ترسم أطروحة علم السياسة خيوطها عبر متاهات القوة والسلطة، مستكشفة الديناميات التي تحكم علاقات الإنسان في المجتمع.

وفي هذا الموضوع، تنشر بوابة الفجر الإلكترونية لمتابعيها تفاصيل كاملة حول هذا العلم الذي يرصد تفاعلات الأفراد والمؤسسات، مسلطين الضوء على كيفية تشكيل القرارات وتأثيرها على الحياة الاجتماعية، حيث يتيح علم السياسة لنا فهمًا لا يقدر بثمن للمفاهيم الأساسية في بناء الأنظمة السياسية والمساهمة في تحقيق التوازن والتقدم في المجتمعات.

فهم علم السياسة.. من الأسس الفلسفية إلى تطبيقاته الحديثةعلم السياسة

علم السياسة هو فرع من فروع العلوم الاجتماعية يدرس التنظيم وتوجيه السلطة واتخاذ القرارات في المجتمعات. يشمل فحص الهياكل الحكومية، والأنظمة السياسية، وعملية صنع السياسات، بالإضافة إلى دراسة الديمقراطية، والديكتاتورية، وأشكال أخرى من التنظيم الاجتماعي والحكم.

ويعكس علم السياسة تفاعلات القوة والنفوذ، ويساهم في فهم كيفية تأثير السياسة على الحياة اليومية وتشكيل المستقبل الاجتماعي والاقتصادي.

مفاهيم علم السياسة

علم السياسة يتناول مجموعة من المفاهيم الأساسية التي تشكل أساس فهمه. تشمل هذه المفاهيم:

1. السلطة والحكم: دراسة كيفية توزيع وممارسة السلطة في المجتمع وكيفية تأثيرها في اتخاذ القرارات والتأثير على السلوك الاجتماعي.

2. النظام السياسي: فحص هياكل الحكومة والطرق التي يتم بها تنظيم السلطة، بما في ذلك الديمقراطية، الشيوعية، الديكتاتورية، وغيرها.

3. الديمقراطية: فهم أسس ومبادئ الحكم الديمقراطي وكيف يشارك المواطنون في اتخاذ القرارات السياسية.

4. السياسة الدولية: التركيز على التفاعلات بين الدول والمؤسسات الدولية، وكيفية تأثير العلاقات الدولية على الأمن والاقتصاد العالمي.

5. السياسة العامة: دراسة كيفية صياغة وتنفيذ السياسات الحكومية، وتأثيرها على المجتمع والاقتصاد.

6. الفلسفة السياسية: تتناول فلسفة علم السياسة الأسس والقيم التي تستند إليها الأفكار السياسية، وتسعى إلى فهم الغايات والمثل التي توجه التصورات حول الحكم والعدالة.

7. التحليل السياسي: يشمل دراسة العمليات والأساليب التي يستخدمها الباحثون لتحليل السياسة، سواء كان ذلك من خلال دراسة النصوص أو التحقيقات الاجتماعية.

8. الدين والسياسة: يتناول كيفية تأثير الديانة على القرارات السياسية والهياكل الحكومية، وكيف يتفاعل الدين مع السياسة في مختلف المجتمعات.

9. الهوية الوطنية: دراسة كيفية تكوين الهوية الوطنية وكيف يمكن أن تؤثر في القرارات السياسية والعلاقات الدولية.

10. النشوء والتطور: يعود أصل علم السياسة إلى الفلاسفة القدماء مثل أرسطو ومفكرين آخرين، وقد تطور بمرور الوقت ليصبح حقلًا معقدًا يغطي مجموعة واسعة من المواضيع.

11. السياسات الاقتصادية: يدرس كيفية تأثير السياسات الحكومية على الاقتصاد، سواء من خلال التدخل الحكومي أو التحفيز الاقتصادي.

12. الديمقراطية التشاركية: فحص مفهوم الديمقراطية التشاركية التي تشجع على مشاركة المواطنين في صنع القرارات السياسية بشكل مباشر.

تعكس هذه المعلومات الجوانب المتنوعة والشاملة لعلم السياسة، وتبرز تطوره وتفاعله مع العديد من الجوانب الاجتماعية والثقافية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: السياسة علم السياسة القرارات السیاسیة علم السیاسة کیفیة تأثیر

إقرأ أيضاً:

ألامبالاة و الخروج من دائرة السياسة

زين العابدين صالح عبد الرحمن

في ليلة من ليالي القاهرة الباردة، أتصل بي محمد الحسن عبد الله يسن، و قال إلي سوف نذهب مشوار سويا انتظرني في الشارع، ربع ساعة و أكون عندك. و بالفعل جاء بعربته سائقا لوحده، و عرفت أن المشوار مهم، و كنت قد ذهبت معه أماكن عديدة و اجتماعات مع عدد من القيادات السياسية و غيرها، و عادة لا اسأله عن وجهته حتى يفصح هو عنها، و بعد تناول عدد من الموضوعات، قال سوف نذهب مصر الجديدة لمقابلة الدكتور منصور خالد. و بالفعل استقبلنا الدكتور منصور.. و عندما تدخل شقة منصور هناك صالون واسع منقسم إلي أثنين تفصل بينهما مكتب الدكتور منصور عبارة عن "تربيزة مكتب" فوقها يرقد عددا من الكتب بالعربية و أخرى باللغة الانجليزية، و بالقرب منها مقعدين. ذهب منصور مباشرة لمكتبه، و هو يرتدي بدلته و يضع شالا على رقبته... و جلس محمد الحسن في إحدى الكراسي و انا في الأخر.. الحديث كان عن رسالة نقلها أحمد عبد الرحمن القيادي بالحركة الإسلامية لمحمد الحسن، و كنت شاهدا عليها. كان محمد الحسن أراد أن يعرفني بأحمد عبد الرحمن بالقول أحمد في الحسبه هو خالي.. أختصارا للزمن قلت له بعرفه جيدا.. ضحك أحمد و قال أختصر لك الطريق...
كل هذه المقدمة أريد أن أبين الفرق بين رجل سياسي له خبرة و مشوار مليء بالمحطات المهمة في تاريخ العمل السياسي، و يأخذ القضايا بجدية، و أخرين يتعاملوا مع القضايا بنوع من الامبالاة " Indifferent".. جدية منصور لم يجلس معنا في كراسي الصالون و يتناول معنا الشاي و القهوة، ثم يبدأ الحكي. لكنه ذهب مباشرة إلي المكتب متخطي الصالون في منزله لكي يعطي الإحساس بأهمية الحدث، و التعامل معه بجدية.. و استمر النقاش حوالي 45 دقيقة، ثم انتقلنا جلوسا في الصالون.. ألان الغريب في الأمر؛ أن القيادات السياسية تتعامل مع القضايا بنوع من الهرجلة، التي تبين أن تجربتهم السياسية متواضعة، و هي تجربة مناكفات و أركان نقاش و ليس تجربة حكم، و لذلك لا يفرقون بين الجدل العام في الكافتريات و وسائل الاتصال الاجتماعية، و بين جدل مع قيادات قابضة على زمام السلطة في الدولة و يديرون شؤونها..
إذا أخذنا تصريحات الفريق ياسر العطا الأخيرة في مقر قيادة الفرقة الثالثة مشاة، أغلبية المعلقين الذين يناصرون الميليشيا، و الذين هم قيادات في جناحها السياسي، تركوا التصريحات جانبا، و تناولوا شخصية ياسر العطا، رغم أن ياسر العطا يمثل الرقم الثالث في قيادة الجيش و الدولة "مجلس السيادة" و هو أحد القادة الذين أخرجوا المدنيين من السلطة في 25 أكتوبر 2021م، أن أخذ القضايا بالامبالاة، هي التي تضعف عملية التفكير في إيجاد حلول للأزمة السودانية من قبل هؤلاء غير المبالين، و الغريب حتى قضية الحرب هم لا يستطيعون أن يكونوا مؤثرين فيها، و أصحاب قرار في كيفية إنهائها، و لكن ياسر واحدا من صناع القرار فيها.. و مهما كان ياسر غير مقبول عند البعض لكن لا تتعامل مع حديثه بسزاجة. و محاولة للتصغير، هذا السلوك ليس مردود على ياسر، مردود على العقلية التي تتعامل مع القضايا بنوع الاستهزاء، ثم تبحث بعد ذلك لمبررات لسلوكها...
أن اعتماد أغلبية الأحزاب الكامل على الخارج لكي يحل مشكلة الحرب و السياسة في السودان، هي التي عطلت عقول قيادتها و اتباعهم، و هم لا يعلمون أن الحرب ليست نزهة، أنما الحرب قد طالت ملايين السودانيين في مالهم و ممتلكاتهم و اعراضهم، و أصبح هؤلاء عندهم موقفا سياسيا جديدا بسبب الحرب التي شردتهم، و موقفا من الذين كانوا سببا فيها.. و أيضا هناك المستنفرين و المقاومة الشعبية هؤلاء سوف يدخلوا ساحة العمل السياسي بقوة، تدعمهم مواقفهم و قتالهم مع المواطنين لتأمين مناطقهم.. هذه متغيرات سوف يكون لها أثرا كبيرا في العملية السياسية و مستقبلها في السودان.. و المنطق يقول أن وقف إطلاق الرصاص لا يعني استدباب الأمن في البلاد، و معلوم أن السلاح منتشر في كل بقاع السودان... لذلك الجيش و كل القوات التي شاركت في الحرب عليها أن تجمع أي بندقية خارج المؤسسة العسكرية.. هناك دول جوار أرسلت عشرات الآلاف من المرتزقة للقتال مع الميليشيا هذه الدول شريك مباشر في الحرب، و ستظل تلعب دورا سالبا حتى لا يستقر الأمن في السودان، و هؤلاء لهم عملاء بالداخل، و أيضا الدول الداعمة للميليشيا خارج الإقليم سوف لن توقف مؤامراتها على البلاد، و سوف توظف عملائها بهدف التخريب و التشكيك و حياكة المؤامرات.. كل ذلك يتطلب أن يكون للجيش و أجهزة الأمن دورا كبيرا في العشرة سنين بعد وقف الحرب..
هناك فرق و أختلاف كبير بين سقوط نظام سياسي من قبل الجماهير، و الحوار الذي يجري بين المكونات السياسية و العسكرية بهدف الاتفاق على إدارة الدولة في الفترة الانتقالية، و بين حرب تشنها ميليشيا مدعومة من الخارج و يغذيها بعشرات الآلاف من المرتزقة و السلاح و التشوين، حرب هدمت كل البنيات الأساسية في الدولة، حرب شنت على منازل المواطنين و شردتهم، و مارست الإبادة الجماعية في مناطق دارفور.. الحالة الأولى تتطلب الحكمة و الصبر و الحوار و الاتفاق بين المتحاورين.. و الثانية تتطلب يقظة الجيش و المؤسسات الأمنية و المستنفرين و المقاومة الشعبية و عامة الشعب حتى لا تستمر الحرب مرة أخرى.. هنا يجب أن تؤخذ القضايا بجدية، و التعامل معها بحس عالى.. لكن الثقافة السياسية السائدة في السودان لا يتم نقاش حول حديث أو مقال أو حتى كتاب دون التعرض للكاتب بحثا و تصغيرا و استهزاء بالشخصية، و تناولها سلبا و إيجابا دون أن يقرأ المكتوب، و تبدأ عملية الحرب النفسية على الكاتب و عندما تسأل عن المكتوب يتواروا خجلا أنهم لم يقرأوا.. هذا الإرث الثقافي ألا مبالي، الذي رسخته بعض الأحزاب في المجتمع يعد واحدا من الأسباب التي أضعفت العملية السياسية في البلاد.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • "التناسليات الحيوانية" يعقد ورشة عمل حول التقنيات الحديثة
  • المقداد: القرارات الدولية لم تحمِ لبنان من الانتهاكات الإسرائيلية
  • وزير الإسكان يوجّه باتباع الأساليب الحديثة لإدارة وتشغيل «سكن لكل المصريين»
  • سجال السياسة في اليمن يصيب الرياضة بعدواه
  • أسواق الأسهم «تعزف» على أوتار السياسة
  • وزير الزراعة يبحث مع السفير الياباني بالقاهرة التعاون في مجال التكنولوجيات الحديثة
  • الديمقراطية..الرأي الآخر!
  • كيف غَيَّر الأمنُ القومي السياسةَ الاقتصادية؟
  • ألامبالاة و الخروج من دائرة السياسة
  • حزب حماة الوطن: مشروع قانون الإجراءات الجنائية يواكب التطورات الحديثة