بالفيديو .. الكوربيه تكشف كواليس العمولات العشوائية بشركات السمسرة
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
تناولت حلقة اليوم "الكوربيه مع د.صلاح عبدالله" المذاعة على قناة الوفد العديد من الأخبار الهامة، والملفات الساخنة، والكواليس المثيرة.
تناولت الحلقة حوارا مطولا مع د. حسام الغايش مدير فرع شركة أصول القابضة للاستثمارات المالية بالإسكندرية..ويتضمن الحوار العديد من النقاط المهمة المتعلقة بعدد من الملفات المهمة، والتركيز على أن الرقابة الرشيدة على الأسواق أول خطوات السيطرة على "غول" التضخم
كما يتضمن البرنامج اخبارا مهمة .
يأتي ذلك ضمن جهود الهيئة العامة للرقابة المالية في تسريع وتيرة تفعيل سوق الكربون الطوعي والذي يسمح بقيد وتداول شهادات خفض الانبعاثات الكربونية، وذلك بعد أن انتهت الهيئة العامة للرقابة المالية من غالبية المتطلبات التشريعية والتنظيمية والإجرائية في هذا الشأن.
كما تعمل البورصة المصرية حالياً على دراسة أنسب النظم والقواعد اللازمة لقيد وتداول شهادات خفض الانبعاثات الكربونية، وذلك لمساعدة الكيانات الاقتصادية العاملة في مختلف الأنشطة الإنتاجية على الانخراط بشكل أكبر في خفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق مستهدفات الدولة المصرية دعماً للحراك الدولي بشأن تحقيق الحياد الكربوني، ومن شأن السوق الجديد أن يسهم في مساعدة الجهات التي تصدر شهادات خفض انبعاثات كربونية في تعويض جزء من تكلفة الخفض والإصدار...جدير بالذكر أن سوق شهادات خفض الانبعاثات الكربونية هو سوق طوعي منظم بالبورصة المصرية لتنظيم عملية التداول على شهادات خفض الانبعاثات الكربونية التي تصدر لصالح الشركات أو الجهات أو المشاريع المحلية أو الدولية التي تنفذ مشروعات خفض الانبعاثات الكربونية.
كما تحتوي الحلقة أيضا على.... السمسرة تترقب حسم اتحاد الأوراق المالية لعشوائية العمولات ...حيث تترقب شركات السمسرة وعددها 122 شركة أن يحسم اتحاد المصري للأوراق المالية برئاسة أشرف سلمان"ميثاق شرف المهنة" للعاملين في مجال الأوراق المالية، وهو البند الثالث من المادة الثالثة بالفصل الأول الخاص بتأسيس الاتحاد، حول العمولات العشوائية، "زيرو عمولات" والتي تسببت في حالة من الارتباك والفوضى بين شركات السمسرة، في ظل قيام إحدى شركات السمسرة باستقطاب المستثمرين الجدد، بالتعامل بيعا وشراء دون الحصول على عمولات....ارتفعت مطالب شركات السمسرة بسرعة تحديد عمولة لعمليات البيع والشراء، بعد الأخطاء التي وقعت بها شركة سمسرة بسبب توجه المستثمرين الأفراد حديثي التعامل بسوق الأسهم، والذين يفتقدون خبرة التداول، وهو ما ظهر مؤخرا في العروض والطلبات الخاطئة التي سببت ارتباكا في السوق، وتعرض التعاملات للخطر، وذلك نتيجة اتاحة هذه الشركة ميزة التعاملات دون عمولات، مما دفع العديد من المستثمرين الجدد بالتعامل عبر الشركة.
قال بعض السماسرة أنه "إذا أراد الاتحاد القيام بدور إيجابي في تنظيم عشوائية العمولات، يمكن انتهاج نفس المنهجية المتبعة في حساب ضرائب الأرباح الرأسمالية الجاري مناقشتها بين وزارة المالية والمقاصة، حيث أنه تم تحديد حد أدني لمصروفات العمولة، وفقا للنموذج المقترح من وزارة المالية، وهو ما يرفع الحرج عن الاتحاد بفرض عمولة على جميع شركات السمسرة".
كانت الجلسات القليلة الماضية شهدت حالة من الارتباك نتيجة بعض العروض والطلبات الخاطئة، عن طريق بعص المستثمرين عبر احدي شركات السمسرة والتي دفعت البورصة إلى الغاء التعاملات على الورقة المالية التي وقع عليها الخطأ....كما ينتظر أن يدعو الاتحاد خلال الفترة القادمة لإجراء انتخابات على مقعد نشاط إدارة الصناديق والمحافظ بعد استقالة راندا حامد من عضوية المجلس .
وتتضمن الحلقة " أيضا " "" ... "راندا حامد" تنضم لمجلس إدارة البورصة بعد استقالة "المراغي"...حيث شهد مجلس إدارة البورصة انضمام عضو مجلس الإدارة الجديد راندا حامد العضو المنتدب لشركة عكاظ لتكوين وإدارة محافظ الأوراق المالية.
جاء انضمام "حامد" على خلفية استقالة شوكت المراغي العضو المنتدب لقطاع السمسرة بشركة برايم القابضة للاستثمارات المالية من منصبه بالشركة، وذلك لانتفاء الصفة التي قام بالترشح عليها في الانتخابات الأخيرة ممثلا لشركة "برايم"
تنص لائحة البورصة على ضم المرشح الحاصل على أعلى الأصوات في انتخابات مجلس إدارة البورصة"2021-2025"، التي اجريت في يوليو2021، حيث حصلت "حامد" على أعلى الاصوات بـ 83 صوتا بعد كل من أحمد أبوالسعد، ورانيا يعقوب، وشوكت المراغي الذي قدم استقالته....يشار إلى أن العضو المنتدب لشركة عكاظ قامت مؤخرا بتقديم استقالتها من مجلس إدارة اتحاد الأوراق المالية على مقعد نشاط إدارة الصناديق والمحافظ والذي حسمته بالتزكية، وتأتي الاستقالة لعدم التعارض بين عضوية مجلس الاتحاد والبورصة.
تتمتع راندا حامد بأكثرمن 23 عاما من الخبرة في مجال الاستثمار، كما أن لديها خبرة واسعة في إدارة المحافظ، وتطوير وتنفيذ سياسات الاستثمار وهيكلة المحافظ المصممة خصيصا للمؤسسات والأفراد ذات الملائة المالية العالية، وتتقلد "حامد" منصب نائب رئيس الجمعية المصرية للمحللين الفنيين، تخرجت في المدرسة الألمانية في القاهرة DEO ، وحاصلة على ماجستير إدارة أعمال MBAمن جامعة Heriot Watt University Edinburgh Business School. و حاصلة على بكالوريوس اقتصاد من الجامعة الأمريكية بالقاهرة AUC ، كما حصلت علي العديد من الشهادات المتخصصة منها شهادة CPM في إدارة المحافظ من الجمعية المصرية لإدارة الأستثمارEIMA شهادة محلل فني CETA من الجمعية المصرية للمحللين الفنيين ESTA و شهادة محلل فني معتمد CFT’e من االمؤسسة العالمية للمحلليين الفنيين في الولايات المتحدة الأمريكية IFTA ، كما انها قامت بتدريبا مكثفا في تقييم الأسهم وتقنيات إدارة المحافظ في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومصر.
كما يتضمن البرنامج... "إيليت للاستشارات المالية" تدرس شراكة مستثمرين مؤهلين للتوسع في خطط أعمال الشركة...إذ
تدرس شركة إيليت للاستشارات المالية زيادة رأس مالها بنسبة 100% عبر استهداف شراكة مع مستثمرين كبار ومؤهلين، من أصحاب الملاءة المالية، لديهم اهتمام بالاستثمار في مجال الاستشارات المالية.
قال الدكتور سيف عوني العضو المنتدب لشركة إيليت أن الدراسة بهدف التوسع في خطة أعمال الشركة المعتمدة من مجلس الإدارة.
أضاف "عوني" أن الخطة التوسعية للشركة المزمع تنفيذها تهدف إلى تقديم منتجات جديدة، بغرض تقديم حلول مالية مبتكرة، وغير تقليدية، من خلال التعاون مع مؤسسات وشركاء جدد، وبهدف أيضا استهداف شرائح جديدة من العملاء.
أشار "عوني" إلى أن المنتجات المزمع تقديمها تركز على 3 محاور رئيسة تتمثل في اعداد دراسات جدوي للمشروعات الصغيرة، وكذلك تقيم البدائل التمويلية، واقتراح بدائل أخرى لتمويل الشركات الصغيرة والعائلية، بالإضافة أيضا إلى تقديم منتجات خاصة تتعلق بممارسة الاستدامة والحوكمة، ومنتجات أخرى خاصة بعمليات التحول المؤسسي والتطوير.
أوضح العضو المنتدب لـ" إيليت " أن الشركة تسعى للتوسع وفتح فروع جديدة بالمحافظات، وذلك لتعزيز عمليات الترويج للبورصة، وسوق الأوراق المالية، والمنتجات التي تقدمها الشركة، لمساعدة السواد الأعظم من المواطنين على الاستثمار بالبورصة، وتمكينه من اتخاذ قراره الاستثماري بصورة أكثر توازنا ورشدا.
تتوقع تتوقع الدكتورة نجلاء فراج خبير أسواق المال أن تستكمل مؤشرات البورصة خلال تعاملات الأسبوع الجاري موجة ارتفاعاتها مستهدفة مستويات تاريخية جديدة، في ظل حالة التفاؤل بين المستثمرين.
كما تتوقع "فراج" أن يستهدف مؤشر البورصة الرئيسي إيجي أكس 30 مستوى 25800 نقطة خلال تعاملات الأسبوع، بدعم مشتريات المستثمرين.
تتوقع أيضا أن يواجه المؤشر الرئيسي مقاومة عند منطقة25500 نقطة، على أن يكون مستوي 24900 نقطة منطقة دعم أولى ثم منطقة24200 نقطة مستوي دعم ثانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كواليس شهادات خفض الانبعاثات الکربونیة الأوراق المالیة شرکات السمسرة العضو المنتدب مجلس إدارة العدید من فی مجال
إقرأ أيضاً:
ماهي المكاسب التي تنتظرها واشنطن من مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا ؟
تبذل إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب محاولات حثيثة من أجل تحقيق اختراق يقود إلى مفاوضات تنهي الحرب الروسية الأوكرانية على أمل أن يقود ذلك إلى مكاسب جيوستراتيجية كبيرة للولايات المتحدة التي تستعد لحشد مواردها لمواجهة النفوذ الصيني في آسيا، وسط عراقيل وتحديات تواجه هذه المبادرة التي لم تتخط حتى اليوم حدود الضغوط على كييف والتلويح بقبول موسكو هدنة جزئية مؤقتة مدتها 30 يوميا.
تحليل / أبو بكر عبدالله
حتى اليوم لم تتوفر أي صيغة جاهزة للصفقة المنتظر أن تقودها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في الحرب الروسية الأوكرانية، غير أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين تحدثت عن مسار يقترح خطتين هما الخطة (أ) التي تسعى إلى مبادرة البيت الأبيض لمفاوضات مع كل من أوكرانيا وروسيا لوقف إطلاق النار وفق خطة تستوعب شروط ومخاوف ومطالب الطرفين، ثم الخطة (ب) التي ستمثل المرحلة الثانية بجمع طرفي الصراع على طاولة مفاوضات مباشرة بمشاركة وسطاء دوليين سعيا إلى انهاء الحرب بشكل دائم على قاعدة احترام مصالح جميع الأطراف.
وعلى ضبابية هذه الخطة فقد جاءت تصريحات الرئيس ترامب لتزيل الغموض على فحوى المبادرة الأمريكية بعد أن أكد أن الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا، وانضمامها لحلف شمال الأطلسي “الناتو” أمر مستحيل، ناهيك بإصداره أمرا تنفيذيا بتعليق المساعدات العسكرية والمعلومات الاستخباراتية المقدّمة لكييف، وتأكيده بأنه لن يعيدها إلا بعد قبول أوكرانيا بمشروعه للهدنة.
يمكن القول إن الإدارة الأمريكية لم تتجاوز حتى الآن المرحلة الأولى، حيث تمكنت تحت الضغط من انتزاع موافقة من الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي لهدنة مؤقتة مع روسيا مدتها 30 يوما تقضي بعدم استهداف منشآت الطاقة، فيما أفضت المباحثات الهاتفية التي جمعت الرئيسين بوتين وترامب إلى انتزاع موافقة روسية للهدنة المؤقتة من دون أن تحقق أي اختراق مهم في جدار الأزمة يقود إلى وقف عملي للنار وانهاء الحرب.
وتبدو الرؤية التي تتبناها إدارة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، تركز على الحل التفاوضي السريع مع روسيا، في ظل تقديم تنازلات إقليمية أو سياسية من الجانب الأوكراني.
وما هو واضح حتى الآن هو وجود تباين بين ما تريده موسكو وما تريده واشنطن فالأولى تريد مواقفه موسكو على وقف مؤقت لإطلاق النار، في حين تطالب موسكو بوقف دائم للحرب يقوم على إزالة أسبابها.
شروط متبادلة
الشروط المعلنة من جانب روسيا وأوكرانيا لا تزال قائمة حتى اليوم، حيث تتمسك روسيا بشروط صارمة لا تقبل التنازل وفي المقدمة تمسكها بالأراضي الأوكرانية التي ضمتها اليها بموجب استفتاء شعبي، ومعها أراضي شبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها عام 2014، ورفضها نشر أي قوات من دول “الناتو” في أوكرانيا وإلغاء ملف انضمام أوكرانيا إلى حلف “الناتو”.
وتذهب الشروط الروسية إلى انسحاب الجيش الأوكراني إلى خارج حدود الأقاليم الأربعة التي تسيطر عليها، والاعتراف بالسيادة الروسية عليها، والتعهد بأن تصبح أوكرانيا خالية من الجيوش الأجنبية وعدم امتلاكها للسلاح النووي.
وطبقا لتصريحات سابقة للرئيس بوتين فإن موسكو قد توافق على اقتراح وقف إطلاق النار إن أدى إلى سلام مستدام وإزالة كل أسباب الصراع، وهي إشارة واضحة إلى تمسك موسكو بانتزاع اعتراف كييف بالسيادة الروسية على الأقاليم الأربعة المسيطر عليها من جانب روسيا وبقاء كييف في وضع محايد وعدم انضمامها إلى حلف “الناتو”.
وبالنسبة لكييف فهي تتمسك بعودة أراضيها، كما تعتبر انضمامها إلى حلف “الناتو” خيارا استراتيجيا غير قابل للتغيير خصوصا وهو منصوص عليه في الدستور الأوكراني، بوصفه الضمانة الأكثر فعالية لأمن أوكرانيا مستقبلا.
ورغم تراجع الاتحاد الأوروبي وقيادة حلف الناتو والولايات المتحدة عن مساعيها لضم أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي، لا تزال أوكرانيا تتبنى رؤى مغايرة لتلك التي تتبناها واشنطن ودول أوروبية وذلك بدا واضحا من خلال التصريحات التي أطلقها مؤخرا وزير الخارجية الأوكراني والتي بدت متناقضة تماما مع ما أعلنه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته الذي سبق أن أعلن بأن مناقشة انضمام أوكرانيا إلى الحلف لم تعد قائمة.
يضاف إلى دوامة الشروط تلك التي أفصحت عنها الدول الأوروبية التي ساندت أوكرانيا بكل طاقاتها العسكرية والاقتصادية خلال السنوات الماضية، بعد الإعلانات المتضاربة التي تحدث عن قبول دول الاتحاد الرؤية الأمريكية بشروط نشر قوات للناتو في أوكرانيا، بالتزامن مع إعلانات أخرى تحدثت عن مواصلة دول أوروبا دعم أوكرانيا في حربها ماليا وعسكريا ومطالبة روسيا الانسحاب من الأراضي الأوكرانية كشرط لقبول وقف إطلاق النار وانهاء الحرب.
تحديات متوقعة
وفقا لخارطة الشروط التي يطرحها طرفا الصراع والأطراف الداعمة، فإن الكثير من التحديات تواجه إدارة ترامب في تحقيق اختراق بشأن هذا الملف، في ظل المطالب الروسية الصارمة والتي ترجح عدم موافقة موسكو على وقف إطلاق النار دون تنفيذها، وهي مسألة جوهرية بالنسبة لموسكو خصوصا وان الموافقة على انهاء الحرب دون الأخذ بالشروط الروسية قد يقود إلى تصاعد المعارضة الداخلية لنظام بوتين بصورة غير مسبوقة.
ولدى الروس مبرراتهم الوجيهة لذلك، والتي يتصدرها المكاسب التي حققتها موسكو خلال سنوات الحرب، في ضمها شبه جزيرة القرم والمقاطعات الأربع التي أعلنت ضمها إلى أراضيها (دونيتسك، لوغانسك، خيرسون، زابوريزجيا) منذ 2022، وهي مكاسب عسكرية لا يبدو أن موسكو بصدد التنازل عنها بعد أن حولت المقاطعات الأوكرانية إلى جمهوريات تتمتع بالحكم الذاتي تحت مظلة الاتحاد الروسي.
وهناك معطى آخر بالغ الأهمية بالنسبة لموسكو، وهو ضمانات تحييد أوكرانيا وعدم انضمامها إلى الحلف الأطلسي، وهذا الأمر ينظر اليه في روسيا على أنه هدف استراتيجي باعتباره يهدد الدولة الروسية كما يهدد المستقبل السياسي للرئيس بوتين، الذي طالما قدم هذه القضية بكونها صراعاً وجودياً لروسيا ضد “الناتو”.
ومن جانب آخر، فإن موسكو تبدو حريصة على ربط أي مفاوضات لإنهاء الحرب أو الهدنة برفع العقوبات الأمريكية والغربية، وهو شرط ترفضه واشنطن حتى الآن على الأقل كما ترفضه الدول الحليفة وتطالب لقائه انسحاب روسي كامل من الأراضي الأوكرانية.
وفقا لذلك فإن الراجح هو عدم موافقة موسكو على وقف لإطلاق نار دون شروط لأن ذلك سيعني عمليا، اعترافا بفشل أهداف عمليتها الخاصة التي كبدت روسيا خسائر هائلة، ناهيك عن ان قيامها بذلك سيشكل انتكاسة لمشروعها الاستراتيجي في ان تكون فاعلاً إقليمياً في عالم تريده أن يكون متعدد الأقطاب.
سيناريوهات بديلة
يمكن للرئيس ترامب ممارسة الضغوط على كييف من اجل القبول بأي صيغة من شأنها وقف النار وانهاء الحرب، غير أنه سيواجه صعوبات كبيرة في محاولاته الضغط على موسكو التي يطمح ترامب إلى بناء علاقات جديدة معها، ربما للتفرغ لملفات تبدو بالنسبة لترامب أكثر أهمية من أوكرانيا أو حلف الناتو.
والسبب في ذلك أن أوكرانيا تواجه معضلة معقدة، فهي وإن خضعت للضغوط الأمريكية وقبلت التنازل عن أراضيها لموسكو، فإنها ستواجه رفضا شعبيا داخليا مع وجود نسبة كبيرة من الأوكران الرافضين لفكرة التنازل عن الأراضي الأوكرانية لروسيا، ناهيك عن الموانع الدستورية، حيث يحرم دستور أوكرانيا التنازل عن أي أراض أوكرانية تحت أي ظروف.
وفقا لذلك فإن الخيارات أمام كييف تبدو ضيقة للغاية، إذ أن طول أمد الحرب مع روسيا من دون الدعم الأمريكي سيقود إلى استنزاف الموارد الأوكرانية بسرعة كبيرة، بما يؤدي في النهاية إلى قبولها بأي حل مطروح من دون شروط.
وتدرك كييف أن عدم قبولها الرؤية الأمريكية الآن، سيفقدها ميزات يمكن أن تحصل عليها من واشنطن على شاكلة الحصول على ضمانات أمنية أمريكية وترتيبات دفاعية كما سيفقدها تعويضات وبرامج إعمار كان يمكن ان تقودها واشنطن في حال موافقة كييف على خطة ترامب.
وخلافا للوضع في أوكرانيا فإن الإدارة الأمريكية تبدو مستعدة لتقديم تنازلات لروسيا بدلا من ممارسة الضغوط عليها، والمرجح أن يعرض الرئيس ترامب على موسكو تخفيف العقوبات على قطاعات روسية حيوية (مثل الطاقة) واستئناف التعاون في مجالات مثل الغاز والنفط، مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، حتى لو لم تستعيد كييف كل أراضيها.
وفي حال فشلت المبادرة الأمريكية الحالية، وذهبت العلاقات مع روسيا إلى المزيد من التوتر فإن أكثر ما يمكن أن تفعله إدارة ترامب هو مواصلة الدعم العسكري المقدم لكييف وهو أمر قد تواجهه روسيا التي خبرت الحرب مع الغرب الجماعي خلال السنوات الماضية، لكنه سيلقي بتبعات ثقيلة على دول القارة الأوروبية التي سيذهب ترامب بلا شك إلى تحميلها تكاليف استمرار الحرب في أوكرانيا باعتبارها المستفيد الرئيسي من حماية أمن أوكرانيا.
مكاسب أمريكية
غداة المباحثات الهاتفية التي جرت بين الرئيسين ترامب وبوتين مؤخرا كان ملاحظا في بيان الإدارة الأمريكية تشديدها على ما سمته “المزايا الهائلة” لإقامة علاقة ثنائية أفضل بين الولايات المتحدة وروسيا تُفضي إلى اتفاقات اقتصادية ضخمة محتملة.
هذا الأمر فتح باب التساؤلات حول المصالح التي تتوقع أمريكا جنيها من تبني إدارة ترامب مبادرة وقف النار وانهاء الحرب في أوكرانيا، خصوصا وأن أي مبادرة من هذا النوع ستكون حتما جزءا من استراتيجية أوسع تضع المصالح الأمريكية في المقدمة وتجسد شعار ترامب “أمريكا أولا”.
ولم يعد خافيا ما تطمح اليه إدارة ترامب بإنهاء الصراع في أوكرانيا وبالمقام الأول تقليل الموارد المالية التي تتكبدها الخزينة الأمريكية لتمويل الجيش الأوكراني، ووقف استنزاف المخزونات العسكرية الأمريكية، وهي أمور ترى إدارة ترامب أنها ستساهم في توفير تمويلات مالية ضخمة يمكن استخدامها في خطط واشنطن الجديدة لتعزيز وجودها في المحيط الهادئ ومواجهة التوسع الصيني.
ومنذ وقت مبكر ترى الولايات المتحدة الصين التهديد الأكبر لحلفائها في آسيا مثل تايوان واليابان وكوريا الجنوبية وهي لذلك تسعى إلى تقليص الموارد التي توجهها لحماية أوروبا، وتوجيهها نحو آسيا، بما يتيح لها مواجهة التهديدات الصينية، فضلا عن طموحاتها بإقامة تحالفات جديدة من اجل احتواء النفوذ الصيني في آسيا.
صار من الواضح أن لدى واشنطن اليوم أهدافا استراتيجية كبيرة تسعى إدارة ترامب إلى تحقيقها من خلال هذه المبادرة وفي المقدمة تفكيك التحالفات الاستراتيجية بين روسيا والصين وإيران، أو على الأقل تقليل تماسكها، وكذلك مواجهة التهديد الذي تشكله منظمة بريكس” للاقتصاد الأمريكي بعد الإفصاح عن عملة بديلة للدولار الأمريكي بين دول مجموعة “بريكس”.
ولا تخفي واشنطن مخاوفها من المخاطر الجسيمة التي يشكلها التحالف الروسي الصيني خصوصا وهو قام على مبدأ رئيسي وهو مواجهة الهيمنة الأمريكية عبر التعاون العسكري والاقتصادي والتكنولوجي.
والحال كذلك مع الشراكة الروسية الإيرانية التي تضمنت التعاون العسكري والدعم السياسي في الملفات الإقليمية وتبادل الموارد من الأسلحة الدفاعية والهجومية.
حيال ذلك تأمل إدارة ترامب أن يقود وقف الحرب في أوكرانيا إلى المساهمة في تنفيذ سياساته الرامية إلى تفكيك التحالفات الاستراتيجية مع الصين، وتحميل الأوروبيين مسؤولية حماية أمنهم بما يسمح للولايات المتحدة بتحويل مواردها نحو آسيا.
مكاسب جيوستراتيجية
تبدي إدارة ترامب اليوم حماسة منقطعة النظير حيال التقارب مع موسكو من اجل تحقيق مكاسب جيوستراتيجية كبيرة عجزت الإدارة السابقة عن تحقيقها وفي المقدمة إنهاء التحالف الروسي الصيني والإيراني الروسي.
أداتها لتحقيق ذلك هي إنهاء العزلة الدولية المفروضة على موسكو وتخفيف العقوبات الدولية عليها، حيث أن عودة روسيا إلى النظام الدولي سيقود إلى تباعد بينها وإيران، في حين أن إعادة روسيا إلى المنظومة الاقتصادية الغربية، بالسماح لها بتصدير النفط والغاز الروسي إلى أوروبا سيقود إلى تقليل اعتماد موسكو على الصين كشريك اقتصادي وحيد وقد يضعف تحالفها مع الصين.
ولأبعد من ذلك فإن إدارة ترامب تسعى إلى حصول تحسن بالاقتصاد الروسي يعيد موسكو إلى المنافسة في سوق السلاح إلى دول الشرق الأوسط، عوض التعاون مع إيران في سباق تسلح ترى واشنطن أنه قد يقوض المصالح الأمريكية في المنطقة.
وبالمقابل فإن واشنطن تسعى إلى إحياء التنافس الخفي بين روسيا والصين على النفوذ في آسيا الوسطى والقطب الشمالي ولذلك تسارع إدارة ترامب لإنجاح مفاوضات وقف النار وانهاء الحرب في أوكرانيا لتكون بوابة لعلاقات جديدة مع روسيا، تفتح الطريق لاستئناف الحوار الاستراتيجي مع روسيا، ولا سيما في مفاوضات الحد من الأسلحة النووية ودفع روسيا لتبني مواقف أكثر تعاونا مع الغرب بما يتيح لأمريكا والغرب منع إيران من امتلاك الأسلحة النووية.