جلد حي يحمي سور الصين العظيم.. ماذا يقصد العلماء بهذا المصطلح؟
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لطالما اعتُقد أن الأجزاء الترابية من سور الصين العظيم، التي بنيت من خلال ضغط المواد الطبيعية بالتربة، تُشكّل نقطة ضعف في هيكلها. لكن دراسة جديدة وجدت أنّ هذه المساحات من المعلم الشهير طورت خط دفاع طبيعي ضد خطر التدهور الذي يلوح في الأفق.
وأوضح عالم بيئة التربة ماثيو بوكر، أحد مؤلفي الدراسة التي نُشرت بمجلة Science Advances في 8 ديسمبر/كانون الأول، إنّ أسطح التربة على سور الصين العظيم مغطاة بـ"جلد حي" من النباتات الصغيرة والكائنات الحية الدقيقة التي لا جذور لها، والمعروفة باسم القشريات الحيوية التي تعد مصدرًا لقوة بقاء المعلم التراثي .
وقال بوكر، الأستاذ المساعد في جامعة شمال أريزونا، لـCNN، إنّ "(القشريات الحيوية) شائعة في تربة المناطق الجافة في جميع أنحاء العالم، لكننا لا نبحث عنها عادة بالهياكل التي بناها الإنسان".
وكانت الدراسات السابقة توصّلت إلى أن القشور الحيوية للأشنة والطحالب تشكل تهديدًا مدمرًا للهياكل الحجرية التراثية الحديثة، بسبب الآثار طويلة المدى للمجتمعات الميكروبية على القيمة الجمالية، وإنتاج الأحماض وغيرها من المستقلبات، وتغيير البيئات الدقيقة التي قد تسبب التآكل والتجوية الصخرية. وقد أدت هذه النتائج إلى إزالة النباتات التي تنمو على الجزء العلوي من أجزاء من سور الصين العظيم.
لكن وفقًا للورقة البحثية الجديدة، فإنّ تأثيرات القشور الحيوية تبدو مختلفة بالنسبة للمعالم الأرضية، كما أن مجتمعات البكتيريا الزرقاء والطحالب تزيد في الواقع من استقرار سور الصين العظيم وتحسن مقاومته للتآكل.
يقول المؤلف المشارك في الدراسة بو شياو: "تنتشر القشريات الحيوية على نطاق واسع جدًا في سور الصين العظيم، ووجودها مفيد جدًا لحمايتها".Credit: Courtesy Bo Xiaoووجد مؤلفو الدراسة أنّ أكثر من ثلثي المنطقة مغطاة بالقشريات الحيوية، بعد فحصهم عيّنات مأخوذة من أكثر من 300 ميل (483 كيلومترًا) من ثمانية أقسام أرضية مدكوكة من الموقع الذي بُنِي خلال عهد أسرة مينغ بين عامي 1368 و1644. عندما قارن الباحثون ثبات وقوة العينات الموجودة في طبقات من القشرة الحيوية مع عينات من دون "الجلد الحي للأرض"، اكتشفوا أن العينات الأولى كانت أقوى بثلاث مرات من تلك التي لا تحتوي على قشور حيوية.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أبحاث سور الصین العظیم
إقرأ أيضاً:
«التين الإماراتي».. شغف الزراعة المستدامة
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
من أجل نشر ثقافة استصلاح الأراضي واستدامة المنتج الزراعي، يقدم هزاع الكتبي عبر مزرعة الفلج، خبراته في الزراعة من خلال نشر نصائح وإرشادات متخصصة في المجال الزراعي، مع تركيز خاص على زراعة أشجار التين.
ومنذ بدأ مشروعه في عام 2019، واجه تحديات كبيرة، منها كيفية نجاح زراعة التين في بيئة الإمارات، مع افتقار الأنواع المناسبة والعناصر الغذائية في التربة، من خلال استيراد أنواع مختلفة وتجربتها.
ونجح في تحديد الأنواع التي تتكيف مع المناخ المحلي، كما نجح في استصلاح الأرض، مستخدماً المواد الطبيعية.
هزاع الكتبي حاصل على الماجستير التنفيذي في الإدارة العامة، من كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، ويتابع دراسته للحصول على الدكتوراه.
شغفه بالزراعة جعله دائم البحث والدراسة والتعلم، وهو يتبنى نهجاً مستداماً في الزراعة، معتمداً على الأعداء الحيوية الطبيعية لتقليل الحاجة إلى المواد الكيميائية.
ويحوّل المخلفات الزراعية إلى سماد عضوي، «كومبوست»، مما يعزز الاستدامة الزراعية، حيث يسعى إلى نشر الثقافة الزراعية وزيادة الوعي حول أهمية توسعة الرقعة الخضراء والحفاظ على البيئة.
دليل زراعي
يقول الكتبي، إن حبه للزراعة وإيمانه بالعمل الجاد المدعوم بالعلم والمعرفة يسهمان في نجاحه، موضحاً أنه يقدم نصائح للمزارعين، ويشدد على أهمية التعليم الزراعي واستخدام التقنيات الحديثة التي تقلل من استهلاك الكهرباء والماء والعمالة.
ويركز أيضاً على تقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية عبر تعزيز الاستفادة من مخلفات المزرعة، ويؤكد أن نجاح أي مشروع زراعي يعتمد على الإلمام بجوانب الزراعة كافة، بما فيها النواحي السوقية واختيار المحاصيل التي تتناسب مع الطلب المحلي، ما يسهم في تحقيق استدامة اقتصادية وبيئية على المدى الطويل.
وكانت له عدة مشاركات داخل وخارج الدولة، حيث شارك في مؤتمر COP28، مما يعكس التزامه بقضايا البيئة والاستدامة على الصعيد الدولي، وقد جمع العديد من أشجار التين، عازماً على جعل هذه الشجرة من الأكثر انتشاراً في الإمارات، ويعمل على زيادة منتج التين في الإمارات واستدامته للأجيال.
المنتج المحلي
قام هزاع الكتبي بزراعة وتجربة أنواع كثيرة من التين في مزرعته بأم القيوين، بعدما عالج التربة وجعلها صالحة للزراعة، ويعمل على البحث عن أصناف أخرى تتحمل أجواء الإمارات وتناسب الفصول طوال السنة.
كما قرر المساهمة في زيادة المنتج المحلي من أشجار التين، بعدما لاحظ الإقبال الشديد على المنتج المحلي الذي يعتبر أكثر أماناً وأكثر جودة حسب ما صرح به، مؤكداً أنه يتبع نظام الزراعة المستدام الخالي من المبيدات الحشرية والتسميد الكيماوي، معتمداً على سماد الأبقار الطبيعي المعالج حرارياً.
ويعتزم جعل شجرة التين ثاني شجرة مثمرة بعد النخلة، مشيراً إلى أن هذه الشجرة لها قيمة جمالية وبيئية وثقافية واقتصادية وسياحية واجتماعية، واستُعملت قديماً كغذاء ودواء، ولها حضور في الذاكرة الجمعية لأهل الإمارات، مؤكداً أن إعادة غرسها سيحفظ هذه الأنواع من الانقراض، وسيغذي البيئة الإماراتية ويثريها بالتنوع، موضحاً أنها تُعتبر من الثروات الطبيعية والموروث الثقافي للدولة.
تحديات
يلفت الكتبي إلى أن فكرة زراعة التين، جاءت من حبه للزراعة بشكل عام، ودوره كمزارع في السعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي، حيث كان التحدي الأكبر الذي قد يواجهه، الارتفاع في ملوحة الماء وافتقار التربة للعناصر المهمة، وأن تكون الزراعة عضوية، ومن دون استخدام الأسمدة الكيماوية، أو المبيدات الحشرية، موضحاً أن بدايته كانت عبر إعداد الأرض ودراسة بيئة المشتل وتوزيعه، وذلك لضمان إنتاج التين طوال السنة، واختيار أصناف تتحمل الحرارة.
إكثار
أشار هزاع الكتبي، إلى أن نتائج الحصاد كانت مبشرة، وأنتجت ثماراً تمتاز بالقيمة الغذائية الموجودة بالأسواق، مضيفاً أن هذه التجربة رائدة على مستوى أم القيوين، ولاقت نجاحاً فاق توقعاته، حيث سيعمل على التوسع في زراعة التين ضمن مساحة أكبر، ليصل إلى مرحلة التصدير إلى الأسواق المحلية.
ويوفر شتلات تين مختلف الأصناف لإكثارها في الإمارات وتوزيعها على من يرغب في زراعتها، ومن أنواع التين الناجحة والتي يتوفر عليها: «البراون تركي»، «تين إسباني أصفر»، «جامبووتين أخضر»، «تين ديانا»، و«تين جاسم».
استصلاح
من النصائح التي يقدمها هزاع الكتبي للمزارعين على منصات التواصل الاجتماعي، استصلاح التربة بالعناصر بالسماد العضوي المعالج حرارياً، وتخصيب التربة بكمية مناسبة من السماد وإضافة البكتيريا الحية النافعة، من دون استخدام الكيماويات، وتجهيز التربة قبل الزراعة، حيث تنمو الأشجار بطريقة رائعة، واختيار الصنف المناسب والوقت المناسب وانتقاء الأشجار الخالية من الآفات الزراعية.
وأوضح أنه يركز على 5 أصناف، لافتاً إلى أن الإقبال على التين المحلي يشجع على العمل أكثر لتلبية حاجة السوق من هذا المنتج، موضحاً أنه يتوفر على ما يقارب 300 شجرة والعدد قابل للزيادة.
مزرعة رائدة
تأسست مزرعة الفلج للتين لتكون واحدة من المزارع الرائدة في الإمارات، ومتخصصة في زراعة أفضل أنواع التين التي تتناسب مع المناخ المحلي، وتعتمد المزرعة على البحث والتطوير في مجال زراعة التين خصوصاً، كما لها مشاركات عديدة في المهرجانات المحلية والإقليمية.
وتهدف إلى توفير مجموعة متميزة من أصناف التين الملائمة لمناخ دولة الإمارات، وتعزيز الزراعة المستدامة والاعتماد على الأساليب الحديثة، وتقديم الدعم والإرشاد الزراعي.