فايننشال تايمز: حافة الهاوية في الشرق الأوسط تلوح بالأفق
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
أورد مقال نشرته "فايننشال تايمز" البريطانية أن المخاوف تتزايد من التصعيد الإقليمي مع عجز الدبلوماسية بشأن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، الذي كما أفاد المقال يهدد بالانتشار في المنطقة.
وسرد المقال الذي كتبه إميل هوكايم مدير الأمن الإقليمي في "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" ومقره لندن، العوامل التي تتضافر وتجعل انتشار الصراع أكثر احتمالا، قائلا إن "الحروب في الشرق الأوسط لا تبقى داخل حدود دولة واحدة".
وأوضح أن المشاعر والمظالم الكامنة، والتدخل الأجنبي، وغياب عملية الأمن الإقليمي، والضعف المستمر للدبلوماسية المحلية، جميعها تصب لصالح الانتشار.
وأشار إلى أنه، وبعد أيام فقط من هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تم تجنب هجوم إسرائيلي واسع النطاق ضد حزب الله في لبنان بواسطة الضغط الأميركي. ومنذ ذلك الحين، أصبحت سوريا ولبنان واليمن أهدافا ومنصات إطلاق، مضيفا أن التطور الجيوسياسي الأكثر إثارة للدهشة هو نجاح الحوثيين في تعطيل الحركة البحرية في مضيق باب المندب.
الاقتراب من حافة الهاويةوقال الكاتب إن الأيام الـ10 الماضية تظهر مدى قرب المنطقة من حافة الهاوية. وأشار إلى عمليات اغتيال إسرائيل لرضي موسوي "القائد الإيراني الأعلى" في سوريا وصالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في لبنان، ومن قبل قتل الولايات المتحدة لقائد عراقي تدعمه إيران. وقد يكون الانزلاق الواضح نحو التدخل الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن علامة على التسارع.
وأفاد هوكايم بأن المرء يمكنه استبعاد انفجار المنطقة انطلاقا من حقيقة أن حرب عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، والاغتيالات الأميركية والإسرائيلية السابقة لقادة حماس وحزب الله والقادة الإيرانيين، لم تثر صراعا أوسع.
لكنه قال أيضا إن السياق والنطاق والإيقاع والإدراك مختلفة حاليا، إذ يتم اغتيال المزيد من كبار القادة، وشن المزيد من الهجمات ذات الأهمية عبر المزيد من المسارح في فترة قصيرة. وفي الوقت نفسه، يستمر الهجوم الإسرائيلي على غزة، مما يثير استعداء سكان المنطقة.
وأوضح هوكايم أنه ليس من المستغرب أن تقرر إيران وإسرائيل ما إذا كان الصراع سيصبح حربا شاملة أم أنه سيظل منافسة على النفوذ الإقليمي. فبينما تخشى طهران من تآكل مصداقيتها وردعها، لا تزال طهران تنظر إلى أهدافها النهائية على أنها تتحقق بشكل أفضل من خلال "آلاف الخطوات الصغيرة بدلا من المواجهة المباشرة المكلفة".
الدبلوماسية في حالة فوضى
واستمر الكاتب يقول إنه، وبعد 3 أشهر من حرب إسرائيل على غزة، تبدو الصورة الدبلوماسية في حالة من الفوضى، إذ لم يفلح وزراء خارجية دول عربية وإسلامية شكلوا وفدا لزيارة العواصم الكبرى في خلق كثير من الزخم الدبلوماسي.
والجهود المبذولة لتحرير المحتجزين الإسرائيليين تفقد قوتها، والأفكار "حسنة النية" لما يسمى باليوم التالي للحرب لا معنى لها إذا اعتبرت إسرائيل غزة منطقة نشطة للعمليات العسكرية أيا كان من يحكمها وترفض الانضمام إلى عملية تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية.
والحكومات العربية لا تفعل شيئا كبيرا لحماية الملاحة البحرية. ومرة أخرى، يقع على عاتق الولايات المتحدة مسؤولية حشد تحالف لذلك الغرض، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى تفاقم المشاعر المعادية لها في المنطقة.
صعوبات تواجهها أميركاوعاد الكاتب ليقول إن الولايات المتحدة تستحق "بعض الفضل" في منع نشوب حرب إقليمية شاملة حتى الآن، لكنها تبدو خالية من الأفكار، وغير قادرة على نشر النفوذ. ويبدو أن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، هو الوحيد الذي يضع أهدافا واضحة لتسوية سلمية. لكنه ليس لديه تفويض حقيقي ولا نفوذ يذكر على اللاعبين الرئيسيين.
وختم هوكايم مقاله بأن الحرب في غزة تذكير بأنه لا يمكن تجميد الصراعات وتجاهلها، كما أصبح واضحا بشكل مؤلم في العقود القليلة الماضية، وأنه لا يمكن كسب الحروب في ساحة المعركة فقط، بل يجب حلها بشكل عادل، مهما كانت هذه الصراعات معقدة، ومهما كان القيام بحلها محبطا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية: لا تنازل عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة في قلب الشرق الأوسط
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن خطة إسرائيل هي تدمير غزة وتهجير أهلها قسرا أو طوعا، وإزاحة مجتمع كامل بمؤسساته القائمة ونسيجه الجامع.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن خطة إسرائيل التي تعمل عليها هي "قتل الأمل الفلسطيني في الدولة المستقلة"، مشددا أن "تلك الأماني الإسرائيلية لن تتحقق أبدأ".
جاء ذلك خلال كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية في أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة، التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض، بحضور قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية، لبحث التحرك المشترك لوقف الحرب في غزة ولبنان.
وشدد على أن ما تقوم به حكومة إسرائيل و"مناصروها من قطعان المستعمرين" هو تدمير لمستقبل التعايش في هذه المنطقة، وتخريب لإمكانيات السلام الذي يمكننا من إقامة سلام دائم، مؤكدا أنه "لن يكون هناك سلام مع الظلم والقتل والتنكيل".
وأكد أبوالغيط، أن "عجز وسلبية المجتمع الدولي أثارا شهية قوة الاحتلال المتعطشة للدم" فانطلقت توسع دائرة النار من غزة إلى لبنان معرضة استقرار المنطقة كلها لخطر بالغ.
واستنكر الأمين العام لجامعة الدول العربية تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التي تحدث فيها عن رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد، متسائلا: "أي شرق أوسط هذا الذي ترسم خريطته بالدم والقنابل والاغتيال والتجويع وحرق مخيمات اللاجئين بمن فيها؟".
وركز الأمين العام للجامعة العربية، على أنه لا تنازل على أن تكون دولة فلسطين في قلب الشرق الأوسط، وتكون دولة مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد أبو الغيط على أن المطلوب هو وقف فوري لإطلاق النار في غزة وفي لبنان، والبدء في مسار يفضي إلى تنفيذ حل الدولتين في أسرع وقت ممكن وبرعاية دولية، وبالتزام حقيقي بتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، ووقف إطلاق نار في لبنان يستند إلى تنفيذ القرار 1701 بكافة مندرجاته ويحقق الأمن على جانبي الحدود.
وأوضح أن التأخير لا يعني سوى مزيد من الدماء المراقة مع تصاعد احتمالات الانفجار الشامل في المنطقة ولعل الرئيس الأمريكي المنتخب الذي وعد بوقف الحرب أن يفي بوعده في أقرب أجل.