الدكتور محمود عبدالعال فرّاج تترقب الأسواق العالمية والإقليمية والمحلية العديد من المؤشرات الاقتصادية والمالية بشكل دوري من أهمها أسعار الفائدة التي يحددها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي او الأوروبي لما لها من تأثير قوي علي معظم اسواقنا العربية وتحديدا الأسواق الخليجية التي تربط عملتها بالدولار الأمريكي ما عدا دولة الكويت التي تربط عملتها الوطنية بسلة من العملات ، كما ان المحللين الاقتصاديين والأسواق المالية تترقب بشكل سنوي مؤشرات الموازنات المالية للدول الكبرى ومعرفة ما هي السياسة المالية التي تنوي هذه الدول اتباعها في السنة القادمة ويأتي في مقدمتها معدل الانفاق الحكومي بشقيه المدني والعسكري وكذلك معدلات الضرائب التي تنوي هذه الدول فرضها ، لذا كان من المهم جدا ان يكون محور مقالنا التالي السياسة المالية والنقدية والتعريف بهما وكذلك اجراء مقارنات بين اهذه السياسات الاقتصادية التقليدية ومقارنتها بمثيلاتها في الاقتصاد الإسلامي ان وجدت ، الحقيقة ، ان هذا الموضوع طرح سابقاً في العديد من المقالات والأبحاث واتمني ان يكون هذا المقال بمثابة قيمة مضافة لما سبق  ونشر في هذا الخصوص ۔ هناك العديد من الأدوات المستخدمة في السياسة النقدية والمالية لتحقيق أهدافها وتتمثل أدوات السياسة النقدية في  سعر الفائدة حيث يتم تحديد سعر الفائدة من قبل البنك المركزي للتأثير على تكاليف الاقتراض وتشجيع النمو الاقتصادي أو تقليل التضخم ، بالإضافة الي نسبة الاحتياطي النقدي التي تتعلق بتحديد مستوى الاحتياطي النقدي الذي يجب أن يحتفظ به البنك المركزي والذي يؤثر على توافر النقد في الاقتصاد، وكذلك عمليات السوق المفتوحة التي  تشمل شراء الأوراق المالية الحكومية أو الأصول الأخرى من السوق المالية لزيادة السيولة وتخفيض تكاليف الاقتراض في حال بيع الأوراق المملوكة من البنك المركزي في الدولة او الدخول كمشتري لهذه الأوراق وضخ نقدية مضافة في الأسواق في حال رغبة البنك المركزي في زيادة عرض النقود في الأسواق ، وهو ما يطلق عليه السياسة التوسعية او السياسة الانكماشية النقدية والتي تلعب أدوات السياسة النقدية بالإضافة لأدوات السياسة المالية في تحديد مفاصلها وهو ما سوف نتطرق اليه لاحقا بعد شرح مبسط لأدوات السياسة المالية التي تتضمن تحديد معدلات الضرائب والتغييرات في نطاقاتها لتأثيرها على إيرادات الحكومة وتوجيه الإنفاق العام، بالإضافة الي تحديد مستوي الإنفاق الحكومي الذي يتعلق بقرارات الحكومة بشأن الإنفاق في مختلف القطاعات مثل البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية والدفاع، ويؤثر على الطلب الاقتصادي وتوزيع الثروة، بالإضافة الي معدل  الديون العامة التي تتضمن إصدار السندات واقتراض الحكومة لتمويل العجز في الموازنة أو مشاريع استثمارية، وتؤثر على مستوى الديون وتكلفة الاقتراض تتنوع هذه الأدوات وتختلف في تأثيراتها وطرق تنفيذها، وتستخدم الحكومات والبنوك المركزية مجموعة منها بناءً على الظروف الاقتصادية والأهداف المحددة وفقاً لما يتطلبه الوضع الاقتصادي السائد بالدولة المعنية من ناحية التضخم، وذلك ان السياسة النقدية والمالية او ما يطلق عليه تحديداً السياسة الاقتصادية ترمي الي تحقيق اهداف اقتصادية معينة من ناحية الإنتاج والتوظيف من خلال تدخل الدولة او البنك المركزي فيها وفقاً للوضع الاقتصادي ، فاذا كانت تعاني من معدات تضخم مرتفعة كما هو الحال في العديد من الدول مثل الارجنتين وفنزويلا وتركيا فان الدولة تتبع سياسة مالية انكماشية من خلال ضغط الانفاق الحكومي وزيادة معدلات الضرائب وزيادة الإصدارات الخاصة بها من السندات واذونات الخزانة بهدف تقليل عرض النقود في السوق المحلي ومن ثم التأثير علي معدل التضخم بالانخفاض وهو ما يطلق عليه السياسة المالية الانكماشية ، والعكس صحيح فان كانت الدولة تعاني من فجوات انكماشية او تباطؤ في الإنتاج فأنها تعمل علي تطبيق سياسة مالية توسعية من خلال زيادة الانفاق الحكومي وتقليل اصدار السندات وخفض معدلات الضرائب لزيادة عرض النقد بالسوق ومن ثم تحقيق معدلات نمو وتوظيف وإنتاج  اعلي ،  فيما يقوم البنك المركزي لدولة ما من خلال اتباع سياسة نقدية توسعية بتخفيض معدلات الفائدة وتقليل سعر إعادة الخصم او خفض نسبة الاحتياطي على الودائع التي يفرضها البنك المركزي على البنوك التجارية  او الدخول للسوق المالية مشترياً للأوراق المالية المتداولة وكل ذلك يؤدي الي ضخ المزيد من النقد في السوق المحلي بهدف زيادة عرض النقود فيها لمعالجة الفجوة الانكماشية في تلك الدولة ، وفي حالة معاكسة يقوم باتباع سياسة نقدية انكماشية تو تقشفية من خلال زيادة سعر الفائدة وزيادة سعر الخصم او زيادة نسبة الاحتياطي على الودائع او الدخول للسوق المالية بائعاً مما يؤدي الي تخفيض السيولة الموجودة في السوق ومن ثم تقليل المعروض من النقد بهدف معالجة حالة التضخم التي قد تعيشها تلك الدولة قد يتساءل الكثيرون من خلال الواقع الذي تعيشه بعض الدول الان من وجود معدلات تضخم عالية وفي نفس الوقت تعاني من معدلات توظيف متدنية او تدني الإنتاج القومي وهو ما يجمع بين حالتين متضاربتين وهما معدلات أسعار مرتفعة وتدني في معدلات وكذلك معدل بطالة مرتفع وتدني في نسب النمو الاقتصادي وهو ما يطلق عليه التضخم الركودي وهو أسوأ السيناريوهات التي يمكن ان يواجها اقتصاد ما ( ركود وتضخم في آن واحد ) ، وهو ما تعاني منه حالياً بعضاً من دولنا العربية بالإضافة الي بعض دول الإقليم ، فصانع القرار الاقتصادي قد يفضل اتباع سياسة اقتصادية من احدي السياستان السابق شرحهما ( سياسة توسعية او انكماشية ) للتعامل مع احدهما مما قد يقود الي تفاقم ويزيد الآخر سوءاً وهذا موضوع قد نتحدث فيه في مقال آخر بمزيد من التفصيل والاسهاب.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

الإحصاء: ارتفاع معدلات التسرب للذكور في المرحلة الابتدائية

يحل اليوم، الأربعاء، اليـوم العالمي لحقوق الطفل الذي يحتفل به يوم 20 نوفمبر من كل عام، والذي يوافق إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل عام 1959.

ويستعرض موقع “صدى البلد” الإخباري أهم المؤشرات الإحصائية للأطفال في مصر وفقًا لإحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

عدد الأطفال الأقل من 18 سنة

وفقا لأحدث البيانات الاحصائية، حدث انخفاض طفيف في نسبة الأطفال أقل من 18 سنة من إجمالي السكان بين عامي 2023 و2024، حيث انخفضت النسبة من 37.7% إلى 37.3%.

وبلغ عدد الأطفال في مصر 39.5 مليون طفل (20,3 مليون من الذكور بنسبة 51.3%، 19,2 مليون من الاناث بنسبة 48.7%) وذلك في بداية 2024.

مؤشرات التعليم

وعن مؤشرات التعليم  بلغ معدل التسرب من التعليم في (2023/2024) 0.3% بالنسبة للمرحلة الابتدائية مقارنة بـ 0.29% في (2022/2023) وترتفع معدلات التسرب للذكور حيث بلغت 0.3% مقارنة بـ 0.2% للإناث.

وانخفض معدل التسرب من التعليم في المرحلة الإعدادية من 1.7% في (2022/2023) ليسجل 0.7% في (2023/2024) وترتفع معدلات التسرب للإناث حيث بلغت 0.7% مقارنة بـ 0.6% للذكور.

كثافة الفصول في مراحل التعليم

تمثل كثافة الفصل أحد مؤشرات قياس جودة التعليم وقد بلغت كثافة الفصل في التعليم ما قبل الابتدائي العام 32 تلميذا/فصل، في التعليم ما قبل الابتدائي الأزهري 40 تلميذا/فصل.

ترتفع كثافة الفصل في التعليم الابتدائي العام، حيث بلغت 50 تلميذا/فصل، مقارنة بكثافة الفصل في التعليم الابتدائي الازهري 44 تلميذا/فصل. 

كما بلغت كثافة الفصل في التعليم الإعدادي العام 48 تلميذا/فصل، في التعليم الإعدادي الأزهري 38 تلميذا/فصل.

مؤشرات التغذية

الإصابة بالأمراض

تعتبر من الأسباب الشائعة لوفيات الرضع وصِغار الأطفال في مصر أمراض الجهاز التنفسي والحمى والاسهال، ويتضح من الشكل انخفاض نسب إصابة الأطفال دون الخامسة بأمراض الجهاز التنفسي الحادة والحمى والاسهال بين عامي 2014 و2021.

بلغت نسب الانخفاض الأعلى بالإصابة بأمراض في الجهاز التنفسي الحادة بفارق حوالي 3% بين عامي 2014 و2021. 

كما تبين وجود ارتفاع طفيف جدا في نسب إصابة الأطفال بالسعال في عام 2021، حيث بلغ 27.7% بينما بلغ 27.3% عام 2014.

الرضاعة الطبيعية

تعتبر الرضاعة الطبيعية الخيار الأمثل لتغذية الرضيع، وتقوية جهازه المناعي بشكل فعال، بالإضافة إلى الفوائد الصحية، وأيضًا تعزز الرضاعة الطبيعية الترابط العاطفي بين الأم والطفل، ما يسهم في التطور النفسي والاجتماعي للطفل.

ويتضح من الشكل المقابل ارتفاع نسبة الرضاعة الطبيعية خلال اول ساعة من 27.1% عام 2014 الي 32.9% عام 2021. 

بينما انخفضت نسبة الرضاعة الطبيعية خلال أول يوم من 78.6% عام 2014 لتسجل 72.2% عام 2021. 

مؤشرات حماية الطفل

مؤشر ختان الإناث
انخفضت نسبة ختان البنات في إجمالي الجمهورية بالفئة العمرية (0 - 17) سنة من 18% عام 2014 إلى 12% عام 2021.

ترتفع نسبة ختان الإناث في الفئة العمرية (0 - 17) سنة في الريف مقارنة بالحضر، حيث بلغت النسبة 14% مقابل 8% بالحضر في عام 2021.

مقالات مشابهة

  • عاجل | "تثبيت الفائدة".. ما هي الأسباب التي دفعت البنك المركزي لهذا القرار ؟
  • عاجل | “السياسة النقدية” تقرر تثبيت الفائدة عند 27.25%.. قرار مفاجئ من البنك المركزي
  • ماذا سيفعل البنك المركزي في اجتماع اليوم؟ .. وكيف تدخل الرئيس لدعم المواطنين |تحليل
  • بشكل لحظي.. البنك المركزي: التحويلات المالية للعاملين بالخارج ستصبح أكثر سهولة وسرعة
  • مصير أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي المقبل.. فيديو
  • مصير أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي المقبل.. تفاصيل
  • هاني أبو الفتوح يكشف مصير أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي
  • عاجل - هل يخفض البنك المركزي سعر الفائدة؟.. توقعات اجتماع السياسة النقدية المقبل
  • عاجل - موعد اجتماع البنك المركزي القادم وتوقعات بتغييرات جذرية في السياسة النقدية
  • الإحصاء: ارتفاع معدلات التسرب للذكور في المرحلة الابتدائية