رأي اليوم:
2025-03-16@05:22:27 GMT

جواد العطار : العراق: فوضى الاعمار

تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT

جواد العطار : العراق: فوضى الاعمار

جواد العطار لا اختلاف ان مقولة من “يضع حجرا على حجر” للكاتبة المصرية منى نور الدين هم اصحاب المقام الرفيع ، الا انه ومع الاسف هذه المقولة لا تنطبق على العراق بكافة المقاييس ، لسببين هما: ١. ان الاعمار الجاري لا يستجيب لحاجة الجمهور الفعلية. ٢. ان طابعه استثماري ربحي بحت دون أية دراسة. بالفعل هذا ما يجري ، فالمجمعات السكنية والمباني الشاهقة ليست في متناول اغلب الطبقات مع وجود اكثر ثلاثة الاف عشوائية في بغداد وحدها ، وتكدس المولات والماركتات الكبيرة ليست ضمن الحاجة الفعلية للشعب مع عديد الجامعات الاهلية والمستشفيات الخاصة التي تكلف المواطن مبالغ باهظة… بما يشبه الفوضى الحقيقية في ظل غياب التنظيم العمراني وطمس الهوية الأصيلة للمدن العراقية وحتى تغيير ديمغرافيتها بانتقال اصحاب الاموال الى مراكز المدن المهمة مثل بغداد والمدن المقدسة في كربلاء والنجف الاشرف.

ان ما يجري ينذر بخطر كبير ، فليس من المعقول ان لا نستفيد من تجارب الاخرين ، فهل يعقل ان نكرر تجربة مدن الصفيح في امريكا اللاتينية التي تمتاز مراكزها الرئيسية بناطحات السحاب والرفاهية المفرطة بينما تخفي خلفها مدن الصفيح المتهرئة والتي تضم غالبية الشعب… انها مغامرة مستقبلها اظلم وحالك على الأجيال المقبلة فالكلام على التوازن الاجتماعي والهوة السحيقة بين الطبقات ليست في مصلحة احد ، بين طبقة مخملية جديدة ظهرت في مجتمعنا وطبقات محرومة ومهمشة لا تستطيع توفير قوت يومها. فالمتر في المجمعات السكنية الاستثمارية الجديدة يتراوح بين الف دولار وتسعة الاف دولار في بغداد وباقي المحافظات بينما متوسط دخل الفرد العراقي السنوي لا يتجاوز ٧ ملايين دينار حسب وزارة التخطيط اي ما يعادل اقل من خمسة الاف دولار… فمن الذي يشتري في هذه المجمعات؟ ، والقسط السنوي في المدارس الاهلية يعادل نصف دخل الفرد العراقي في المدارس المتوسطة مثلا!!! ودخول مستشفى اهلي معناها فواتير طويلة من الخدمات باهظة الثمن التي تفوق مثيلاتها في دول الجوار… فمن يوقف هذا الاستغلال ويضع ضوابط وتعليمات صارمة تنصف كل الطبقات من عمال وموظفين وكسبة ومتقاعدين وبسطاء مهمشين؟. ان كامل المسؤولية يقع على الدولة التي تمنح المستثمرين مشاريع دون أية شروط او ضوابط ليحققوا الارباح الهائلة على حساب الكادحين من ابناء الشعب ، من خلال تخصيص جزءا من ميزانياتها لبناء دور منخفضة الكلفة في متناول الطبقة البسيطة وان تحسن من الخدمات الصحية التي تقدمها وترفع من جودة التعليم الحكومي ، وان تفرض على المستثمرين في المجمعات السكنية نسبة ٢٠ بالمئة مدعومة للطبقة المتوسطة وكذا في المدارس الخاصة والمستشفيات الخاصة ، حتى تتوقف فوضى ما يسمى بالاعمار ونحافظ على الجزء اليسير مما تبقى من طبقات المجتمع. فبعد ان استباحت الدكتاتورية البلد لخمسة وثلاثين عاما والاحتلال والارهاب لعقدين ونصف وبعد كل النضال والدماء التي سالت نقدم مقدرات البلد على طبق من ذهب مجانا تحت يافطة الاستثمار؛ لافراد لا يملكون اي فضل او انجاز سوى ان لديهم علاقات. كاتب عراقي

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

أمسكت أوجاعنا فأوجعتنا ..!!

بقلم : جواد كاظم اسماعيل ..

لم أهتم كثيرا ً لما يعرض من دراما محلية عبر القنوات العراقية وخصوصا في شهر رمضان كون أغلب الإعمال التي تم عرضها او التي تُعرض حاليا ً في هذا الموسم هي بعيدة كُل البعد عن الهم العراقي وعن الٱحداث الموجعة التي رافقتنا منذُ صبانا ، وربما الغالبية من هذه الإعمال هي عبارة عن أسفاف وفوضى ترافقها مفردات ولقطات درامية استطيع أن أسميها “فاهية” اي ليس فيها روح ولا قيمة او معنى تشدنا أليه ، ومع ذلك فلا يمكننا التعميم بالمطلق فهناك استناءات من هذا الكم من الإعمال تجبرنا أن نَضعها في خانة النوع و يمكن الوقوف عندها وتكون جديرة بالمتابعة والنقد والتحليل ومن بين هذه الاستثناءات هو مسلسل “العشرين” الذي أبدعت فيه الفنانة القديرة ” الاء حسين” وصراحة القول حين تابعت اجزاء من هذا المسلسل وتحديدا الإدوار التي قامت الاء حسين بتجسيدها كأنها صرخت بداخلي كصراخ الجنوبيات حين يفقدن عزيزا لهن وهن يتوشحن بالسواد من أعلى الرأس الى أخمص القدم وكأنهن يختصرن و يجلبن لك رغما على أنفك كل أوجاع الأرض ابتداء ًمن سومر واكد وأشور ، نعم هو هو وجع الجنوب ،هو هو وجع الجنوبيات حين اتذكره كأني أرى مَلك الموت يطاردني في كل زوايا وجودي ، فكم من وجع نكتنز ياترى ؟ وكم من صراخ ونحيب رافقنا طيلة إعمارنا ،كل هذا الكم الثقيل من الويل حركته الاء حسين بدواخلنا في مسلسل”العشرين” فكم عزيز فقدنا ،وكم صراخ صرخنا ؟ وكم لطم لَطمنا ؟ وكم نحيب نحبنا ، وكم موت وحزن في حياتنا ؟
أنه كل حياتنا بل هو بحجم وطن مفجوع منذ صرخة ولادته الاولى …هذا كله فينا ،وهذا كله حركته الاء حسين في لحظة أقتناص ذكي لمسك أوجاعنا فإوجعتنا هذه المرأة الماهرة برسم الحزن والإداء المائز …
عمي شسويتي بينا ؟ عمي روحوا گولولها ترة هذا تمثيل وليس حقيقة فرفقا ًبروحك ورفقا بنا .!!!
جواد كاظم اسماعيل

جواد كاظم اسماعيل

مقالات مشابهة

  • الشيخ عبدالله: إعادة الاعمار ضرورة وطنية
  • أمسكت أوجاعنا فأوجعتنا ..!!
  • عقار.. التفاوض مع الدعم السريع صعب لأن قيادتها ليست موحدة بجانب الأعداد الكبيرة من “المرتزقة” التي تقاتل في صفوفها
  • المجلس الوطني لحقوق الإنسان يدعو إلى مواجهة التحديات التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة
  • بغداد بين عالمين.. صراع الطبقات يقسم مرتادي المطاعم في رمضان (صور)
  • الذهب يصعد لمستوى قياسي جديد ويقترب من 3 الاف دولار للأوقية
  • مصادر: واشنطن ترفض فدية بـ200 مليون دولار للإفراج عن تسوركوف  
  • رابطة المصارف الخاصة تنظم جلسة حوارية لمناقشة آخر تطورات القطاع المصرفي في العراق
  • المشاط: برنامج نوفي يمثل أحد أهم المبادرات التي أطلقتها مصر
  • السوداني يبحث مع كتلة السيادة النيابية” المشاريع الخدمية”