التوتر في البحر الأحمر يهدد تنافسية الصناعة الأردنية عالميا
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
التوتر في البحر الأحمر يرفع الكلف على الصناعات المحلية 50% من واردات الأردن تمر عبر البحر الأحمر طرق بديلة باهظة الثمن وتوجه لاستخدام شركة يمنية لنقل البضائع
يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الغاشم على قطاع غزة لليوم الـ92 تواليا، مما تسبب بتوسع رقعة الصراع في المنطقة وصولا إلى قيام الحوثيين بتنفيذ هجمات عسكرية ضد السفن المرتبطة بالاحتلال في البحر الأحمر.
ونتيجة للعمليات العسكرية التي تنفذها جماعة الحوثي في البحر رفعت شركات الشحن البحري من تكاليف التأمين على بواخرها المارة من مضيق باب المندب إلى نسب غير مسبوقة، وهو ما قد يهدد تنافسية الصناعات الأردنية بسبب ارتفاع كلف المواد الخام.
50% من الواردات تمر عبر البحر الأحمرنائب رئيس غرفة صناعة عمان تميم القصراوي علق على إرتفاع أسعار الشحن البحري في البحر الأحمر، موضحاً أن نحو 50% من واردات المملكة تمر من البحر الأحمر.
وقال القصراوي لـ"رؤيا" إن الدول الرئيسية التي يستورد الأردن منها وتمر بضائعها عبر البحر الأحمر، هي الصين واليابان والهند وماليزيا ونيوزيلندا وأستراليا.
تكاليف باهظة للطرق البديلةالقصراوي ذكر أن الطرق البديلة للإستيراد عبر الأحمر تتمثل بطريق رأس الرجاء الصالح أو إستخدام موانئ سلطنة عمان ودولة الإمارات على بحر العرب وساحل الخليج العربي.
وبين أن الإعتماد على طريق رأس الرجاء الصالح سيتسبب بزيادة مدة وصول الشحنات إلى شهر كامل، عدا عن ارتفاع كلفة الشحن.
وتابع:"ليست كل الخطوط الملاحية تصل إلى ميناء العقبة، ونظراً لإرتفاع الطلب نسبة للعرض فقد ازدادت كلف الاستيراد".
ويوجد موانئ بديلة مثل ميناء صلالة في سلطنة عمان وميناء جبل علي في دولة الإمارات العربية المتحدة يمكن إستخدامهما، من خلال إنزال شحنات البواخر فيهما ومن ثم نقلها برا إلى المملكة.
وحول ذاك الخيار قال القصراوي لـ" رؤيا" إن هذا الخيار يعتبر مكلفا جدا ويحتاج إلى مدة زمنية طويلة، موضحاً أن كلفة نقل حاوية بمساحة 40 قدما من خلال الشحن البري ستكلف مبلغا ماليا يتراوح ما بين الـ1800 إلى 2400 دينار أردني.
توجه لاستخدام شركة يمنية لنقل البضائعولتقليل الخسائر التي سيتكبدها قطاع الصناعة المحلي لا بد من اللجوء إلى خطط بديلة تضمن استمرار وصول المواد الخام للصناعات المحلية، وديمومة عملية التصدير لهذه المنتجات للأسواق العالمية.
وفي ذات السياق أشار القصراوي إلى أنّ شركة يمنية تملك 3 بواخر قدمت عرضا يتمثل بنقل البضائع إلى المملكة.
وأضاف:"الشركة اليمنية عرضت علينا نقل البضائع من ميناء جبل علي في دولة الإمارات وصولا إلى ميناء العقبة، حيث تستطيع تلك البواخر حمل ما يصل إلى 1300 كونتينر (حاوية)".
ونوه إلى أن هذا الخيار سيقلل من الخسائر في حال تم العمل به، إلا أنه لن يوقفها بشكل كامل؛ نظرا لأن حاجة الأردن من البضائع أكبر بكثير من ذلك، مؤكداً أن التكاليف سترتفع بشكل لا لبس فيه على الصناعة المحلية.
تهديد للصادرات الأردنيةولا يقتصر الضرر وارتفاع التكاليف على واردات الأردن بل إن التطورات الجيوسياسية في البحر الأحمر ستنعكس بشكل سلبي على صادرات البلاد.
وقال القصراوي لـ"رؤيا" إن نحو 28% من صادرات الأردن تمر عبر البحر الأحمر، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار المواد الخام أو تكاليف الشحن سيخرج الصناعة الأردنية من المنافسة العالمية؛ باعتبار أن مشكلة البحر الأحمر تعد مشكلة مناطقية وليست عالمية مثل تداعيات فيروس كورونا.
وأوضح أن مصنعا في دولة أوروبية على سبيل المثال لن يتأثر بارتفاع تكاليف الشحن بالقدر الذي يتأثر به مصنع في الأردن.
جهود حكومية لتقليل الخسائرونظرا للتداعيات الحالية فقد اجتمعت الحكومة ممثلة بوزير الصناعة والتجارة ووزيرة النقل مع ممثلين عن غرفة الصناعة، حيث طرحت عدة حلول لتقليل الخسائر عن طريق شركة الجسر العربي للملاحة.
وكشف القصراوي لـ"رؤيا" عن طرح الحكومة لفكرة إلغاء حصرية إنزال الحاويات في ميناء العقبة، لفترة مؤقتة؛ وذلك لمنح الفرصة لإنزال تلك البضائع في ميناء الدمام في المملكة العربية السعودية ومن ثم نقلها براً إلى الأردن.
وأكد أن إرتفاع الأسعار سينعكس بشكل مباشر؛ لأن التكاليف الجديدة بدأت منذ عدة أسابيع، منوها من مخاطر انقطاع المواد الخام مستقبلا.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الصناعات الوطنية الحوثيون البحر الأحمر الملاحة البحرية الحرب في غزة عبر البحر الأحمر فی البحر الأحمر المواد الخام القصراوی لـ
إقرأ أيضاً:
مصر.. انسحاب شركات عالمية من التنقيب في البحر الأحمر
يمن مونيتور/قسم الأخبار
أعلن مسؤول مصري عن انسحاب ثلاث شركات نفط عالمية من مناطق امتيازها للتنقيب عن الغاز في البحر الأحمر، بعد نتائج غير مشجعة للمسوح الزلزالية في المنطقة.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لـ”بلومبرغ” إن شركات “شل” الهولندية البريطانية و”شيفرون” الأمريكية و”مبادلة” الإماراتية أبلغت شركة جنوب الوادي القابضة للبترول التابعة لوزارة البترول المصرية بنتائج المرحلة الثانية من عمليات المسح السيزمي التي أظهرت عدم جدوى اقتصادية للتنقيب في هذه المناطق.
من جهته، أوضح مسؤول في شركة “شل مصر” أن قرار الانسحاب يأتي في إطار استراتيجية الشركة للتركيز على عمليات الاستكشاف في منطقة البحر المتوسط، مشيراً إلى أن نتائج المسح السيزمي في البحر الأحمر لم تكن بالمستوى المطلوب.
وقال المسؤول الحكومي إن الجهات المعنية ستقوم بإعادة تقييم الوضع الحالي للمناطق الاستكشافية في البحر الأحمر، ودراسة إمكانية طرحها مجدداً على شركات البترول العالمية خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أن هناك شركات أخرى أبدت اهتماماً بالمنطقة رغم الحاجة لمزيد من الدراسات.
يأتي هذا القرار بعد حصول الشركات الثلاث على حقوق التنقيب في أول مزايدة عالمية للبترول والغاز في البحر الأحمر طرحتها مصر عام 2019، حيث فازت الشركات بمناطق امتياز تزيد مساحتها عن 10 آلاف كيلومتر مربع، مع التزام باستثمارات أولية تقدر بـ326 مليون دولار كان من المقرر زيادتها إلى مليارات في حال تحقيق اكتشافات تجارية.
وكانت شركة “شل” قد حصلت على امتياز قطاعي الاستكشاف 3 و4 في المزايدة، حيث تعمل كمشغل رئيسي في المنطقتين. وطبقاً للاتفاقيات الموقعة، كان من المفترض أن تستثمر الشركة أكثر من 120 مليون دولار لحفر بئرين استكشافيين في مناطق امتيازها بالبحر الأحمر.
يذكر أن مصر تسعى لتعزيز إنتاجها من الغاز الطبيعي لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك الذي يبلغ 6.2 مليار قدم مكعبة يومياً مقابل إنتاج محلي يصل إلى 4.6 مليار قدم مكعبة. وقد قدمت الحكومة المصرية مؤخراً حزمة حوافز للشركات الأجنبية تشمل السماح بتصدير جزء من الإنتاج الجديد ورفع أسعار الحصص المخصصة للشركات، في محاولة لزيادة جذب الاستثمارات في قطاع الطاقة.
المصدر: بلومبرغ