علاء حيدر يكتب: إسرائيل وتأليب غزة على حماس
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
"تأليب شعب غزة على حركة حماس" ، أصبح الهدف الرئيسي ، من وراء المجازر البشعة ، التي ترتكبها إسرائيل منذ ثلاثة أشهر بشكل متواصل ضد المدنيين في قطاع غزة فشل خلالها الجيش الاسرائيلي في تحقيق الاهداف التي شن من أجلها الحرب .
فحكومة الحرب الإسرائيلية اليمينية المتطرفة التي تدير حاليا الحرب على غزة بزعامة بنيامين نتنياهو ، تدرك تماما أنها لن تستطيع القضاء على ثقافة المقاومة ، لأن المقاومة إبنة الإحتلال ، لكنها تعتقد انها تستطيع إستثارة غضب الشعب الغزاوي على حماس، بقتل عشرات الآلاف من المدنيين خاصة من النساء ، و الأطفال ،و الشيوخ .
و بالتزامن مع سياسة الأرض المحروقة التي لم ترحم حتى حديقة الحيوانات الوحيدة في غزة من الدمار ، بدأت إسرائيل شن حملة إعلامية على سلطة حماس التي تدير القطاع منذ سنة 2006 ، بأتهامها بمسئولية المذابح التي يتعرض لها المدنيين بعدم توفير الحماية اللازمة لهم في وقت الحرب قبل شنها ، بتركيز جل إهتمامها على شق ، و تمهيد ، ما يقرب من 500 كيلو متر من الأنفاق تحت الأرض لتوفير الحماية لمقاتليها ، و مقاتلي المنظمات العسكرية الأخرى مثل الجهاد ، و كتائب القسام، من دون أن تبني و لو ملجأ واحدا لحماية المدنيين الغزاويين مثلما تفعل إسرائيل بتوفير ملاجيء في كل منطقة من مناطق إسرائيل . و تستغل إسرائيل حاليا حلول فصل الشتاء ببرودة جوه القارس في غزة، فضلا عن هطول الأمطار ، لتزيد من معاناة الشعب الغزاوي، بعد ما أجبرت أكثر من مليون مواطن على ترك منازلهم ، و النزوح الى وسط و جنوب غزة ، حيث يعيش معظمهم في العراء ، أو في خيام بدون مأوى أو مصدر رزق .
ويرى محللون، أن هدف إسرائيل من إطالة مدى الحرب ، ليس تحرير الرهائن ، أو تدمير المقاومة كما تزعم إسرائيل ، بل ا لهدف من ذلك هو إرتكاب أكبر عدد ممكن من المجازر ضد الفلسطينيين ، و الدليل على ذلك أن إسرائيل لم تستطع حتى الآن تحرير أية رهينة بالقوة العسكرية ، بل كل من تم تحريرهم من الرهائن ، كان قد تم إطلاق سراحهم بالمفاوضات بفضل الوساطة المصرية القطرية . كما أنه بعد مرور ثلاثة أشهر على شن الحرب ، لا تزال المقاومة تكبد إسرائيل خسائر كبيرة في الأرواح، في إطار حرب المدن التي يتقنها المقاوم الغزاوي جيدا . و كشفت إحصاءات دولية عن أن إسرائيل أسقطت ما يقرب من 35 ألف طن من القنابل على غزة، أي ما يعادل القوة التفجيرية لثلاث قنابل ذرية من القوة التدميرية لقنبلتي هيروشيما و نجازاكي .
و بالتوازي مع إتهام حماس بعدم الإكتراث يحياة المدنيين الغزاويين ، و إتهامها للمقاومة بإستخدامهم كدروع بشرية للإحتماء بهم ، تشمل حملة البروباجاندا الإسرائيلية أتهامها لحماس بمنع الشعب الغزاوي من العيش في رغد من الحياة مثل المواطنون في إمارة دبي على سبيل المثال ، و ذلك بمنع غزة من التمتع بعوائد هائلة من الغاز الطبيعي تقبع في باطن السواحل الغزاوية تنتظر من يستخرها و يحولها لمليارات من الدولارات تدخل جيوب الغزاويين لو تخلت حماس عن إستهداف إسرائيل .وقد تم تدشين الحملة التي يرددها الإسرائيليون ، حكومة ، و صحافة ، و إعلام ، على هذا التساؤل "لماذا تجبر حماس الفلسطينين على العيش في الفقر، و العوز ، و الدمار ، في حين أن التعاون مع إسرائيل قادر على تحويل حياة أكثر من 2 مليون غزاوي إلى حياة الوفرة ، و الرفاهية ، و الثراء، و الأمن ، و الأمان ؟ " . كما تروج إسرائيل أيضا في إطار تشويه صورة حماس لمشروع الممر الإقتصادي ، الذي يربط الهند بالشرق الأوسط ، و منه الى القارة الأوروبية . و هذا المشروغ الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي ، جو بايدن ، خلال قمة العشرين الأخيرة وروج له نتنياهو ، عبارة عن مجموعة موانيء ، و خطوط سكك حديدية، تبدأ من الهند ، مرورا بإسرائيل ، و الاراضي الفلسطينية المحتلة، و الأردن ، و السعودية ، و الإمارات. و تزعم إسرائيل بأن هذا الممر سيساهم أيضا بقوة في ثراء الفلسطينيين في غزة و الضفة الغربية بشرط تولى سلطة غير حماس الحكم في القطاع. و ترى إسرائيل بأن هذا الممر الإقتصادي سيحول إسرائيل إلى ملتقى مركزي للأقتصاد العالمي ، فضلا عما سيسفر عنه من تطبيع للعلاقات بين إسرائيل و السعودية، بعد أن تم بالفعل تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع كلا من الإمارات و البحرين .كما تلقي الحملة الإسرائيلة على حماس بمسئولية حرمان أكثر من 15 ألف غزاوي من مصادر دخلهم، بعد أن كانوا يذهبون للعمل يوميا داخل إسرائيل ، و العودة منها بما يكفي لإطعام أسرهم و سد إحتياجاتهم .
وتزعم إسرائيل بأن أكثر من 90 في المائة من الغزاويين يرفضون حاليا بقاء حماس في السلطة، بعد ما تكبدوه من خراب و دمار ، نتيجة هجمات حماس في 7 أكتوبر الماضي على مستوطنات غلاف غزة تحت شعار" طوفان الأقصى " .
و يبقى السؤال هل ستنجح الحملة الإسرائيلية في إقناع الغزاويين بالإطاحة بحماس من السلطة ، في حال تم تنظيم إنتخابات في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، بعد إنتهاء الحرب ، لتحقيق الجنة الموعودة التي تروج لها إسرائيل في غزة بدلا من الدمار و القتل و الفقر، أم سيتمسك الغزاويون بالمقاومة على حساب الرفاهية و الثراء كما تزعم إسرائيل ؟
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
تقدّم تدعو طرفي الحرب والمجتمع الدولي لإعطاء الأولوية لحماية المدنيين في السودان بشكل عاجل
تدعو تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" طرفي الحرب والمجتمع الدولي إلى إعطاء الأولوية بشكل عاجل لحماية المدنيين في ظل الصراع المستمر في السودان، تعبر “تقدّم” عن قلقها البالغ إزاء ضعف التوصيات التي جاءت في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة لمجلس الأمن في 28 أكتوبر 2024، استجابةً للوضع الإنساني الكارثي في السودان. وفي حين أن استمرار الجهود الدبلوماسية أمر ضروري، تشدد "تقدم" على المجتمع الدولي لأن يتخذ خطوات ملموسة وفورية لمعالجة الأزمة الإنسانية الحادة، ومنع المزيد من الفظائع، وإنهاء الحرب واستعادة الانتقال في السودان.
بعد مرور 19 شهرًا من النزاع الوحشي، حيث نزح نحو 30% من سكان السودان، بما في ذلك 11 مليون نازح داخلي و3 ملايين لاجئ، أصبحت الحاجة إلى التدخل العاجل أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. يعاني المدنيون السودانيون من الإعدامات خارج نطاق القانون، والتعذيب، والتهجير القسري، دون أي محاسبة تُذكر. كما تواجه النساء والفتيات على وجه التحديد أهوالاً مروعة، بما في ذلك العنف الجنسي الواسع النطاق والاغتصاب والاسترقاق وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان. لقد حان وقت العمل لحماية المدنيين السودانيين وإنهاء هذا العنف الكارثي.
إن المسؤولية الأساسية لإنهاء هذه المأساة تقع على عاتق طرفي النزاع، ونكرر تذكيرنا إياهم بضرورة وقف الحرب بشكل عاجل واختيار السبل السلمية لمعالجة قضايا الأزمة السودانية، كما ندعوهم للتعاون مع الأطراف السودانية والدولية في كل ما يؤدي لتوصيل المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في مناطق الصراع.
التوصيات الرئيسية
تقترح "تقدم" مجموعة من التوصيات العاجلة لضمان الحماية الفورية للمدنيين في السودان:
1. تعزيز المساعدات الإنسانية وتسهيل الوصول إليها
زيادة وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك تعيين منسق إقليمي للشؤون الإنسانية تابع للأمم المتحدة، أمر ضروري لمعالجة المجاعة والأزمة الإنسانية الحادة التي تواجه المواطنين السودانيين واللاجئين. ومع مواجهة أكثر من 25 مليون شخص لخطر المجاعة، يتطلب الوضع تنسيقًا عاجلًا لتسهيل المساعدات وتخفيف الضغط على الدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين. كما نشدد على أهمية وفاء الأطراف الدولية بالالتزامات المالية التي تعهدت بتوفيرها لمعالجة الأزمة الإنسانية.
2. دعم جهود الحماية المجتمعية
تدعو "تقدم" إلى زيادة الدعم المالي والفني للمجتمع المدني السوداني المحلي والمبادرات النسوية التي تقدم خدمات حماية حيوية. تمثل هذه المبادرات المجتمعية طوق نجاة للمدنيين ويجب تعزيزها لحماية السكان الأكثر عرضة للخطر.
3. معالجة انقطاع الاتصالات
يزيد انقطاع الاتصالات المستمر في جميع أنحاء السودان من تفاقم الأزمة من خلال منع المدنيين من الحصول على المعلومات الحيوية أو التحذيرات. يجب على المجتمع الدولي المساعدة في العمل على إعادة شبكات الاتصالات، مما يتيح للمدنيين الوصول إلى المساعدات وتلقي التحذيرات وضمان توفير المعلومات اللازمة أثناء النزاع.
4. ضمان المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي
تدعو "تقدم" المجتمع الدولي إلى توسيع ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل جميع أنحاء السودان لضمان محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الأخرى التي ارتكبتها قوات الدعم السريع والقوات المسلحة والقوات المتحالفة معهما. إن محاسبة الجناة ضرورية لمعالجة ثقافة الإفلات من العقاب ومنع المزيد من الفظائع.
5. توسيع حظر الأسلحة في دارفور ليشمل كل السودان
لوقف تدفق الأسلحة التي تؤجج النزاع، ترى "تقدم" ضرورة تمديد الحظر المفروض على الأسلحة في دارفور ليشمل جميع أنحاء السودان. منع تدفق الأسلحة أمر حاسم لتخفيف حدة العنف وإنهاء النزاع.
6. تحديد مناطق مدنية آمنة محمية بقوة مستقلة*
نظرًا للحاجة الملحة للحماية، تدعو "تقدم" إلى تحديد مناطق آمنة للمدنيين داخل السودان تتوقف فيها كل الأعمال العدائية وتنسحب منها كل القوات العسكرية ويوقف فيها القصف المدفعي واستخدام المسيرات ويحظر فيها الطيران وتحرسها قوات دولية مستقلة ونزيهة. ستوفر هذه المناطق ملاذًا آمنًا للمدنيين، خاصة في المناطق الأكثر تأثرًا بالعنف، لذا فإننا ندعو الأطراف المتقاتلة للتجاوب مع هذا المقترح.
دعوة للتحرك العاجل
تجدد "تقدم" دعوتها للمجتمع الدولي للتحرك بجدية وحسم، مشيرة إلى الوضع الخطير في السودان حيث يتحمل المدنيون العبء الأكبر من النزاع. وأكدت أن العنف والانتهاكات التي ترتكبها كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمثل كارثة إنسانية فحسب، بل تشكل أيضًا تهديدًا متزايدًا للسلم الإقليمي والدولي.
ختامًا فإننا ندعو المجتمع الدولي للضغط على أطراف الحرب بكل الوسائل المتاحة للعودة إلى طاولة التفاوض بمشاركة كاملة للقوى المدنية ومشاركة النساء بشكل حقيقي تنفيذًا لالتزامات محادثات جنيف وتنفيذًا للقرار الدولي رقم 1325.
الأمانة العامة
تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"
________________________
TAGADOM Calls on Both Warring Parties and the International Community to Urgently Prioritize the Protection of Civilians in Sudan
November 10, 2024
"TAGADOM" the Coordination-body of Democratic and Civil Forces, is calling on both warring parties and the international community to urgently prioritize the protection of civilians amid the ongoing conflict in Sudan.
TAGADOM expresses deep concern over the weak recommendations outlined in the UN Secretary-General’s report to the Security Council on October 28, 2024, addressing the catastrophic humanitarian situation in Sudan. While continued diplomatic efforts are necessary, Tagadom emphasizes that the international community must take concrete and immediate actions to address the severe humanitarian crisis, prevent further atrocities, end the war, and restore the transitional process in Sudan.
After 19 months of brutal conflict, with 30% of Sudan’s population displaced—including 11 million internally displaced persons and 3 million refugees—the need for urgent intervention has never been more pressing. Sudanese civilians are enduring extrajudicial killings, torture, and forced displacement with little to no accountability. Women and girls, in particular, face horrific abuses, including widespread sexual violence, rape, slavery, and other human rights violations. The time for action to protect Sudanese civilians and end this catastrophic violence is now.
The primary responsibility for ending this tragedy lies with the warring parties. We reiterate our call for them to urgently cease hostilities and choose peaceful means to address Sudan's crisis. We also urge them to cooperate with Sudanese and international actors to facilitate the delivery of humanitarian aid and protect civilians in conflict areas.
Key Recommendations
TAGADOM proposes the following urgent recommendations to ensure the immediate protection of civilians in Sudan:
1. Enhance Humanitarian Aid and Access
Increasing humanitarian aid access, including the appointment of a regional humanitarian coordinator under the United Nations, is essential to address the severe famine and humanitarian crisis faced by Sudanese citizens and refugees. With over 25 million people at risk of famine, urgent coordination is needed to facilitate aid and ease the burden on neighboring countries hosting refugees. We also stress the importance of international stakeholders fulfilling their financial commitments to address the humanitarian crisis.
2. Support Community-Led Protection Efforts
Tagadom calls for increased financial and technical support for local Sudanese civil society organizations and women’s initiatives providing critical protection services. These community-led efforts are lifelines for civilians and must be strengthened to effectively protect vulnerable populations.
3. Address the Telecommunication Blackout
The ongoing nationwide telecommunication blackout in Sudan exacerbates the crisis by preventing civilians from accessing vital information or warnings. The international community must assist in restoring communication networks, enabling civilians to access aid, receive warnings, and access necessary information during the conflict.
4. Ensure Accountability for Violations of International Law
TAGADOM urges the international community to expand the mandate of the International Criminal Court (ICC) to cover all of Sudan to ensure accountability for war crimes, crimes against humanity, and other violations committed by the Rapid Support Forces, the Armed Forces, and their allied forces. Holding perpetrators accountable is crucial to addressing the culture of impunity and preventing further atrocities.
5. Expand the Darfur Arms Embargo to Cover All of Sudan
To halt the flow of weapons fueling the conflict, Tagadom advocates extending the current arms embargo on Darfur to encompass all of Sudan. Preventing the influx of arms is critical to de-escalating violence and ending the conflict.
6. Establish Safe Civilian Zones Protected by an Independent Force
In light of the urgent need for protection, Tagadom calls for the establishment of safe civilian zones within Sudan, where all hostilities cease, military forces withdraw, artillery and drones are prohibited, and aerial bombardments are banned. These zones should be guarded by an independent, impartial international force, providing a safe haven for civilians, especially in areas most affected by violence. We urge the warring parties to respond positively to this proposal.
A Call for Urgent Action
TAGADOM renews its call for the international community to act decisively and with urgency, highlighting the dire situation in Sudan, where civilians bear the brunt of the conflict. The violence and violations perpetrated by the Sudanese Armed Forces and the Rapid Support Forces are not only a humanitarian catastrophe but also an increasing threat to regional and international peace.
Finally, we urge the international community to apply all available pressure on the warring parties to return to the negotiating table with the full participation of civilian forces and the genuine inclusion of women, in line with the Geneva talks and the implementation of UN Security Council Resolution 1325.
General Secretariat of the Coordination-body of Civil and Democratic Forces "TAGADOM".
#أوقفوا_الحرب #سلام_السودان
#stopwar #stopwarinsudan #SudanPeace