لجريدة عمان:
2025-04-29@01:24:52 GMT

صيانة الأفلاج.. عمل شاق محفوف بالتحديات

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

صيانة الأفلاج.. عمل شاق محفوف بالتحديات

تعد صيانة قنوات الأفلاج عملية حيوية مستمرة للحفاظ على فعالية البنية الأساسية للأفلاج باعتبارها من أهم الموارد المائية في سلطنة عمان، ويرافق هذا النشاط مجموعة من المخاطر التي تشكل تحديًا جادًا لسلامة العمال المشاركين في هذا العمل، ويجب الالتزام بإجراءات السلامة للحد من المخاطر التي قد يتعرض لها العاملون في مواقع تحت الأرض، ورغم قلة وقوع مثل هذه الحوادث إلا أنه يلزم امتلاك الخبرة اللازمة للعمل في مثل هذه البيئات الخطرة.

وقال إسحاق بن ناصر بن راشد الشبيبي -مشرف كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى-: إن من الأخطار المصاحبة لأعمال الصيانة والحفر، انهيار التربة التي تؤدي إلى دفن العاملين وموتهم اختناقًا أو سحقهم متأثرين بسقوط الأتربة والأحجار، ومن أمثلة ذلك الحادث الأليم الذي وقع في ديسمبر من عام 2020 وأدى إلى وفاة عامل كان يعمل في صيانة فلج الفليتي بقرية الروضة في المضيبي؛ وذلك بسبب انهيار أتربة أثناء الصيانة، واحتجاز العامل لأكثر من عشر ساعات متواصلة للوصول إليه.. كما أن مصدر بعض الإصابات يكون بسبب الأدوات والمعدات الميكانيكية مثل القطع والسحب، وتتنوع الإصابات الجسدية تبعًا لطبيعة العمل والظروف الجوية، مثل البرد القارس والحرارة الشديدة، ومنها الإجهاد والتعب والاختناق بسبب نقص الأكسجين، وارتفاع الضغط أو انخفاضه، والتعرق الشديد والدوار والإغماء والكسور والرضوض والغرق.. إضافة إلى أن الانزلاق أو السقوط يعدان خطرًا على حياة العاملين في صيانة الأفلاج إذ قد يؤديان إلى الوفاة أو الإصابات البليغة.

وأضاف: إن وجود الثعابين والعقارب في قنوات الأفلاج وسواعدها يعد من أكبر التحديات التي تواجه العمال في أثناء الصيانة، إذ تعرضهم للدغات سامة قد تؤدي بحياتهم وتعرضهم لإصابات مختلفة، وذكرت إحدى الروايات الشفهية التي وردت في كتاب "أفلاج عمان حضارة مستدامة" قصة مثيرة حدثت للعمال في أثناء حفرهم أحد الأفلاج، إذ واجهوا أفعى ضخمة جدًا تسببت في ارتباكهم وخوفهم وحيرتهم، وأقدم أحدهم مسرعًا إلى جلب بندقيته -تسمى محلياً الصمعة- وأطلق النار عليها مباشرة فأرداها قتيلة وسقطت في الفلج وحولت لون ماء الفلج إلى اللون الأحمر، وبعد ذلك أخرجوها، وهناك الكثير من الروايات الشعبية التي تروي قصصًا مماثلة، وقد تكون الأفلاج أيضًا موطنًا للحشرات السامة والكائنات الضارة، مثل العناكب والنمل والفئران والخفافيش وغيرها، وقد يتسبب التعامل مع هذه الكائنات في أثناء صيانة الأفلاج لانتقال الأمراض أو تعرضهم للدغات أو عضات أو الحساسية، فيما قد يؤثر العمل في الأفلاج على الحياة البيئية، مثل الأسماك والنباتات المائية، ويمكن أن يتسبب في تلوث المياه بالمواد الكيميائية أو الرواسب الضارة، كاستخدام أدوات للإضاءة في أثناء الصيانة أو الحفر التي تحتوي على زيوت أو مشتقات بترولية، وفي حال تسربها يمكن أن تسبب تلوثًا، وعليه سيكون تأثيره سلبًا على استخدام مياه الفلج للشرب والاستخدام المدني والزراعي، إضافة إلى ذلك قد يتعامل الفنيون والمتطوعون مع الكهرباء في أثناء صيانة الأفلاج في تشغيل الأدوات والمعدات اللازمة للحفر والصيانة، مثل حفارات الكهرباء ومضخات المياه وأدوات القطع الكهربائية والإنارة والتحكم في الأنظمة الكهربائية، ويتطلب العمل في الأفلاج أحيانًا التحكم في الأنظمة الكهربائية المتعلقة بالمياه، مثل مضخات المياه وصمامات التحكم، ويتم استخدام الكهرباء لتشغيل هذه الأنظمة وإيقافها وضبطها بشكل صحيح، واختبار الأسلاك الكهربائية، إذ يمكن أن يتطلب الحفر والصيانة اختبار الأسلاك الكهربائية الموجودة في القنوات وفحصها، كما تستخدم الكهرباء لتشغيل أجهزة الاختبار وقياس التوصيلة وتحديد أي مشاكل في الأسلاك.

وأوضح أن هنالك بعض إجراءات السلامة والوقاية التي يجب اتباعها من قبل العاملين والفنيين والمتطوعين أثناء حفر وصيانة الأفلاج تبدأ من تقييم المخاطر المحتملة قبل البدء في العمل، وتحديد الإجراءات اللازمة للوقاية منها، وتشمل تحديد المخاطر المرتبطة بالحفر والصيانة، مثل انهيارات التربة، والاختناق بسبب انخفاض جودة الهواء، أو سقوط الأدوات والأجهزة، أو الغرق أو لدغات الزواحف وغيرها، أو الجهد والإرهاق بسبب العمل المتواصل ومخاطر أخرى كثيرة.. كما يجب على العمال أيضًا ارتداء المعدات الواقية المناسبة، مثل خوذة السلامة التي تساعد في حماية الرأس من الإصابات المحتملة نتيجة سقوط الأجسام أو الاصطدام بالهياكل الصلبة في أثناء العمل، وارتداء النظارات التي تقي العينين من الجسيمات العائمة أو الأملاح أو المواد الكيميائية التي يمكن أن تتطاير في أثناء الصيانة، إضافة إلى ارتداء قفازات العمل التي تحمي اليدين من الجروح أو العضات أو المواد الكيميائية، وضرورة استخدام حزام الأمان أثناء عمليتي الهبوط والصعود للحماية من السقوط، وارتداء ملابس طويلة ومغطاة تحمي الجسم من الحشرات أو الحيوانات الضارة التي قد تكون موجودة في المنطقة وتقلل من التعرض للحروق أو الجروح أو اللدغات، إضافة إلى أهمية استخدام معدات الحماية الشخصية الأخرى حسب الحاجة للعمل في الأفلاج، وارتداء حذاء واق يوفر حماية للقدمين من الإصابات المحتملة نتيجة تساقط الأجسام أو الانزلاق في أثناء العمل، وعليه فإن ارتداء الملابس الواقية يعزز السلامة ويقلل من مخاطر الإصابة في أثناء صيانة الأفلاج.

ولا شك أن توفير التدريب المناسب للعمال في إجراءات السلامة والوقاية، وآلية استخدام المعدات بشكل صحيح، وتوفير التأمين الصحي للعاملين، من أهم إجراءات السلامة في العمل الميداني في الأفلاج، ومن المهم أيضًا التنسيق مع هيئة الدفاع المدني والإسعاف للحضور في موقع العمل؛ تفاديًا لأي حادث طارئ في أثناء الحفر والصيانة في أماكن صعبة وخطيرة؛ إذ إنهم يملكون كافة الإمكانات للإنقاذ والسلامة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أثناء الصیانة فی الأفلاج إضافة إلى فی أثناء

إقرأ أيضاً:

عاجل - مركز المعلومات يصدر تحليلًا بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية 2025

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري تحليلًا خاصًا بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية، الذي يصادف 28 أبريل من كل عام، مؤكدًا أن الأمم المتحدة تحتفي بالأيام الدولية لرفع الوعي العالمي حول القضايا الحيوية، وتشجيع مختلف الجهات الفاعلة على اتخاذ خطوات عملية لمعالجتها.

وأشار التحليل إلى أن إحياء هذا اليوم يساهم في تسليط الضوء على حقوق العاملين في توفير بيئة عمل آمنة وصحية، ودعم الجهود الرامية إلى الوقاية من الحوادث والإصابات والأمراض المهنية، بما يعزز الحراك المجتمعي والتفاعل الدولي في هذا المجال الحيوي.

رئيس الوزراء يتابع استعدادات مواجهة أحمال الكهرباء بالصيف وخطط الربط الإقليمي مع السعودية وأوروبا الوزراء: نعمل على تجنب تخفيف الأحمال لعدم الإثقال على المواطنين خلال فصل الصيف تاريخ اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية

أوضح التحليل أن هذا اليوم يعد من المبادرات التي أطلقتها منظمة العمل الدولية عام 2003، مستندة إلى تقليد بدأه الاتحاد الدولي للنقابات عام 1996 تحت عنوان "ذكرى ضحايا الحوادث والأمراض المهنية". 

وأصبح لاحقًا مناسبة عالمية سنوية لتعزيز الحوار المجتمعي وتفعيل السياسات الوطنية في مجال السلامة المهنية.

كما أبرز أن منظمة العمل الدولية أولت اهتمامًا خاصًّا بنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية، بإصدارها مبادئ توجيهية معيارية عام 2001 تُعد مرجعًا دوليًّا في تصميم أنظمة الوقاية بالقطاعات المختلفة، بما فيها الصناعات عالية الخطورة.

احتفال 2025: التكنولوجيا ودورها في تطوير السلامة المهنية

ذكر مركز المعلومات أن احتفال عام 2025 باليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية يركّز على تأثير التقنيات الحديثة في تغيير بيئات العمل.

وأشار إلى أن التطورات مثل الأتمتة، والأدوات الذكية، وأنظمة المراقبة، والواقع الافتراضي، والإدارة الخوارزمية، تلعب دورًا متزايدًا في تحسين بيئات العمل، لكنها تفرض تحديات جديدة تتطلب حلولًا مبتكرة.

أرقام مقلقة عن الحوادث المهنية عالميًا

استعرض التحليل أحدث تقديرات منظمة العمل الدولية، التي أظهرت أن نحو 2.93 مليون عامل يفقدون حياتهم سنويًا نتيجة الحوادث أو الأمراض المهنية، بينما تُسجل أكثر من 395 مليون إصابة غير مميتة. 

وتُظهر تقديرات 2024 أن 2.41 مليار عامل يتعرضون لمخاطر الحرارة الزائدة في أماكن العمل، وهي ظاهرة تتفاقم بسبب تغير المناخ.

كما أشار إلى أن أمراض القلب والأورام الخبيثة وأمراض الجهاز التنفسي تشكل نحو ثلاثة أرباع الوفيات المهنية المسجلة، مما يؤكد الحاجة إلى تعزيز برامج الوقاية الصحية.

أبرز القطاعات المعرضة للمخاطر

بيّن التحليل أن قطاع البناء والتشييد يأتي في صدارة القطاعات من حيث وفيات العمل بنسبة 24.2%، يليه قطاع الصناعة التحويلية بنسبة 20.7%، ثم النقل والتخزين بنسبة 15.1%. 

أما من حيث الإصابات غير المميتة، فتتصدر الصناعة التحويلية القائمة بنسبة 28.3%، يليها التشييد بنسبة 11.6%.

وأضاف أن بيئات العمل في القطاعات الخدمية مثل النقل والإقامة والخدمات الإدارية أيضًا تشهد مستويات مرتفعة من الإصابات، ما يبرز الحاجة إلى مراجعة أنظمة السلامة بشكل مستمر.

دعوات لتعزيز السياسات الوقائية

سلط مركز المعلومات الضوء على أن التقارير الدولية توصي بتبني سياسات وقائية قوية ترتكز على بيانات موثوقة لرصد المخاطر وتوجيه التدخلات.

وأشار إلى التحديات التي تواجه الدول في جمع بيانات دقيقة عن الحوادث المهنية، مما يؤثر على فعالية التدخلات الوقائية.

وأظهرت الإحصاءات أن الغالبية العظمى من وفيات العمل ناجمة عن الأمراض المهنية، مع تركّز الوفيات في الأنشطة الاقتصادية الكبرى مثل البناء والصناعة.

الاستراتيجية العالمية للسلامة والصحة المهنية 2024-2030

اختتم التحليل بالإشارة إلى الاستراتيجية العالمية الجديدة لمنظمة العمل الدولية للفترة 2024-2030، التي تدعو إلى تطوير الأطر الوطنية للسلامة المهنية، وتحسين نظم جمع البيانات، وتعزيز ثقافة السلامة في المشروعات الصغيرة والقطاعات غير الرسمية.

وتشمل الخطة العالمية تعزيز البحث العلمي، وتطوير المعايير الدولية، وتنفيذ حملات توعوية، ودعم قدرات الدول على تطبيق أفضل الممارسات لتحقيق بيئات عمل أكثر أمانًا وإنسانية.

مقالات مشابهة

  • أبوزريبة يناقش احتياجات هيئة السلامة الوطنية بالمنطقة الشرقية والواحات
  • الإمارات.. ممارسات نوعية لحماية صحة وسلامة العمال
  • ذكرى ضحايا الحوادث.. أبرز المعلومات عن يوم السلامة العالمي في العمل
  • «السلامة والصحة المهنية» في ندوة تثقيفية للإدارة الصحية بدلنجات البحيرة
  • الحماية الاجتماعية: تطبيق معايير الصحة المهنية باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • مختصون لـ"اليوم": الذكاء الاصطناعي عزز وسائل السلامة في العمل
  • «معلومات الوزراء» يصدر تحليلًا بعنوان الصحة والسلامة في العمل حق وضرورة
  • عاجل - مركز المعلومات يصدر تحليلًا بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية 2025
  • الوزراء يصدر تحليلاً جديداً .. الصحة والسلامة في العمل حق وضرورة
  • سقوط عمود إنارة أثناء عملية صيانة لبلدية بلقرن.. فيديو