غزة تكافح من أجل دفن كريم لشهدائها وسط العدوان الإسرائيلي
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
مع استمرار الصراع بين إسرائيل وغزة، يزداد النضال من أجل دفن كريم للعائلات التي وقعت في مرمى النيران. يسلط التقرير الذي نشرته نيويورك تايمز الضوء على التجارب المؤثرة للأفراد الذين يواجهون، وسط الفوضى، تحديات في توفير عمليات الدفن المناسبة لأحبائهم الذين ارتقوا شهداء.
تجسد قصة كريم سبعاوي الصعوبات التي تواجهها العديد من العائلات.
سلط حازم سبعاوي، والد كريم، الضوء على الاختيار المفجع الذي كان عليه اتخاذه بعد أيام من الحداد والخطر: إما أن يدفن مع ابنه أو لا يدفنه على الإطلاق. ويعكس هذا القرار الكئيب الظروف المروعة التي تجد العائلات نفسها فيها، حيث يصبح مجرد القيام بدفن كريم تحديًا شاقًا.
تقليديا، يكرم الفلسطينيون موتاهم بمواكب جنائزية عامة وخيام حداد، لكن الصراع المستمر جعل هذه الممارسات شبه مستحيلة. أصبحت المقابر الجماعية وأفنية المستشفيات والحدائق الخلفية أماكن مؤقتة للدفن، وغالبًا ما تكون بدون علامات أو شواهد قبور مناسبة.
يسلط التقرير الضوء على الخسائر البشرية المذهلة في صفوف المدنيين في غزة، حيث أفادت التقارير بمقتل أكثر من 22 ألف فلسطيني منذ بدء الصراع. وتصف الأمم المتحدة غزة بأنها "مقبرة لآلاف الأطفال"، مما يسلط الضوء على الأزمة الإنسانية والخسائر المدمرة التي لحقت بالسكان المدنيين.
ويشرح المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، نيبال فرسخ، كيف أن العنف يعيق في كثير من الأحيان جهود الإنقاذ، مما يترك العائلات محاصرة مع جثث أحبائها. ويقدر مسؤولو الصحة في غزة أن حوالي 7000 شخص في عداد المفقودين، ويفترض أنهم ماتوا تحت الدمار واسع النطاق الذي سببه الهجوم الإسرائيلي.
تؤدي القيود التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على الاقتراب من الجثث، بحجة أسباب عملية، إلى تفاقم الصعوبات التي تواجهها العائلات. ويتطرق التقرير أيضًا إلى تدمير المقابر العامة على يد القوات الإسرائيلية، مما يحد من خيارات الدفن المناسب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الضوء على
إقرأ أيضاً:
الوضع الإنساني والأمني في غزة وجنوب لبنان في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي
تتواصل تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان وسط تصاعد القصف البري والجوي، وتدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية.
وكشفت تقارير صادرة عن مؤسسات دولية وأممية عن أرقام صادمة وحالة إنسانية كارثية في القطاع، بالتوازي مع تصعيد عسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي في كل من غزة ولبنان.
نزوح جماعي وانهيار إنسانيأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن نحو 69% من قطاع غزة خاضع حاليًا لأوامر تهجير، مقدّرة عدد النازحين الجدد منذ استئناف العمليات العسكرية بـ420 ألف شخص.
كما حذرت الوكالة من أن المساعدات الإنسانية لم تدخل إلى غزة منذ الثاني من مارس الماضي، في أطول فترة انقطاع للمساعدات منذ اندلاع الحرب، ما يزيد من تعقيد مهمة المنظمات الإنسانية في تلبية احتياجات السكان.
إغلاق المعابر وتصعيد العمليات العسكريةيستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق معبر كرم أبو سالم، المعبر التجاري الحيوي جنوبي القطاع، لليوم الخمسين على التوالي، في حين تتواصل العملية البرية في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة لليوم السابع عشر، وسط دمار واسع ونزوح جماعي.
في المقابل، قال موقع "واللا" العبري إن الجيش الإسرائيلي يستعد لتنفيذ "مناورة كبرى" في قطاع غزة قد تؤدي إلى تقسيم مدينة غزة إلى قسمين وإضعاف قبضة حركة حماس على أكثر من نصف القطاع، ضمن خطة تتضمن إنشاء مراكز توزيع غذاء مباشرة من قبل شركات مدنية أميركية.
خسائر بشرية فادحةأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 44 شهيدًا و145 إصابة وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى وجود ضحايا لا تزال جثثهم تحت الأنقاض. وبحسب الوزارة، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 51،201 شهيد و116،869 مصابًا، بينهم 1،827 شهيدًا و4،828 مصابًا منذ 18 مارس 2025 فقط.
استهداف جنوب لبنانوفي سياق التصعيد الإقليمي، أفادت مصادر لبنانية بمقتل شخص إثر غارة إسرائيلية استهدفت مركبة في منطقة كوثرية السياد جنوب لبنان. وأعلن الجيش الإسرائيلي لاحقًا أنه استهدف حسين نصر، نائب قائد الوحدة 4400 في حزب الله، ضمن عمليات وصفت بأنها جزء من الردع الإقليمي.
أعياد مسيحية بلا فرحفي الضفة الغربية وقطاع غزة، أحيت الكنائس المسيحية في بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور وغزة عيد الفصح المجيد وسط أجواء حزينة، خلت من مظاهر الفرح المعتادة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي. وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الاعتداءات على المسيحيين خلال الأعياد تمثل "إبادة جماعية وعقوبات جماعية وانتهاكًا صارخًا لحرية العبادة".
مواقف دولية وتحذيرات إنسانيةقال برنامج الأغذية العالمي إن "العائلات في غزة لا تعرف من أين ستأتي وجبتها القادمة"، مطالبًا جميع الأطراف بالسماح الفوري بدخول المساعدات إلى القطاع. كما أشار الطبيب الأميركي كلايتون دالتون، بعد عودته من غزة، إلى أن مشاهد الدمار هناك تشبه ما حدث في "هيروشيما بعد القنبلة الذرية".
تحضيرات سياسية في فلسطينفي سياق آخر، أعلن عضو المجلس الثوري لحركة فتح، تيسير نصرالله، أن الأسبوع الحالي سيشهد اجتماعات مكثفة استعدادًا لانعقاد دورة المجلس المركزي الفلسطيني يومي 23 و24 أبريل الجاري، وسط ظروف سياسية وأمنية دقيقة تمر بها القضية الفلسطينية.
سياسات وتحولات دوليةوفي تطور دولي لافت، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تسعى لإجراء تغيير جذري في وزارة الخارجية الأميركية، يتضمن تقليص أنشطتها في إفريقيا وإغلاق عدد من السفارات، وهو ما قد يؤثر مستقبلًا على سياسة واشنطن الخارجية في المنطقة.
في النهاية تُظهر الوقائع الميدانية والبيانات الصادرة عن جهات متعددة أن الأوضاع في غزة تسير نحو مزيد من التعقيد، في ظل غياب أي أفق حقيقي للحل السياسي واستمرار التصعيد العسكري، ما ينذر بكارثة إنسانية أكبر في حال استمر الحصار والإغلاق ومنع دخول المساعدات، وسط تصعيد إقليمي متزايد قد يمتد إلى جبهات أخرى.