في جوانب لا تنفصل عنها خيوط السياسة والاجتماع، يبرز علم الاجتماع السياسي كفرع مثير للاهتمام يحمل مفاتيح الفهم لتفاعلات الإنسان في عالمه الاجتماعي، وهذا المجال يتيح لنا التأمل في تشابك القوى والديناميات التي ترتبط بالسلطة واتخاذ القرارات، كاشفًا الطبيعة التكاملية بين الأحداث الاجتماعية والتغيرات السياسية.

وتكشف بوابة الفجر الإلكترونية لمتابعيها في هذا السياق كيف يراوح علم الاجتماع السياسي ما بين تحليل الهياكل الاجتماعية وفهم أوجه التأثير السياسي على تشكيل الهويات والتفاعلات الاجتماعية. 

تفاعلات السلطة والمجتمع.. استكشاف مجالات علم الاجتماع السياسيمجالات علم الاجتماع السياسي

علم الاجتماع السياسي يشمل مجموعة واسعة من المجالات التي تسلط الضوء على التفاعلات بين السلطة والمجتمع، ويتنوع تركيزه حسب موضوعات ومفاهيم مختلفة. ومن بين هذه المجالات:

1. الديمقراطية والحكم: يدرس كيفية تشكيل الحكومات وتأثير أساليب الحكم على المواطنين، بالإضافة إلى دراسة الديمقراطية ومفاهيم الشورى.

2. السياسات العامة: يركز على كيفية صياغة وتنفيذ السياسات الحكومية وتأثيرها على المجتمع.

3. التحليل السياسي: يستكشف الأساليب التحليلية لفهم الهياكل والعمليات السياسية.

4. السياسات العرقية والدينية: يدرس كيف تؤثر العوامل العرقية والدينية في صياغة السياسات وتكوين الهويات.

5. العلاقات الدولية: يتناول دراسة التفاعلات بين الدول وأثرها على الأمن العالمي والتوازن الدولي.

6. التفاعلات الاجتماعية والثقافية: يشمل فهم تأثير السياسة على التفاعلات والعلاقات في المجتمعات المتنوعة.

7. السلطة والتأثير: يتناول دراسة كيفية توزيع السلطة وتأثير القوى السياسية في المجتمع.

8. النظرية السياسية: يدرس النظريات والفلسفات التي تشكل أساس الفهم للتفاعلات السياسية.

تتنوع هذه المجالات لتغطي جوانب متعددة من السياسة والاجتماع، مما يجعل علم الاجتماع السياسي ميدانًا شاملًا يساهم في تفسير تفاعلات الإنسان في مجتمعه وعلى الساحة العالمية.

الفرق بين علم السياسة والعلوم السياسية.. تحليل للمصطلحات والتخصصات دور السياسة الشرعية في بناء مجتمع عادل واستقرار اجتماعي.. أسس ومظاهر الأهمية فروع علم الاجتماع السياسي

علم الاجتماع السياسي يتفرع إلى عدة مجالات تخصصية تسلط الضوء على جوانب محددة من التفاعلات بين السياسة والاجتماع. من بين هذه الفروع:

1. علم الاجتماع السياسي التقليدي: يركز على فهم العلاقات بين السلطة والمجتمع من خلال تحليل الهياكل السياسية والعمليات.

2. علم الاجتماع السياسي المقارن: يقارن بين الأنظمة السياسية والهياكل الاجتماعية في مختلف الدول لفهم الاختلافات والتشابهات.

3. الديمقراطية وعلم الاجتماع: يتناول دراسة كيف يؤثر البعد الاجتماعي على ممارسات الديمقراطية والمشاركة المدنية.

4. علم الاجتماع السياسي النسوي: يركز على دور النوع الاجتماعي وكيفية تأثيره على السياسة وتكوين الهويات السياسية.

5. علم الاجتماع السياسي للتنمية: يدرس التفاعلات بين السياسة وعمليات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات.

6. علم الاجتماع السياسي للهويات والتنوع: يستكشف كيفية تشكيل الهويات الثقافية والدينية تأثير السياسة في المجتمعات المتنوعة.

7. النظرية السوسيوسياسية: يتناول دراسة التفاعلات بين الظواهر الاجتماعية والبنية السياسية باستخدام النظريات الاجتماعية.

أهداف علم الاجتماع السياسي

أهداف علم الاجتماع السياسي تتنوع وتتغير تبعًا لتطورات المجتمعات والتحديات السياسية المعاصرة. من بين الأهداف الرئيسية:

1. فهم التفاعلات السياسية والاجتماعية: يهدف إلى تحليل العلاقة بين هياكل السلطة والديناميات الاجتماعية لفهم كيف يتفاعل الفرد والمجتمع مع السياسة.

2. توضيح أبعاد السلطة والهياكل السياسية: يعمل على توضيح كيف يتم توزيع وممارسة السلطة، وكيف تؤثر هذه الهياكل في تشكيل سلوك المجتمع.

3. دعم صنع القرار السياسي: يقدم تحليلات وفهم عميق للسياسيين واتخاذ القرار، مساهما في تطوير سياسات تلبي احتياجات المجتمع.

4. البحث في مجالات العدالة الاجتماعية: يسعى لفهم التفاعلات بين السياسة والعدالة الاجتماعية، وكيفية تأثير القرارات السياسية على التوزيع العادل للفرص والموارد.

5. تفسير التغيرات والتحولات السياسية: يسعى إلى توضيح العوامل التي تؤدي إلى تحولات في هياكل السلطة والتأثير على السياسة.

6. تسليط الضوء على التفاعلات بين الثقافة والسياسة: يفحص كيف يؤثر التراث الثقافي على تشكيل السلطة وصنع القرار السياسي.

7. تعزيز التفاهم الدولي: يهدف إلى فهم التفاعلات بين الدول والمؤثرات الدولية على الساحة الدولية.

من خلال تحقيق هذه الأهداف، يساهم علم الاجتماع السياسي في تعميق فهمنا للعلاقة المعقدة بين السياسة والاجتماع ويسهم في تحسين القرارات والسياسات.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: علم الاجتماع علم الاجتماع السياسي السلطة والمجتمع بین السیاسة فی المجتمع

إقرأ أيضاً:

البرھان وزيف السلطة

 

 

عين علي الحرب

الجميل الفاضل

البرھان وزيف السلطة

بعمد أو بغير عمد، ظل الجنرال البرھان يخوض منذ صعوده الي السلطة، في سراب منطقة غامضة، أستطيع أن أُسَميھا “منطقة زيف السلطة”.

المھم فان الجنرال برھان منذ أن طار الي عنتيبي الأوغندية في الثالث من فبراير سنة (20) للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خارج صلاحياته الدستورية، إذ ظل ھو منذ ذلك التاريخ يركل في لعبته المفضلة “الوثيقة الدستورية”، التي صار بموجبھا رئيسا لمجلس السيادة الإنتقالي، والتي يزعم الي اليوم أنه يحكم وفق مشروعيتھا، والي أن خاطب البرھان بالأمس القريب “الجمعية العامة” بأسم ذات الشرعية المفترضة التي يستمدھا من ھذه الوثيقة المفتري عليھا نفسھا، ھذه الوثيقة التي مزقھا البرھان في الواقع علي رؤوس الأشھاد، ولأكثر من مرة، قبل إنقلابه عليھا في (25) اكتوبر (21) وبعده، بل والي يومنا ھذا شر مُمزق.

علي أية حال يبدو أن ھذا الجنرال لا يستطيع ممارسة الحكم سوي في ھذه المنطقة الرمادية التي تمنحه سلطات شبه مطلقة لا تحدھا حدود، لا يقبل ھو فيھا التقيد بوثيقة أو باتفاق أو بقانون.

فضلا عن أن حكم برھان الذي يمثل في أفضل حالاته الي الآن توصيفا انه “سلطة أمر واقع”.. نجده في ذات الوقت يغالط حقائق ھذا الواقع كل يوم ولا يعترف بھا، حتي لو أن الناس قد قبلوا جدلا “الأمر الواقع” كمُحددٍ ومِعيارٍ، يكفي لإعتراف منقوص بسلطة ھذا الجنرال، القائمة في حقيقتھا علي ما يمتلكه من سلاح وقوة فقط، لا أكثر ولا أقل.

ولعل من آخر تجليات “الظاھرة البرھانية” في التناقض مع الواقع وعدم إحترامه، بل وإحترام عقول من يصدر بشأنھم من قرارات، ھو قرار تعيينه للسيد بحر الدين ادم كرامة واليا لولاية غرب دارفور، ھذه الولاية التي تقع بالكامل تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

المھم فلكل سُلطةٍ زَيفُ سُلطة، إذ للسُلطةَ أيا كان نوعھا ظِلٌ، يَضيقُ تارةً ويتسع تارة أخري، درج السودانيون علي وصف حالة مثل ھذا الظل بأنه “ضُل ضَحا” قابل للإنكشاف أو الإنحسار، مع خط سير حركة الشمس الظاھرية وتبدلاتھا.

وبالتالي فإن السقوط في منطقة “زيف السلطة”، يصنع لدي من إنكمشت من بين أيديھم سلطتھم لسبب أو لاخر، شعورا زائفا بالقدرة علي ممارسة ذات السلطة التي كانت بحوزتھم في وقت مَدِھا وتَمدُدِھا، حتي وإن فقدوا من بعد ھذه السلطة كليا أو جزئيا بقانون الجذر، ھذا القانون الذي من شأنه أن يفقدھم بالطبع، قدرة مزاولتھا كما كانت من قبل علي أرض الواقع.

بل أتصور أن لمنطقة زيف السلطة، دوار كدوار البحر، لذا تجد من وقع في ھذه المنطقة المتأرجحة، دائم التحسس بشكل لا إرادي مستمر لأدوات وأطراف سُلطانه، للتأكد علي الأقل من أن أطراف ومظاھر وأدوات ھذا السلطان لا زالت فاعلة وموجودة في مكانها ولم تغادره.

وقد يتخذ ھذا التحسس احيانا شكل أقوال وقرارات تجافي العقل والمنطق والحقيقة، كالتصريحات التي تصدر من حين لآخر، خاصة من الجنرالين البرھان والعطا.

والتي تعكس في بعض الأحيان صورة تھيوءات تكشف عن نوع من الغربة النفسية، فضلا عن وقائع في سيرة الرجلين، تثبت بلا شك عندي وجود قطيعة ما، لھذين الجنرالين مع الواقع.

الوسومالبرهان حرب السودان زيف السلطة

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي: ثوابت السياسة المصرية تقوم على الاعتدال والإيجابية لإنهاء الأزمات
  • وزير التموين يبحث سبل التعاون المشترك في مجالات التحول الرقمي مع مايكروسوفت
  • وزير التموين يبحث مع “مايكروسوفت العالمية” سبل التعاون في مجالات التحول الرقمي وتكامل قواعد البيانات
  • «دور المرأة في بناء الأسرة والمجتمع» ندوة توعوية لخريجي الأزهر بمطروح
  • رئيس الوزراء الروسي يلتقي الرئيس الإيراني الاثنين في طهران
  • مكتبة الإسكندرية والمجتمع السكندري ينعي وفاة الدكتور فتحي أبو عيانة
  • رحلة إبداعية في استكشاف التقاليد الموسيقية للشحوح
  • الإمارات تواصل توسيع شبكة شركائها التجاريين حول العالم عبر استكشاف الفرص مع نيوزيلندا وأستراليا
  • البرھان وزيف السلطة
  • رئيس الطائفة الإنجيلية ينعى القس سليمان صادق