الدكتور بهيج سكاكيني الاحتلال الصهيوني الذي استخدم كل جبروته العسكري والاستخباراتي وبحسب المحللين الإسرائيليين السياسيين والعسكريين قبل غيرهم أشاروا الى إخفاق القوات الإسرائيلي التي حشدت “لاجتثاث” المقاومة في مخيم جنين والتي لا يتجاوز عدد أفرادها مجتمعة عن ما يقرب من 150 مقاتل وذلك للدروس العملية التي استوعبتها المقاومة من الاقتحامات السابقة والتي بالتأكيد لعبت دورا أساسيا في التطور النوعي في الأداء الى جانب دخول أسلحة جديدة في الميدان وأساليب قتال حاكت الى حد كبير تكتيكات مقاتلي حزب الله في العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 .

وهذا التطور النوعي بمجمله أدى الى فشل القوات الإسرائيلية التي حشدت عن التوغل في المخيم واعتقال المقاومين والحد من الإصابات في صفوفهم وتفويت فرصة على القناصين اللين انتشروا على أسطح الأبنية لقنص المقاومين. وكان من نتيجة هذا الفشل أن تكثفت الاتصالات بين أجهزة الامن والاستخبارات الفلسطينية والإسرائيلية الى جانب بعض الأجهزة الأمنية والاستخبارات الإقليمية والأمريكية لدراسة الأوضاع وما يجب فعله في المستقبل القريب. ويستطيع المتابع ان يستخلص ما رشح من هذه الاجتماعات والمشاورات من الوقائع على الأرض التي تجري في الضفة الغربية. والعمل يدور على عدة محاور مكملة لبعضها البعض وكلها تصب في مصلحة الاحتلال والتخفيف من ازماته. 1 تقديم الدعم الكامل للسلطة الفلسطينية لمنع انهيارها لان هذا لن يكون في مصلحة الاحتلال الصهيوني. ولقد بدأ هذا بتصريح من رئيس وزراء كيان العدو نتنياهو الذي قال ان الكيان الصهيوني على استعداد لتقديم الدعم الاقتصادي الى السلطة الفلسطينية وعلى ان الانهيار ليس من مصلحة الكيان على الأقل في المرحلة الحالية فبقائها لا يحمل الاحتلال الأعباء السياسية والاقتصادية لإدارة الأراضي المحتلة ويعطي الفرصة للاحتلال للقيام بقضم الأراضي الفلسطينية وتوسيع المستوطنات وإقامة مستوطنات جديدة وتغيير الجغرافيا والديمغرافيا دون تعريضه الى إجراءات وآليات وانتقادات فعليه لها معنى على الساحة الدولية. 2 إعطاء فرصة للسلطة وأجهزة امنها لإعادة بسط سلطتها (إن تمكنت) على شمال الضفة الغربية وعلى وجه التحديد على جنين ومخيمها. وربما الزيارة التي تمت من قبل عباس التي أذنت له بها سلطات الاحتلال ومصحوبا بأجهزة الامن من كل جانب والذي فاق ربما عددهم عدد من حضر من سكان المخيم الى جانب والثلاثي أو بالأحرى الرباعي الذي طرد اثنين منهم من قبل سكان المخيم وكذلك التهديد المبطن الذي جاء في خطاب عباس في المخيم للمقاومة وعلى أن السلطة ستقطع يد كل من يحاول او يعمل ضد الوحدة الوطنية (الغائبة أو المغيبة أصلا على الأرض)و كل هذا يدخل ضمن هذا التحرك. والاتفاق ينص انه في حالة فشل السلطة للسيطرة سيعود جيش الاحتلال الى جنين. 3 تكثيف عمليات الاقتحامات والاعتقالات للمقاومين على امتداد الضفة الغربية للمخيمات والمدن والقرى الفلسطينية وما نشهده الان على الأرض هو بمثابة حملة مسعورة لجيش الاحتلال يقوم بها في محاولة بائسة لمنع تعاظم المقاومة في الضفة الغربية وتمكنها على الأرض وخاصة بعدما أوردت وسائل الاعلام الإسرائيلية على لسان مسؤولين في أجهزة أمن الكيان عن التخوف الشديد من انتقال عدوى مخيم جنين بكل ما يمثله من أساليب الصمود والتحدي ومقارعة الاحتلال بكفاءة وجدارة وجرأة غير مسبوقة الى بؤر أخرى. وتشارك أجهزة الامن الفلسطيني بهذا المجهود فلقد تصاعدت وتكثفت حملات الاعتقالات للمقاومين اثناء وبعد أحداث جنين كما اشارت له العديد من المنظمات الفلسطينية الحقوقية ومنها «الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان» وكذلك «مؤسسة محامون من أجل العدالة» الى جانب التصريحات التي صدرت من قيادي حركة الجهاد الإسلامي وحماس. 4 إن كل ما يصدر من تصريحات السلطة وزبانيتها حول مقاومة الاحتلال حتى المحدودة التي يتغنون بها ” المقاومة الشعبية السلمية…السلمية” نحن “ضد الإرهاب” كما يقول رأسهم. مقاومتهم السلمية اللي يبدو لابسة طاقية الاخفاء لأنه ما حد شافها ما هي الا هراء وللاستهلاك المحلي اهو كلام على قول المثل. واخيرا ونقولها بمرارة ان معظم الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية المغيبة قصرا من قبل السلطة الفلسطينية ما زالت تقف موقف المتفرج على الاحداث التي تنخرط فيها المقاومة المسلحة أو الاكتفاء بإصدار البيانات والتصريحات الخجولة هنا وهناك ضد الاحتلال ولا تقوى على توجيه أي انتقاد فعلي الى ممارسات السلطة الفلسطينية وهو ما شجع ويشجع السلطة الفلسطينية على التمادي في سياساتها العدوانية تجاه المقاومة لصالح العدو الصهيوني. وما زال العديد منهم يراهن تغيير مواقف السلطة وهذا حلم من أحلام اليقظة والركض وراء السراب. كاتب وأكاديمي فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة الضفة الغربیة على الأرض الى جانب

إقرأ أيضاً:

WSJ: هل تؤشّر عمليات الهدم في جنين لـنهج إسرائيلي جديد بالضفة الغربية؟

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تقريرا، أعدّه ماركوس وولكر، قال فيه إنّ: "عمليات الهدم في جنين تؤشر لنهج إسرائيلي جديد في الضفة الغربية، حيث بات مخيّم جنين الخط الأمامي".

وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: قوات الاحتلال الإسرائيلي، هدمت  يوم الأحد، 23 مبنى في جنين، وشقّت طريقا عبر المخيم وسط انفجارات متزامنة، قد سُمعت في أنحاء واسعة من شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأضاف: "تُشبه عمليات الهدم الواسعة النطاق، التّكتيك المستخدم في غزة، إذ شقّ الجيش الإسرائيلي ممرات لتقسيم القطاع. وفي جنين، يبدو أن هذه الأحداث تشير لنهج أكثر عدوانية من جانب إسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل الضفة الغربية ماديا وسياسيا، بحسب عدد من المحلّلين الإسرائيليين والفلسطينيين". 

وتابع: "يخشى العديد من سكان الضفة الغربية أن تؤدي محاولات إسرائيل قمع الجماعات المسلحة بالضفة الغربية بالقوّة، إلى نتائج مماثلة لتلك التي حدثت في غزة: تدمير المناطق الحضرية الكثيفة وتشريد المدنيين وخلق الفوضى السياسية". 

ونقلت الصحيفة، عن السياسي الفلسطيني، مصطفى البرغوثي، قوله: "إسرائيل تنقل الحرب إلى الضفة الغربية"، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمل بالفعل على توسيع عملياتها إلى أجزاء أخرى من المنطقة. فيما يقول جيش الاحتلال الإسرائيلي، في المقابل، إنّ عمليات الهدم التي قام بها الأحد تهدف لتدمير بيوت مرتبطة "ببنى إرهابية". 

وأردف التقرير نفسه الذي ترجمته "عربي21" أنه: "في الشهر الماضي وسّع الجيش أهدافه لتشمل الضفة الغربية، وتعهد باقتلاع الجماعات المسلحة بدءا من جنين".

وفي الأسبوع الماضي، قال وزير الحرب الإسرائيلي، إسرائيل كاتس الذي زار المخيم وقادة عسكريين: "لن يعود مخيم جنين إلى ما كان عليه". مضيفا أنه بعد الهجوم الحالي، الذي بدأ بغارات جوية ومناورة برية في المخيم قبل أسبوعين: "ستبقى القوات الإسرائيلية في المخيم لضمان عدم عودة الإرهاب". ولم يذكر المدة التي ستبقى فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي.


"تسببت العملية بأضرار واسعة للمساكن الكثيفة في المخيم، ويرى سكان المخيم ومحللون إسرائيليون أن: القوات الإسرائيلية تعمل على ما يبدو، على تقطيع مخيم جنين إلى أجزاء: توسيع الطرق بالجرافات وهدم المباني لتسهيل حركة القوات عبر متاهة الأسمنت والكتل الخرسانية" استرسل التقرير.

وقال رئيس القسم الفلسطيني السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، مايكل ميلشتين، إنّ: "هذه الطريقة تشبه نهج القوات الإسرائيلية في غزة، وإن كان على نطاق أصغر" مضيفا: "يحاولون تقسيم المخيم لعدّة أجزاء. إنه يشبه إلى حد كبير شمال غزة". 

وتابع ميليشتين الذي يعمل الآن باحثا في جامعة "تل أبيب" أنه: "ليس من الواضح إن كان لدى إسرائيل خطة لتهدئة المنطقة، وعلى غرار غزة، نرى تحركات تكتيكية أو عملياتية، ولكن ما هي الاستراتيجية؟". 

وأشار التقرير إلى أن "قوى الأمن التابعة للسلطة الفلسطيني، حاولت هذا الشتاء ولعدة أسابيع التصدّي وإخراج المسلحين من مخيم جنين، ولكنها لم تحقق إلا القليل. كما ولم تحظ جهود السلطة الفلسطينية بشعبية بين الفلسطينيين، حيث ينظر العديد منهم الآن إليها باعتبارها مقاولا أمنيا للإحتلال الإسرائيلي".

وأبرز: "مخيم جنين هو بمثابة متاهة من الكتل الإسمنيتة الممتدة على تل فوق مدينة جنين، وبني بعد حرب عام 1948. ولطالما كان المخيم أحد مراكز المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية منذ عام 1967. وفي السنوات القليلة الماضية، شن مسلحون من فصائل مختلفة متمركزة في مخيمات اللاجئين في جنين ومدن أخرى في الضفة الغربية المزيد من الهجمات على الجنود والمستوطنين الإسرائيليين".

وأردف: "يقول بعض المسؤولين الفلسطينيين إن توقيت الهجوم الإسرائيلي على جنين يتعلق بالسياسة. لقد ترك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي سمح لحماس بالظهور مرة أخرى في قطاع غزة، العديد من أنصار الحكومة اليمينية الإسرائيلية غاضبين ومحبطين". 


وأضاف: "قدّم نتنياهو وحليفه اليميني المتطرف في الائتلاف، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، حملة القمع المتصاعدة في الضفة الغربية باعتبارها استمرارا للحرب"، فيما نقلت الصحيفة عن المتحدث باسم قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، أنور رجب، قوله إنّ: "العملية الإسرائيلية في جنين كانت جزءا من جهد أوسع نطاقا لتقويض عملية قوات الأمن الفلسطينية".

وقال إن "الجيش الإسرائيلي عرقل عملية قوات الأمن الفلسطينية في جنين واتهم إسرائيل بعدم التنسيق معهم. وطالما اتّهمت إسرائيل، السلطة الفلسطينية، بدعم الإرهاب والتحريض عليه. ومع ذلك، تنظر إليها أجهزة الأمن الإسرائيلية باعتبارها شريكا في احتواء الجماعات المسلحة".

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: مصر تتمسك بوحدة الضفة الغربية وغزة تحت رئاسة السلطة الفلسطينية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل الاعتقالات والاقتحامات في الضفة الغربية
  • اعتقالات واقتحامات وإغلاق طرق.. ماذا يحدث في الضفة الغربية؟ (صور)
  • فلسطين.. دوي انفجارات متتالية في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة
  • العدل الدولية تسمح بمشاركة “التعاون الإسلامي” في دراسة التزامات الاحتلال في الأرض الفلسطينية
  • إعلام إسرائيلي يكشف تفاصيل جديدة عن هجوم حاجز تياسير شمالي الضفة الغربية
  • إعلام فلسطيني: سماع دوي انفجار في مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة
  • رصد إسرائيلي لمؤشرات تصاعد التوتر في الضفة الغربية.. وتحذير من انتفاضة جديدة
  • قيادي بحماس: العدوان الصهيوني على الضفة لن يوقف ضربات المقاومة الفلسطينية
  • WSJ: هل تؤشّر عمليات الهدم في جنين لـنهج إسرائيلي جديد بالضفة الغربية؟