بدأت تأثيرات حملات المقاطعة الشعبية واسعة الانتشار للمنتجات والعلامات التجارية الداعمة لإسرائيل في حربها على قطاع غزة بالظهور مع قرب الإعلان عن النتائج المالية للربع الأخير من عام 2023.

وتراجع سهم شركة ماكدونالدز، أمس الجمعة، للجلسة الثانية على التوالي ليخسر 1.83% في مجموع آخر جلستين، كما تراجع سهم مجموعة ستاربكس في آخر جلسات تداول الأسبوع 0.

6%.

وكان كريس كمبنسكي، الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز، قال الخميس الماضي إن عددا من الأسواق في الشرق الأوسط، وبعضها الآخر خارج المنطقة تشهد "تأثيرا ملموسا في الأعمال"؛ بسبب حرب إسرائيل على غزة، بالإضافة إلى ما وصفها بـ"معلومات مضللة" حول العلامة التجارية، في إشارة إلى تأثير حملات المقاطعة.

وكتب في منشور على موقع لينكد "في كل دولة نعمل فيها ومن بينها الدول الإسلامية، يمثل ماكدونالدز بكل اعتزاز مالكون محليون، يعملون بلا كلل لخدمة مجتمعاتهم ودعمها، إذ يوظفون الآلاف من مواطنيهم".

ووجدت سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" نفسها هدفا رئيسيا بعد إعلان فرع الشركة في إسرائيل أنه قدم آلاف الوجبات المجانية للجيش الإسرائيلي، وهو ما أثار استياء الرأي العام العربي.

اعتراف

وأكد محللون للجزيرة نت أن تصريحات مسؤولي شركة ماكدونالدز بشأن أعمالها في منطقة الشرق الأوسط دليل على أن المقاطعة الشعبية أثرت على نتائجها المالية ونتائج باقي الشركات الداعمة لإسرائيل.

وقال الرئيس التنفيذي للإستراتيجيات والأسواق الناشئة بشركة فورتريس للاستثمار، مصطفى فهمي إن "هذه التصريحات اعتراف واضح بانعكاس المقاطعة السلبي على ماكدونالدز وشركات أخرى مثل ستاربكس وغيرها".

وأضاف أن ذلك يشكل استباقا لأي صدمة قد تظهر مع الإعلان عن النتائج المالية السنوية لماكدونالدز والشركات الأخرى في ظل التأثير الواضح والمباشر للمقاطعة.

تراجع

ولفت فهمي إلى أن أي تأثرات سلبية للنتائج المالية من حيث الإيرادات والأرباح والتوزيعات ستؤدي إلى تراجع قيمة سهم الشركة.

وتراجع سهم ماكدونالدز غداة تصريحات رئيس تنفيذها نحو 1% ليغلق عند 291.74 دولارا في جلسة الخميس.

وواصل السهم خسائره لينزل إلى 289.04 دولارا بنهاية جلسة أمس الجمعة ويصنف ضمن الأسهم ذات الأداء الأضعف عند الإغلاق بنسبة تراجع بلغت نحو 1% أيضا.

ومنذ إطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى الجمعة الخامس من يناير/كانون الثاني الحالي خسر سهم ماكدونالدز في 25 جلسة تداول وسجل أدنى مستوى له -خلال هذه الفترة- في جلسة 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عندما بلغ 245.88 دولارا.

وتوقع فهمي أن يكون أداء الفروع الإقليمية وأصحاب الامتياز التجاري للشركات التي طالتها المقاطعة قد تأثر بنسبة لا تقل عن 70% نتيجة امتداد أمد الحرب والمقاطعة لأكثر من 90 يوما أي نحو ربع مالي كامل.

وعبر عن قناعته بأن التأثيرات ستطال القوة التشغيلية والعمالة والأجور لدى هذه الشركات. كما توقع أن تمتد هذه التأثيرات السلبية لتشمل "على الأقل الربع الأول من سنة 2024".

وتعدّ ماكدونالدز واحدة من أشهر العلامات التجارية في العالم، وترتبط ارتباطا وثيقا بالولايات المتحدة، رغم أن الغالبية العظمى من مطاعمها مملوكة لأفراد أو شركات محلية، بموجب نظام حقوق الامتياز التجاري.

وبحلول السنة المالية 2022، منحت الشركة حقوق امتياز وتشغيل لحوالي 40 ألفا و275 مطعما لماكدونالدز، في أكثر من 100 دولة.

وحققت سلسلة الوجبات السريعة إجمالي إيرادات سنوية بلغ 23.18 مليار دولار في العام قبل الماضي.

من جهته تراجع سهم شركة ستاربكس أمس الجمعة 0.6% ليغلق عند 92.99 دولارا، وهو أدنى مستوى منذ جلسة الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ومنذ انطلاق طوفان الأقصى وحتى جلسة أمس الجمعة يكون سهم ستاربكس قد تراجع في 37 جلسة، بينما استرد أنفاسه في 26 جلسة أخرى.

وخسرت قيمة الرأسمال السوقي لشركة القهوة العالمية مليارات الدولارات بسبب تأثيرات المقاطعة وإضرابات العمال لتحديث الأجور وفشل حملات الترويج.

دعم المنتج المحلي

وفي الوقت الذي أثرت فيه المقاطعة على العلامات التجارية الداعمة لإسرائيل شكلت هذه المقاطعة فرصة لدعم المنتجات المحلية البديلة.

وارتفع الطلب على عديد المنتجات المحلية في البلدان العربية، وسط مطالب بضرورة الاستمرار وتطوير هذه المنتجات لتنافس على صعيد الجودة والكلفة.

وتلمس بعض العلامات التجارية الغربية تأثير المقاطعة في مصر والأردن ودول أخرى. وانتشرت المقاطعة حاليا في بعض البلدان خارج المنطقة العربية، ومن بينها ماليزيا.

وقال مدير الاستثمار في شركة الأهلي للوساطة وليد فقهاء إن حملات المقاطعة ستشكل فرصة للشركات والمنتجات المحلية العربية خاصة إذا استغلت هذه الظروف وقدمت منتجات مشابهة لتلك التي تطرحها الشركات الأجنبية الكبرى.

وعبّر فقهاء في حديث للجزيرة نت عن اعتقاده بأن هذا الهدف يمكن تحقيقه، مشيرا إلى تجارب مماثلة حدثت في روسيا عندما انسحبت شركات كبرى عالمية مثل ماكدونالدز وستاربكس غداة الحرب على أوكرانيا كنوع من العقوبات لتحل محلها منتجات وعلامات محلية بالشكل والنمط ذاتيهما.

ولم يستبعد أن تصل الأسواق العربية إلى مرحلة "إحلال" المنتج المحلي بدل المنتج الأجنبي، لكنه ربط ذلك بتقديم سلعة بسعر أقل وجودة مماثلة.

ورأى فقهاء أن توفير المنتج البديل سيعزز من فرصة نجاح حملات المقاطعة للعلامات الداعمة لإسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الداعمة لإسرائیل حملات المقاطعة أمس الجمعة تراجع سهم

إقرأ أيضاً:

بين برميل النفط وأونصة الذهب… الأسواق تترقب الحرب التجارية بين ترامب وبكين!

سجلت أسعار النفط تراجعًا خلال التعاملات الآسيوية اليوم الاثنين، “وسط مخاوف من تأثيرات الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين على النمو الاقتصادي العالمي، ما قد يؤدي إلى ضعف الطلب على الوقود”.

وبحسب بيانات وكالة “رويترز”، “انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بـ29 سنتًا أو بنسبة 0.45% لتصل إلى 64.47 دولارًا للبرميل، في حين تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط بـ27 سنتًا أو 0.44% إلى 61.23 دولارًا للبرميل”.

وخسرت أسعار الخامين نحو 10 دولارات للبرميل منذ بداية الشهر الحالي، نتيجة استمرار التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.

بدوره، توقّع بنك “غولدمان ساكس” أن “يسجّل خام برنت متوسط سعر يبلغ 63 دولارًا للبرميل خلال بقية العام الجاري، بينما يتوقع أن يسجل خام غرب تكساس الوسيط 59 دولارًا”. وعلى المدى الطويل، يتوقع البنك “أن تنخفض الأسعار إلى 58 و55 دولارًا للبرميل على التوالي بحلول 2026”.

وأشار البنك، في مذكرة تحليلية، “إلى أن الطلب العالمي على النفط قد يرتفع بمقدار 300 ألف برميل يوميًا فقط خلال الربع الأخير من العام”، مؤكدًا أن التباطؤ في الطلب سيكون أكثر وضوحًا في المواد الأولية للبتروكيماويات”.

في هذا السياق، أفادت شركة “بيكر هيوز” “أن شركات الطاقة الأميركية خفّضت عدد منصات الحفر بأكبر وتيرة أسبوعية منذ يونيو 2023، ما أدى إلى تراجع إجمالي عدد المنصات للأسبوع الثالث على التوالي”.

الذهب يتراجع بعد مكاسب قياسية

على صعيد آخر، تراجعت أسعار الذهب بشكل طفيف خلال تعاملات الإثنين، بعد أن سجلت مستويات قياسية في وقت سابق من الجلسة.
وبحسب “رويترز”، “بحلول الساعة 03:29 بتوقيت غرينتش، هبط الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 3232.45 دولارًا للأونصة، بعد أن بلغ ذروته عند 3245.42 دولارًا. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 0.1% إلى 3248.20 دولارًا للأونصة”.

وقال تيم ووترر، كبير المحللين في “KCM Trade”، “إن أنباء استثناء بعض السلع التكنولوجية من الرسوم الجمركية زادت من شهية المخاطرة، ما أدى لتراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن”، مضيفًا: “الذهب يفتقر إلى اتجاه واضح في ظل الضبابية التجارية”.

توقعات الذهب والعملات

رفع بنك “غولدمان ساكس” توقعاته لسعر الذهب في نهاية عام 2025 إلى 3700 دولار للأونصة، مقابل 3300 دولار سابقًا، مستندًا إلى ارتفاع الطلب من البنوك المركزية وزيادة تدفقات الاستثمار.

وبالنسبة للمعادن الأخرى:

انخفضت الفضة أكثر من 1% إلى 31.91 دولارًا للأونصة.

ارتفع البلاتين 0.6% إلى 948.45 دولارًا.

زاد البلاديوم 0.8% إلى 922.98 دولارًا.

ورغم بعض الدعم للدولار خلال تعاملات الإثنين، إلا أنه لا يزال بالقرب من أدنى مستوى له في ثلاث سنوات و”ارتفع الدولار بنسبة 0.34% مقابل الفرنك السويسري، بينما انخفض اليورو 0.13% إلى 1.1344 دولار”.

و”تراجع الجنيه الإسترليني 0.33% إلى 1.3084 دولار، في حين ارتفع الدولار الأسترالي 0.15% إلى 0.6303 دولار، والنيوزيلندي 0.33% إلى 0.5843 دولار.
وتراجع اليوان الصيني 0.17% في المعاملات الخارجية إلى 7.2941 مقابل الدولار”، بحسب بيانات “رويترز “.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تدعم الشركات في مواجهة رسوم ترامب .. فماذا فعلت؟
  • تراجع الدولار عن مكاسبه مع التركيز على المحادثات التجارية
  • مؤشرات البورصة تسجل تباين في جلسة الأربعاء بفعل تراجع أسهم قيادية
  • الحرب التجارية ستؤدي إلى تراجع الطلب العالمي على النفط
  • لـ اليوم الثالث.. تراجع سعر الذهب عالميًا وسط احتدام ردود الأفعال التجارية على قرارات ترامب
  • وزير قطاع الأعمال: ننفذ خطط عمل لتطوير أداء الشركات التابعة وزيادة قدراتها الإنتاجية
  • مقاطعة العلامات الداعمة لإسرائيل في الأردن تنعش الصناعة المحلية
  • أسعار ومؤشرات العملات الرقمية اليوم.. أداء متباين وسط تقلبات الأسواق
  • بتكوين تستقر وسط تحسن طفيف في شهية المخاطرة وتوتر مستمر بسبب الحرب التجارية
  • بين برميل النفط وأونصة الذهب… الأسواق تترقب الحرب التجارية بين ترامب وبكين!