بوابة الوفد:
2024-10-03@11:43:00 GMT

ميلاد المسيح هو ميلاد الأبدية

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

لا شك أن الفداء هو السبب الأساسى للتجسد، جاء الرب إلى العالم ليخلص الخطاة، جاء ليفديهم، جاء ليموت وليبذل ذاته عن الكثيرين، جاء السيد المسيح ليوفى العدلى الإلهى ولينوب عن البشرية فى الموت وفى كل ما هو مطلوب منها أن تعمله نحو إرضاء الله لكى تكون لهم حياة أفضل. لقد كانت خطة الفداء ماثلة فى فكر الله منذ سقوط الإنسان الأول، وأول ما نتذكره فى عيد الميلاد المجيد هو أن الله يسعى دائماً لخلاص الإنسان حتى لو كان الإنسان لا يتهم بأبديته بأى طريقة، لأنه يريد خلاص الجميع.

 عندما تجسد كلمة الله فى صورة بشرية فقد جسد على أرضنا فى صورة مرئية وبذلك صار الله الحى متجلياً فى صميم الواقع البشرى حتى لا يبقى الإنسان جاهلاً مصدره أو غريباً عن خالقه.

 قد تجسد ابن الله الأبدى فى حاضرنا الزمنى، لكى يملأ حاضرنا بما هو أبدى، ويجعل مستقبلنا الأبدى مشرقاً بالرجاء، لأن ما نعيشه من شركة الحياة مع الله بالمسيح هو البدايات الأولى التى ستنمو معنا وتستمر وتزدهر، حيث فى الأبدية تبلغ كمال ملئها «لكى تمتلئوا إلى كل ملء الله» (أف 19:3). هذا التجسيد للحياة الأبدية أمام عينى الإنسان، هو فى ذات الوقت دخول حياة الله إلى عالم الإنسان، لكى يدخل فى شركة الحياة والخلود مع الله، ويحيا معه إلى الأبد «لذى رأيناه وسمعناه نخبركم به لكى يكون لكم أيضاً شركة. وأما شركتنا نحن فهى مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح» (أيو3:1).

 بهذا صارت الحياة الأبدية حقيقة أمام كل إنسان تشتهى نفسه إلى حياة الملكوت، فعندما يؤمن الإنسان بالمسيح يسوع، ولد من فوق ويسير فى طريق النور، تحل فيه حياة المسيح وهى حياة روحية لضمان النمو الداخلى وتغيير الحياة الإنسانية باستمرار إلى الأفضل، ولتزويد المؤمنين بكل مقومات الحياة كقوة إيجابية فعالة ساكنة فى الإنسان، هذه هى الحياة الأبدية التى جاء السيد المسيح مجسداً إياها أمام الإنسانية. 

 فنفرح اليوم بميلاده العجيب ونسبح مع الملائكة قائلين: «المجد الله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة».

 

الدكتور رفيق رمسيس مرقص

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفداء العالم ل ارضاء الله

إقرأ أيضاً:

الحياة الزوجية.. بناء أسرة وجودة وحياة

الحياة الزوجية السعيدة، تبنى على التسامح، وحسن المعاشرة، وغضّ النظر عمّا قد يشوب مسارها الحياتي من هفوات بين الزوجين، سعياً لبناء أسرة سعيدة متماسكة، قوامها “المودة والرحمة”، ومن توطيد دعائم عرى هذه النعمة، التي خص الله بها خلقه واستدامتها، عدم تصعيد ما يتخللها من مواقف لا يستغرب حدوثها بين الزوجين، وأن يقابل كل منهما الآخر بالصبر والتسامح ولين الجانب، بعيداً عن الغضب والخروج عن المألوف في أمور عادية الحدوث بينهما ، والزوج ليس كاملاً في تعامله، وكذا الزوجة، فالقصور لا يخلو منه أي بيت والكمال لله، والصبر والاحتساب هما السبيل لجودة حياة زوجية سعيدة مستدامة بين الزوجين.

قال رسول الله صلى الله عليه سلم في الحديث المشهور ((لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلق رضي منها خلق آخر)) وكذا الزوجة، إن واجهت من زوجها بعض السلبيات، فلعل له جوانب أخرى حسنة تغطي ذلك.

وممّا يُناسب، والحديث عن المثالية في الحياة الزوجية، حكاية ((قصة .. وقصيدة)) استمعت إليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتبادلة ومضمونها ((أن الشاعرة وسمية العازمي ذائعة الصيت والسمعة في الساحة الشعبية -رحمها الله-، ألمّت بها حالة صحية نقلت على إثرها للمستشفى، وبعد خروجها، أقام زوجها وليمة تقديراً لها، واحتفاءً بخروجها، ولعلمها بأن الحالة المرضية التي تعاني منها، ستظل من جرائها تحت رحمة الله، فقد وجهت لزوجها القصيدة التالية وفاءً ومودة ووداعاً :

ترى الذبائح وأهلها ما تسليني
أنا أدري أن المرض لا يمكن علاجه
أدري تبي راحتي لا يا بعد عيني
حرام ما قصّرت يديك في حاجة
أخذ وصاتي وأمانه لا تبكيني
لو كان لك خاطر ما ودي إزعاجه
أبيك في إيديك تشهدني وتسقيني
أمانتك لا يجي جسمي بثلاجه
لف الكفن في إيديك وضف رجليني
ما غيرك أحد كشف حسنه وأعراجه
أباك بالخير تذكرني وتطريني
ويجيرني خالقي من نار وهاجه
سامح على اللي ما بينك وبيني
أيام تمشي عدل وأيام منهاجه

خاتمة:
قصيدة هادفة المعنى، والمدلول، في وداع زوجة لعشيرها، ورفيق حياتها، وقد عاجلها الأجل قبله، تحمل في ثناياها جميل الوفاء، وصادق المودة، وألم الفُرقة، ختمتها بطلب السماح على ما تخلل ماضي حياتهما من مواقف قد لا تخلو منها حياة الزوجين، وما أظنه إلا قد بادلها نفس الشعور: تسامحاً وحفظاً للود والعشرة الطويلة، ذلك الرابط الوثيق بين الزوجين خلال مراحل حياتهما الزوجية. وبالله التوفيق.

مقالات مشابهة

  • نائلة جبر: مصر تستقبل 12 مليون لاجئ وتقدم لهم حياة كريمة دون مخيمات
  • ماذا قال مصطفى محمود عن الحياة بعد الموت؟.. أسرار من العلم والإيمان
  • للمرء منا أكثر من ميلاد
  • مدبولي: بناء الإنسان من أهم التحديات أمام الدولة حاليًا
  • رسالة من عبد المسيح لبري.. هذا ما جاء فيها
  • في ذكرى ميلاد الفنانة ماجدة الخطيب.. محطات ومسيرة فنية لا تنسى
  • الحياة الزوجية.. بناء أسرة وجودة وحياة
  • هل يحمل أسرار الحياة الأبدية؟.. قصة الزمرد الفرعوني المدفون في أعماق صحراء مرسى علم
  • أهمية الرياضة في حياة الإنسان: تعزيز للصحة الجسدية والعقلية
  • إلّا شريان الحياة!