تفرض شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، على مراسليها والصحفيين العاملين فيها، أن يقدموا تقاريرهم في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة للمراجعة من قبل مكتب المؤسسة الإخبارية في تل أبيب قبل النشر.

ولطالما كانت هذه سياسة "سي إن إن" المتبعة هناك، سواء كان الصحفي أو المراسل من الشرق الأوسط أم من الولايات المتحدة أم من أي مكان آخر في العالم، وفق تقرير نشره موقع "إنترسبت" الأمريكي، وترجمه "الخليج الجديد".

وعلى الرغم من أن "سي إن إن" تقول إن هذه السياسة ترمي إلى تحري الدقة في التقارير المعدَّة بشأن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني" الذي عادة ما يُوصف بأنه "استقطابي" ومثير للخلافات، فإن هذا يعني أن جزءاً كبيراً من التغطية الأخبارية للشبكة بشأن الحرب الجارية في غزة، وأصداء هذه التغطية في جميع أنحاء العالم، شكَّلها وصاغها صحفيون يعملون تحت ظلال الرقابة العسكرية الإسرائيلية، وفق التقرير.

ومثل جميع المؤسسات الإخبارية الأجنبية العاملة في إسرائيل، يخضع مكتب "سي إن إن" في القدس لقواعد رقابة الجيش الإسرائيلي، التي تملي مواضيع محظورة على المؤسسات الإخبارية تغطيتها، وتفرض رقابة على المقالات التي ترى أنها غير صالحة أو غير آمنة للنشر.

وسبق لموقع "إنترسبت"، أن أورد الشهر الماضي، أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية فرضت على المؤسسات الإخبارية في دولة الاحتلال، تقييد النشر في 8 موضوعات، منها اجتماعات مجلس الوزراء الأمني، والمعلومات حول الأسرى المحتجزين في غزة، والتقارير عن الأسلحة التي استولى عليها المقاتلون في غزة.

يذكر أن المراسلين الأجانب في إسرائيل لا يمكنهم الحصول على تصريح العمل الصحفي إلا بعد التوقيع على وثيقة يوافقون فيها على التزام إملاءات الرقابة.

اقرأ أيضاً

كيف يتواطأ إعلام الغرب في جرائم إسرائيل بغزة؟.. الإجابة من 7 أكتوبر

ولا يعني ذلك أن الرقابة الإسرائيلية تُراجع كل تقرير تنشره شبكة "سي إن إن" مراجعة مباشرة، ومع ذلك فإن هذه السياسة تأتي على النقيض من السياسات التي كان من المعهود اتباعها في وسائل الإعلام الكبرى الأخرى، إذ كانت هذه المؤسسات تلجأ إلى نشر التقارير الحساسة من مكاتبها خارج إسرائيل، لتجنُّب التعرض لضغوط الرقابة الإسرائيلية.

إلا أن قيود شبكة "سي إن إن" في إسرائيل لم تقتصر على قواعد الرقابة الرسمية وغيرها من القيود غير المعلنة على نقل الأحداث من إسرائيل، وإنما أصدرت الشبكة مؤخراً توجيهات لموظفيها تتطلب منهم استخدام خطاب محدد وتجنب ألفاظ وتوصيفات معينة عند نقل أخبار العنف في قطاع غزة.

كما استأجرت الشبكة جندية سابقا من وحدة المتحدث العسكري للجيش الإسرائيلي للعمل كمراسل في بداية الحرب.

ففي أكتوبر/ تشرين الأول، عيّنت الشبكة أيضا جندية سابقة في جيش الاحتلال الإسرائيلي للمساهمة في الكتابة وإعداد التقارير لتغطية الحرب على الشبكة.

ويظهر اسم تمار ميخائيليس، على تقرير، لأول مرة، في 17 أكتوبر/تشرين الأول، بعد 10 أيام من عملية "حماس" على جنوب دولة الاحتلال الإسرائيلي.

منذ ذلك الحين، ظهر اسمها في عشرات المقالات نقلا عن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي ونقل معلومات حول عمليات جيش الاحتلال في قطاع غزة.

اقرأ أيضاً

شيطان الرقابة المتنكر.. هكذا يخدم إسرائيل في وسائل إعلام غربية

ووفقا لملفها الشخصي على "فيسبوك"، اشتغلت تمار ميخائيليس في وحدة المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو قسم من جيش الاحتلال، مكلف بتنفيذ علاقات عامة إيجابية في الداخل والخارج.

والعام الماضي، اضطرت وحدة المتحدث الرسمي إلى إصدار اعتذار علني لإجراء عمليات نفسية، أو "psyops" ضد المدنيين الإسرائيليين.

ومؤخرا أغلقت ميخائيليس ملفها الشخصي، الذي لا يشير إلى تواريخ خدمتها في جيش الاحتلال، ولم ترد على طلب للتعليق.

وكتب المتحدث باسم "سي إن إن": "عملت تامار ميخائيليس مع الشبكة على أساس مستقل، لبضعة أشهر في العام الماضي، وعملت بنفس الطريقة التي يعمل بها أي صحفي مستقل، ضمن إرشاداتنا العادية".

بدوره، قال متحدث باسم الشبكة في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن "السياسة المتبعة في نشر التقارير عن إسرائيل والفلسطينيين خارج مكتب (القدس) مطبقة منذ سنوات".

وأضاف: "خلاصة الأمر أن هناك كثيراً من الفروق الدقيقة والفريدة والمعقدة التي يقتضيها السياق المحلي، ومن ثم يتطلب النشر مزيداً من التدقيق للتيقن من أن تقاريرنا مضبوطة ودقيقة قدر الإمكان".

اقرأ أيضاً

سي إن إن: تقييم سري أمريكي يقول إن نصف قنابل إسرائيل على غزة كانت "غبية"

وزعم المتحدث باسم الشبكة الأمريكية، أن هذه القواعد "ليس لها أي تأثير على تفاعلاتنا (المحدودة) مع الرقابة العسكرية الإسرائيلية، ونحن لا نُطلع الرقابة (ولا أي هيئة حكومية) على تقاريرنا مقدماً".

وتابع: "نحن نطلب التعليق من المسؤولين الإسرائيليين وغيرهم من المسؤولين المعنيين قبل نشر التقارير، وهذا ما يقتضيه منا العمل الصحفي الجيد".

إلا أن أحد العاملين بطاقم "سي إن إن" في إسرائيل، تحدث لموقع "إنترسبت"، بشرط إخفاء هويته خوفاً من العواقب المهنية، وقال إن سياسة المراجعة الداخلية كان لها تأثير واضح في نقل الأخبار عن حرب غزة الأخيرة.

أضاف: "كل سطر متعلِّق بإسرائيل وفلسطين في تقاريرنا يجب أن يحصل على الموافقة من مكتب الشبكة (في تل أبيب).. وإن لم يكن هناك موظفون بالمكتب، نلجأ إلى حفنة معدودة من الموظفين الذين اختارهم مكتب الشبكة والإدارة العليا.. وغالباً ما يتولى هؤلاء تعديل الأخبار وتحريرها بفروقٍ يسيرة، يتحرون فيها الميل إلى الرواية الإسرائيلية".

وتابع: "كان هناك ترتيب هش منذ فترة طويلة بين رقابة الجيش الإسرائيلي والصحافة المحلية والأجنبية، ما أجبر الصحفيين على فرض رقابة ذاتية في كثير من الأحيان على تقاريرهم خوفا من التعرض لمواضيع محظورة، وفقدان أوراق اعتمادهم الصحفية، واحتمال إجبارهم على تقديم اعتذار علني".

ووصف موظف "سي إن إن" كيفية عمل السياسة عمليا، بالقول إن "مصطلحي (جريمة الحرب) و(الإبادة الجماعية) محظوران، والقصف الإسرائيلي في غزة يشار إليه على أنه (تفجيرات) لا تُنسب إلى أحد، حتى يقرر الجيش الإسرائيلي قبول المسؤولية أو إنكارها".

وتابع: "تميل الاقتباسات والمعلومات المقدمة من الجيش الإسرائيلي والمسؤولين الحكوميين إلى الموافقة عليها بسرعة، في حين أن تلك الواردة من الفلسطينيين تخضع للتدقيق الشديد والمعالجة ببطء".

اقرأ أيضاً

إن بي سي: المعارضة داخل إدارة بايدن بسبب حرب غزة غير مسبوقة

علاوة على ذلك، وافقت "سي إن إن"، مثل غيرها من محطات البث الأمريكية، مراراً على تقديم لقطاتها المسجلة في غزة إلى الرقابة العسكرية الإسرائيلية قبل بثِّها، مقابل السماح للشبكة بدخولٍ محدود إلى القطاع.

وقد أثار ذلك انتقادات ممن يقولون إن الرقابة الإسرائيلية تقدم رؤية منقحة عن الأحداث الجارية على الأرض.

من جانبه، يقول محرر مجموعة المراقبة المدعوة "العدالة والدقة في إعداد التقارير جيم نوريكاس: "عندما يكون لديك بروتوكول يقوم بتوجيه جميع التقارير عبر نقطة تفتيش واحدة، فأنت مهتم بالتحكم، والسؤال هو من الذي يتحكم في الرواية؟".

ويضيف، أن "فريق (سي إن إن) في القدس هم الأشخاص الأقرب إلى الحكومة الإسرائيلية، وفي موقف تُتهم فيه حكومة بمصداقية باستهداف الصحفيين بهجمات عنيفة من أجل التعتيم على المعلومات، فإن منح تلك الحكومة دورا أكبر في تحديد ما هو خبر وما هو ليس خبرا هو أمر مثير للقلق حقا".

ويتابع نوريكاس: "في حين استخدمت (سي إن إن) مكانتها للحصول على لقطات أولية للمعاناة الإنسانية داخل غزة، فقد قامت أيضا بنشر تحديثات شبه يومية يتم تسليمها مباشرة من الجيش الإسرائيلي إلى مشاهديها الأمريكيين والدوليين والمراسلين المرافقين للجنود الإسرائيليين الذين يقاتلون في الحرب".

ويكشف أنه "في وقت مبكر من الحرب، في 26 أكتوبر/تشرين الأول، أرسل قسم المعايير والممارسات الإخبارية في (سي إن إن) بريدا إلكترونيا إلى الموظفين يوضح كيفية الكتابة عن الحرب".

اقرأ أيضاً

عبر رسالة.. 750 صحفيا ينتقدون تغطية الإعلام الغربي للحرب في غزة

وقالت الرسالة، وفق نوريكاس: "تسيطر حماس على الحكومة في غزة، ويجب أن نصف وزارة الصحة بأنها (تسيطر عليها حماس) عندما نشير إلى إحصاءات الضحايا أو غيرها من الادعاءات المتعلقة بالنزاع الحالي".

وأضافت الرسالة: "إذا كانت الإحصائيات الأساسية مستمدة من وزارة الصحة في غزة، فيجب أن نشير إلى هذه الحقيقة، وأن هذا الجزء من الوزارة (تسيطر عليه حماس) حتى لو كانت الإحصائيات صادرة عن الوزارة في الضفة الغربية أو أي مكان آخر".

ومضت رسالة البريد الإلكتروني إلى الإقرار بمسؤولية "سي إن إن" عن تغطية التكلفة البشرية للحرب، لكنها توضح أن هذه المسؤولية بحاجة إلى "تغطية السياق الجيوسياسي والتاريخي الأوسع الحالي للقصة، مع الاستمرار في تذكير جمهورنا بالسبب المباشر لهذا الصراع الحالي، وتحديدا هجوم حماس والقتل الجماعي واختطاف المدنيين الإسرائيليين".

كذلك، طلبت الرسالة الإلكترونية من المراسلين والمحررين في "سي إن إن"، أن "يوضحوا لجمهورنا ما إذا كان أحد الجانبين أو كلاهما قد قدم أدلة يمكن التحقق منها لدعم ادعاءاتهم".

وفي توجيه منفصل، بتاريخ 2 نوفمبر/تشرين الثاني، حذّر المدير الأول للمعايير والممارسات الإخبارية ديفيد ليندسي، المراسلين من نقل تصريحات "حماس"، بالقول: "مع استمرار الحرب بين إسرائيل وغزة، ينخرط ممثلو حماس في الخطابات والدعاية التحريضية. لقد قيل معظمها مرات عديدة من قبل ولا تستحق النشر، يجب أن نكون حريصين على عدم منحها منصة".

وأضاف التوجيه: "مع ذلك، أنه إذا قام مسؤول كبير في حماس بتقديم ادعاء أو تهديد ذي صلة من الناحية التحريرية، مثل تغيير رسائله أو محاولة إعادة كتابة الأحداث، فيمكننا استخدامه إذا كان مصحوبا بسياق أكبر".

ووفق "إنترسبت"، فإن لغة التوجيهات تعكس أوامر مماثلة من إدارة "سي إن إن" في بداية الحرب في أفغانستان عام 2001، عندما أمر رئيس المراسلين الأجانب في الشبكة والتر إيزاكسون، بالتقليل من شأن الوفيات بين المدنيين، وتَذكير القراء بأن العنف الذي كانوا يشاهدونه كان نتيجة مباشرة لهجمات 11 سبتمبر/أيلول.

اقرأ أيضاً

مورغان: لقائي مع باسم يوسف الأكثر مشاهدة.. وإشادات بين الناشطين: محرج للإعلام الغربي

وخضعت تغطية "سي إن إن" لحرب غزة، بغض النظر عن مصدرها، لعملية المراجعة الداخلية للمؤسسة الإخبارية لإعداد التقارير عن دولة الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين.

ووفقا لرسالة بريد إلكتروني اطلع عليها موقع "ذي انترسبت"، قامت "سي إن إن" بتوسيع فريق المراجعة الخاص بها خلال الصيف، مع عرض الإصلاح الشامل المثير للجدل للنظام القضائي للاحتلال على البرلمان، ليشمل حفنة من المحررين من خارج الاحتلال، في محاولة لتسهيل العملية.

وفي رسالة بالبريد الإلكتروني إلى موظفي شبكة "سي إن إن" في يوليو/تموز، كتب رئيس مكتب القدس ريتشارد غرين، أن "هذه السياسة موجودة لأن كل ما نكتبه أو نبثه عن إسرائيل أو الفلسطينيين يخضع للتدقيق من قبل الحزبيين من جميع الأطراف".

وأضاف: "يهدف مكتب القدس إلى أن يكون شبكة أمان؛ حتى لا نستخدم لغة أو كلمات غير دقيقة قد تبدو محايدة، ولكن يمكن أن يكون لها معاني مشفرة هنا".

ولكن لأن البروتوكول قد يبطئ عملية النشر، حيث كتب غرين: "لقد أنشأنا ما أسميناه عيون القدس الثانية".

فيما قال المتحدث باسم الشبكة إن "برنامج "عيون القدس الثانية" تم إنشاؤه لجعل هذه العملية سريعة قدر الإمكان، بالإضافة إلى جلب المزيد من الخبراء لتوظيفها على مدار اليوم، خاصة عندما تكون القدس مظلمة".

ولم يرد المتحدث الرسمي على سؤال حول ما إذا كانت "سي إن إن" لديها عملية مراجعة مماثلة مطبقة في مجالات التغطية الأخرى.

اقرأ أيضاً

ترامب يهدد مجددا مراسل سي إن إن بالطرد من البيت الأبيض

المصدر | إنترسبت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: سي إن إن رقابة رقابة عسكرية شبكة أمريكية إسرائيل حرب غزة الاحتلال الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی جیش الاحتلال المتحدث باسم فی إسرائیل اقرأ أیضا سی إن إن إذا کان فی غزة

إقرأ أيضاً:

قرار إسرائيل بوقف المساعدات إلى غزة يهدد حياة الأطفال والأسر بعواقب كارثية| إليك التفاصيل

في تصاعد جديد، قررت الحكومة الإسرائيلية الأحد الماضي تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهو القرار الذي قوبل بإدانة شديدة من مصر، والتي اعتبرت هذا القرار انتهاكا لاتفاق الهدنة الذي ساهمت مصر في جهوده للتوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس. 

وهذا القرار يأتي في وقت حساس، حيث كان من المتوقع أن يشهد الوضع في غزة تحسنا تدريجيا مع التقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار.  

 القرار الإسرائيلي بوقف دخول المساعدات

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن قرار الحكومة الإسرائيلية بوقف المساعدات لقطاع غزة يعد بمثابة خطوة للضغط على حركة حماس لتقديم تنازلات، خاصة في ما يتعلق بالمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذا القرار ليس سوى البداية، ومن المتوقع أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية مزيدا من الإجراءات العقابية لدفع حماس إلى العودة إلى المفاوضات.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية في بيان رسمي عن قرارها بوقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. 

وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن هذا القرار جاء في إطار الضغط على حركة حماس، والتي لم تلتزم بالإفراج عن الإسرائيليين المختطفين لدى الحركة. كما ذكر البيان أن استمرار رفض حماس للإفراج عن المختطفين سيترتب عليه عواقب أخرى.

من جانبها، أبدت وزارة الخارجية المصرية رفضها الشديد للقرار الإسرائيلي، معتبرة إياه انتهاكا صارخا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بمشاركة مصرية.

وأكدت الخارجية المصرية في بيان لها أن "هذه الإجراءات تعتبر خرقا واضحا للاتفاق"، مشددة على أنه لا يوجد مبرر منطقي أو إنساني يمكن أن يبرر استخدام تجويع المدنيين الأبرياء وفرض الحصار عليهم، خاصة في شهر رمضان.

وطالبت مصر المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف جميع الممارسات غير الشرعية التي تستهدف المدنيين، مؤكدة أن تلك المحاولات تشكل تهديدا لحياة الأبرياء وتعرض الأمن الإنساني في غزة للخطر.

برلماني: الغرب ينادي بحقوق الإنسان والحيوان ويتجاهل تطبيق سياسة التجويع في غزةخطة مصر لإعمار غزة.. الحفاظ على الحقوق الفلسطينية ودعم حل الدولتين وترتيبات للحكم الانتقالي ردود الأفعال الدولية 

ودانت العديد من الدول والمنظمات الدولية القرار الإسرائيلي، إذ اعتبرت حركة حماس أن هذا القرار هو ابتزاز رخيص وجريمة حرب  وأنه يعد انقلابا على اتفاق غزة. 

من جانب آخر، أدانت باكستان بشدة هذا القرار، حيث اعتبرت أن إسرائيل تسعى من خلاله إلى حرمان الفلسطينيين من المساعدات الإنسانية الأساسية. 

وأكد المتحدث باسم الخارجية الباكستانية أن هذا القرار يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي، داعيا المجتمع الدولي إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون أي قيود.

كما أصدرت منظمة اليونيسف بيانا حذرت فيه من العواقب الوخيمة التي ستترتب على توقف المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خاصة على الأطفال والعائلات التي تعاني من الظروف الصعبة. 

وناشدت المنظمة الأطراف المعنية بالاحترام الكامل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، ودعت إلى توفير الخدمات الأساسية بشكل عاجل وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية عبر معابر متعددة.

 التداعيات الإنسانية 

ومن جانبه، أشار إدوارد بيجبيدير، المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى أن القرار الإسرائيلي سيؤثر بشكل كبير على عمليات الإنقاذ الحيوية في القطاع، حيث تمكنت المنظمات الإنسانية خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار من توصيل المزيد من المساعدات الأساسية للأطفال في غزة.

وأضاف أن استمرار وقف إطلاق النار مع السماح بتدفق المساعدات بشكل حر هو الأمر الضروري لمواصلة توسيع الاستجابة الإنسانية في غزة.

 والجدير بالذكر، أن  القرار الإسرائيلي بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يثبت التحديات المستمرة التي تواجه المدنيين في غزة، فضلا عن تعقيداته السياسية والإنسانية. 

وعلى الرغم من الضغوط الدولية والمحلية، لا يبدو أن الوضع سيشهد تحسنا قريبا ما لم تتم العودة إلى طاولة المفاوضات وضمان الالتزام الكامل باتفاقات وقف إطلاق النار. 

وبينما تستمر الأزمة الإنسانية في غزة، تظل الدعوات الدولية لضرورة الوصول إلى حل دائم تزداد إلحاحا، مع ضرورة تفعيل آليات إنسانية أكثر فعالية لضمان سلامة المدنيين وتوفير احتياجاتهم الأساسية.

مجاعة.. مكتب الإعلام الحكومي في غزة يحذر من إغلاق كرم أبو سالمالهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: نتنياهو يحاول جعل غزة منطقة غير قابلة للحياة

مقالات مشابهة

  • خطط جديدة لحماية الأطفال وتمكين المرأة.. إدارة شؤون المرأة والطفل بالقيادة العامة تكشف التفاصيل
  • إعلان دستوري مرتقب في سوريا و مصادر تكشف التفاصيل
  • شكوى على صفحة وزارة الداخلية تكشف عن لصوص بالبحيرة| اعرف التفاصيل
  • وزير خارجية مصر يعلن التوافق على أسماء قادة اللجنة المسؤولة عن إدارة غزة لمدة 6 أشهر
  • الشرع: لا ينبغي القول عن كيفية الرد على إسرائيل
  • غارات إسرائيلية تستهدف مطارا عسكريا في دمشق
  • الرقابة الإدارية تضبط قضيتي فساد.. اعرف التفاصيل
  • قرار إسرائيل بوقف المساعدات إلى غزة يهدد حياة الأطفال والأسر بعواقب كارثية| إليك التفاصيل
  • تاجر سلاح بغسل 153 مليون جنيه.. الداخلية تكشف التفاصيل
  • كارثة إنسانية تهدد اليمن.. تقارير أممية تكشف أرقامًا صادمة!