أحمد ياسر يكتب: الأزمات حافزًا لتجديد الحوار بين تركيا وسوريا
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
في المشهد العالمي، تميل كل أزمة جديدة إلى حجب الأزمة السابقة وهكذا، في الوقت الحالي، حلت الحرب الإسرائيلية على غزة محل الصراع في أوكرانيا، الذي كان في السابق يحتل مركز الصدارة من الحرب الأهلية السورية.
بعد 13 عامًا من الصراع، أصبحت سوريا بلدًا ممزقًا لا تزال فيه المخاوف الإنسانية والأمنية تتزايد، وعلى الرغم من تراجع العنف، إلا أن الأزمة لم تنته بعد، وقد تؤدي حرب غزة إلى تفاقم الأمور، ويشكل هذا الخطر المتزايد مصدر قلق لصانعي السياسات الأتراك، نظرًا لعواقبه على كل من سوريا، التي ترى النار على أعتابها، والمنطقة الأوسع.
التعليقات الأخيرة بشأن سوريا التي أدلى بها وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مهمة، كان فيدان رئيسًا للاستخبارات التركية لأكثر من عقد من الزمان، وكان يراقب عن كثب القضايا الإقليمية منذ الانتفاضات العربية التي بدأت في عام 2011، وبعد بضعة أشهر من توليه منصبه الجديد في أعقاب الانتخابات التي جرت في تركيا في مايو الماضي 2023، اندلعت حرب غزة، ومع ذلك، فإن القضية السورية لها أهمية خاصة بالنسبة لفيدان، نظرًا لدوره المحوري في تسهيل المحادثات بين أنقرة ودمشق.
كان التطبيع التركي السوري على جدول الأعمال حتى قبل انتخابات 2023، اجتمع وزراء خارجية سوريا وتركيا وروسيا وإيران في 10 مايو 2023، في موسكو، وسط جهود لإنهاء عقود من التوتر بين سوريا وتركيا، اقترحت روسيا خارطة طريق لإعادة العلاقات السورية التركية إلى طبيعتها.
وفي معرض تقييمه للعملية بعد ذلك الاجتماع، قال فيدان إن الاتصالات، المباشرة وغير المباشرة، مستمرة على مختلف المستويات، وسلط الضوء على أولوية تركيا الحالية المتمثلة في منع الصراعات بين النظام السوري والمعارضة، متوقعًا أن يحافظ الجانبان على مواقفهما في إطار أستانا.
ولتركيا مصالح خاصة في الحفاظ على الوضع الراهن في سوريا وسط تصاعد التوترات في المنطقة من إسرائيل إلى لبنان، ومن إيران إلى اليمن..
(1)، يشكل منع عودة ظهور العناصر الإرهابية في سوريا مصدر قلق رئيسي، وفي حال تجدد التوتر بين النظام وقوات المعارضة، فمن المرجح أن تجد العناصر الإرهابية أرضًا خصبة، ولمنع ذلك، قال فيدان إن تركيا انخرطت في نشاط دبلوماسي واستخباراتي وعسكري مكثف لضمان بقاء الأمور في حالة توازن وبقاء الأطراف في مواقفها، لا يزال توازن القوى العسكري موجودًا في سوريا.
(2)، يعد تجنب موجة جديدة من اللاجئين إلى تركيا أمرًا بالغ الأهمية، ويمكن أن يساعد التطبيع مع سوريا في معالجة هذه القضية، من وجهة النظر التركية، فإن التطبيع مع سوريا يمكن أن يفيد المصالح التركية بطريقتين. أولًا، تتوقع أنقرة التعاون مع دمشق في مكافحة وحدات حماية الشعب، التي تعتبرها تركيا الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور، ثانيًا، من المتوقع أن تدفع عملية التطبيع نظام الأسد إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لتسهيل عودة اللاجئين السوريين المقيمين حاليًا في تركيا.
لقد أدركت أنقرة أن الدعوة إلى تغيير القيادة في سوريا أصبحت الآن غير عملية وتبحث بنشاط عن طرق للتفاوض مع نظام الأسد، ومع تهيئة الظروف المناسبة، تتوقع أنقرة عودة اللاجئين السوريين في تركيا إلى وطنهم، ويُنظر إلى هذه الخطوة أيضًا على أنها وسيلة لتعزيز موقف أنقرة في التعامل مع وحدات حماية الشعب المدعومة من الولايات المتحدة في شمال سوريا.
وأخيرا، أكد فيدان على إمكانية تحقيق المصالحة السياسية وبناء السلام عندما يشهد الجانبان مستوى من الهدوء، “يمكن نسيان كراهية الطرفين وتشكيل موقف سياسي تجاه السلام وبناء المستقبل، أي من خلال التفاعلات. وقال: "هذا أمر مهم"، المشاكل بين تركيا وسوريا متعددة الأبعاد ومتشابكة، بما في ذلك الإرهاب واللاجئين ووجود العديد من الجهات الأجنبية، هناك شروط وضعها الطرفان، تعيق عملية التطبيع، لكن العملية لم تنته بعد.
وكانت حرب غزة هي الأحدث في سلسلة من الانتكاسات التي تعرضت لها المحادثات التركية السورية، لكن تركيا تشعر بقلق أكبر بشأن سوريا، التي ظلت تشكل تهديدًا لاستقرارها وأمنها لسنوات، إن الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية هو السبب الأكثر ترجيحًا لصراع كبير يجتاح سوريا.
ومع وجود العديد من القوى الخارجية التي تعمل داخل المجال الجوي السوري وعلى أراضيها، فإن تصعيد العنف يشكل مخاطر جسيمة، وفي حين ظل الأسد نفسه بعيدًا عن الأضواء إلى حد ما منذ بداية الحرب في غزة، فإن قوى المعارضة في المناطق التي تسيطر عليها تركيا تفضل الفلسطينيين ضد إسرائيل، هناك مخاوف من أن تؤدي حرب غزة إلى تغيير التوازن في سوريا.
ومن ناحية أخرى، يمكن للصراع في غزة أن يكون في الواقع عاملا لتسهيل المحادثات التركية السورية، وهذا يذكرني عندما عززت تركيا علاقاتها مع سوريا نتيجة للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في عام 2009، في ذلك الوقت، أجرت أنقرة أول مناورة عسكرية لها مع سوريا، باستخدام القوات البرية في منطقة حدودية كانت محور اهتمام تركيا…صراع مستمر منذ 25 عامًا بين تركيا والقوات الكردية، وقد اعتبرت إسرائيل هذا التعاون مقلقًا للغاية.
وعلى الرغم من النكسات، بما في ذلك حرب غزة، فإن المحادثات التركية السورية قد تجد فرصة للتقدم وسط التوترات المتصاعدة، وتشترك تركيا وسوريا في المخاوف بشأن عدم الاستقرار الإقليمي، وقد تكون الأزمات المستمرة حافزًا لتجديد الحوار.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: احمد ياسر فلسطين اخبار فلسطين غزة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الاحتلال الاسرائيلي نتنياهو حماس اردوغان واشنطن تركيا الحوثيين اليمن ايران روسيا سوريا بشار الأسد بوتين أخبار مصر السعودية فی سوریا مع سوریا حرب غزة
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: صورة ضد الشمس
كيكل أنقذ الجنسية السودانية مما كان يدبر لها
المؤامرة كانت مسح كل الملفات حتى يحمل شذاذ الأرض الجنسية السودانية… ولا أحد يستطيع المنع بعد أن إختفت الملفات القديمة
وكيكل يدخل السجل .. ويشفط كل الملفات .. ثم يدمر الأجهزة كلها
و…..
ولن تبتهج طويلاً فالعالم الجديد يلغي ما يجعلك تبتهج
وكل القادة في تاريخ الرئاسات الأمريكية كانوا من الشواذ
وإن يدهشك هذا فأنت إذن ممن يعيش خارج العالم
وعوالم الطب والمعلومات والاقتصاد والرقص والطماطم أشياء يتخطاها العالم الآن
فالآن ما يقع في الشهور القادمة بعضه هو
كمبيوتر وعدسات لاصقة على عيونك
وترمش فترى كل ما على الأنترنت
طلاب الجامعات يرمشون في الامتحانات ويرون/ بالعدسات هذه/ كل شىء…..ولا داعي للحفظ
وتصاب بالمرض وترمش فتأتيك العدسات بكل ما في الكمبيوتر عن مرضك … والأطباء مجرد .. منفذ…
وتتصل بإي جهة فى العالم وتتحدث بلغتك والكمبيوتر يترجم للطرف الأخر
وتسأل عن قانون أي بلد فتجد ما يكفي
سيارتك سوف يرسم الكمبيوتر طريقها ويقودها
وذاكرتك تبرمج…
والبرمجة هذه … والتصميم الجديد لعقلك يتصل به كمبيوتر لا سلطان لك عليه … وأنت تحته منوم مغناطيسيًا .. دون إرادة…
ومتجر أسبيرات لجسمك سوف يقام
والإعلانات عن البسكويت والطماطم يصحبها إعلانات مثل
(بدل كبدك عندنا
…. أشتر كلية جديدة … نحن نخدمك …)
والبرمجة التى تديرك تأمرك باستخدام المخدر الجديد للمتعة و….
العالم الذي ندخله بعضه هو هذا
شىء يجرد ذاتك من ذاتك .. وما لم نستعد فأعظم استعمار في التاريخ ينتظرنا في زاوية الطريق….
……..
نبؤات؟؟
وحتى المعرفة … معرفة ما يصيبك تصبح دون فائدة ما دمت لا تملك حيلة ضد السلاح الجديد هذا…
نصنع سلاحنا؟
الكمبيوتر سوف يمنعك
…….
ونوع من المعرفة المستقبلية يصبح مخيفاً
فابن خلدون يحكي أن بعض الملوك (يجعلون رجلاً في جرة مملوءة بالخل وإشياء أخرى … ويتركونه هناك حتى يجف…
فإذا جف جسمه ودماغه أخبر بالغيب قبل أن يموت
قال
وكثيرًا ما يخبر الملك بأشياء بشعة
ولا حاجة الآن إلى تجفيف أحد لمعرفة الغيب .. فالناس الآن هنا يرون العالم ويرون أين نحن من العالم
لكن …. الإسلاميون في فلسطين ضربوا بالكمبيوتر ذاته أعتى عقول وأضخم كميبوتر تملكه إسرائيل
نحن نستطيع أن ننجو من الفناء بقدراتنا / بعون الله/ مثلما نجونا بقدراتنا حين جاءت قحت والجنجا ومن خلفهم بأعتى ما أخترع العالم من سلاح
نستطيع. لكن. الآن…. الآن… وليس.. بعدين.
إسحق أحمد فضل الله
إنضم لقناة النيلين على واتساب