يبدو أن اغتيال صالح العاروري القيادي الرفيع في حركة حماس، حلقة أولى في سلسلة آتية ضمن خطة إسرائيلية أعدت وقد تستمر لسنوات. فرغم أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها رسميًا عن عملية الاغتيال هذه التي جرت يوم الثلاثاء الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله اللبناني، فإن كافة المؤشرات دلت على ذلك.

فضلاً عن أن مسؤولين إسرائيليين وجهوا التهاني إلى الجيش في الساعات الأولى للاغتيال، قبل أن تطلب الحكومة الإسرائيلية من كافة وزرائها والمسؤولين عدم التعليق على الموضوع.



بل إن رئيس الموساد (وكالة المخابرات الإسرائيلية) قال مؤخراً "يجب على كل أم عربية أن تعلم أنه إذا شارك ابنها بشكل مباشر أو غير مباشر في هجوم السابع من أكتوبر، فسيتحمل المسؤولية"، في إشارة إلى تصفيته.

خلية "نيلي".

فقد كشف مسؤولون إسرائيليون لشبكة إن بي سي نيوز، اليوم السبت، أن وكالات الاستخبارات الإسرائيلية شكلت مهمة مشتركة تسمى "نيلي" لمطاردة عناصر وقيادات ونشطاء حركة حماس الذين يعملون في الخارج سواء من لبنان أو تركيا وحتى قطر وبطبيعة الحال داخل غزة.

علماً أن تركيا كانت حذرت سابقاً إسرائيل من تلك المخططات وعمدت خلال الأيام الماضية إلى توقيف واعتقال العشرات من عملاء الموساد وفق ما أعلنت السلطات المحلية.

في حين أفادت مصادر مطلعة للعربية.نت سابقاً أن مسؤولي حماس في لبنان وغيره من البلدان سيتخذون ترتيبات أمنية جديدة بعد اغتيال العاروري تجنباً لاستهدافهم. وقد بدا واضحاً على سبيل المثال أن القيادي في الحركة أسامة حمدان لم يعد يظهر بشكل شبه يومي كما كان يفعل سابقاً لعرض آخر المستجدات حول الحرب في غزة عبر مؤتمرات صحافية شبه يومية.

يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي كان أعلن خلال الفترة الماضية أنه قتل أو أسر أكثر من 9000 من مقاتلي حماس، أي ثلث قوتها القتالية، حسب زعمه.

لكنه لم يتمكن حتى الساعة من الوصول إلى يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة ومحمد الضيف العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر الذي شنته الحركة على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة، واللذين تعتقد إسرائيل أنهما لا يزالان مختبئين في مدينة خان يونس جنوب القطاع مع كبار القادة الآخرين.

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

سعيد إيزادي على رادار الاستخبارات الإسرائيلية

ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن وثائق مسروقة صبطت في غزة ولبنان كشفت عن ما يُسمى بـ"الفرع الفلسطيني لفيلق القدس الإيراني"، وكشفت أنه كان متورط في التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وتهريب الأسلحة، وتعزيز العلاقات بين التنظيمات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط.

 وأوضحت معاريف في تقرير تحت عنوان "الرجل الذي ربط بين إيران وحماس.. الهدف التالي للمخابرات الإسرائيلية"، أن سعيد إيزادي، الذي ذُكر في الرسائل باسم حاج رمضان يُعد أحد أكثر الأهداف متابعة من قبل مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي، لأنه يرأس فرع فلسطين في فيلق القدس الإيراني، وهو مسؤول عن الاتصال مع التنظيمات والفصائل المسلحة في فلسطين، وعلى رأسها حماس والجهاد، بهدف العمل ضد إسرائيل.

وتقول الصحيفة، إنه في إطار أنشطته، قاد إيزادي الجهود الإيرانية لتهريب الأسلحة وتوفير التمويل وتدريب التنظيمات في الضفة الغربية وقطاع غزة، لتعزيز التعاون والتنسيق بين التنظيمات الفلسطينية وتنظيم "حزب الله" اللبناني، بالإضافة إلى تنظيم العلاقة بين حماس ونظام بشار الأسد في سوريا. 

#عاجل| الأمين العام لحزب الله يطالب الدولة اللبنانية بالضغط على الوسطاء لوقف الخروقات الإسرائيلية للهدنة pic.twitter.com/meKNeI9Dwb

— 24.ae | عاجل (@20fourLive) February 2, 2025  وثائق سرية

ووفقاً لما نشره مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب الذي يحمل اسم "مئير عميت"، والذي استند إلى وثائق وصور مسروقة جمعها الجيش الإسرائيلي أثناء القتال في غزة ولبنان خلال الأسابيع والشهور الأخيرة، ووفقاً للصحيفة، فإن إسرائيل ترى في الرجل شخصية محورية في تشجيع العنف بالضفة الغربية، ومحاولة استعادة "محور الشر الإيراني" بهدف الإضرار بإسرائيل.

ونقلت معاريف التقديرات بأن إيزادي سيظل عاملاً محورياً في المحاولات الإيرانية لإعادة تأهيل "محور المقاومة"، وخصوصاً حماس وحزب الله، بعد الحرب ضد إسرائيل وسقوط نظام الأسد في سوريا، مشيرة إلى أنه سيركز على تهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية وتمويلها، ومحاولة تنفيذ هجمات مسلحة ضد إسرائيل، والتي تشمل محاولات اغتيال لشخصيات بارزة كجزء من أعمال انتقامية بعد ما حدث للمقاومة الفلسطينية والتنظيمات المسلحة التابعة للمحور المرتبط بإيران، بالإضافة إلى الهجوم الإسرائيلي على إيران في أكتوبر (تشرين الأول) 2024. 

حماس تعلن #غزة "منطقة منكوبة"https://t.co/a9H9QQ8t2K pic.twitter.com/7LmwdCO8i2

— 24.ae (@20fourMedia) February 2, 2025  السابع من أكتوبر

وأشارت إلى أنه اضطلع بدور بارز في أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، كما في التحضيرات والتنسيق بين عناصر المحور استعداداً للهجوم. وذكرت بأنه مع انتهاء عملية "سيف القدس" أو "حارس الأسوار" في مايو (أيار) 2021، بدأت الأطراف الاستعدادات لـ"الحملة الكبرى" التي ستؤدي إلى هزيمة إسرائيل.

وبحسب الصحيفة، تمكنت القوات العسكرية الإسرائيلية من تحديد موقع سلسلة من الرسائل بين سعيد إيزادي، وزعيم حماس يحيى السنوار، بعد هجوم السابع من أكتوبر بالإضافة إلى رسائل بينه وبين إسماعيل هنية الذي تم اغتياله في ظهران من قبل إسرائيل.

وأوضحت معاريف، أن ما نُشر في اليوم في مركز أبحاث "مئير عميت"، هو إشارة إسرائيلية إلى أن الرجل محكوم عليه بالموت، ويمكن الافتراض أنه كان ضمن قائمة الأهداف الرئيسية للمخابرات الإسرائيلية بكافة فروعها.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الأمريكي: سنقوم بتجهيز إسرائيل بالذخيرة غير الممنوحة لها سابقاً
  • صحيفة عبرية: الجيش الإسرائيلي “أخطأ” في إعلان اغتيال قادة “حماس” دون التأكد
  • منها حماس والمعارضة الإسرائيلية.. قوى سياسية تُعلق على تصريح ترامب بشأن غزة
  • روسيا تدعم إسرائيل في وجه التعديات الإسرائيلية
  • دعوة إسرائيلية لتجديد الحرب ضد حركة حماس.. عرشها قائم على 4 أرجل
  • خدعوا الموساد .. وثائق تهز إسرائيل عن كواليس وعراب هجوم 7 أكتوبر الحقيقي
  • سعيد إيزادي على رادار الاستخبارات الإسرائيلية
  • وثيقة تضرب إسرائيل.. الإعلام العبري يكشف كواليس وتفاصيل مثيرة عن هجوم 7 أكتوبر
  • إعلام روسي: أجهزة الأمن تدرس حادث موسكو كمحاولة اغتيال محتملة
  • صحيفة إسرائيلية تكشف النقاب عن إستراتيجية ترامب لغزة