اكتشاف أحفوريات وحوش رهيبة عمرها أكثر من نصف مليار سنة في غرينلاند
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
عثر العلماء في شمال غرينلاند الدنماركية على مجموعة جديدة من أحفوريات الحيوانات المفترسة المنقرضة في منطقة سيريوس باسيت، تعود للعصر الكمبري المبكر.
وقد تكون هذه المجموعة المتمثلة في ديدان كبيرة، من أوائل الحيوانات الآكلة للحوم التي هيمنت على المحيطات منذ أكثر من 518 مليون سنة، ما يكشف عن سلالة سابقة من الحيوانات المفترسة التي لم يعرف العلماء بوجودها.
وأطلق على الحيوانات الأحفورية الجديدة اسم "تيموربيستيا" (Timorebestia)، وتعني "الوحوش الإرهابية" باللغة اللاتينية.
وكانت هذه الحيوانات المزينة بزعانف على جانبي جسمها، ورأس مميز مع قرون استشعار طويلة، وهياكل فكية ضخمة داخل فمها، وينمو طولها إلى أكثر من 30 سم، من أكبر الحيوانات السباحة في العصر الكمبري المبكر.
وأشار الدكتور جاكوب فينثر من كليات علوم الأرض والعلوم البيولوجية بجامعة بريستول، وهو أحد كبار مؤلفي الدراسة الجديدة إلى أن التيموربيستيا "من أقارب الديدان السهمية الحية، أو كما تعرف بهلبيات الفك، وهي حيوانات مفترسة أصغر بكثير اليوم وتتغذى على العوالق الحيوانية الصغيرة".
وأضاف فينثر: "تظهر دراستنا أن هذه النظم البيئية للمحيطات القديمة كانت معقدة إلى حد ما، مع سلسلة غذائية سمحت بتواجد عدة مستويات من الحيوانات المفترسة. وكانت التيموربيستيا عمالقة في عصرها وكانت قريبة من قمة السلسلة الغذائية. وهذا يجعلها تعادل في الأهمية بعضا من أفضل الحيوانات آكلة اللحوم في المحيطات الحديثة، مثل أسماك القرش والفقمات في العصر الكمبري".
وداخل الجهاز الهضمي المتحجر لدودة تيموربيستيا قديمة، وجد علماء جامعة بريستول دليلا على ما قد يكون وجبتها الأخيرة، وهو مخلوق صغير يسمى Isoxys (ويعني متساوية الأسطح).
ويتكهن العلماء بأن هذه المفصليات الصغيرة ربما كانت لها سلالة ترجع إلى "نحو 10 إلى 15 مليون سنة قبل أن تحل محلها مجموعات أخرى".
وقال مورتن لوندي نيلسن، وهو طالب دكتوراه سابق في جامعة بريستول وجزء من الدراسة الحالية: "يمكننا أن نرى أن هذه المفصليات كانت مصدرا غذائيا للعديد من الحيوانات الأخرى. إنها شائعة جدا في منطقة سيريوس باسيت وكان لديها أشواك وقائية طويلة. ومع ذلك، من الواضح أنها لم تنجح تماما في تجنب هذا المصير، لأن تيموربيستيا قضت عليها بكميات كبيرة".
وتعد الديدان السهمية من أقدم الحفريات الحيوانية التي عاشت في العصر الكمبري. وفي حين أن المفصليات تظهر في السجل الأحفوري منذ نحو 521 إلى 529 مليون سنة، يمكن إرجاع الديدان السهمية إلى ما لا يقل عن 538 مليون سنة مضت.
وأضاف تاي يون بارك من معهد الأبحاث القطبية الكوري، وهو مؤلف كبير آخر وقائد البعثة الميدانية: "يؤكد اكتشافنا كيفية تطور الديدان السهمية. تمتلك الديدان السهمية الحية مركزا عصبيا مميزا في بطنها، يُسمى العقدة البطنية. وهو فريد للغاية بالنسبة لهذه الحيوانات. لقد وجدنا هذا محفوظا في تيموربيستيا وأحفورة أخرى تسمى أميسكويا. نحن متحمسون للغاية لاكتشاف مثل هذه الحيوانات المفترسة الفريدة في سيريوس باسيت. وخلال سلسلة من الرحلات الاستكشافية إلى سيريوس باسيت النائية جدا في أقصى شمال غرينلاند، أكثر من 82.5 درجة شمالا، جمعنا تنوعا كبيرا من الحيوانات المثيرة. كائنات حية جديدة. وبفضل الحفظ الرائع والاستثنائي في سيريوس باسيت، يمكننا أيضا الكشف عن تفاصيل تشريحية مثيرة، بما في ذلك الجهاز الهضمي، وتشريح العضلات، والجهاز العصبي".
واختتم الدكتور بارك قائلا: "لدينا العديد من النتائج المثيرة لمشاركتها في السنوات القادمة والتي ستساعد في إظهار كيف كانت تبدو وتطورت النظم البيئية الحيوانية الأولى".
عن روسيا اليومالمصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الحیوانات المفترسة الدیدان السهمیة سیریوس باسیت من الحیوانات ملیون سنة أکثر من
إقرأ أيضاً:
مليون دولار في الهند لمن يملك فك شيفرة رموز عمرها آلاف السنين
لا تزال رموز غامضة مثل سمكة تحت سقف، وشخصية بلا رأس وخطوط مثل المجرفة، لحضارة متقدمة عمرها آلاف السنين، تثير حيرة العلماء، لدلالتها على نصوص لم تفك شيفرتها إلى الآن، لدرجة الإعلان عن جوائز قيمة لمن يملك حلها.
ومؤخرا، تم عرض العديد من الجوائز لمن يتمكن من حل هذا اللغز، كان آخرها جائزة أعلن عنها الشهر الماضي من قبل الوزير الأول لإحدى الولايات الهندية، بقيمة مليون دولار لمن يستطيع فك شفرة نصوص حضارة وادي السند، التي ازدهرت في مناطق باكستان وشمال الهند.
ويعتقد الباحثون أن حضارة وادي السند كانت تضاهي حضارات مصر وبلاد ما بين النهرين من حيث التقدم والتنظيم.
وقال راجيش راو، أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة واشنطن، الذي أمضى أكثر من عقد في دراسة هذه الرموز: "إذا تمكنا من فك شفرة النص بالكامل، فقد نتمكن من كشف تفاصيل هامة عن فترة ما قبل التاريخ في جنوب آسيا."
وأضاف، في حال تم فك هذه الرموز، يمكن أن تمنحنا رؤية أعمق حول هذه الحضارة التي تعود إلى العصر البرونزي، والتي انهارت حوالي عام 1800 قبل الميلاد، قبل أكثر من ألف عام من تأسيس روما القديمة، حيث يعتقد أن التغيرات المناخية ربما لعبت دورا في زوالها.
ورغم الاكتشافات الأثرية التي ساعدت في الكشف عن ثقافة وادي السند، لا يزال هناك غموض كبير حولها مقارنة بالحضارات الأخرى مثل مصر وبلاد الرافدين والمايا، والسبب الرئيسي في ذلك هو عدم القدرة على فك رموز نصوصها.
وتم العثور على حوالي 4 آلاف نقش فقط، مقارنة بـ 5 ملايين كلمة متاحة من النصوص المصرية القديمة، وقصر النصوص، يجعل تحليلها أكثر تعقيدا.
كذلك عدم وجود حجر رشيد خاص بها، أي عدم العثور على نقش ثنائي اللغة يضم نص حضارة وادي السند مع ترجمته بلغة معروفة.
الباحثة نيشا ياداف، التي عملت على دراسة هذا النص لأكثر من 20 عاما، قالت: "حتى اليوم، لم نتمكن من فك أي علامة من هذا النص، رغم العقود الطويلة من البحث."
لا تقتصر أهمية فك هذه الرموز على البحث العلمي فقط، بل إنها تحمل أبعادا تاريخية وثقافية وسياسية، حيث قد تساعد في تحديد أصول سكان وادي السند ومسار هجرتهم.
و يعمل راو وياداف مع فرق بحثية على تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي لتحليل الأنماط داخل النص، وذلك عبر إزالة علامات معينة ليتمكن الكمبيوتر من تخمينها.
ورغم مرور عقود على المحاولات، ما زال حل هذا اللغز بعيد المنال، حيث يؤكد راو أن تحقيق تقدم حقيقي يتطلب تعاونا دوليا متعدد التخصصات، وتمويلا ضخما، إضافة إلى مفاوضات سياسية للسماح بالتنقيب في المناطق الحدودية بين الهند وباكستان.