جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-18@07:44:56 GMT

وحشة الدار

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

وحشة الدار

 

عائض الأحمد

يظن البعض منا بأن كبار السن لم يعودوا بحاجة لشيء فقد صهرتهم الحياة وأخذت منهم عصارة جهدهم وهم أكثر صفحاً الآن عن المطالبة أو الحديث عما يريدون ظنًا منهم أن الفطن تكفيه الإشارة، ولا تزال تعني لهذا الجيل شيئًا.

لكن هيهات "لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي"، شبعت وتشبعت وتركتهم خلفي ولم لا وأنا كنت ملء السمع والبصر  الآمر الناهي عزيز القوم ورأيهم السديد أين أنا الآن من كل هذا، أصبح حديث نفس وبكاء على الأطلال.

فهناك سنن، ليس لك إلا أن تقف عاجزا صامتا أمامها، قد تكون أحد المشاركين في صنعها، ولم يكن يدور في خلدك أنك ستكون أحد ضحاياها وشاربي مُر كأسها، كلما مرت بك الأيام شعرت بقصر الوقت وتتابع الأحداث وكأنك في ميدان سباق لا ترجو منه غير معرفة إلى أين سيصل بك، هل على قدميك واقفاً أم ترجو المساعده "قاعدًا" لا تقوى على الحراك، فحينما يطلب منك أنيس الدار الرفق بحالك والصبر على ألم البعاد أو ألم الظروف فعلم بأنه يؤثر المال ويشفق على لهفتك لرؤيته بالامتناع عن سوء مايراه في خريف عمرك وتساقط أوراقك التي أظلته واحتمى بها كثيرا ولكنه نسي كل هذا ولم يعد بحاجته.

الجنوح بسرمدية الحب وشغف اللقاء الأول جهل، لن تدركه، وإن كان، فستظل بين شك ويقين وكأن قلبك بركان خامد يثور دون سابق إنذار ثم يهدأ لمجرد شعور بأنه إكسير الحياة وما بقي منها.

صورة تشبه صراخ ذاك الطفل الجائع، فتحتال أمه بوضع ما يشبه الصمت في فمه مُتلذذًا بحنوها وليس بالضرورة إحساسًا بالشبع، فهو يفقتد ما هو أهم وأعظم بإشباع ذاته المتلهفة قبل جسده البالي. استفاقة متأخرة خير من غفوة دائمة، وشرود وانكسار تغذية شطحات غضب وكأن السماء لن تسوق بشرى ولن تأتي بخير.

استيفاء الوقت وهدره، قدرة تساوت على خط استواء انفعالاته، فطالح معتقداته الكامنة أصلحها التأمل في ماضيه، ومقاربته لواقع يسوده صمت مطبق لا يخلو من ندم وحديث نفس تغرب شمسها كلما شعرت بدنو الرحيل.

اختر العزلة، فقد تغريك عن شغف الاقتراب، حينما تشعر أن حياتك أرجوحة تتدلى دون أن تعي أي مسار تسلك؛ إذ إنَّ فوضوية العقل الباطن تخذلك في استقراء مشاعر لم تعد لك وحدك في مشاهدات الواقع ومحاكاة سلوك الآخرين بحثًا عن "حرية" طائشة.

ختامًا: ليس حديث نفس أو سوء طالع، إنِّه خيارك مع سبق الإصرار والتعنت.

شيء من ذاته: البداية تشبه النهاية، وما بينهما حديث عشاق لا يُشبه غيره.

سمة: مهما فعلت لن تخرج من جلبابه وسطوته. نداء الروح ليس لك عليه سلطان. النخيل يبدو لك شامخًا في هيبته، وبعضه ينخره السوس دون أن يتهاوى.

نقد: الوقت لم يعد ملكًا لك حينما تطرح رأيك "فاختصر"!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دار الإفتاء: قراءة القرآن مصحـوبة بالآلات الموسيقية والتغني به محرم شرعًا

شددت دار الإفتاء المصرية على أن إخضاع القـرآن الكريم للنغمات الموسيقية، وقراءته قراءة مصحـوبة بالآلات الموسيقية، والتغني به محرم شرعًا.

الإفتاء توضح حكم قول "حرمًا" بعد الصلاة الإفتاء توضح الواجب فعله عند سماع الأذان حكم التغني بآيات الذكر الحكيم مصحوبة بالآلات الموسيقية

 وأوضحت الدار ردًّا على ما تم تداوله من قيام بعض الأفراد بالتغني بآيات الذكر الحكيم مصحوبة بالآلات الموسيقية، أن القرآن الكريم هو كلام رب العالمين، أنزله الله على الرسول -صلى الله عليه وسلم- هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، ولم ينزله ليطرب به الناس أو يتغنوا به وقد أمر الله المسلمين بفهم معانيه وتدبر ما فيه من عظات وآداب بكل أحكامه.

 وأضافت الدار في فتواها أن سماع القرآن كما تسمع الأغاني، يجعله أداة لهو وطرب، ينصرف فـيه السامع إلى ما فيـه من لذة وطرب، عما أنزل القرآن له من هداية الناس وإرشادهم.

وأكدت الدار أن القرآن الملحن بالموسيقى، ليس هو القرآن الذي أنزله الله على رسوله، وتعبدنا بتلاوته التي تلقيناها عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأننا إذا أجـزنا قـراءة القرآن ملحنًا تلحينًا موسيقيًّا وسماعه مصحوبًا بآلات الموسيقى، نكون قد حـرفنا كـتاب الله وبدلناه، وفي ذلك ضـيـاع الدين وهلاك المسلمين.

واستشهدت الدار بما روى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مؤذن يطرب، فقال رسول الله: إن الأذان سهل سمح، فإذا كـان أذانك سمحًا سهلًا، وإلا فلا تؤذن. أخرجه الدار قطني في سننه. فإذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد منع ذلك في الأذان، فأحرى أن لا يجوزه في القرآن، الذي حفظه الرحمن، فقال -وقوله الحق -: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"، وَقال -تبارك وتعالى-: "لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ".

وقد رأى العلماء في قراءة القرآن على صورة التلحين والغناء والتطريب المنع والتحريم، وأن من المقطوع به أنهم يحرمون بالأولى.

مقالات مشابهة

  • حديث عن خيبة أمل.. كيف تقرأ إدارة بايدن تفجيرات البيجر في لبنان؟
  • هل العنف السياسي غريب على الولايات المتحدة؟
  • عرض "حديث الصباح والمساء" على مسرح السامر ضمن مهرجان مسرح الهواة
  • بشرى تسير على خطى الموضة المغربية (صور)
  • حديث عن عملية برية.. وأميركا تحذر نتانياهو من شن حرب في لبنان
  • «الإفتاء«: قراءة القرآن مصحوبة بالآلات الموسيقية والتغني به مٌحرم شرعًا
  • دار الإفتاء: قراءة القرآن مصحـوبة بالآلات الموسيقية والتغني به محرم شرعًا
  • تطور خلف الكواليس - يديعوت: مقترح وساطة أمريكي هذا الأسبوع لحماس وإسرائيل
  • لاعب الأهلي السابق : بيرسي تاو في تحدٍ مع ذاته لإثبات قدراته مع الأحمر
  • ترامب يتفوق على هاريس اقتصاديا حسب استطلاع حديث