- تضم المدينة المستدامة 19 برجا من المجمعات السكنية، و300 فيلا سكنية

- المدينة المستدامة تساهم في تحقيق صفر كربون بما يتماشى مع أهداف عمان للاستدامة

- تأهيل المشروع للإنتاج الذاتي للغذاء والتنقل النظيف وإعادة تدوير المياه والنفايات

- 100 % نسبة احتياجات المدينة من الطاقة المتجددة

- المشروع يحتضن الصالات الرياضية ومسارا للجري وركوب الدراجات بطول 7.

4 كم

- تتميز المدينة بمختبر «سي» لعرض تقنيات الطاقة المتجددة والزراعة العمودية الداخلية

تتواصل الأعمال الإنشائية بـ«المدينة المستدامة - يتي»، لتبلغ نسبة الإنجاز في عدد من المشاريع الداخلية بالمنطقة لـ 80 %، وتعد المدينة المستدامة من أضخم المجمعات السياحية المتكاملة في سلطنة عمان، لتوفر أكبر متنفس عائلي بما تحتويه من مرافق متعددة للجميع على مساحة إجمالية تصل لمليون متر مربع وبقيمة استثمارية تبلغ قرابة مليار دولار أمريكي، وتضم المدينة المستدامة 19 برجا من المجمعات السكنية، و300 فيلا سكنية بالإضافة إلى الحدائق والملاعب والممرات الخضراء، وخصص فيها عدد كبير من مواقع التسوق. كما يضم المشروع العديد من المرافق الحيوية التي تحقق التكاملية للسكان المنطقة وتجذب العديد من الزوار للاستمتاع بأول مدينة مستدامة في سلطنة عمان. فريق «عمان» كان لهم جولة حول المدينة المستدامة لتسليط الضوء على المشاريع التي تنفذ وأهميتها للمجتمع وقطاع السياحة بشكل عام.

وقال محمد الكلباني مهندس مشاريع بـ«المدينة المستدامة - يتي»: إن المشروع يعتمد على أعلى معايير الاستدامة الاجتماعية والبيئية والاقتصادية. وتم تصميم المدينة لتحقيق رؤية تستهدف تحسين جودة حياة السكان والارتقاء بنمط معيشتهم، مما سوف يوفر المشروع كل ما يتوافق مع احتياجات الأجيال المقبلة ومتطلباتهم، ويوفر المشروع فرصا واسعة للتعليم والتطوير والبحوث، كما سوف يتيح لسكانه أسبقية قيادة التغيير نحو تقليل البصمة الكربونية وبلوغ الأهداف المستقبلية.

وأضاف الكلباني: إن المدينة المستدامة سوف تساهم في تحقيق صفر الكربون لعام 2040 بما يتماشى مع أهداف عمان للاستدامة. فهنالك العديد من المفاهيم التي سوف يتم العمل عليها منها إعادة تدوير المياه والنفايات والإنتاجي الذاتي للغذاء والتنقل النظيف، مما سوف يسهم في إيجاد جودة أفضل للهواء بما سوف يعزز من وجود مدينة سكنية متكاملة يتوفر فيها أفضل الخدمات ومقومات الحياة، وأوضح الكلباني أنه تم تخصيص 6 مواقع للمواقف العامة خاصة بالفلل، وتخصيص مواقف خاصة للزوار وسكان المجمعات السكنية، بحيث يضمن الهدوء وقلة الانبعاثات الكربونية داخل المدينة.

مزارع حضرية وبيوت خضراء

وحول المرافق التي تتضمنها المدينة المستدامة ونسبة الإنجاز فيها أشار الكلباني إلى أن هنالك العديد من المرافق العامة وبرامج التواصل المجتمعي، فالمدينة تضم فندقين فاخرين بتصنيف 5 نجوم و4 نجوم، وبلغ فندق 5 نجوم نسبة إنجاز عالية وصلت لـ 80 %، وجار العمل بوتيرة متسارعة وحسب ما خطط له في باقي المرافق كصالات رياضية داخلية والخارجية ومسارات للجري والدراجات الهوائية ونادٍ للفروسية ومسارات لركوب الخيل بالإضافة إلى حدائق وملاعب للأطفال وأحواض سباحة مختلفة الأحجام ومركز للتوحد يعد الأكبر في سلطنة عمان، وإنشاء عيادات طبية وبرامج مدرسية وتعليمية، وغيرها.

وأضاف أن أهم ما يميز المدينة المستدامة إنشاء مزارع حضرية وبيوت خضراء من أجل إيجاد بيئة خالية من الكربون، ولتكون متنفسا للجميع، كما أن نسبة احتياجات المدينة للطاقة عبر مصادر متجددة تبلغ 100 %.

كما سوف تتم إعادة استخدام المياه لعمليات الري وهنالك أنظمة خاصة لجمع الماء من الهواء، وروعي في المدينة إنشاء محطات شحن للمركبات الكهربائية وموقع لإعادة تدوير النفايات.

وخلال تجول «عمان» في المدينة المستدامة تم التعرف على مخطط المشروع الذي يبلغ مساحة مليون متر مربع ويتضمن المرافق السكنية التي تضم العديد من الفلل مختلفة الأحجام وقد صممت للاستفادة المثلى من الإضاءة الطبيعية والخفض من تأثير حرارة الشمس، كما وضع في تصميم العديد من الشقق السكنية التي عدت للوصول إلى جميع الخدمات المتاحة في البلازا المستدامة التي تتضمن خيارات متعددة من المطاعم والمتاجر. أما البلازا في المدينة المستدامة فهو قلب المدينة النابض بالحياة ويتألف من مجموعة متنوعة من متاجر السوبرماركت والمطاعم والمقاهي بالإضافة إلى صالونات التجميل والعناية والعيادات المتخصصة. كما تضم المدينة مسجدا مستداما مزودا بألواح شمسية.

وتمت مراعاة العديد من المرافق المهمة في المدينة منها الحزام الأخضر ويمتد الحزام الأخضر على طول أغلب مساحات المشروع وهو مزروع بفصائل متنوعة من الأشجار والشجيرات التي تنمو وتتناسب مع البيئة العمانية، وروعي في الحزام الأخضر وجود البيوت الخضراء التي تساهم في نمو الخضروات والفواكه.

نبض التنمية الشاملة

أما المجمع الرياضي فهو نبض التنمية الشاملة في الاستدامة ويوفر المشروع نمط حياة حيوي وصحي عبر مجموعة متنوعة من الصالات الرياضية مع مجمع رياضي ومسار للجري وركوب الدراجات حول المدينة ويمتد على طول 7.4 كم، ويضم أيضا مراكز خارجية للياقة البدنية وملاعب متنوعة تضم التنس وكرة السلة ومتنزها للتزلج و11 ملعبا وحوض سباحة وناديا للفروسية ومسارا لركوب الخيل ومسارات متعددة مصممة للمشي لمسافات طويلة، إضافة إلى مراعاة نشاط الرياضات المائية الشاطئية وتوفير كل الآلات والمحركات اللازمة.

وحول مختبر«سي» وما يقدمه من حلول للتقنيات المتجددة التي سوف تحتضنه المدينة المستدامة، أشار الكلباني إلى أن المختبر يعرض تقنيات الطاقة المتجددة والزراعة العمودية الداخلية ومزارع صغيرة لإنتاج الألبان وتجميع بخار الماء المتكثف في الغلاف الجوي، ومعالجة النفايات الصلبة والتنقل الذكي، كما يضم المختبر معهد «سي» وهو مركز تعليمي حيادي الكربون مخصص للعاملين في مجال الاستدامة الحضرية. وأوضح المختصون من مجموعة عُمران بأن المدينة المستدامة التي يتم العمل فيها بوتيرة متسارعة ضمن المرحلة الأولى من المخطط العام لمشروع يتي السياحي المتكامل؛ تمثل أعلى معايير الاستدامة والاقتصاد الأخضر في سلطنة عمان وجاء تنفيذها بالتعاون مع «دايموند للتطوير العقاري» إحدى الشركات الرائدة في تطوير المدن المستدامة، وجاء اختيار يتي لاحتضان هذا المشروع الضخم بما تزخر به من مقومات الطبيعية الثرية التي تجمع الشواطئ المتنوعة والجبال والمنحدرات الصخرية الرائعة، فضلا عن الأودية التي تتناغم ضمن طبوغرافية الموقع، إلى جانب سهولة الوصول إلى الموقع عبر شبكات النقل، حيث تبعد المدينة 40 دقيقة فقط عن مطار مسقط وأقل من 30 دقيقة عن قلب مدينة مسقط.

القيمة المحلية المضافة

وخلال جولة «عمان» في المنطقة أوضح المختصون في مجموعة عُمران أن المدينة المستدامة بمنطقة - يتي سوف يكون لها دور بارز في تعزيز القيمة المحلية المضافة، مما يساهم في تنمية الكوادر المحلية ومجالات الابتكار وتحفيز السوق المحلي. وأن المشروع بمراحله المتعددة سوف يوجد الآلاف من الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة وفتح مجالات رحبة للتعاون مع القطاع الخاص والشركات المحلية، كما يعد فرصة ذهبية لفتح المجال لتنافس المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتكون جزءا من أنشطة المدينة.

وعن الوظائف التي يمكن للمدينة توفيرها أشار المختصون في عمران إلى أن المشروع سيوفر عددا من فرص العمل بدوام كامل أو جزئي في عدة مجالات، مثل: الضيافة، والاستقبال والبيع بالتجزئة والتعليم والترفيه والأمن. وغيرها من الوظائف التي تحتاجها المدينة المستدامة. ومن المؤمل أن يصل عدد الوظائف في المرحلة الأولى من المشروع ما يقارب ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المدینة المستدامة فی سلطنة عمان من المرافق فی المدینة العدید من

إقرأ أيضاً:

المشاريع المرورية تهدد المعالم الأثرية في بغداد وشكوى من قلة التخصيصات

بغداد اليوم -  بغداد

باتت المعالم التراثية التي تشتهر بها العاصمة بغداد مهددة بالاندثار مع التوسع العمراني الذي تشهده المدينة العريقة، الامر الذي جعل المختصون يناشدون بالحفاظ على هذه المعالم وتخصيص مبالغ كافية لحمايتها.

فقد اعتاد العراقيون في عاصمتهم بغداد رؤية معالم أثرية يفتخرون بوجودها كعمق تاريخي يعطي للمدينة سمات معمارية متميزة، إذ تشخص القباب المخروطية من بينها قبتا السيدة زمرد خاتون في جانب الكرخ والسهروردي في جانب الرصافة، تحملان معالم تاريخية للتطور المعماري.

وليس طراز هذه القباب بصورتها المخروطية ما يعد إرثاً متميزاً فحسب، بل هناك خصوصية في طبيعة المواد المستخدمة في بنائها، إذ دفعت وفرة الطين وندرة الخشب والحجر بالمعمار العراقي القديم إلى ابتكار فنون بناء جديدة على غرار تسقيف الأبنية باستخدام العقود والأقبية، عوضاً عن السطوح المستوية والاستغناء عن استخدام الأعمدة والدعائم ما دامت مادة الطين بطبيعتها مرنة تعطي البناء القدرة والكفاءة على التحوير والتحكم.

أما اليوم فإن ما بقي صامداً من الإرث التاريخي لمدينة بغداد طوال عقود طويلة قد يتهاوى بفعل المشاريع الحديثة وتحديداً المرتبطة بفك الاختناقات المرورية.

تهدد المشاريع الحديثة قبة السيدة زبيدة بعد نجاتها من القصف الأميركي خلال غزو العراق عام 2003، بحسب ما يقوله علي عواد القائم على خدمة مقبرة الشيخ معروف الكرخي الموجودة أسفل القبة نفسها.

وتقع قبة السيدة زبيدة وسط المقبرة نفسها، إذ ولد عواد قرب مكان ضريح الشيخ معروف الكرخي وتوارث مهنة حفار القبور عن والده، لكنه يخشى اليوم من تأثر القبة بسبب أعمال الحفر المستمرة القريبة من المكان.

وأثارت أعمال مشروع الجسر القريب من قبة زبيدة خاتون ومقبرة الشيخ معروف الكرخي كثيراً من الانتقادات، فكان من المقرر أن يؤدي المشروع الجديد إلى مد شارع داخل المقبرة مما يعني رفع كثير من القبور ولكن بعد احتجاجات الأهالي وحديثهم عن صعوبة نقل رفات ذويهم لأماكن أخرى، قررت الحكومة أن يكون هناك جسر لتقليل عدد القبور التي سيتم رفعها مع تقليص أعمدته للحد الأدنى من طريق إنشاء الجسر ذي الفضاءات الطويلة.


وعلى رغم ذلك فإن الحل الذي أقرته الحكومة العراقية لتقليل عدد القبور التي سترفع تناسى الإرث الحضاري الذي يقع قرب المقبرة المتمثل في قبة السيدة زبيدة، فاستمرار أعمال الحفر أدى إلى تصدع جدرانها، وبدأت المخاوف تزداد من انهيار هذا الأثر المهم خصوصاً مع تساقط جزء منه.

"يومياً وعندما ينتهي عمال الشركة المنفذة للمشروع من عملهم أبدأ في تنظيف ما تساقط من القبة، الذي يزداد إلى حد بعيد"، هذا ما يقوله علي عواد وهو يجمع أجزاء الحجارة التي تتساقط من الجدران الداخلية.

قباب اختفت

مؤرخون عراقيون تحدثوا عن أن أقدم قبة إسلامية في بغداد هي قبة قصر المنصور الخضراء. ووصف الخطيب البغدادي قصر المنصور وقبته قائلاً "كان في صدره إيوان (قاعة) طوله 30 ذراعاً وعرضه 20 ذراعاً وسقفه قبة، وكان على رأس القبة الخضراء تمثال فارس في يده رمح يتجه مع الريح، وكانت ترى من أطراف بغداد".

لكن قبة قصر المنصور الخضراء تلك لم تصمد طويلاً فتأثرت بمياه الفيضانات التي تعرضت لها بغداد وتهاوت في العام الهجري 653، بحسب ما ذكر في كتاب الحوادث الجامعة لابن الفوطي. ويعني هذا الحديث أهمية الحفاظ على القباب القائمة حالياً.

القباب المخروطية

انتشرت القباب المخروطية في العراق خلال النصف الثاني من القرن الخامس الهجري حتى نهاية القرن السابع الهجري، وتعود إلى عصر الخلافة العباسية (123-656 هجرية)، وتحديداً بعد الربع الأخير من القرن الرابع الهجري، فأول من أدخلها هم العقيليون بعد 386 هجرية، ثم تلتهم دولة السلاجقة بعد 447 هجرية.

في الغالب تكون قبة الضريح منفردة أو ملحقة بمدرسة أو جامع. وللقباب المخروطية أنواع منها ذات المقرنصات من داخل البناء وخارجه وهو السائد.

بدوره يقول أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة تكريت الباحث في مجال التراث، الدكتور خليل خلف حسين، "إن القباب المخروطية تعد طرازاً معمارياً تميز التاريخ العراقي عن غيره في البلدان والحضارات الأخرى، وغالباً ما تكون القباب في الحضارات والبلدان الأخرى نصف دائرية، لسهولة بنائها مقارنة بالقبة المخروطية".

ويشير حسين إلى أن هذه القباب غالباً ما كانت تعبر عن المكانة العلمية والاجتماعية للشخوص الذين يدفنون في عمائرها لاحقاً، إذ لم تكن مهمتها كمدافن للشخصيات العلمية، بل مدارس وزوايا خاصة، ينشر عالم الدين أفكاره فيها ونظراً إلى اعتزاز طلابه به يدفنونه في المكان نفسه، فتصبح مرقداً لذلك العالم.

زمرد خاتون

وفي جانب الكرخ وقرب ضريح الشيخ معروف الكرخي في وسط المقبرة المعروفة باسمه تقع قبة السيدة زمرد خاتون ويشتهر الضريح باسم "الست زبيدة"، وغالب الآراء التاريخية تعدها أم الناصر لدين الله المتوفاة عام 599 هجرية. ويعود تاريخ بناء هذه القبة إلى القرن السادس الهجري وتضم خمسة قبور إضافة إلى السيدة زمرد خاتون.

تقوم قبة السيدة زمرد خاتون على قاعدة تتكون من ثمانية أضلاع، كما سقفت بقباب نجمية الشكل، ويتوسط الضلع الشمالي الشرقي مدخل القبة الأصلي وإلى يساره درج البناء يؤدي إلى سطح البناء.

تعد القباب المخروطية طرازاً معمارياً تميزت به العمارة العراقية (اندبندنت عربية)

تقوم القبة على جدران صلبة من ثمانية أضلاع أما خارجها فتزينها زخارف محفورة حفراً قليل الغور ومكونة من نجوم وبعض الأشكال الهندسية والزخارف النباتية.

مصير مجهول

كان العراق يضم سابقاً ما لا يقل عن 17 قبة مخروطية منتشرة في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين وبغداد والأنبار والبصرة، لم يبق إلا القليل منها. وفقدت بلاد الرافدين قبة إمام الدور في محافظة صلاح الدين على يد تنظيم "داعش" والمخاوف تتجه الآن إلى قبة زمرد خاتون التي قد تنهار بسبب المشروع الجديد.

يرى مؤسس منظمة "إرث" غير الحكومية المعنية بالحفاظ على ثقافة وتراث العراق، شاذل نواف طاقة، أن الإرث الحضاري للبلاد يتعرض لهجمات عدة، من جانب التنظيمات الإرهابية وكذلك الميليشيات المتطرفة، فضلاً عن التقصير الحكومي "الذي يربطه البعض بالفساد الإداري المستشري أو بالتعصب والتطرف".

وأضاف "لعل المثال الأخير المتمثل بتدمير منارة مسجد السراجي العثماني من قبل السلطات المحلية في البصرة، التي يعود تاريخها إلى عام 1727 ميلادية، إذ يظهر إلى أي مدى يمكن أن يؤدي التعصب والطائفية إلى إلحاق الضرر بالتراث المادي للبلاد".

طاقة يوضح أن تدمير هذا الإرث يعكس الحال الثقافية التي وصل إليها العراق حالياً والتي وصفها بـ"المتردية"، فضلاً عن غياب قيم التسامح واحترام الآخر التي نشأت عليها الأجيال العراقية.

الحفاظ على الهوية

أما في جانب الرصافة فتقع القبة المخروطية لضريح السهروردي وهو الشيخ شهاب الدين أبو حفص عمر السهروردي ويصل نسبه إلى أبي بكر الصديق وكان خطيباً شافعي المذهب. ونسبت اسم المحلة التي يوجد فيها الضريح إليه وصارت تعرف بمحلة الشيخ عمر وتقع في الجانب الشرقي من مدينة بغداد قرب الباب الوسطاني وهو أحد أبواب العاصمة. ويعود بناء القبة إلى عام 634 هجرية وهو عام وفاة الشيخ السهروردي ويتكون البناء من غرفة الضريح وألحق به مسجد يعود تاريخ بنائه إلى عام 917 هجرية.

تقوم القبة على غرفة مربعة الشكل خالية جدرانها من الزخرفة، أما خارجها فالشكل مكون من 11 صفاً من فوق المنحى الذي تقوم عليه القبة، فهناك اختلاف في مقرنصات القبة الخارجية عنها في الداخلية وعليه فإن قبة السهروردي مكونة من قبتين، الأولى مخروطية وهي الأصلية، والثانية أضيفت في ما بعد، وهي في باطن القبة الأولى وبينهما فراغ. 

وأشار إلى أن القباب المخروطية تعكس التنوع اللامتناهي في الأساليب الفنية، ذلك التنوع الذي أنتج مدارس فنية عريقة ضمت طرقاً متعددة تعبر في النهاية عن رسالة توحد الأمة "إن ما نفتقده اليوم هو تلك السمات الفنية التي عاشها العراق عبر تاريخه الثري ومن بينها اللامحدودية والتعددية". وأضاف "إن الرغبة في الحفاظ على هذه السمات التي يخسرها العراق يوماً بعد آخر تمثل الرسالة التي ينبغي أن يحملها التراث العريق لبلاد الرافدين لمختلف حضاراته وأديانه".

لا خطط واضحة

أما رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث، علي عبيد شلغم، فقال إن المواقع الأثرية بوجه عام ومنها الشاخصة داخل المدن خصوصاً تعاني تقادم الزمن وتأثرها بالعوامل الجوية، ومنها ما تأثر مباشرة نتيجة النزاعات المسلحة التي أدت إلى فقدان مواقع أثرية لا يمكن تعويضها.

لكن شلغم لم يوضح في حديثه خطة الهيئة العامة للآثار والتراث للحفاظ على قبة زمرد خاتون، بل اكتفى بالإيضاح بأن مشاريع تطوير المدن تؤثر في بنية المعالم الأثرية.

وقال "عمليات الحفر التي ترافق مشاريع تطوير المدن تؤدي إلى حدوث أضرار تسهم في إضعاف البنية الإنشائية للمعالم الأثرية وزيادة أخطار حدوث انهيارات كلية أو جزئية، مما يستدعي اتخاذ التدابير اللازمة قبل وأثناء العمل".

قلة التخصيصات

تتولى دائرة الصيانة والحفاظ على الآثار، إحدى تشكيلات الهيئة العامة للآثار في العراق، عملية صيانة وترميم المواقع الأثرية وفق خطط ودراسات تشمل جميع المواقع الأثرية في المحافظات كافة، إلا أن قلة التخصيصات المالية وبحسب رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث علي عبيد شلغم تقف عائقاً أساسياً لإكمال أعمال الصيانة.

وأضاف "قلة التخصيصات المالية تحول دون تنفيذ جميع أعمال الصيانة، والهيئة العامة للآثار مستمرة في التعاون مع جهات مانحة أجنبية في تنفيذ أعمال إنقاذ مدن أثرية ومواقع مختلفة بما يسهم في استدامتها وتأهيلها كموقع جذب سياحي".

لم تراع مشاريع تطوير الطرق معالم المدينة الأثرية بل باتت إحدى الوسائل التي تهدد هذه المعالم بالزوال، فلا يمكن القبول ببناء مشاريع حديثة على أطلال معالم تشكل السمات الأساسية لهوية المدينة وعمقها التاريخي، ولعل تحويل مسار جسر سيكون أفضل من هدم معالم تاريخية أو هدم مقبرة عمرها 1200 عام جمعت رفات أهل بغداد على اختلاف أديانهم ومذاهبهم.

المصدر: اندبندنت

مقالات مشابهة

  • "التخطيط": الدولة المصرية بذلت العديد من الجهود في مجال توطين صناعة الهيدروجين الأخضر
  • المشاريع المرورية تهدد المعالم الأثرية في بغداد وشكوى من قلة التخصيصات
  • محافظ أسيوط يستعرض عددًا من الملفات الحيوية ومعدلات إنجاز المشروعات التنموية
  • محافظ أسيوط يستعرض الملفات الحيوية ومعدلات إنجاز المشروعات التنموية
  • وزيرة البلدية: انتهاء أعمال التطوير والصيانة في مشروع دروازة العبدالرزاق بالقريب العاجل
  • النقل تعلن إنجاز عملية التفويج العكسي للحجاج
  • الحريري: لإنشاء المشاريع المستدامة التي بإمكانها تقديم الخدمات للناس
  • بمساحة تتجاوز 85 ألف متر.. اكتمال المرحلة الأولى من مشروع «مسارات شوران» بالمدينة المنورة
  • اكتمال المرحلة الأولى من أعمال مشروع “مسارات شوران” في المدينة المنورة
  • توقيع مذكرة تعاون بين بلدية مسقط وبنك مسقط لدعم روّاد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة