لجريدة عمان:
2024-06-27@09:04:02 GMT

صيانة الأفلاج.. عمل شاق محفوف بالتحديات

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

صيانة الأفلاج.. عمل شاق محفوف بالتحديات

تعد صيانة قنوات الأفلاج عملية حيوية مستمرة للحفاظ على فعالية البنية الأساسية للأفلاج باعتبارها من أهم الموارد المائية في سلطنة عمان، ويرافق هذا النشاط مجموعة من المخاطر التي تشكل تحديًا جادًا لسلامة العمال المشاركين في هذا العمل، ويجب الالتزام بإجراءات السلامة للحد من المخاطر التي قد يتعرض لها العاملون في مواقع تحت الأرض، ورغم قلة وقوع مثل هذه الحوادث إلا أنه يلزم امتلاك الخبرة اللازمة للعمل في مثل هذه البيئات الخطرة.

وقال إسحاق بن ناصر بن راشد الشبيبي -مشرف كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى-: إن من الأخطار المصاحبة لأعمال الصيانة والحفر، انهيار التربة التي تؤدي إلى دفن العاملين وموتهم اختناقًا أو سحقهم متأثرين بسقوط الأتربة والأحجار، ومن أمثلة ذلك الحادث الأليم الذي وقع في ديسمبر من عام 2020 وأدى إلى وفاة عامل كان يعمل في صيانة فلج الفليتي بقرية الروضة في المضيبي؛ وذلك بسبب انهيار أتربة أثناء الصيانة، واحتجاز العامل لأكثر من عشر ساعات متواصلة للوصول إليه.. كما أن مصدر بعض الإصابات يكون بسبب الأدوات والمعدات الميكانيكية مثل القطع والسحب، وتتنوع الإصابات الجسدية تبعًا لطبيعة العمل والظروف الجوية، مثل البرد القارس والحرارة الشديدة، ومنها الإجهاد والتعب والاختناق بسبب نقص الأكسجين، وارتفاع الضغط أو انخفاضه، والتعرق الشديد والدوار والإغماء والكسور والرضوض والغرق.. إضافة إلى أن الانزلاق أو السقوط يعدان خطرًا على حياة العاملين في صيانة الأفلاج إذ قد يؤديان إلى الوفاة أو الإصابات البليغة.

وأضاف: إن وجود الثعابين والعقارب في قنوات الأفلاج وسواعدها يعد من أكبر التحديات التي تواجه العمال في أثناء الصيانة، إذ تعرضهم للدغات سامة قد تؤدي بحياتهم وتعرضهم لإصابات مختلفة، وذكرت إحدى الروايات الشفهية التي وردت في كتاب "أفلاج عمان حضارة مستدامة" قصة مثيرة حدثت للعمال في أثناء حفرهم أحد الأفلاج، إذ واجهوا أفعى ضخمة جدًا تسببت في ارتباكهم وخوفهم وحيرتهم، وأقدم أحدهم مسرعًا إلى جلب بندقيته -تسمى محلياً الصمعة- وأطلق النار عليها مباشرة فأرداها قتيلة وسقطت في الفلج وحولت لون ماء الفلج إلى اللون الأحمر، وبعد ذلك أخرجوها، وهناك الكثير من الروايات الشعبية التي تروي قصصًا مماثلة، وقد تكون الأفلاج أيضًا موطنًا للحشرات السامة والكائنات الضارة، مثل العناكب والنمل والفئران والخفافيش وغيرها، وقد يتسبب التعامل مع هذه الكائنات في أثناء صيانة الأفلاج لانتقال الأمراض أو تعرضهم للدغات أو عضات أو الحساسية، فيما قد يؤثر العمل في الأفلاج على الحياة البيئية، مثل الأسماك والنباتات المائية، ويمكن أن يتسبب في تلوث المياه بالمواد الكيميائية أو الرواسب الضارة، كاستخدام أدوات للإضاءة في أثناء الصيانة أو الحفر التي تحتوي على زيوت أو مشتقات بترولية، وفي حال تسربها يمكن أن تسبب تلوثًا، وعليه سيكون تأثيره سلبًا على استخدام مياه الفلج للشرب والاستخدام المدني والزراعي، إضافة إلى ذلك قد يتعامل الفنيون والمتطوعون مع الكهرباء في أثناء صيانة الأفلاج في تشغيل الأدوات والمعدات اللازمة للحفر والصيانة، مثل حفارات الكهرباء ومضخات المياه وأدوات القطع الكهربائية والإنارة والتحكم في الأنظمة الكهربائية، ويتطلب العمل في الأفلاج أحيانًا التحكم في الأنظمة الكهربائية المتعلقة بالمياه، مثل مضخات المياه وصمامات التحكم، ويتم استخدام الكهرباء لتشغيل هذه الأنظمة وإيقافها وضبطها بشكل صحيح، واختبار الأسلاك الكهربائية، إذ يمكن أن يتطلب الحفر والصيانة اختبار الأسلاك الكهربائية الموجودة في القنوات وفحصها، كما تستخدم الكهرباء لتشغيل أجهزة الاختبار وقياس التوصيلة وتحديد أي مشاكل في الأسلاك.

وأوضح أن هنالك بعض إجراءات السلامة والوقاية التي يجب اتباعها من قبل العاملين والفنيين والمتطوعين أثناء حفر وصيانة الأفلاج تبدأ من تقييم المخاطر المحتملة قبل البدء في العمل، وتحديد الإجراءات اللازمة للوقاية منها، وتشمل تحديد المخاطر المرتبطة بالحفر والصيانة، مثل انهيارات التربة، والاختناق بسبب انخفاض جودة الهواء، أو سقوط الأدوات والأجهزة، أو الغرق أو لدغات الزواحف وغيرها، أو الجهد والإرهاق بسبب العمل المتواصل ومخاطر أخرى كثيرة.. كما يجب على العمال أيضًا ارتداء المعدات الواقية المناسبة، مثل خوذة السلامة التي تساعد في حماية الرأس من الإصابات المحتملة نتيجة سقوط الأجسام أو الاصطدام بالهياكل الصلبة في أثناء العمل، وارتداء النظارات التي تقي العينين من الجسيمات العائمة أو الأملاح أو المواد الكيميائية التي يمكن أن تتطاير في أثناء الصيانة، إضافة إلى ارتداء قفازات العمل التي تحمي اليدين من الجروح أو العضات أو المواد الكيميائية، وضرورة استخدام حزام الأمان أثناء عمليتي الهبوط والصعود للحماية من السقوط، وارتداء ملابس طويلة ومغطاة تحمي الجسم من الحشرات أو الحيوانات الضارة التي قد تكون موجودة في المنطقة وتقلل من التعرض للحروق أو الجروح أو اللدغات، إضافة إلى أهمية استخدام معدات الحماية الشخصية الأخرى حسب الحاجة للعمل في الأفلاج، وارتداء حذاء واق يوفر حماية للقدمين من الإصابات المحتملة نتيجة تساقط الأجسام أو الانزلاق في أثناء العمل، وعليه فإن ارتداء الملابس الواقية يعزز السلامة ويقلل من مخاطر الإصابة في أثناء صيانة الأفلاج.

ولا شك أن توفير التدريب المناسب للعمال في إجراءات السلامة والوقاية، وآلية استخدام المعدات بشكل صحيح، وتوفير التأمين الصحي للعاملين، من أهم إجراءات السلامة في العمل الميداني في الأفلاج، ومن المهم أيضًا التنسيق مع هيئة الدفاع المدني والإسعاف للحضور في موقع العمل؛ تفاديًا لأي حادث طارئ في أثناء الحفر والصيانة في أماكن صعبة وخطيرة؛ إذ إنهم يملكون كافة الإمكانات للإنقاذ والسلامة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أثناء الصیانة فی الأفلاج إضافة إلى فی أثناء

إقرأ أيضاً:

عقبة شعار.. أثرٌ سياحيّ كبيرٌ في قلب جبال عسير

تُعَدُّ عقبة شعار واحدة من أشهر العقاب في منطقة عسير وأهم معالمها الطبيعية والسياحية البارزة، حيث تتميز هذه العقبة الجبلية الشاهقة بشدة الوعورة، مما جعل الوصول إليها أمرًا صعبًا، مما استدعى العمل على تذليل الصعوبات كافة وإنشاء طريق يخدم سكان المنطقة وزوارها ببقية المناطق المجاورة ويربطهم مع بقية المناطق والمحافظات القريبة منها.

 وتقع عقبة شعار على بُعد حوالي 23 كم من مدينة أبها، ويربط طريقها بين سراة عسير وتهامة، حيث تسهم العقبة في اختصار المعدل الزمني للمسافرين، إلى جانب إسهامها في تعزيز الحركة السياحية في المنطقة وترسيخ مكانة المملكة مركزًا لوجستيًا عالميًا من خلال خدمتها لحركة الشاحنات الناقلة للمواد الغذائية والطبية والصناعية وغيرها.

 وأُنشئت عقبة شعار قبل أكثر من أربعين عامًا وتحديدًا في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- وشمل ذلك شق الصخور وحفر 11 نفقًا وتركيب 32 جسرًا، لتصل إجمالي أطوال الطريق إلى نحو 14 كم، وأغلقت للصيانة وأُعيد افتتاحها العام الماضي بعد عملية تطوير واسعة النطاق نفذتها الهيئة العامة للطرق استخدمت فيها أحدث التقنيات والمعايير العالمية في تنفيذ أعمال السلامة والصيانة، وذلك ضمن جهود الهيئة الرامية إلى تحسين جودة الطرق، والارتقاء بكل الخدمات المقدمة، لرفع كفاءة وفعالية أداء قطاع النقل، ورفع مستوى السلامة المرورية، والارتقاء بجودة الحياة، وخدمة قطاع الخدمات اللوجستية.

 كما روعي في صيانة طريق العقبة توفير أعلى معايير الجودة والسلامة، من خلال تنفيذ العديد من الأعمال التي تشمل الإنارة والدهانات الأرضية واللوحات الإرشادية والعلامات الأرضية والاهتزازات التحذيرية والحواجز الخرسانية، وغيرها من الأعمال التي تسهم في رفع مستوى السلامة على الطريق، لمواكبة الطلب المتزايد على شبكة الطرق بما يضمن انسيابية الحركة المرورية.

مقالات مشابهة

  • تدريبات ومناقشات حول تطبيق معايير السلامة في بيئة العمل بالأحساء
  • وزير العمل يدعو لتكثيف الجولات التفتيشية على مواقع العمل لمتابعة اجراءات السلامة
  • غرفة الأحساء.. ورشة عمل عن "السلامة والصحة المهنية في بيئة العمل"
  • عقبة شعار.. أثرٌ سياحيّ كبيرٌ في قلب جبال عسير
  • الأماكن والمواعيد.. استمرار الموجة الحارة على أجزاء من الرياض
  • حضرموت.. نقابة الصحفيين تنظم دورة في السلامة المهنية للصحفيين
  • مديرية القوى العاملة بالإسكندرية تناقش المخاطر الميكانيكية والكهربائية وتشريعات السلامة والصحة المهنية
  • وزارة العمل تنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية بمنشآت الإسكندرية
  • لضمان السلامة المرورية.. صيانة وتحسين شبكة الطرق الداخلية بالطائف
  • العمل : ندوة لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية بمنشآت الإسكندرية