اتحاد نقابات عمال اليمن ينظم مؤتمرا صحفيا ووقفة تضامنا مع الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
الثورة نت|
عقد الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن، اليوم، مؤتمرا صحفيا تضامنا مع الشعب الفلسطيني.
وخلال المؤتمر، الذي حضره وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل علي القطابري ، ووكيل أمانة العاصمة للشؤون الاجتماعية محمد سريع، و رئيس اتحاد نقابات عمال اليمن علي با محيسون، تلا أمين عام الاتحاد، عبدالكريم العطنة، البيان التضامني الذي أكد فيه تأييد الاتحاد للمواقف المشرفة للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي تجاه فلسطين ومقاومتها الباسلة من خلال العمليات العسكرية البطولية المساندة لفلسطين.
وندد البيان بالمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد المدنيين والعمال والمصانع وكل وسائل العيش في فلسطين وبالتصعيد الامريكي في البحر الأحمر وإنشاء تحالف حماية السفن الاسرائيلية.
ودعا البيان الدول المحاذية لقطاع غزة إلى فك الحصار الجائر وإدخال المواد الغذائية والطبية، مستنكرا قيام السعودية والإمارات بإنشاء خط شحن بري من دبي مرورا بالسعودية والأردن لإيصال مواد غذائيّة إلى كيان الاحتلال بهدف كسر حصار اليمن على الكيان من خلال منعه للسفن التي تنقل البضائع للعدو الصهيوني.
واستهجن البيان وقف برنامج الغذاء العالمي لأنشطته في المحافظات الحرة كوسيلة ضغط أمريكية لثني الشعب اليمني عن مواقفه مع غزة، معتبرا تبريره بعدم وجود مبالغ مالية كافية كذبة يفضحها استمراره في نشاطه بالمناطق الخاضعة للاحتلال.
واشاد الاتحاد في البيان بقرار وزارة التجارة والصناعة مقاطعة البضائع الأمريكية والاسرائيلية ومنع دخولها لليمن، وكذا بإصدار قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل، داعيا المنظمات الحقوقية الدولية إلى توثيق جرائم إسرائيل بحق العمال الفلسطينيين.
وعقب المؤتمر الصحفي نفذ المشاركون وقفة تضامنية مع عمال وشعب فلسطين.
وأشار بيان الوقفة إلى أن هذه الوقفة تأتي تعبيرا عن التوجه الدائم والثابت نحو مناصرة حقوق وقضايا الشعوب المضطهدة.
وطالب البيان كل أحرار العالم بمواصلة تحركهم عبر التظاهرات والاعتصامات وممارسة كل ما لديهم من إمكانات للضغط على الكيان الصهيوني ومن ورائه لإيقاف حربه على سكان غزة وعموم فلسطين بشكل فوري.
كما طالب البيان مجلس الأمن الدولي باتخاذ موقف شجاع بإعلان إيقاف العدوان على غزة تطبيقا للقرارات والمواثيق الدولية وانتصارا لكرامة الإنسان.
ودعا البيان إلى سرعة فك حصار غزة وفتح معبر رفح بصورة دائمة لتأمين وصول كل مقومات الحياة من ماء وغذاء ودواء وكهرباء ووقود ومواد صحية لتلبية احتياجات سكان غزة المحاصرة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: طوفان الاقصى
إقرأ أيضاً:
دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين
محمد الجوهري
تصريحات الرئيس الفلسطيني المزعوم محمود عباس (أبو مازن) عن مجاهدي حماس في غزة، وألفاظه النابية بحقهم، لا تقدم جديداً سوى المزيد من السقوط الأخلاقي للسلطات العميلة التي تستمد شرعيتها من البيت الأبيض، الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني. وهذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، بل هي عُرف سياسي متفشٍّ في أغلب الجمهوريات العربية، حيث تبقى تلك الأنظمة خانعة كماً وكيفاً، مقابل بقائها في السلطة الوهمية، واستفادة أصحابها من بعض الامتيازات الخاصة، كالأرصدة الضخمة وممارسة الفساد بحق الشعوب دون حسيب أو رقيب.
ولم يعد خافياً أن عباس وأفراد عائلته يملكون مصالح مشتركة مع الاحتلال، وبسببها لا يزال في السلطة منذ أكثر من عشرين عاماً، حيث ترتبط هذه المصالح باستمرار خدماته للكيان الصهيوني. وينطبق هذا الوضع على أعضاء حكومته العميلة، المشاركين في قمع الشعب الفلسطيني، وتبرير كل إجرام إسرائيلي بحقه، كما هو الحال في غزة والضفة، حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات قتل وخطف علني، بتواطؤ عباس وأزلامه.
في اليمن، كما في فلسطين، توجد حكومتان: إحداهما مرضيٌّ عنها دولياً وتحظى بدعم أمريكي، وأخرى منبوذة دولياً لكنها تستمد قوتها من الشارع اليمني. ومن البدهي أن تقف الأخيرة مع الشعب الفلسطيني في مظلوميته الكبرى، حيث لا ضغوطات غربية تمنعها من ذلك، بخلاف الأخرى التي يتمنى أعضاؤها أن يكون لهم موقف مشرف من غزة، لكن ذلك يتعارض مع مصدر شرعيتهم في البيت الأبيض، ما يفقدهم إياها بمجرد إعلان تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
وعلى هذا القياس تتشكل أغلب الحكومات العربية؛ فإذا أراد شعبٌ ما أن يسترد حريته، صُدم بالهيمنة الأمريكية التي بدورها تفرض عليه حكومة شكلية لا شرعية لها سوى من المجتمع الدولي، الذي تهيمن عليه الغطرسة الأمريكية. ولهذا، فإن ظاهرة “الدنابيع” هي الأكثر انتشاراً في عالمنا العربي.
وكلمة “دنبوع” -في الأصل- تشير إلى الفار عبد ربه منصور هادي، فهذا لقبه، وهو ليس أول رئيس شكلي في المنطقة، لكن غباءه الشديد فضح عمالته وتبعيته للسعودية وأسيادها الغربيين في أكثر من موقف، وأهمها تصريحه العفوي بشأن تفاجئه بالعدوان السعودي على بلاده، رغم أن الأخيرة زعمت أن عاصفة الحزم كانت بطلب منه. وله أيضاً تصريح سابق يكشف عبوديته لنظام عفاش، حين أكد أنه لم يستلم أي سلطة من سلفه سوى العلم الجمهوري.
مطلع العام 2022، اضطرت السعودية إلى استبدال الدنبوع بآخر لا يقل عنه عمالة للغرب، وهو المرتزق رشاد العليمي الذي لا يقل عنه ولاءً للخارج، إذ يطالب منذ عام ونصف بتدخل أمريكي لاحتلال بلاده بحجة حماية الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، في سقوطٍ أخلاقي لا نظير له في التاريخ اليمني الحديث أو القديم. فالعليمي لا يبالي بأي معايير أخلاقية، ولا يكترث لأي دوافع سوى عبوديته للمال، كما لا يحرص على تقديم أي صورة مشرفة له أمام المجتمع اليمني، إذ إن الشرف ليس من دوافعه هو وأمثاله في مجلس الثامنة الخونة الموالي للغرب والصهاينة.
وهكذا يتجلى المشهد العربي في صورته القاتمة: زعامات مستوردة، أنظمة مصطنعة، لا شرعية لها إلا بقدر خدمتها لمصالح الاستعمار الغربي، ولا قيمة لها لدى شعوبها إلا بمقدار ما تُمعن في قهرهم ونهبهم. وما محمود عباس سوى حلقة صغيرة في سلسلة طويلة من دنابيع السياسة العربية الذين ما إن تهب عليهم رياح التحرر حتى ينكشف عوارهم، ويسقط قناع الزيف عن وجوههم الباهتة.
ولم يكن عباس حالة شاذة؛ فقد سبقه ولحقه كثيرون، كأنور السادات، الذي رهن القرار المصري لواشنطن، ووقع اتفاقيات الاستسلام مع الصهاينة، ثم سُمّي عهده “عصر الانفتاح على الغرب” ولو على حساب كرامة مصر، وكذلك خلفه حسني مبارك، الذي جعل من مصر مخفراً كبيراً لحماية حدود الكيان الصهيوني في وجه المقاومة الفلسطينية، وبارك حصار غزة لسنوات طويلة.
وكذلك حال ملوك الخليج والأردن، فالشرعية هناك مطلقة للطغاة، وليس للشعب أي حق في الحديث عن حقوقه المصادرة، وأولها حق التعبير والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وكل هؤلاء، وأمثالهم، يثبتون حقيقة أن الاحتلال العسكري ليس الشكل الوحيد للاستعمار، بل إن أخطر أشكاله هو الاحتلال السياسي الداخلي، عبر وكلاء صغار بلباس الزعماء.