صيانة الأفلاج.. عمل شاق محفوف بالتحديات
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
تعد صيانة قنوات الأفلاج عملية حيوية مستمرة للحفاظ على فعالية البنية الأساسية للأفلاج باعتبارها من أهم الموارد المائية في سلطنة عمان، ويرافق هذا النشاط مجموعة من المخاطر التي تشكل تحديًا جادًا لسلامة العمال المشاركين في هذا العمل، ويجب الالتزام بإجراءات السلامة للحد من المخاطر التي قد يتعرض لها العاملون في مواقع تحت الأرض، ورغم قلة وقوع مثل هذه الحوادث إلا أنه يلزم امتلاك الخبرة اللازمة للعمل في مثل هذه البيئات الخطرة.
وقال إسحاق بن ناصر بن راشد الشبيبي -مشرف كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى-: إن من الأخطار المصاحبة لأعمال الصيانة والحفر، انهيار التربة التي تؤدي إلى دفن العاملين وموتهم اختناقًا أو سحقهم متأثرين بسقوط الأتربة والأحجار، ومن أمثلة ذلك الحادث الأليم الذي وقع في ديسمبر من عام 2020 وأدى إلى وفاة عامل كان يعمل في صيانة فلج الفليتي بقرية الروضة في المضيبي؛ وذلك بسبب انهيار أتربة أثناء الصيانة، واحتجاز العامل لأكثر من عشر ساعات متواصلة للوصول إليه.. كما أن مصدر بعض الإصابات يكون بسبب الأدوات والمعدات الميكانيكية مثل القطع والسحب، وتتنوع الإصابات الجسدية تبعًا لطبيعة العمل والظروف الجوية، مثل البرد القارس والحرارة الشديدة، ومنها الإجهاد والتعب والاختناق بسبب نقص الأكسجين، وارتفاع الضغط أو انخفاضه، والتعرق الشديد والدوار والإغماء والكسور والرضوض والغرق.. إضافة إلى أن الانزلاق أو السقوط يعدان خطرًا على حياة العاملين في صيانة الأفلاج إذ قد يؤديان إلى الوفاة أو الإصابات البليغة.
وأضاف: إن وجود الثعابين والعقارب في قنوات الأفلاج وسواعدها يعد من أكبر التحديات التي تواجه العمال في أثناء الصيانة، إذ تعرضهم للدغات سامة قد تؤدي بحياتهم وتعرضهم لإصابات مختلفة، وذكرت إحدى الروايات الشفهية التي وردت في كتاب "أفلاج عمان حضارة مستدامة" قصة مثيرة حدثت للعمال في أثناء حفرهم أحد الأفلاج، إذ واجهوا أفعى ضخمة جدًا تسببت في ارتباكهم وخوفهم وحيرتهم، وأقدم أحدهم مسرعًا إلى جلب بندقيته -تسمى محلياً الصمعة- وأطلق النار عليها مباشرة فأرداها قتيلة وسقطت في الفلج وحولت لون ماء الفلج إلى اللون الأحمر، وبعد ذلك أخرجوها، وهناك الكثير من الروايات الشعبية التي تروي قصصًا مماثلة، وقد تكون الأفلاج أيضًا موطنًا للحشرات السامة والكائنات الضارة، مثل العناكب والنمل والفئران والخفافيش وغيرها، وقد يتسبب التعامل مع هذه الكائنات في أثناء صيانة الأفلاج لانتقال الأمراض أو تعرضهم للدغات أو عضات أو الحساسية، فيما قد يؤثر العمل في الأفلاج على الحياة البيئية، مثل الأسماك والنباتات المائية، ويمكن أن يتسبب في تلوث المياه بالمواد الكيميائية أو الرواسب الضارة، كاستخدام أدوات للإضاءة في أثناء الصيانة أو الحفر التي تحتوي على زيوت أو مشتقات بترولية، وفي حال تسربها يمكن أن تسبب تلوثًا، وعليه سيكون تأثيره سلبًا على استخدام مياه الفلج للشرب والاستخدام المدني والزراعي، إضافة إلى ذلك قد يتعامل الفنيون والمتطوعون مع الكهرباء في أثناء صيانة الأفلاج في تشغيل الأدوات والمعدات اللازمة للحفر والصيانة، مثل حفارات الكهرباء ومضخات المياه وأدوات القطع الكهربائية والإنارة والتحكم في الأنظمة الكهربائية، ويتطلب العمل في الأفلاج أحيانًا التحكم في الأنظمة الكهربائية المتعلقة بالمياه، مثل مضخات المياه وصمامات التحكم، ويتم استخدام الكهرباء لتشغيل هذه الأنظمة وإيقافها وضبطها بشكل صحيح، واختبار الأسلاك الكهربائية، إذ يمكن أن يتطلب الحفر والصيانة اختبار الأسلاك الكهربائية الموجودة في القنوات وفحصها، كما تستخدم الكهرباء لتشغيل أجهزة الاختبار وقياس التوصيلة وتحديد أي مشاكل في الأسلاك.
وأوضح أن هنالك بعض إجراءات السلامة والوقاية التي يجب اتباعها من قبل العاملين والفنيين والمتطوعين أثناء حفر وصيانة الأفلاج تبدأ من تقييم المخاطر المحتملة قبل البدء في العمل، وتحديد الإجراءات اللازمة للوقاية منها، وتشمل تحديد المخاطر المرتبطة بالحفر والصيانة، مثل انهيارات التربة، والاختناق بسبب انخفاض جودة الهواء، أو سقوط الأدوات والأجهزة، أو الغرق أو لدغات الزواحف وغيرها، أو الجهد والإرهاق بسبب العمل المتواصل ومخاطر أخرى كثيرة.. كما يجب على العمال أيضًا ارتداء المعدات الواقية المناسبة، مثل خوذة السلامة التي تساعد في حماية الرأس من الإصابات المحتملة نتيجة سقوط الأجسام أو الاصطدام بالهياكل الصلبة في أثناء العمل، وارتداء النظارات التي تقي العينين من الجسيمات العائمة أو الأملاح أو المواد الكيميائية التي يمكن أن تتطاير في أثناء الصيانة، إضافة إلى ارتداء قفازات العمل التي تحمي اليدين من الجروح أو العضات أو المواد الكيميائية، وضرورة استخدام حزام الأمان أثناء عمليتي الهبوط والصعود للحماية من السقوط، وارتداء ملابس طويلة ومغطاة تحمي الجسم من الحشرات أو الحيوانات الضارة التي قد تكون موجودة في المنطقة وتقلل من التعرض للحروق أو الجروح أو اللدغات، إضافة إلى أهمية استخدام معدات الحماية الشخصية الأخرى حسب الحاجة للعمل في الأفلاج، وارتداء حذاء واق يوفر حماية للقدمين من الإصابات المحتملة نتيجة تساقط الأجسام أو الانزلاق في أثناء العمل، وعليه فإن ارتداء الملابس الواقية يعزز السلامة ويقلل من مخاطر الإصابة في أثناء صيانة الأفلاج.
ولا شك أن توفير التدريب المناسب للعمال في إجراءات السلامة والوقاية، وآلية استخدام المعدات بشكل صحيح، وتوفير التأمين الصحي للعاملين، من أهم إجراءات السلامة في العمل الميداني في الأفلاج، ومن المهم أيضًا التنسيق مع هيئة الدفاع المدني والإسعاف للحضور في موقع العمل؛ تفاديًا لأي حادث طارئ في أثناء الحفر والصيانة في أماكن صعبة وخطيرة؛ إذ إنهم يملكون كافة الإمكانات للإنقاذ والسلامة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أثناء الصیانة فی الأفلاج إضافة إلى فی أثناء
إقرأ أيضاً:
وزير الزراعة يبحث مع هيئة الموارد المائية واستصلاح الأراضي الصلاحيات والمشكلات التي تعترض العمل
دمشق-سانا
بحث وزير الزراعة والإصلاح الزراعي في حكومة تسيير الأعمال الدكتور محمد طه الأحمد مع كوادر الهيئة العامة للموارد المائية واستصلاح الأراضي صلاحيات الهيئة بناءً على المشاكل التي تعترض القطاع الزراعي، وما يتعلق بالموارد المائية والخطة البديلة التي توجد لدى الموارد المائية للتغلب على مشكلة انحباس المطر.
وتطرق الوزير الأحمد خلال الاجتماع الذي عقد اليوم في مبنى الوزارة إلى بعض مشاكل القطاع، منها الحالة الفنية لمشاريع الري الحكومية سواء في فترة الثورة وبعد الزلزال، إضافةً إلى مشكلة المزارعين بخصوص استيفاء رسوم الري، مشيراً إلى ضرورة أن يتناسب التشريع المائي مع الأحواض المائية، ومعدلات الهطولات المطرية وفق كل محافظة.
وبيّن الوزير الأحمد أن من أبرز المشاكل التي تواجه القطاع الزراعي أيضاً تحديد المقنن المائي، وعلى عاتق من يتم دراسة هذا المقنن لكل محصول ومنطقة، وتوزع مشاريع الري والتعليمات التنفيذية الخاصة بالقانون المائي، موضحاً أنه لدى الوزارة مشاريع ضخمة كسد الفرات وتشرين وستكون لها عناية خاصة، كما تجب إعادة النظر بالجدوى لبعض المشاريع سواء إطلاقها أو الاستمرار فيها أو العزوف عنها حسب الحاجة.
بدوره استعرض مدير الهيئة العامة للموارد المائية واستصلاح الأراضي المهندس أحمد الكوان مهام الهيئة التي تشمل إدارة وتنمية وحماية الموارد المائية، والإشراف على استثمار ومراقبة الموارد والمنشآت المائية، ووضع الخطط الإستراتيجية لتنفيذ السياسة المائية المعتمدة بما يحقق التنمية الشاملة والمستدامة للموارد المائية، وتشغيل وصيانة وتطوير المشاريع والمنشآت المائية، إضافةً إلى إعداد وتأهيل الكوادر الفنية في مختلف الاختصاصات والمجالات داخل سوريا وخارجها.