بوابة الوفد:
2024-10-03@19:07:16 GMT

وبالناس المسرة

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

معناها أن الرب صار مسروراً بالإنسان فبعد أن سقط الإنسان وفقد كرامته الأولى وانفصل عن الله والحياة والسعادة. لم يكن ممكناً أن يهمله الله أو يتركه للموت والفناء بل بالحرى تجسد ليفديه ويخلصه من أثامه من حكم الموت ومن فساد الطبيعة ويجعله ابناً لله وشريكاً فى المجد العتيد.. هنا صار الله مسروراً بالإنسان،، الإنسان المُفتدى.

. الإنسان المُقتنى.. الإنسان الراجع إلى أصله.. حيث الله والمجد والقداسة والخلود. 

متى يُسر الله بنا؟

لا شك أن الله حينما خلق الإنسان كان يهدف أن يكون إبناً محبوباً لديه، يسعد بحبه، وينتهى إلى حياة أبدية خالدة معه.. وهذا لا يتأتى إلا من خلال مراحل تكاد تكون محددة وواضحة المعالم أهمها ما يلى:-

1 - التوبة: هى باب السماء والطريق الوحيد إلى الله وهى ببساطة عودة القلب المُشتعل بالهموم والخطايا والبعد إلى حضن الآب السماوى. التوبة هى صحوة، فكلمة تاب = ثاب أى عاد إلى رشده وصحا من نومه.. والإنسان حينما يتوب يكون ذلك نتيجة مقارنة هادئة بين الحياة خارج نعمة الله وحبه، والحياة داخل دائرة الله وبيته.. ومن هنا يختار الإنسان ببساطة أن يعود إلى حضن المسيح ليشبع بالحب وليأمن من خطر العدو (عدو الخير) وليتقدس كيانياً بعمل روح الله. يعود ابناً يلبس خاتم البنوة ويرتدى ثوب البر ويشبع بالجسد والدم الأقدسين ويتمتع بجماعة القديسين.

التوبة لا تعنى عدم الخطية بقدر ما تعنى كرهها والانتصار عليها بنعمة الله وأمانة الجهاد الروحى. فوصية معلمنا يوحنا واضحة:- يَا أولادى، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَى لاَ تُخْطِئُوا. (هذا هو جهادنا اليومى وقصدنا الدائم).. وَإِنْ أَخْطَأَ أحد فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أيضاً» (1يو 2،1:2). إذن.. فجهادنا الرئيسى أن لا نخطئ لكن إذا حدث خطأ فباب التوبة مفتوح. والمؤمن يكره الخطأ لأنه يحس بمجرد سقوطه بما فقده من سعادة تفوق لذة الخطية وعسلها المسموم.

2 - الشركة مع الله: التوبة لا يمكن أن تكون وحدها بل يجب أن يكون هناك شركة مع الله من خلال الصلاة.. بالأجبية التى يتحد فيها بأحداث حياة الرب يومياً من القيامة إلى حلول الروح القدس إلى الصلب إلى الموت إلى إنزال الجسد المقدس ثم دفنه ثم انتظار المجىء الثانى.. يشبع فيها المؤمن بصلوات هى عصارة قلوب كثيرة، مثل داود وغيره ممن كتبوا المزامير خلجات حب وأنين قلب.. الصلوات السهمية: كصلاة (يا ربى يسوع المسيح ابن الله ارحمنى أنا الخاطئ) أو (اللهم التفت إلى معونتى). 

والشركة مع الله تعنى أن أسمع صوت الحبيب من خلال كلمات النعمة التى صدرت من فمه (الكتاب المقدس) الذى فيه أسمع صوته وأتعرف على مواعيده وأحس بتعاملاته اليومية مع رجال الله.

ولكن قمة الشركة مع الله تتم من خلال الإفخارستيا حيث يتحد الإنسان بالرب ويثبت فيه من خلال التناول من جسده ودمه الأقدسين.

3 - العضوية الكنسية: لا يمكن أن يتحد عضو بالرأس ولا يتحد بباقى الأعضاء ليتكامل الجسد ويقوم بوظائفه الكنسية والعامة بمعنى أن لكل عضو وظيفته الخاصة ولكن الجسد كله له وظيفة عامة هى الشهادة للرب فى العالم لإضافة المزيد من الأعضاء والمزيد من وارثى الملكوت.. لهذا فالكنيسة تحتضن العالم فى حب، وتشهد له فى أمانة وتحس بمسئوليتها نحو الإنسان والإنسانية بصفة عامة.. ومن هنا يرتبط المؤمن بكافة الأعضاء فى الجسد المقدس سواء الأعضاء السماوية كالقديسين (الذين نقرأ سيرهم وندرس أقوالهم) أو الأعضاء المجاهدة على الأرض فنخدم بعضنا بعضاً.

4- القداسة: ونعنى بها تكريس وتخصيص القلب لله، فكلمة (قدش) بالعبرية. أو (أجيوس) باليونانية معناها (المفروز لله) أو (المخصص لله) وكان الكاهن يضع على عمامته علامة مذهبة مكتوب عليها (قدس للرب) بمعنى أن هذا الإنسان أصبح مخصصاً لله ولخدمته. لهذا فالمؤمن هو الإنسان الذى يخصص قلبه للرب حباً وقداسة وجهاداً «وَالْقَدَاسَةَ الَّتِى بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أحد الرَّبَّ»، (عب 14:12). «بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِى دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أيضاً قِدِّيسِينَ فِى كُلِّ سِيرَةٍ. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّى أنا قُدُّوسٌ».(1بط 16،15:1)، لأن «لأن هذِهِ هِى إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ»، (1تس 3:4).

5 - أمجاد الملكوت: لا شك أن من عاش فى كل ما سبق من توبة وشركة مع الله والقديسين والقداسة لا شك أنه سيصل إلى أمجاد الملكوت المتعددة مثل:

 تغيير الجسد: إذ يطرح الجسد الترابى ويلبس الجسد النورانى جسداً روحياً نورانياً سمائياً كجسد الرب فى القيامة « الَّذِى سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ « (فى 21:3). لا مرض لا خطية لا موت.

 الجلوس فى عرش الله: (مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أن يَجْلِسَ مَعِى فِى عَرْشِى، كَمَا غَلَبْتُ أنا أيضاً وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِى فِى عَرْشِهِ) رؤ 21:3. تصور معى.. مكانتنا فى السماء ومركزنا فى أورشليم السمائية.

 الحياة الأبدية: لأننا سنستمد الحياة من الرب الحى إلى الأبد الذى وعدنا قائلاً: (إِنِّى أنا حَى فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ.) (يو 19:14). ويعد هذا هو طريق (وبالناس المسرة) أن فرحة الرب تكمن فى أن يرانا متمتعين بخلاصه سعداء بحبه منتظرين أبديته. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: انفصل الله الحياة والسعادة مع الله من خلال

إقرأ أيضاً:

الخيميائى وطاقة الشر (الأخيرة)

عزيزى الإنسان، لا تدع طاقتك السلبية بكل أمراضها وشرها تتحكم فى نفسك لتدمر حياتك والآخرين، على كل العقلاء فى هذا العالم أن يدركوا هذا، ليس منا من كانت طفولته سعيدة بالمطلق، حتى الأثرياء ممن يقال عنهم ولدوا فى أفواههم ملاعق ذهب، لا يخلو أى منهم من عقدة ما فى طفولته وشيء سلبي، حتى التدليل المفرط له انعكاسات سلبية على الإنسان حين يكبر، جملة القول كل إنسان بالغ سيجد بداخله شيئًا ما فى ذاكرته يؤرق حياته ويؤثر فيها، وإدراك خطورة هذا الشيء ومحاولة علاجه بكل الطرق أمر ضروروى لتنقية أنفسنا من شوائب الطفولة، تلك الشوائب التى تجعلنا نعتنق مفاهيم وسلوكيات خاطئة فى الحياة، نرتكب الشرور لنحقق أحلامنا وأهدافنا ولو على حساب الآخرين.
والطاقة السلبية طاقة شر، تجعلنا نفقد الشعور بالنعم التى وهبها الله لنا، ونبحث عن المزيد من المكاسب والأشياء التى فى أيدى الآخرين، وأيضًا فى نفس الوقت لا نشعر أبدًا بالرضا، لأننا ننسى ونغفل فى خضم هذا أن بداخلنا كنز هائل هو روح الحياة نفسها، لو أدركنا ماهية روح الحياة هذه لعاش كل منا فى سعادة وراحة بال ورضا بكل ما يهبه الله له من نعم، ولسعى فى رحلة الحياة بنفس راضية مهما صادفه من صعوبات بنفس راضية وارادة قوية دون أن يؤذى فى رحلته أحدًا لتحقيق نجاحات أو مكاسب، لقناعته بأن لديه روح الحياة وطاقتها الإيجابية الخاصة به، فقط عليه تطويع هذه الهبات الإلهية لخير نفسه وعدم الضرر بالآخرين، بل والتعاون معهم ومساعدتهم لأجل مجتمع مترابط تسوده المحبة والمساندة لا الشر والكيد والخذلان.
وجد باولو كويلو مؤلف رواية الخيمائى نفسه من خلال الراعى الأسبانى بطل روايته– والتى أعتقد أن مضمونها يشير اليه شخصيا- فى رحلة بحثة عن ذاته وروح الحياة د، فقد رأى الراعى حلمًا متكررًا حول كنز مدفون في الأهرامات بمصر، وقرر أن يجرى وراء هذا الكنز ليحقق ما رآه فى الحلم، وخلال سفرته الطويلة التى بدأها من إسبانيا وعبر مضيق جبل طارق، مارا بالمغرب، حتى بلغ مصر واجه الكثير من العقبات التى كادت تمنعه من متابعة الرحلة وتجعل من المستحيل عثوره على هذا الكنز، لكنه مع هذه الصعوبات كان يتلقى إشارات غيبية تجعله يواصل الرحلة الشاقة فى إصرار رغم أنه لا يملك دليلًا واحدًا على وجود الكنز فى الواقع.
خلال رحلته يتعرض للسرقة وللمخاطر والموت، ويصادفه رجل إنجليزي يريد أن يصبح خيميائيًا، وخيمياء تعنى تحويل أى معدن إلى ذهب، وهذا الرجل يبحث هو الآخر عن حلمه، ويحثه هذا الرجل على المضى نحو كنزه ويلتقى الراعى الإسبانى ايضا فى رحلته الفتاة الجميلة فاطمة ويقع فى حبها، وتتصارع نفسه بين البقاء إلى جانب حبيبته وبين متابعة البحث عن كنزه المادي، وتحسم فاطمة حيرته وتنصحه بالمضى وراء حلمه وتعده بإنتظار فى الصحراء.
خلال رحلته تنشأ رابطة بينه وبين الكون حتى يصبح عارفًا بلغة الكون فاهمًا لعلاماته وإشارته الغيبية وهو يواجه الذل، الإثارة، الحب، ألم الفراق، الحروب والصراعات بين قبائل الصحراء، وعندما تقبض عليه إحدى قبائل الصحراء هو والخيميائى الإنجليزي، ينجو من الموت بأعجوبة من خلال إيمانه بتلك الإشارات الكونية وقد وضعه هذا الموقف فى اختبار عظيم من علاقته بالكون، وعندما يصل وحده أخيرًا إلى الأهرامات يكتشف أن ما ينتظره هو علامة أخرى ليصل لكنزه، ليدرك أن كنزه الأول هو ذاته، وأن كل هذه الرحلة كانت لتتوطد علاقته الروحية مع الكون ويكتشف طاقته الإيجابية الحقيقية والتى تتلخص فى أن الإنسان عندما يريد شيئًا فإن كل شيء فى الكون يطاوعه لتحقيق رغبته، وأن الكنوز بداخلنا هى التى تثرينا وترضينا وليس كنوز المادة، لأنه بالفعل يجد صندوقًا مملوءًا بالذهب، لكنه لا يتوقف عن مواصلة الرحلة لمزيد من اكتشاف الكون. قد لا يقتنع كثيرون بهذا الطرح ولكن سيتعجبون حين يعلمون أن مضمون وجوهر الرواية فى علاقة الإنسان بالكون وإيجاده لكنزه الذاتى أولًا ليسعد وهو يرتحل فى الحياة ويغامر ليحقق أحلامه بلا يأس ودون أن يؤذى أحدًا، لذا كانت هذه الرواية الأعلى مبيعًا فى العالم، فقد بيع منها 210 ملايين نسخة فى 170 دولة وترجمت لأكثر من 81 لغة.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • أمير قطر يتحدّث عن مخطط إسرائيل في لبنان
  • ملتقى التأثير المدني: بين التوبة والإصرار على الانتحار!
  • أسرار لغة الجسد: خمس نصائح لكسب القلوب والعقول
  • بالفيديو.. فنان لبناني يتحدّث بحزن أمام ركام منزله المدمّر
  • 6 أعراض خطيرة تؤكد الإصابة بـ السرطان.. تعرفوا عليها
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يشارك في رتبة التوبة
  • الخيميائى وطاقة الشر (الأخيرة)
  • محمد عبد الله بعد اختياره وكيلا ثانيا لنقابة الموسيقيين: سعيد بثقة الأعضاء
  • "حقوق الإنسان" تناقش مستجدات ترقية تصنيف اللجنة
  • متصلة: «غلطت وتبت وزوجي عاوز يطلقني؟».. وواعظة: «ده ربنا بيقبل التوبة»