ترأس متروبوليت بيروت وجبيل  وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج بقعوني قداس عيد الظهور الالهي وتبريك المياه في كنيسة يوحنا فم الذهب في المطرانية، بمشاركة النائب العام الارشمندريت كميل ملحم، النائب القضائي الاب القاضي اندره فرح، في حضور المطران كيرلس بسترس، وخدمت القداس جوقة الرعية.

العظة

بعد الانجيل المقدس، القى بقعوني كلمة قال فيها: "احتفلنا منذ أقل من اسبوعين بعيد الميلاد، وسمعنا ملاك الرب يقول للرعاة،:" لا تخافوا أني ابشركم بفرح عظيم يكون فرحا للشعب كله، ولد لكم في مدينة داوود مخلص وهو المسيح الرب".



وتابع: "واليوم في نص الانجيل يعتمد الابن على يد يوحنا المعمدان وصوت الأب يؤيد الابن ويقول: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. في العهد الجديد تكلم الأب ثلاث مرات، ليشدد ويؤكد ويدعم رسالة يسوع المسيح. كما ان معظم الكلام  الذي قالته مريم العذراء في العهد الجديد موجه إلى العالم السماوي إلى الله إلى الملاك جبرائيل والى ابنها. اما الكلام الذي وجهته للناس العاديين فكان للخدم في عرس قانا الجليل حين قالت لهم: "مهما قال لكم افعلوه." ولقد. ترجم بولس الرسول هذه المبادىء بما قاله لتيطس:" فلما ظهر لطف الله مخلصنا ومحبته للبشر خلصنا لا اعتبارا بأعمال بر عملناها بل بحسب رحمته، بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي افاضه بوفرة علينا بيسوع المسبح مخلصنا . فالمسيح ساوى نفسه بالخطأة عندما أتى ليعتمد وقال ليوحنا: "هكذا يجب أن نتم كل بر". فإذا محبة الله وخلاصه اقتربا منا بيسوع المسيح، ولكن ليتم  هذا الخلاص عليه ان يلاقي تجاوبا منا ومن مجتمعاتنا ومن الكرة الأرضية".

وأشار إلى ان  "كثيرا من المجتمعات في العقود الاخيرة  الغت وجود الله ونادت بالانسان وبحقوقه وهذا امر جيد وبحقوق المرأة والطفل والطبيعة وهذا امر جيد ايضا. ولكن عندما وصل الأمر لترجمة حقيقية لهذه المبادىء فوجئنا بالمراءات حتى في المبادئء الانسانية التي نادوا بها، وخير دليل على ذلك ما يحدث في غزة اليوم، كثيرون استنكروا ودانوا ما حصل في7 تشرين الأول ولكن ما يحصل في غزة منذ ثلاثة أشهر لم يهز ضمائر الكثيرين،  ولقد توصلوا إلى طرد مسؤولين في الجامعات ومراكز العمل لأنهم تجرأوا على ادانة قتل المدنيين والابرياء، فعندما ننادي بحقوق الإنسان فلا يمكن ان نطبقها في مكان ونرفضها في مكان أخر".  

وأشار إلى ان  "التعليم الرسمي للكنيسة الكاثوليكية يتحدث عن الوصية الخامسة وهي" لا تقتل" ويقول: يحدد الكتاب المقدس بتحريم الوصية الخامسة بقوله :البريء والبار لا تقتلهما وهذه قالها الله لموسى منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة..." والشريعة التي تحظره قائمة على وجه شامل، وانها تلزم الجميع  وكل واحد في كل زمان ومكان." فلا يمكن ان نكون ضد قتل المدنيين في مكان ومع قتل الأطفال والنساء في مكان أخر، وكل ما نراه من مراءات في بعض المجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين.

ورأى ان  هذا  ينسحب أيضا على لبنان، فما نعيشه هو نتيجة  لما قام به بعض اللبنانيين من رفض مرجعية الله ومرجعية قيمه ووصاياه واختاروا بأن يكونوا هم المرجعية والا لما كانت الأوضاع في بلادنا وصلت إلى هذا الوضع. يتكلمون دوما عن الفساد ولكن هذا الفساد حصل نتيجة عدم تطبيق المسيحيين وغير المسيحيين لوصية" لا تسرق"، فعندما ازال المسيحيون  مرجعية يسوع المسيح وأتبعوا أفكارهم وصلنا إلى ما نحن عليه. أما وصية" لا تقتل، فحدث عنها ولا حرج في لبنان، اقول في نفسي انه يجب أن نضع تمثالا في لبنان للبريء المجهول، فهناك الالاف من الأبرياء من لبنانيين وغير لبنانيين ماتوا  نتيجة حروب، وجهادات ونضالات  وصراعات من أجل المحافظة على لبنان. أفنقتل اللبنانيين تحت ستار اننا نريد المحافظة على لبنان؟ فيذهب الكثير من اللبنانيين بين قتيل وجريح ومهجر ويغادرون البلاد".

واعتبر انه "عندما نرفض مرجعية الله يتكون ضميرنا بحسب مصالحنا وعقائدنا وليس بحسب فكر الله، وفكر يسوع المسيح".

وقال: " أنظروا إلى انفجار مرفأ بيروت، لو تسنى للضحايا بأن يصرخوا من القبور لقالوا أين العدالة أين الحقيقة ؟ ماذا فعلتم؟"، أهل الضحايا ما زالوا إلى اليوم يصرخون ولا احد يبالي. مرضى السرطان يطالبون بتأمين الدواء، ولقد تجرأ البعض بالا يلحظ في الموازنة المساعدة في علاج السرطان...".

واعتبر اننا "وصلنا إلى ما نحن عليه لان بعض المتحكمين في شؤون البلد سمحوا لنفسهم ولضمائرهم بأن يسيروا بحسب مصالحهم". 

وختم بقعوني: "أيها المسيحيون لا خلاص لكم خارجا عن يسوع المسيح".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: یسوع المسیح فی مکان

إقرأ أيضاً:

اندماج حزب الله في الجيش.. هل هو وارد؟

مُقابلة نوعية تنتظرها المنطقة يوم 15 شباط الجاري ستكون مخصصة لزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان الذي سيعلن من سجن أمرالي التركي دعوته حزبه ومناصريه لإلقاء السلاح وبالتالي الإنخراط ضمن قوى فاعلة معترف بها مثل "البيشمركة" الكردية.


عملية "التذويب" لـ"حزب العمال" عسكرياً تعتبرُ نوعية وهي تأتي في إطار تقليص نفوذه المسلح الذي كان يُعتبر عنواناً مقلقاً لتركيا، كما أن هذا الأمر انسحب على الأطراف التي ترتبط بالحزب في العراق وسوريا.


الخطوة التي قد يُقدم عليها أوجلان ليست عادية لاسيما أنها تأتي بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد من جهة وخسارة إيران نفوذها في المنطقة من جهة أخرى عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة والخسائر التي مُني بها "حزب الله" في لبنان عسكرياً وقيادياً ناهيك عن الضربات التي تلقتها "حماس" على صعيد خسارتها مسؤوليها الكبار.


فعلياً، تعتبر مسألة إنهاء "التسليح الكردستاني" لاسيما على صعيد "حزب العمال" مقدمة لأمرٍ بارز ويرتبط بذهاب كافة القوى المسلحة داخل المنطقة إلى "الإندماج" مع الجيوش المعترف بها. بمعنى آخر، يتبين أن مستقبل المنطقة سيشهد إنهاء لما يُسمى بـ"فصائل مسلحة" ورديفة للجيوش، والإنتقال إلى عمليات "دمجٍ" تُنهي حالة "العسكرة" التي تعززت طوال عقود عديدة.

ماذا عن حالة لبنان؟

إذا أردنا الإنتقال إلى حالة لبنان، كان "حزب الله" يُعتبر رديفا للدولة، بمعنى أنه يمثل قوة موازية للجيش من حيث التجهيز والعديد والعتاد، وقد تم الإقرار بذلك وفق التصنيفات السابقة للقوى المسلحة غير الشرعية حول العالم.

وعليه، فإن الحزب، من حيث التصنيف لا القوة، يوازي حزب العمال الكردستاني وغيره من الجماعات الموجودة في المنطقة، فيما هناك توصيف آخر رائج يطلق على هذه الجماعات توصيف الميليشيات المسلحة.

الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان والضربات التي تلقاها "حزب الله"، جعلته في مكانٍ آخر، فالقوة العسكرية تضاءلت بنسبة كبيرة حتى وإن كانت هناك قدرات قد تم الاحتفاظ بها للمستقبل.


ضمنياً، قد تكون تجربة حزب "العمال الكردستاني" بنزع السلاح والخطاب المخصص لذلك يوم 15 شباط الجاري، مقدمة لطريق مماثل قد يخوضه "حزب الله" داخل لبنان، لكن المسألة قد تطولُ قليلاً وبالتالي فإن قابليتها للتحقق قد تكون صعبة الحصول في المرحلة القريبة المقبلة.


في الأساس، فإنّ مسألة اتخاذ الحزب قرار "تذويب سلاحه" قد لا تكون إلا من خلال حصول "الإندماج" مع الدولة، وبالتالي ذهاب قواته وعناصره لتُصبح جزءاً من الجيش. في الواقع، المسألة باتت تحصلُ في سوريا الجديدة، فالفصائل المسلحة أبرزها هيئة "تحرير الشام" اتجهت نحو الحل لتصبح جزءاً من السلطة والجيش الموحد، ما يعني تكريس عملية إنهاء كل جيش رديف.


أمام كل هذا الأمر، يتبين في الوقت الراهن أن "حزب الله" قد لا يكونُ مُستعداً لتسليم سلاحه باعتبار أنه "الورقة" التي يحافظ فيها على بيئته، لكن الأمر وفي حال تم فرضه داخل لبنان، فإنه لا يحصل إلا من خلال حوارٍ داخلي يفتح الباب أمام البحث باستراتيجية دفاعية وطنية.


قد يكون الدور الذي سيلعبه أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم خلال الفترة المقبلة محورياً في هذا المجال، وتقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إنّ "قاسم يتعاطى مع المرحلة الجديدة بواقعية مع سعيه للحفاظ على تماسك البيئة الخاصة بحزب الله قدر الإمكان وسط كل الخسائر"، وتابعت: "إن انتقال حزب الله للانخراط بالدولة وبالتالي حل فصيله العسكري كان فكرة مطروحة وهي تتجدد بين الحين والآخر، ومسألة تطبيقها يجب أن تكون فعلية ولا تحصل إلا إذا قررت إيران حقاً رفع يدها عن حزب الله نهائياً".


في خلاصة القول، يبدو أن المنطقة باتت مُقبلة على مرحلة تكريس قوة الجيوش الموحدة والنظامية، والبوابة في لبنان تبدأ من تعزيز الجيش، والأمر هذا بات يتجلى من خلال سعي الدول الكبرى لتقوية المؤسسة العسكرية، وما الضغط باتجاه انتخاب جوزاف عون رئيساً للبلاد إلا خطوة أساسية في إطار الخطة المرسومة لتكريس واقعٍ جديد قائم على معادلة واحدة أساسية في المنطقة ككل وليس في لبنان وهي "الجيش والدولة". المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • أمنياً.. ما الذي أضعف حزب الله؟
  • إعادة إعمار لبنان مشروطة بتطبيق القرار 1701
  • «الرجاء».. يوم تكويني ترفيهي لأسر مخدومي خدمة يسوع السجين بالقاهرة
  • زيدان وساكو يبحثان إجراءات القضاء بالمحافظة على حقوق وممتلكات المسيح في العراق
  • حماس تعلن إسناد حزب الله!
  • عبد المسيح: دعم مطلق وغير مشروط لإنطلاقة العهد
  • ما مكان وقوف المرأة إذا صلت مع زوجها جماعة؟ .. الإفتاء تجيب
  • متى والأب بو عبود دعوا للمشاركة في ندوة حول وثيقة الاخوة الانسانية في 12 الحالي
  • اندماج حزب الله في الجيش.. هل هو وارد؟
  • المطران بو نحم يزور مدرسة يسوع ومريم ويحتفل بعيد القديسة كلودين