عند السيدة العذراء مريم لحظة بشارة الميلاد من الملاك
لحظة البشارة من الملاك جبرائيل للعذراء مريم إيمانها فى أمور متعددة: بميلاد الطفل يسوع تدور حول ثبات:
1- إيمانها فى قبول بشارة الملاك لها.
2- إيمانها فى طفولتها فى الهيكل، واحتمال اليتم بصبر، وشغلها بالعبادة المقدسة لله، وخدمتها لكهنة الهيكل.
3- إيمانها فى العمل فى قبولها متاعب الولادة فى بيت لحم، وفى الهروب مع ابنها الطفل يسوع المسيح والعائلة المقدسة إلى أرض مصر.
4- إيمانها بتعاليم المخلص وحفظها كل شىء فى قلبها، وقبولها للخدمة العامة بين البشر.
5- إيمانها أمام عود الصليب: عندما نظرت الوالدة الحمل والراعى مخلص العالم معلقاً على عود الصليب قالت وهى باكية «العالم يفرح لقبوله الخلاص، أما أحشائى فتلتهب عند نظرى إلى صلبوتك الذى أنت صابر عليه من أجل الكل يا أبنى وإلهى « (صلوات الأجبية).
6- إيمانها بموعد المخلص ووجودها مع التلاميذ بعد قيامته من الموت، وعند حلول الروح القدس، وعند حضورها معه فى عرس قانا الجليل.
هذا هو التأمل الروحى التحليلى لشخصية ست الكل القديسة العذراء مريم أم المسيح له المجد، وتتبع الجانب الإيمانى، منها هدفه السامى، تقديم مثال عملى من واقع الحياة الإنسانية ليحتذى به التلاميذ فى حياتهم، ولابد أن يترسخ مفهوم معنى الإيمان عندنا، ومحك الإيمان السليم وتميزه عن الإيمان الموروث غير الفعال، فيجب إبراز أهمية الصلاة من أجل أن يكون الإيمان بالمسيح وليد بيت لحم المخلص عاملاً فى حياة كل فرد فى كل موقف من مواقف الحياة. فضيلة الإيمان لها علاقة قوية بفضيلة السلام.. وإله السلام يكملكم فى كل عمل صالح.. فكلما ازدات المحبة ازداد الإحساس بالإيمان والمحبة، لابد أن يزيد الإحساس بالإيمان بالله وبالسلام وبالمحبة الأخوية، فكلمة السلام تحية يرددها الأحباء والأشقاء فيما بينهم.. ولا يستطيع الأعداء نطقها.. فالسلام من شأنه أن يزيل مشاعر الكراهية والبغضة، وينمى مشاعر المحبة والمودة الحقيقية.
الإعلامية إيناس بباوى
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عند السيدة العذراء مريم
إقرأ أيضاً:
ظواهر من الحياة
سؤال يدور في ذهني ويعصف بفكري: هل الزمن تغير أم البشر تغيروا؟ سأكتب في مقالي عن بعض الظواهر المعينة والمهمة، وسأتحدث أولًا عن «صلة الأرحام»: صلة الأرحام واجبة، لقوله تعالى في كتابه العزيز: ﴿لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ...﴾ «سورة البقرة: الآية 83».
صلة الرحم هي أقرب إليك في إهداء الكلمة الطيبة، وفي الإنفاق، وفي التصدق، وفي زيارة المريض، وفي نواحٍ كثيرة تستطيع أن تقوم بها، ولكن -للأسف- في هذا الوقت أصبحت قلوب البعض مشحونة بالحقد والحسد والغضب لأقرب الناس، وانقطعت الزيارات بحجة «الظروف»، أيُّ ظرفٍ هذا الذي تستسلم إليه؟ أيُّ ظرفٍ هذا يجعلك قاسي القلب على أخيك أو أختك أو حتى والديك؟
خصص لهم وقتًا واترك الزعل بعيدًا، فإذا كنت قد زعلت منهم لموقفٍ ما، أو سمعت خبرًا لست متأكدًا من صحته، فلا تجعل ذلك حاجزًا بينك وبينهم، امشِ بين الناس محبوبًا، وقدم الخير دائمًا، وواجبك تجاه أهلك أن تصلهم، وتجالسهم، وتشاركهم في أفراحهم وأحزانهم.
في السابق، كان الناس يهتمون بصلة الرحم، ويكثرون من الزيارات في كل وقت، ولم يكن هناك موعدٌ محددٌ لزيارة والديك، أو عمك، أو خالتك، أما الآن، فأصبحت الزيارات تتم بمواعيد مسبقة، وقلت اللقاءات بحجة «الظروف».
الظاهرة الثانية هي: العادات والتقاليد من ناحية «اللباس»، للأسف أشاهد تغيرًا كبيرًا بين عاداتنا وتقاليدنا سابقًا وبين وقتنا الحاضر، لباس الرجال هو الدشداشة العُمانية ذات اللون الأبيض الناصع، وغطاء الرأس هو الكمة أو المِصر، وهنا أتحدث عن أن البعض أصبح يواكب الموضة، ويا لها من موضة غريبة دخيلة سيطرت على عقول شبابنا، أنا شخصيًا أسميه «التقليد الأعمى»، حيث يرتدي كلا الجنسين، الولد والبنت، الملابس الضيقة، والألوان المخلوطة، والرسومات الغريبة، ناهيكم عن تسريحات الشعر.
ومن ناحية أخرى، نجد أن البعض يذهب لتأدية الصلاة بملابس النوم «البجامة»، كيف ذلك؟! لو أتينا وقارنا ذهابك إلى مناسبة مهمة، هل سترتدي هذا اللباس؟ لا، بالطبع ستلبس وتختار أجمل الثياب، وتضع أحلى العطور، للأسف الشديد، هذا هو حال البعض، كان اللباس أو الزي التقليدي مصدر فخر لنا، لا سيما في أيام المناسبات.
الظاهرة الثالثة: «جلوس الأبناء خلف الشاشات الإلكترونية لساعات طويلة»، لا رقيب ولا حسيب! وهذا واقع للأسف يجب الحد منه، والتنويه بخطورته، والانتباه والحذر الحذر، أكيد سمعت، عزيزي القارئ، عن أضرار هذه الظاهرة، وما يعاني منه أبناؤنا من مضار صحية واجتماعية -وخاصة الأطفال- تخيل طفلًا في عمر الأربع سنوات يمسك جوال أحد والديه بحجة أن يصمت ويلهو مع هذا الجهاز السام، بدلًا من صراخه وإزعاجه! أيهما أفضل: إزعاجه وصراخه أم انعزاله بعيدًا عنك، أيها المربي، حتى يصاب بعدة أمراض تفقده للأبد؟!
أطفالكم أمانة، كونوا معهم، وراقبوهم، كانت الأسرة في السابق تجتمع في مكان واحد في البيت، بحب وود وترابط أسري، يستمعون لبعضهم البعض، ويتشاركون أحزانهم وأفراحهم في قالب ممزوج بالتعاطف الأسري، كانوا يتشاركون الأكل في صحن واحد، أما وقت اللعب فكانوا يمارسون الألعاب الشعبية التي تتطلب الحركة والنشاط البدني، يا لها من أيام لن تعود، أما الآن، فقد حلَّت محلها الألعاب الإلكترونية، والجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات، مما تسبب في أمراض العصر المزمنة، وقلة الحركة، واضطراب النوم، حتى ضعفت أجسادهم ومرضت.
وكثيرة هي الظواهر والسلوكيات التي يمارسها البشر في مختلف مجالات الحياة، ولكن يبقى الفكر والتطور هما ما يحددان للإنسان الصواب، ويجعلانه يبتعد عما يسمى بـ«التقليد الأعمى»، ويمارس متطلبات الحياة وفقًا للصواب، سعيًا نحو الأفضل والأحسن.