آثار تاريخية دمرها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
استهدف الاحتلال الإسرائيلي العديد من المواقع الأثرية والتاريخية والمقدسات الدينية في قطاع غزة، خلال عدوانه الذي بدأه على القطاع مباشرة عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومن أبرز المعالم التي تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي ما يلي:
كنيسة القديس بريفيريوستقع في حي الزيتون شرق مدينة غزة، تعد ثالث أقدم كنائس العالم، بنيت بداية القرن الخامس الميلادي، سميت بهذا الاسم نسبة للقديس بريفيريوس الذي نشر الديانة المسيحية في قطاع غزة.
وقد توفي القديس بريفيريوس في غزة وتحتضن الكنيسة قبره، ولكن نقل جثمانه إلى مسقط رأسه مدينة سالونيك في اليونان.
تبلغ مساحة الكنيسة 216 مترا مربعا، بنيت بحجارة يبلغ سمكها 1.8 متر، تتكون من جزأين رئيسيين، الأول هو رواق المصلين الذي يتسع لـ500 مصل تقريبا، والثاني هو الهيكل المخصص لأداء الطقوس الدينية.
بنيت الكنيسة على الطراز البيزنطي، وتزين جدرانها وسقفها المقبب المرفوع على أعمدة رخامية صور ورسومات لشخصيات مسيحية كان لها أثر مهم في التاريخ مثل الملكة هيلانة، بالإضافة لنقوش وتراتيل تروي محاربة القديس بريفيريوس للوثنيين في غزة ونشره الديانة المسيحية في قطاع غزة بأوامر من الإمبراطورية البيزنطية. ويتلاحم برجها بمئذنة المسجد التاريخي "كاتب ولاية".
تآكلت أجزاء من الكنيسة عبر الزمن وتعرضت لأضرار إثر الحروب التاريخية على المنطقة، منها الهجوم المغولي عام 1260، والزلزال الذي ضرب المنطقة في نهاية القرن الـ13 الميلادي.
تعذر إعادة الكنيسة لتصميمها الأولي خلال ترميمها الواسع في 1895 أواخر العهد العثماني، فاتخذت شكل السفينة وأُحضرت الحجارة التي استخدمت في الترميم من إسطنبول.
تعرضت الكنيسة في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لقصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على قطاع غزة، وهو ما أدى لأضرار جسيمة لقاعاتها، وسقط في الغارة أكثر من 20 شهيدا والعديد من الجرحى.
حمام السمرةيقع في حي الزيتون قلب مدينة غزة التاريخية، ويعد ثاني أقدم المعالم بعد المسجد العمري، وهو الوحيد المتبقي من الحمامات التاريخية في قطاع غزة. أنشئ في العهد العثماني على مساحة 500 متر مربع، ثم أعيد ترميمه وتجديده في العصر المملوكي، على عهد الملك سنجر بن عبد الله المؤيدي، وسمي بهذا الاسم نسبة للسامريين الذين عملوا فيه لفترة من الزمن.
يعد حمام السمرة مزارا طبيا وسياحيا، إذ تتميز أرضيته بدفئها على مدار اليوم وقد استخدم في بنائها الحجر الرخامي، لمقاومته رطوبة الماء، يتميز الحمام بروعة التخطيط والبناء العمراني الذي يتجسد بتدرج درجات الحرارة عند الانتقال من غرفة لأخرى، إذ تبدأ بالغرفة الباردة فالدافئة ثم الساخنة.
القاعة الرئيسية بحمام السمرة تضم نافورة مياه ثمانية الشكل، تعلوها قبة معشقة بزجاج ملون (مواقع التواصل الاجتماعي)يتكون الحمام من عدة أقسام، إذ يبدأ مدخله -المنخفض نسبيا مقارنة بما يحيطه من مبانٍ- بسلم نحو الأسفل ينتهي عند القاعة الرئيسية التي تتوسطها نافورة مياه ثمانية الشكل، تعلوها قبة معشقة بفتحات زجاج ملون يسمح بمرور ضوء الشمس، وتتصل القاعة بممرات تقود لإيوانات تغيير الملابس ومغطس المياه الدافئة وحمام البخار، ثم سلم لأعلى يطل على القباب والأخشاب التي تستعمل وقودا لتسخين المياه.
تعرض هذا المعلم التاريخي لقصف صواريخ الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على قطاع غزة عام 2023، وهو ما أدى لتدميره بشكل شبه كامل.
الكنيسة البيزنطيةتقع شمال مدينة غزة في محافظة جباليا، يعود تاريخ بنائها إلى 444م، وسميت بهذا الاسم لأنها بنيت في عهد الإمبراطورية البيزنطية، ويقول المؤرخون إن السبب الرئيسي لهدمها هو تعرضها لزلزال مدمر.
اكتشفت عام 1998 عندما جرى تعبيد شارع صلاح الدين، ولكن ردمت حينها بالرمال لحمايتها حتى وصول الإمكانيات التي تسمح لترميمها والحفاظ عليها، وبدأ ترميمها عام 2017، وافتتحت وزارة الثقافة والآثار موقع الكنيسة مزارا تاريخيا سياحيا عام 2022 بعد انتهاء أعمال الترميم.
عاصرت الكنيسة 24 إمبراطورا بيزنطيا و14 خليفة مسلما، وتتميز عن باقي كنائس بلاد الشام باحتوائها على 16 نصا بالكتابة اليونانية القديمة، وبموقعها الموجود على الطريق التجاري القديم.
الكنيسة البيزنطية تحتوي أرضيتها لوحات فسيفساء تضم نقوشا وزخارف هندسية تروي قصص الحياة قديما (الأناضول)تبلغ مساحتها حوالي 800 متر مربع، وتتكون من 3 أروقة، الرواق الرئيسي والرواق الأوسط (للصلاة)، ورواق التعميد. تحتوي أرضيتها لوحات فسيفساء تضم نقوشا وزخارف هندسية تروي قصص الحياة في العهود القديمة، ولكن فُقد معظمها نتيجة الحروب التي مرت على المنطقة.
استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الكنيسة البيزنطية خلال العدوان على قطاع غزة عام 2023، وهو ما أدى لأضرار جسيمة وتصدعات تهدد بنيتها الأساسية.
بيت السقا الأثرييقع في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بني في القرن الـ17 الميلادي عام 1661، في عهد السلطان العثماني محمد الرابع. بناه أحمد السقا، الذي كان أحد كبار التجار حينها وتعود أصوله للجزيرة العربية من مكة المكرمة.
تبلغ مساحته حوالي 700 متر مربع، له باب رئيسي طوله متران، وساحة بدون سقف بلاطها رخامي، ومضافة، وبعض الغرف الأخرى، يحتوي على سلم ينقسم لشقين يؤدي كل منهما لغرف معيشية تتزين بأقواس حجرية.
ويتميز بقبابه المقوسة التي تتدلى منها الثريات ذات الطابع الأثري القديم. ويتميز بحجارته الرخامية وأعمدته الرومانية. إذ كان يعتبر ملتقى لتجار غزة في ذلك الوقت.
استخدم في بنائه الحجر الرملي والمقدسي، وحجر الكركار، يحتوي سقفه على رمل محشو بالفخار، وهو ما يجعله باردا في الصيف ودافئا في الشتاء.
تعرض عام 1948 لقذيفة ثم أعيد ترميمه، بعدها بقي مهجورا لفترة طويلة حتى سجلته السلطة الفلسطينية عام 1994 موقعا أثريا في وزارة السياحة والآثار.
بيت السقا يحتوي على سلم ينقسم لشقين يؤدي كل منهما لغرف معيشية تتزين بأقواس حجرية (مواقع التواصل)تحول البيت إلى مركز ثقافي بعد إعادة ترميمه عام 2014، ثم دمره الاحتلال مجددا في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني 2023، خلال العدوان على قطاع غزة، في محاولة لهدم وطمس الهوية الفلسطينية.
مسجد السيد هاشمأحد أبرز المساجد التاريخية في قطاع غزة، ويقع في حي الدرج قلب البلدة القديمة، تبلغ مساحته 2400 متر مربع، ويبعد عن المسجد العمري الكبير مسافة كيلومتر واحد.
سمي بهذا الاسم لوجود قبر جد الرسول صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف في الجهة الشمالية الغربية للمسجد، إذ كان يأتي صيف كل عام إلى غزة حتى توفي ودفن فيها، وارتبط اسمه باسم المدينة، إذ تسمى غزة هاشم.
أنشئ مسجد هاشم في عهد المماليك، وجُدد في عهد الدولة العثمانية عام 1930م، وبقي محافظا على طرازه المملوكي، وكان يضم سابقا مكتبة كبيرة تزخر بالعديد من الكتب النفيسة ومدرسة لتعليم علوم الدين أنشأهما المجلس الإسلامي الأعلى.
يضم المسجد باحة مركزية مكشوفة مربعة الشكل محاطة بـ3 إيوانات، وقاعة رئيسية شبه مربعة الشكل، مسقوفة بعقود متقاطعة، وتحتوي محرابا يتجه نحو القبلة، جدد منبرها عام 1850م في عهد السلطان العثماني عبد المجيد الأول.
بني المسجد من الحجارة القديمة، وأعيد ترميم القاعة الرئيسية عام 1903م، بسبب تصدعات وشقوق هددت الجامع بالانهيار. وهدمت أجزاء كبيرة من المسجد إثر قنبلة أصابته أثناء الحرب العالمية الأولى عام 1917م، ولكن أعيد تجديده عام 1926م.
رمّمت وزارتا الأوقاف والشؤون الدينية والآثار في فلسطين المسجد عام 2009، ودعمت المئذنة بسبب التصدعات التي أصابتها.
مسجد السيد هاشم يحتضن قبر هاشم بن عبد مناف جد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام (الأناضول)نجا المسجد من محاولة تدمير خلال حرب عام 2014 على قطاع غزة، إذ تلقى تحذيرا بالقصف سبق قرار وقف إطلاق النار النهائي بساعات قليلة، ولكن اتصالات عديدة أجريت مع المملكة الأردنية لارتباط سلالتها الملكية الأردنية ببني هاشم، والتي وعدت بالتدخل العاجل ووقف التهديد الإسرائيلي.
وتعرض لقصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما أدى لتدميره بشكل جزئي، وذلك أثناء العدوان على القطاع عام 2023.
المسجد العمري الكبيريعد من أقدم المساجد وأعرقها في قطاع غزة، يقع في قلب غزة القديمة في حي الدرج. أسس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ويعد ثالث أكبر مسجد في فلسطين، وكان معبدا في العصر الروماني ثم تحول لكنيسة، وبعد الفتح الإسلامي أصبح أكبر مساجد القطاع.
سمي بالعمري نسبة للخليفة عمر بن الخطاب، وبالكبير لأنه أكبر مساجد القطاع، إذ تبلغ مساحته حوالي 4100 متر مربع، يكتنز بداخله مكتبة تحتوي على العديد من الكتب والمخطوطات التاريخية.
بني المسجد العمري من الحجر الرملي الكركي، وتزين فناءه الخارجي زخارف إضافة لأقواسه الدائرية.
يعكس بنيانه طراز الفن المعماري القديم، إذ تحيط به أقواس دائرية، وتتوسطه قباب مرتفعة، وله 5 أبواب تخرج لشوارع وأزقة عريقة ينبعث منها تاريخ الحضارات التي استوطنت مدينة غزة.
يتميز بمئذنة شامخة متنوعة الزخارف تحمل الطراز المعماري المملوكي، بنيت بشكل مربع في نصفها السفلي وثُماني في النصف العلوي المؤلف من 4 مستويات.
تعرض المسجد لقصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2023، وهو ما أدى إلى تدميره بشكل شبه كلي، أثناء العدوان على قطاع غزة، وسبق أن دمرت إسرائيل أجزاء منه في حربها على غزة عام 2014.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: طائرات الاحتلال الإسرائیلی خلال العدوان على قطاع غزة المسجد العمری فی قطاع غزة بهذا الاسم مدینة غزة متر مربع فی عهد
إقرأ أيضاً:
تقرير يكشف الدول التي ساعدت على نمو صادرات الاحتلال الإسرائيلي
في ظل الأحاديث المتصاعدة عن المقاطعة الاقتصادية التي تفرضها العديد من دول العالم على دولة الاحتلال بسبب عدوانها المتواصل على فلسطين ولبنان، إلا أن تقريرا للتجارة الخارجية الإسرائيلية كشف عن تعزيز علاقاتها التجارية مع أوروبا وآسيا وأمريكا، وتوجه لديها بتوسيع الأسواق، وتعميق التعاون الدولي.
ونقل عامي روحاكس دومبا مراسل مجلة يسرائيل ديفينس، "بيانات أوردها تقرير للتجارة الخارجية لإسرائيل عن الشهر الماضي، ألقى فيها نظرة متعمقة على طبيعة علاقاتها الاقتصادية الخارجية، ومدى اعتمادها على الأسواق الدولية الرائدة، مركزاً على بيانات التصدير والاستيراد للسلع، مع التركيز على أسواقها الرئيسية الثلاثة: أوروبا وآسيا وأمريكا".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "أوروبا الوجهة الأكبر لصادرات السلع الإسرائيلية، بحصة بلغت 34% من إجمالي الصادرات، وهي أكبر مصدر للواردات بحصة 45% من إجماليها، مما يجعل العلاقات التجارية مع أوروبا لا تعتمد على القرب الجغرافي فحسب، بل تقوم أيضاً على العلاقات السياسية والاقتصادية المستقرة، وحقيقة أن دول الاتحاد الأوروبي تشكل سوقًا تكنولوجيًا مستقرًا تساعد على توسيع الصادرات في مجالات مثل المواد الكيميائية والأجهزة الطبية والتقنيات المتقدمة، وقد تمكنت دولة الاحتلال من الاستفادة من طلب السوق الأوروبية على منتجاتها المتطورة، مما يؤدي لزيادة قيمة الصادرات لهذه المنطقة".
وكشف التقرير أن "آسيا تعتبر ثاني أكبر وجهة للصادرات الإسرائيلية بـنسبة 33% من إجمالي الصادرات، وثاني أكبر مصدر للواردات بنسبة 34% من إجمالي الواردات، حيث تعدّ الصين شريكًا اقتصاديًا مهمًا بشكل خاص، ولا تزال سوقًا رئيسيًا للسلع الإسرائيلية، خاصة في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومعدات الدفاع والزراعة المتقدمة".
وأشار أن "هذه البيانات توضح الاتجاه العالمي لتعزيز السوق الآسيوية بشكل عام، والصينية بشكل خاص، حيث يتزايد الطلب على التقنيات المتقدمة والمنتجات المبتكرة، وفي عصر تعزز فيه الصين مكانتها كقوة اقتصادية مهمة، تصبح العلاقات التجارية النامية مع دولة الاحتلال ميزة استراتيجية، خاصة بالنسبة للصناعات التي تعزز القدرات التكنولوجية لكلا الجانبين".
وأوضح التقرير أن "قارة أمريكا الشمالية، خاصة الولايات المتحدة، تعتبر ثالث أكبر مقصد للصادرات الإسرائيلية بحصة 31%، وثالث أكبر مصدر للواردات بحصة 12%، مع العلم أنها ليست شريكا اقتصاديا رئيسيا فحسب، بل أيضا حليف استراتيجي للاحتلال، وترتكز علاقاتهما على تحالفاتهما السياسية والاقتصادية المستقرة، والتقييم المتبادل في المجال الأمني، لاسيما في صادرات الأمن والتكنولوجيا والمنتجات الطبية، التي تقود الصادرات من إسرائيل إلى الولايات المتحدة".
وأشار أن "السوق الأمريكي يوفّر إمكانية وصول البضائع الإسرائيلية لأسواق إضافية في أمريكا الشمالية والجنوبية، مما يساهم في توسيع دائرة عملاء الشركات الإسرائيلية، ويكشف التقرير اعتماد الاحتلال على العلاقات التجارية مع مناطق جغرافية متنوعة".
وأكد أن "العجز التجاري الذي تعانيه دولة الاحتلال بما قيمته 10.2 مليار شيكل، يسلط الضوء على الفجوة بين حجم الواردات والصادرات، وقد يشكل هذا العجز تحديا على المدى الطويل، لأنه يزيد من اعتمادها على الأسواق الخارجية، لكنه يوفر أيضا فرصة للنمو الاقتصادي من خلال زيادة الاستثمارات في المنتجات والخدمات التي يتم إنتاجها لديها، وتصديرها للخارج".
وكشف أن "هناك العديد من الدول، خاصة الصين، ربما تكون محرّكًا لمراكز نمو الصادرات الإسرائيلية في السنوات المقبلة، وفي الوقت نفسه، ستستمر أوروبا في العمل كوجهة مهمة بفضل قربها من دولة الاحتلال، وعلاقاتها التجارية التقليدية، فيما سيساعدها الاستمرار بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول أخرى في آسيا وأمريكا اللاتينية على تنويع الأسواق التي تصدر إليها، وتقليل الاعتماد على أسواق معينة فقط التجارة الخارجية".