شدّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من بيروت السبت على ضرورة تجنّب “جرّ” لبنان الى نزاع إقليمي، على وقع التصعيد عند الحدود مع الكيان الصهيوني منذ بدء الحرب في قطاع غزة.

وقال بوريل في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب “من الضروري للغاية تجنّب جر لبنان إلى نزاع إقليمي” مخاطباً في الوقت ذاته الاحتلال بالقول “لن يخرج أحد منتصراً من نزاع إقليمي”.

ومنذ اندلاع الحرب بين حماس والكيان الصهيوني في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، اقتصر الى الآن بدرجة كبيرة على أهداف عسكرية وتحركات مقاتلين.

لكنّ الخشية من توسّع نطاق الحرب تصاعدت بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري الثلاثاء بضربة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، وقالت السلطات اللبنانية وحزب الله وحماس وواشنطن إن إسرائيل نفذت العملية.

ولم تعلّق الدولة العبرية رسميا.

وتوعد الحزب بأن العملية لن تبقى دون “عقاب”. وهو أعلن السبت إطلاق أكثر من 60 صاروخا باتجاه قاعدة مراقبة جوية في شمال اسرائيل، في خطوة قال إنها تشكل “رداً أوّلياً” على مقتل العاروري.

وقال بوريل الذي التقى عدداً من المسؤولين اللبنانيين “أعتقد أنه يمكن تجنّب الحرب، ويجب تجنّبها، ويمكن للدبلوماسية أن تسود للبحث عن حل أفضل”، مشدداً على أنه “من الضروري تجنّب تصعيد إقليمي في منطقة الشرق الأوسط”.

وأسفر التصعيد عند الحدود مع الاحتلال عن مقتل 176 شخصا على الأقل في الجانب اللبناني، بينهم 130 عنصرا من حزب الله.

وشملت لقاءات بوريل في بيروت كلاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري وقائد قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان الجنرال أرولدو لازارو.

وجاءت زيارته في وقت تشهد بيروت زيارات لدبلوماسيين غربيين سعياً إلى ضبط النفس وتجنب حصول تصعيد بين إسرائيل ولبنان، والدفع باتجاه إيجاد حلول قد تشمل تسوية الخلاف الحدودي البري بين البلدين.

وشدد بوريل على ضرورة “إعادة فتح القنوات الدبلوماسية للإشارة الى أن الحرب ليست الخيار الوحيد، بل هي الخيار الأسوأ”.

المصدر أ ف ب الوسومالاتحاد الأوروبي لبنان

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي لبنان نزاع إقلیمی

إقرأ أيضاً:

حزب الله يستعدّ لتشييع حاشد لحسن نصرالله في بيروت الأحد    

 

بيروت - يستعدّ حزب الله لتشييع أمينه العام السابق حسن نصرالله الأحد، بعد قرابة خمسة أشهر على مقتله بغارات إسرائيلية مدمّرة على ضاحية بيروت الجنوبية، في مراسم حاشدة يتوقع أن تشكّل مناسبة لاستعراض قوته شعبيا بعد انتكاسات متلاحقة.

وقتل حسن نصرالله عن 64 عاما بضربة إسرائيلية استخدمت فيها أطنان من المتفجرات بينما كان في مقرّه الواقع طبقات عدّة تحت الأرض في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب، في 27 أيلول/سبتمبر 2024.

وكان لقتله وقع الصاعقة لدى مناصرين لم يعرف كثيرون منهم غيره قائدا للحزب الذي مني بخسائر كبيرة خلال أكثر من عام من مواجهة دامية مع إسرائيل على خلفية الحرب في قطاع غزة بين الدولة العبرية وحركة حماس.

وتبدأ مراسم التشييع الأحد عند الساعة الواحدة ظهرا (11,00 ت غ) في مدينة كميل شمعون الرياضية في جنوب بيروت.

ويتوقّع أن تستغرق نحو ساعة، على أن يسير المشيّعون بعدها نحو موقع الدفن المستحدث لنصرالله في قطعة أرض تقع بين الطريقين المؤديين إلى المطار الذي أعلنت سلطاته إقفاله لأربع ساعات تزامنا مع التشييع.

ودعا الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم مناصريه إلى "مشاركة واسعة" في المراسم، قائلا "نريد تحويل هذا التشييع إلى مظهر تأييد وتأكيد على الخط والمنهج ونحن مرفوعو الرأس".

ويستعدّ حسن وهبي (60 سنة) المتخصص في كهرباء السيارات للمشاركة. وقال لوكالة فرانس برس من الضاحية الجنوبية لبيروت "سيكون يوما تاريخيا"، مضيفا "ستكون مشاركتنا حاشدة وسنبرهن للإسرائيلي أننا غير خائفين مهما اشتدت التهديدات".

- تدابير أمنية -

ودُفن نصرالله بعد انتشال جثته "وديعة" في مكان لم يعلن عنه، في انتظار إمكان تنظيم تشييع حافل له، فيما كانت الحرب على أشدّها.

وسيشيّع معه القيادي البارز في الحزب هاشم صفي الدين الذي قتل بضربة إسرائيلية في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر في ضاحية بيروت الجنوبية. وقال قاسم إن مراسم تشييع صفي الدين ستحصل على انه "أمين عام"، كونه كان انتُخب لخلافة نصرالله قبل مقتله.

ومن المقرر دفن صفي الدين الاثنين في مسقط رأسه في بلدة دير قانون النهر في جنوب لبنان.

وتتسّع مدرجات ملعب المدينة الرياضية لأكثر من 50 ألف شخص، لكن يُقدّر أن يحتشد عشرات الآلاف في الشوارع والمحيط للمشاركة في المسيرة.

وستتخلّل مراسم التشييع التي تجري ضمن تدابير أمنية مشددة يتخذها الحزب والقوى الأمنية اللبنانية، كلمة لنعيم قاسم.

ومن المتوقّع أن تشلّ مراسم التشييع البلاد مع تدفّق مناصري حزب الله إلى بيروت من مناطق عدة، وتعليق الرحلات الجوية من الساعة الثانية عشرة ظهر الأحد (10,00 ت غ) حتى الساعة 4,00 من بعد ظهر اليوم نفسه.

ودعت السفارة الاميركية رعاياها إلى تجنب المنطقة حيث تقام مراسم التشييع، بما فيها المطار.

على طريق مطار بيروت القريب جدا من مكان التشييع، انتشرت رايات حزب الله الصفراء وصور نصرالله وصفي الدين.

ودعا الحزب المسؤولين اللبنانيين الى الحضور. وأحصت اللجنة العليا لمراسم التشييع الأسبوع الماضي مشاركة "نحو 79 دولة من مختلف أنحاء العالم، بين مشاركات شعبية ورسمية".

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الإثنين إن بلاده ستشارك في التشييع "على مستوى رفيع"، من دون تفاصيل أخرى.

ومن المتوقّع أن يشارك في المراسم أيضا ممثلون عن الفصائل العراقية الموالية لإيران وحلفاء حزب الله ضمن ما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده طهران. 

وزادت الخطوط الجوية العراقية وشركة طيران الشرق الأوسط عدد رحلاتهما هذا الأسبوع بين بغداد وبيروت قبيل التشييع مع ارتفاع الطلب عليها.

-"قوة شعبية"-

ويشكّل تشييع نصرالله الأحد أول حدث جماهيري ينظمّه الحزب منذ بدء المواجهة المفتوحة مع إسرائيل التي انتهت باتفاق لوقف إطلاق النار بدأ تطبيقه في 27 تشرين الثاني/نوفمبر. وأضعفت الحرب الحزب الى حدّ بعيد، بعد أن دمّرت إسرائيل جزءا كبيرا من ترسانته، وقضت على عدد كبير من قادته. وانعكس ذلك أيضا في الداخل، بعد أن كان كان حزب الله القوة العسكرية والسياسية الأبرز في البلاد.

ويقول الباحث في مركز "أتلانتيك كاونسيل" للأبحاث والخبير في شؤون حزب الله نيكولاس بلانفورد "من الواضح أنه من المهم جدا لحزب الله على ضوء الضربات التي تلقاها خلال الأشهر القلية الماضية أن يتمكن من إثبات أنه لم يتراجع وما زال قوة شعبية داخل الطائفة الشيعية وسيكون التشييع الفرصة المناسبة لذلك". 

وشارك "السيد" نصرالله، رجل الدين الشيعي المعمم المتحدّر من سلالة النبي، في تأسيس حزب الله عام 1982 وتولّى أمانته العامة خلال 32 عاما، وكان يتمتع بهالة كبيرة لدى مناصريه الى حدّ ظنّ كثيرون أنه لا يُمسّ.

وطوّر الحزب تحت قيادته، قدراته العسكرية، بدعم رئيسي من طهران التي تمدّه بالمال والسلاح، وبنى منظومة شاملة تضم مؤسسات تربوية واجتماعية وصحية.

واكتسب نصرالله مكانة كبيرة أيضا في العالم العربي، إثر انسحاب إسرائيل من لبنان في العام 2000 بعد احتلال دام نحو عشرين عاما، وإن تراجعت شعبيته بعد انخراط حزبه في النزاع السوري الى جانب قوات بشار الأسد.

ويعتبر أحمد حلاني (35 عاما) أن "المشاركة في التشييع واجب ديني وشرعي وأخلاقي"، ويضيف "السيد قائدنا وقائد انتصاراتنا، وسنبقى خلفه حيا كان أم ميتا".

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • بيروت: غدا تشييع  تاريخي لقادة المقاومة
  • بيروت تستقبل وفدا تونسيا والشيخ الزكزاكي للمشاركة في تشييع السيد نصر الله
  • بيروت تعانق الفن.. موسيقى الحُجرة تعود مُجدداً
  • عون تلقى دعوة للمشاركة بالقمة العربية وحركة أميركية أوروبية في بيروت
  • موسيقى موزارت تصدحُ في بيروت.. لحظاتٌ تأسر القلوب
  • مراسم تشييع سيد شهداء الأمة في بيروت
  • بعد خمسة أشهر على مقتله.. جنازة شعبية لحسن نصر الله في بيروت الأحد
  • وفد من الكونغرس الاميركي في بيروت اليوم واسرائيل تقيم منطقة عازلة
  • حزب الله يستعدّ لتشييع حاشد لحسن نصرالله في بيروت الأحد    
  • عون يؤكد ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل .. ومقتل شخص بضربة جنوب لبنان