متى احتفلت الكنائس بعيد ميلاد المسيح لأول مرة؟.. باحث يوضح
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الليلة، بـ«عيد الميلاد المجيد»، ذكرى ميلاد السيد المسيح في مذود البقر في بيت لحم، إذ تقيم الكنائس في تمام الساعة السادسة مساءً، قداسات للذكرى التي بدأ الاحتفال بها في القرن الثالث الميلادي.
تاريخ الاحتفال بــ«عيد الميلاد المجيد»وقال ماركو الأمين، باحث في الشأن الكنسي، في تصريحات لـ«الوطن»، إنّ الآباء والمؤرخين القدامى، اختلفوا حول سنة ويوم ميلاد السيد المسيح، وتحددت المدة المحتملة لميلاده بين القرن الثالث والثامن قبل الميلاد.
وأوضح أنّ أول من احتفلت بـ«عيد الميلاد» كعيد مستقل، هي روما، وحددت لذلك يوم 25 ديسمبر في القرن الثالث الميلادي، ومنها انتقلت الاحتفالات إلى شمال إفريقيا وبلاد الغال «فرنسا وشبه الجزيرة الأيبيرية حاليًا»، ثم الشرق، حيث احتفلت القسطنطينية به في عام 380 ميلاديًا، وتبعتها آسيا الصغرى، ومن ثمّ أنطاكية في عام 386 ميلاديًا، حسب عظة يوحنا ذهبي الفم، وفي قبرص في أوائل القرن الخامس الميلادي، وآخر من احتفلت بعيد الميلاد مستقلًا، هي أورشليم في عام 549 ميلاديًا.
الاحتفال بعيد الميلاد المجيدوأضاف «الأمين»، أنه كان التقليد الأقدم، هو الاحتفال بعيد الثيؤفانيا في القرن الثاني الميلادي، والكنيسة الوحيدة التي حافظت على هذا التقليد حتى اليوم، هي الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، وظل هذا التقليد هو السائد في مصر حتى عام 432 ميلاديا، إذ ترد أول إشارة للاحتفال بـ«عيد الميلاد» بشكل منفصل، في عظة بولس الحمصي بالإسكندرية في حضرة كيرلس السكندري، ومنذ ذلك الوقت، ثبت الاحتفال بعيد الميلاد منفصلاً في يوم 29 كيهك حسب التقويم المصري، وبعد التعديل الغريغوري، أصبح حاليًا يوافق 7 يناير.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عيد الميلاد المجيد عيد الميلاد 2024 عید المیلاد
إقرأ أيضاً:
الفنانة العراقية ضحى عباس ترسم صورة للسيد المسيح في ساحة التحرير ببغداد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خطوة فنية جريئة ومؤثرة، قامت الفنانة العراقية ضحى عباس مسلمة الديانة برسم صورة للسيد المسيح في قلب ساحة التحرير، إحدى أبرز الساحات التي شهدت حركة الاحتجاجات الشعبية في العراق.
وهذا العمل الفني المثير للجدل يعكس الرسالة الإنسانية التي تهدف ضحى إلى إيصالها، ويعكس التحديات الثقافية والدينية التي يواجهها المجتمع العراقي اليوم.
المكان والزمان:
ساحة التحرير، المعروفة بموقعها التاريخي في بغداد، كانت ولا تزال نقطة مركزية للأحداث السياسية والاجتماعية في العراق.
ومن خلال هذا الرسم، أرادت ضحى أن تقدم رسالة تعبر عن السلام والتسامح في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد. الاختيار للسيد المسيح لم يكن عشوائيًا؛ فقد اختارت ضحى هذه الشخصية الدينية الشهيرة من أجل التأكيد على المعاني العالمية التي تمثلها هذه الرمزية، من مثل المحبة والرحمة.
الرسم وتفسيره:
تم رسم صورة السيد المسيح على جدارية ضخمة وسط الساحة باستخدام ألوان دافئة، ملامح وجهه تظهر بدقة وعناية.
وجاءت الرسمة ضمن إطار فني يعكس روح الإنسان، حيث غلب على الملامح التعبير عن السلام الداخلي والأمل في مستقبل أفضل.
دلالة الرسمة في هذا التوقيت:
تأتي هذه المبادرة الفنية في وقت حساس بالنسبة للعراق، حيث يعاني المواطنون من أزمات متعددة، بدءًا من الأوضاع الاقتصادية إلى التوترات السياسية. كما أن الرسمة تمثل دعوة للسلام بين مختلف الطوائف والديانات في البلد، في وقت شهدت فيه البلاد صراعات طائفية مريرة في السابق.
من خلال هذه الرسمة، تسعى ضحى إلى توجيه رسالة قوية مفادها أن الفن يمكن أن يكون أداة للسلام والمصالحة بين فئات المجتمع العراقي المختلفة. إن إظهار صورة السيد المسيح في ساحة التحرير يعكس أيضًا احترامها للتعددية الدينية في العراق، وهو أمر يحمل رمزية كبيرة في بلد يعتنق فيه المسلمون والمسيحيون معًا تاريخًا طويلًا من العيش المشترك.
ردود الفعل والتأثير:
تلقى هذا العمل الفني ردود فعل متنوعة من مختلف الأوساط العراقية والعالمية. فقد عبر العديد من المواطنين عن إعجابهم بفكرة الرسم وأثره الإيجابي في تعزيز قيم التسامح الديني والإنساني. في المقابل، كانت هناك بعض الآراء المنتقدة التي رأت أن هذا العمل قد يثير الجدل في أوساط دينية معينة، ولكن ذلك لم يمنع ضحى من الاستمرار في مشروعها الفني.
من خلال رسمها صورة للسيد المسيح في ساحة التحرير، أثبتت ضحى عباس أن الفن يمكن أن يكون لغة عالمية قادرة على تجاوز الحدود الدينية والسياسية. هذا العمل يعكس الأمل في أن العراق، رغم التحديات التي يواجهها، يمكن أن يكون مكانًا يسوده السلام والوحدة.