ميلاد المسيح هو ميلاد الأبدية
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
لا شك أن الفداء هو السبب الأساسى للتجسد، جاء الرب إلى العالم ليخلص الخطاة، جاء ليفديهم، جاء ليموت وليبذل ذاته عن الكثيرين، جاء السيد المسيح ليوفى العدلى الإلهى ولينوب عن البشرية فى الموت وفى كل ما هو مطلوب منها أن تعمله نحو إرضاء الله لكى تكون لهم حياة أفضل. لقد كانت خطة الفداء ماثلة فى فكر الله منذ سقوط الإنسان الأول، وأول ما نتذكره فى عيد الميلاد المجيد هو أن الله يسعى دائماً لخلاص الإنسان حتى لو كان الإنسان لا يتهم بأبديته بأى طريقة، لأنه يريد خلاص الجميع.
عندما تجسد كلمة الله فى صورة بشرية فقد جسد على أرضنا فى صورة مرئية وبذلك صار الله الحى متجلياً فى صميم الواقع البشرى حتى لا يبقى الإنسان جاهلاً مصدره أو غريباً عن خالقه.
قد تجسد ابن الله الأبدى فى حاضرنا الزمنى، لكى يملأ حاضرنا بما هو أبدى، ويجعل مستقبلنا الأبدى مشرقاً بالرجاء، لأن ما نعيشه من شركة الحياة مع الله بالمسيح هو البدايات الأولى التى ستنمو معنا وتستمر وتزدهر، حيث فى الأبدية تبلغ كمال ملئها «لكى تمتلئوا إلى كل ملء الله» (أف 19:3). هذا التجسيد للحياة الأبدية أمام عينى الإنسان، هو فى ذات الوقت دخول حياة الله إلى عالم الإنسان، لكى يدخل فى شركة الحياة والخلود مع الله، ويحيا معه إلى الأبد «لذى رأيناه وسمعناه نخبركم به لكى يكون لكم أيضاً شركة. وأما شركتنا نحن فهى مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح» (أيو3:1).
بهذا صارت الحياة الأبدية حقيقة أمام كل إنسان تشتهى نفسه إلى حياة الملكوت، فعندما يؤمن الإنسان بالمسيح يسوع، ولد من فوق ويسير فى طريق النور، تحل فيه حياة المسيح وهى حياة روحية لضمان النمو الداخلى وتغيير الحياة الإنسانية باستمرار إلى الأفضل، ولتزويد المؤمنين بكل مقومات الحياة كقوة إيجابية فعالة ساكنة فى الإنسان، هذه هى الحياة الأبدية التى جاء السيد المسيح مجسداً إياها أمام الإنسانية.
فنفرح اليوم بميلاده العجيب ونسبح مع الملائكة قائلين: «المجد الله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة».
الدكتور رفيق رمسيس مرقص
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفداء العالم ل ارضاء الله
إقرأ أيضاً:
قواعد من الحياة.. “مَنْ لمْ يشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يشْكُرِ الله”
في الحديثِ عن عبدِ اللهِ بنِ عمرو رضي الله عنه قال: قالَ: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى امْرَأَةٍ لَا تَشْكَرُ لِزَوْجِهَا. وَهِيَ لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ”.
ما أعظم هذا الحديثَ، فَشُكْرُ الناسِ منْ شكرِ اللهِ تعالى كما قال صلى الله عليه وسلم: “مَنْ لمْ يشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يشْكُرِ الله”.
إن كثيرا من مشكلات البيوت تقع بسبب عدم الإقرار بالإحسان، ونكرانه، فمع إحسان كثير من الأزواج فهي لا تشكره ولا تشعره بفضلِه. وإذا كان على الزوج ألا يَمنّ فيما يعطيه لزوجته، لقوله تعالى: “وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ”. وفي المقابل على المرأة أن تشكر زوجها، وأن تُبادِرَ بشكره فلا تَضْطّرَهُ إلى أن يتحدثَ عما فعلَ، وكذلكَ على الرجلِ أنْ يشكرَ زوجتَه إذا أحسنت، فمهما يكن الرجل أبدا لا يستغنِي عن المرأة. ولا المرأةُ تستغني عن الرجل، لقوله تعالى: “هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ”.
فالشكر من قواعد الحياة الجميلة، التي من شأنها أن تجعل الاحترام السعادة ينتشران في أرجاء المنزل. فعلى الرجل أن يُبادِرُ بشكر زوجته، وهي تُبادِرُ بشكره، فمن الواجب أن يقوم كل منهما بواجبه، ولابد أن يكون شعارنا الشكر بيننا وبين الآخرين من أهلها وأولادنا.