وزيرة خارجية فرنسا: غزة أرض فلسطينية وجزء من الدولة المستقبلية
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
غزة – أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا عدم أحقية إسرائيل في تحديد مستقبل غزة التي تعد أرضا فلسطينية، مشددة على ضرورة العودة إلى مبدأ القانون الدولي.
ووصفت الوزيرة الفرنسية، في تصريح لقناة “سي إن إن” الأميركية، التصريحات المتكررة الصادرة عن سياسيين ومسؤولين إسرائيليين مؤخرا بشأن إجبار الفلسطينيين في قطاع غزة على الهجرة بأنها غير مسؤولة، مؤكدة أن بلادها تدعم حل الدولتين.
وأوضحت الوزيرة الفرنسية أن غزة أرض فلسطينية تريد أن تكون جزءا من دولة فلسطين المستقبلية، وندعم حل الدولتين الذي يعدّ الخيار الوحيد الممكن لحل الخلاف في الشرق الأوسط.
وأشارت كولونا أيضا إلى التزام بلادها بالسعي لتفادي أي تصعيد جديد للأوضاع من جانب أي طرف، بما في ذلك في المناطق المجاورة مثل لبنان والبحر الأحمر.
كان وزيرا المالية والأمن القومي في إسرائيل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير قد جاهرا بالدعوة إلى تهجير سكان غزة وإعادة احتلال القطاع وبناء مستوطنات فيه، فقد دعا بن غفير الاثنين الماضي إلى عودة المستوطنين إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وإلى تهجير السكان الفلسطينيين إلى بلدان تقبل استقبالهم كلاجئين.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن سموتريتش قوله إن “أكثر من 70% من الجمهور الإسرائيلي يؤيد حلا إنسانيا لتشجيع الهجرة الطوعية لعرب غزة واستيعابهم في بلدان أخرى”، مضيفا أن “المجتمع الإسرائيلي لن يوافق على استمرار هذا الواقع في غزة، نحن مطالبون بإعادة التفكير والمشاركة مع أصدقائنا في المجتمع الدولي”
تصريحات سموتريتش وبن غفير جاءت بعد أسابيع قليلة من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يعمل على “الهجرة الطوعية” لسكان غزة، ويبحث عن بلدان يمكن أن تستضيفهم، وذلك بعد طرح مقترح تهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية أول الحرب.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن تل أبيب تعتزم تعيين توني بلير وسيطا بينها وبين دول غربية لإقناعها باستقبال لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت أكثر من 22 ألف شهيد وقرابة 58 ألف مصاب معظمهم أطفال ونساء، كما خلفت دمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
المصدر : وكالاتالمصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ماريان جرجس تكتب: ويحكى معبر رفح روايات مصرية فلسطينية
تبرهن الدولة المصرية يومًا بعد يوم أنها اكتسبت خبرة واثُقَلت بما يكفي من مهارات، باتت تجعلها قديرة في التعامل مع الأزمات الإنسانية والتنموية ، وان رواية التنمية المصرية وحرب الوجود التي خاضتها الدولة المصرية داخليًا جعلت منها دولة مخضرمة في القضايا الوجودية .
بينما يجعجع ترامب بتصريحات هوجاء عن التهجير وعن طمس الهوية الفلسطينية للأبد ، تعتزل الدولة المصرية تلك المهاترات السياسية الخالية من المنطقية والعدل والتي تخالف كل المواثيق الدولية ، تصطف الشاحنات والمعدات الثقيلة إمام معبر رفح من الجهة المصرية ، والمنازل المتنقلة حتي يتسنى لأهل غزة العيش بها حتى إتمام إعادة الاعمار ، وكأن الدولة المصرية تضرب بعرض الحائط كل التصريحات الهوجاء التي تحاول تنفيذ المخطط الآثم الذي كاد الشرق الأوسط يتقسم من أجل إزاحة الفلسطينيين من أرضهم .
فكرة المنازل المتنقلة هي فكرة مصرية عبقرية ، تحل أزمة الوقت الذي يتحجج بها مناصرو التهجير ، فترامب قال أن تلك المنطقة أصبحت منطقة غير آهله للعيش الآدمي ، مدمرة بسبب الحرب وتحتاج إلى سنوات ومليارات الدولارات من أجل إعادة الاعمار .
كما يرسل ذلك الاصطفاف أمام المعبر اليوم العديد من الرسائل الرافضة للتهجير بشكل عملي ورفض بشكل قاطع للحيلولة دون المساس بأمن مصر القومي وبأراضيها وبالقضية الفلسطينية أو بالأحرى الهُوية الفلسطينية .
قد يُخيل للعالم أن الولايات المتحدة تستطيع ممارسة تلك الرعونة دون رادع لها ، ولكن في يد العالم العربي الكثير من كروت الضغط على العالم الغربي والولايات المتحدة الأمريكية كي تتوقف عن الحديث عن مخطط التهجير ، مثل الاستثمارات السعودية التي تداعب أحلام ترامب الاقتصادية الأمريكية ، كما أن لمصر رصيد كبير في العالم الغربي بفضل كثير من الملفات الناجحة والقضايا التي أدلت مصر بدلوها مثل قضايا الهجرة النظامية والإرهاب وتغير المناخ والمشروعات الخضراء وبذلك الرصيد تستطيع مصر تدويل القضية وتحصل على حشد دولي غربي رافض للتهجير الذي بات حلم ترامب الأوحد .
أما على الصعيد الدولي ، فلدى مصر حليف وصديق استراتيجي سياسي مهم جدًا ، يمكن إدخاله في تلك المرحلة ؛ إلا وهو الصين ، فالصين تعترف رسميًا بأن غزة هي ملك لأهلها رافضة لسيناريو التهجير كما أنها من رواد إعادة الأعمار والاستثمار في البنية التحتية ، وهنا تتوافق المصالح السياسية مع الاقتصادية ، فما أفضل أن يتم إعادة اعمار غزة بشكل سريع بأياد مصرية عربية وبالشراكة مع الشركات الصينية
فمصر أثبتت بالتجربة العملية أن التنمية والبناء هما حائط الصد أمام الإرهاب والاحتلال والتهجير والتدخل الغربي ، فكما كانت التنمية في سيناء هي حائط الصد أمام عودة الإرهاب مرة أخرى إلى سيناء ستكون أيضا التنمية هي المانع ضد التهجير .