمديد وربما زيادة تخفيضات الإنتاج الحالية، متنازلة عن حصتها في السوق مع زيادة مستوى القدرات الاحتياطية المتاحة. ومن المتوقع أن يتسبب توقيت الخطوة الأولى لخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة والخطوات اللاحقة بالمزيد من التقلبات في السوق غير المستقر بسبب المضاربين الذين يركزون على مؤشرات الاقتصاد الكلي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

النفط يصعد وسط ترقب لرسوم أمريكية محتملة

ارتفعت أسعار النفط، اليوم الجمعة، مع تقييم الأسواق لتهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا، أكبر مصدري النفط الخام إلى الولايات المتحدة، والتي قد تدخل حيز التنفيذ مطلع الأسبوع.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت لشهر مارس (آذار) المقبل، التي تنتهي اليوم الجمعة، 38 سنتاً إلى 77.25 دولار للبرميل. وبلغ عقد أبريل (نيسان) المقبل، الأكثر نشاطاً 76.23 دولار للبرميل، بارتفاع 34 سنتاً. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 49 سنتاً إلى 73.22 دولار للبرميل.

Oil prices rise amid US tariff threat but still set for weekly loss https://t.co/vUJUX4ruXR pic.twitter.com/WX7jLHhlTB

— Reuters Africa (@ReutersAfrica) January 31, 2025

وعلى صعيد الأداء الأسبوعي، من المتوقع تراجع برنت بنسبة 1.6% بينما سينخفض الخام الأمريكي بنسبة 2%. ومع ذلك، من المقرر أن يرتفع برنت بنسبة 3.6% خلال يناير (كانون الثاني) الجاري، في أفضل أداء شهري منذ يونيو (حزيران) 2024، كما يتوقع أن يقفز الخام الأمريكي بنسبة 2%.

وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك بنسبة 25% اعتباراً من يوم غد السبت، إذا لم يوقف البلدان شحنات الفنتانيل عبر الحدود الأمريكية. ولم يتضح بعد ما إذا كانت الرسوم ستشمل النفط الخام. وقال ترامب أمس إنه سيقرر قريباص ما إذا كان سيستبعد واردات النفط الكندية والمكسيكية من الرسوم.

وقال دانييل هاينز المحلل في بنك إيه.إن.زد الأسترالي "تذبذبت أسعار النفط الخام مع تفكير المستثمرين في احتمال فرض رسوم جمركية أمريكية إلى جانب موجة من الأوامر التنفيذية".

ترامب يدرس فرض ضرائب على النفط الكندي والمكسيكي - موقع 24أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الخميس، أنه لم يقرر بعد إذا كان سيفرض ضرائب على النفط الكندي والمكسيكي، بينما أكد أن الولايات المتحدة ستفرض بالفعل رسوماً جمركية بنسبة 25% على المنتجات من هذين البلدين، اعتباراً من 1 فبراير (شباط) المقبل.

وفي عام 2023، وهو آخر عام كامل من البيانات، صدرت كندا 3.9 مليون برميل يومياً من النفط الخام إلى الولايات المتحدة، من أصل 6.5 مليون برميل يومياً هي إجمالي الواردات، بينما صدرت المكسيك 733 ألف برميل يومياً، وذلك وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة، الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأمريكية.

وقال هاينز إن زيادة خطر انقطاع الإمدادات بسبب السياسات الخارجية لإدارة ترامب الجديدة أبقى الأسعار مرتفعة. وأوضح قائلاً "إن العقوبات المفروضة على روسيا، ووقف شراء النفط الفنزويلي، والضغوط القصوى على إيران من شأنها أن تزيد من علاوة المخاطر الجيوسياسية على النفط".

وتابع "قد يتفاقم هذا الأمر بسبب إعادة تعبئة الاحتياطي الاستراتيجي من النفط، مما يزيد من الطلب على الخام".

مقالات مشابهة

  • هل تغيّر أوبك+ سياستها لإنتاج النفط خلال الاجتماع المقبل؟
  • النفط يرتفع وسط ترقب لرسوم أميركية محتملة
  • النفط يصعد وسط ترقب لرسوم أمريكية محتملة لكنه يتجه لخسارة أسبوعية
  • النفط يصعد وسط ترقب لرسوم أمريكية محتملة
  • ارتفاع أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 77.25 دولارا للبرميل
  • النفط يصعد وسط ترقب الرسوم الجمركية المحتملة
  • النفط يتجه لتسجيل أفضل أداء شهري منذ يونيو
  • ماذا حدث للنفط بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؟
  • استقرار أسعار النفط مع ترقب لقرار أوبك بلس وزيادة المخزونات الأمريكية
  • تراجع أسعار النفط