بوابة الوفد:
2024-09-19@22:13:14 GMT

ولد السلام

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

ولد المسيح أى ولدت المحبة لأن «الله محبة» (ايو 16:4). «بهذا أظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكى نحيا به» (1يو9:4).

ولد المسيح أى ولدت المسرة والفرح لأنه قال أراكم فتفرحون. وقالت الملائكة «بالناس المسرة» (14:2). ولد المسيح أى ولد السلام لأنه ملك السلام الذى جاء لينشر السلام على الأرض «وعلى الأرض السلام» (لو 14:2) وهو«رئيس السلام» (أش 6:9).

واليوم يولد المسيح والعالم فى صراعات وحروب قاسية لا تشفق على أحد ومن هذا فالعالم اليوم يحتاج لملك السلام لإنهاء هذه الحروب.. 

وهو قادر أن يحقق هذا السلام فهو (إلها قديراً) كما تنبأ عنه أشعياء (أش 6:9). وهو قادر أن يحقق السلام بأعجوبة عظيمة فهو دُعى (عجيباً) كما قال الكتاب (أش 6:9). وأكيد هو ينظر إلى فلسطين الجريحة التى ولد فى أرضها وله عمل عجيب فيها، لأن الجالسين فى أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور (أش 2:9). قلوبنا مع كنائسنا فى بيت لحم التى اقتصرت احتفالاتها بعيد الميلاد بالصلوات الطقسية وهى تحت القصف وألغت كل المظاهر الاحتفالية.

نطلب من ملك السلام أن يظل بسلامه على بلادنا مصر بصفة دائمة، وعلى أراضى الحروب والصراعات وبخاصة فلسطين الجريحة وكل الشرق الأوسط، ولينشر سلامه على الجميع.. وسنظل نردد فى صلواتنا ونقول : 

«يا ملك السلام أعطنا سلامك، قرر لنا وإغفر لنا خطايانا».

 

 

أستاذ تاريخ الكنيسة وعلم المخطوطات 

وعضو لجنة التاريخ القبطى

القمص يوسف تادرس الحومى

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ولد المسيح الله محبة الحروب ولد المسیح

إقرأ أيضاً:

الدولة والعلم الشرعى

يعجبنى الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف «العالم» الذى يغطى علمه على وظيفته، بل نتابع علمه على الشاشة لنتأكد أنه عالم بحق، وان العمامة الأزهرية ليست مجرد للزينة.. عندما سئل الأزهرى عن فوائد البنوك ومعاملاتها شرعًا سمعنا منه أفانيد شرعية وآراء فقهية ولم يظهر ليقول البنوك حلال حلال حلال وعلى رقبتى.. فهو يعلم تمامًا بطلان مقولة «علقها فى رقبة عالم واطلع سالم» حيث يقولها من يميل إلى هواه ويتبع الباطل، وهو يعلم أنّ هذه الفتوى لا ترضى الله، وأنها مسيسة لتبرير الفساد والظلم!

الأزهرى كشف لنا بكل شفافية ووضوح تغير الفتوى والمراحل التى مرت بها وتحولت من حرام إلى حلال، ليس كما يظن البعض إرضاء للحاكم، وإنما من منطلق فقهى وتغير المعاملات والقوانين والأماكن والأزمنة..

وإن رجعنا الى الماضى القريب سوف نتذكر كيف كان وزير الأوقاف يحتفظ بوظيفته أكثر من علمه، فيختلف الناس عليه، وكثير منهم ما يبتعد عنه وعن فتاواه، حيث أصبح المتعارف لدى الناس أن الفتوى التى ينطق بها وزير الأوقاف هى فتوى الدولة تخرج بناء على توجيهات وتعليمات.. وجاء الأزهرى ليغير تمامًا هذا العرف ليثبت أن العلم الشرعى وبالأدلة الشرعية تخرج الفتوى حتى لو كانت من موظف بالدولة يعتلى أعلى المناصب الدينية..

استطاع الأزهرى على الأقل إعادة ثقة المواطن فى وزارة الأوقاف وفتاويها العلمية المبنية على فقه وشرع ربانى وليس أمرًا وحكمًا

.. وبذلك لن يلجأ المواطن الى تجار الفتاوى والباحثين عن الشهرة، وتلك الفوضى التى من الصعب السيطرة عليها إلا بإعادة الثقة فى المؤسسات الدينية الرسمية فيبتعد المواطن عن هؤلاء أصحاب فتاوى الشهرة..

الفتوى بالفعل صناعة صعبة وثقيلة ولا بد من وجود جبهة علماء للتصدى للفتاوى الشاذة والتى ربما للأسف تخرج من متخصصين فى بعض الأحيان فهذا استاذ جامعى يفتى بجواز سرقة التيار الكهربائى والمياه والغاز طالما أسعارها مرتفعة وهى فتوى تشذ تمامًا عما جاء فى الأديان من تحريم السرقة، بل إن سرقة المال العام أكثر حرمة كون السارق يسرق الناس.. إنها إباحة للباطل وكيف حافظ الاسلام على المال العام.

فقد روى البخارى أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَ عَامِلًا، فَجَاءَهُ العَامِلُ حِينَ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِى. فَقَالَ لَهُ: (أَفَلاَ قَعَدْتَ فِى بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ، فَنَظَرْتَ أَيُهْدَى لَكَ أَمْ لاَ؟). ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَتَشَهَّدَ وَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: (أَمَّا بَعْدُ، فَمَا بَالُ العَامِلِ نَسْتَعْمِلُهُ، فَيَأْتِينَا فَيَقُولُ: هَذَا مِنْ عَمَلِكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، أَفَلاَ قَعَدَ فِى بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَنَظَرَ: هَلْ يُهْدَى لَهُ أَمْ لاَ، فَوَ الَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ يَغُلُّ أَحَدُكُمْ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ)، وروى أبو داود عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَرَزَقْنَاهُ رِزْقًا، فَمَا أَخَذَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ غُلُولٌ)، وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله: (هَدَايَا الْعُمَّالِ غُلُولٌ) رواه الإمام أحمد.

هكذا كان الإسلام حريص على المال العام فكيف يجرؤ هذا المفتى المحسوب على الأزهر بمثل تلك الفتوى التى تبيح المال العام.

 

مقالات مشابهة

  • «الموساد» يدير حرب لبنان
  • مجازر مطلقة... وضمير العالم غائب
  • مجتمع النفايات الفكرية «٣»
  • ماذا حدث في لبنان بسبب أجهزة حزب الله؟
  • للإسترشاد بسيرته في تعزيز سلام العالم
  • صفقة البيجر المشبوهة
  • الدولة والعلم الشرعى
  • عبد المسيح التقى عوده وطالب بالغاء قرار تسجيل النازحين السوريين في المدارس
  • (الساحل الشمالى.. مشكلة مصرية لا مثيل لها فى العالم!!)
  • الأسوة الحسنة