شفق نيوز/ وصف "معهد واشنطن" الأمريكي، حركة "النجباء" التي استهدفتها ضربة أمريكية الخميس الماضي في بغداد، بأنها الأكثر تهوراً بين الفصائل الحليفة لإيران في العراق، مؤكدة أن هجماتها ضد القوات الأمريكية تثير غيرة الفصائل الأخرى بسبب سجلها في مهاجمة الأمريكيين.

وبعدما تساءل التقرير عما دفع واشنطن إلى اتخاذ الخطوة الجريئة، باستهداف "النجباء"، أوضح أن "هذه الحركة ربما تكون الميليشيا الأكثر عدوانية من بين الميليشيات المعارضة للولايات المتحدة والمدعومة من إيران في العراق، حيث يعتبر زعيمها أكرم الكعبي نفسه (وجه المقاومة) المسلحة للوجود الأمريكي.

وبالإضافة إلى ذلك، أفاد التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، بأن "فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قام برفع شأن الكعبي مراراً وتكراراً في المناسبات العامة، بينما تعامل معه علناً مسؤولون روس رفيعو المستوى في موسكو.

وبخلاف الجماعات الأخرى التي صنفتها الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب في العراق، مثل "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب سيد الشهداء"، فإن حركة الكعبي لم تشكل حزباً سياسياً، وفق التقرير، الذي استند إلى تصريحات "حركة النجباء" وأفعالها، بالقول: "ليس لديها الكثير لتخسره من إثارة غضب الولايات المتحدة وإسرائيل، في حين أن الميليشيات العراقية الأخرى تتوخى الحيطة والحذر، خصوصاً (عصائب أهل الحق) وقائدها قيس الخزعلي، الذين سخرت منهما (النجباء) علناً ووصفتها بالجبناء لعدم مهاجمتهما القوات الأمريكية".

ولفت تقرير "معهد واشنطن"، إلى أن "حركة النجباء مسؤولة عن معظم الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا شمال الفرات (كونوكو والعمر والشدادي وخراب الجير/الرميلان وتل بيدر والمالكية)، فضلاً عن الهجمات على المواقع الأمريكية في إقليم كوردستان (أربيل وحرير)".

ومنذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، عندما بدأت الميليشيات موجة ضرباتها الأخيرة رداً على العملية البرية الإسرائيلية في غزة، فإن الحركة، نفذت ما لا يقل عن 95 من إجمالي 136 هجوماً ضد القوات الأمريكية (69%) ، إذ أكد التقرير أن عمليات (النجباء) تشكل السبب المباشر لِشن 6 من أصل 7 جولات من الضربات الأمريكية التي تم تنفيذها، رداً على هجمات الفصائل.

وتابع التقرير، أن عنصر (حركة النجباء) الذي قُتل في الغارة الأمريكية الخميس الماضي، مشتاق طالب السعيدي (المعروف أيضاً باسم أبو تقوى السعيدي)، كان يُعرف بأنه يوزع أسلحة تقليدية إيرانية متطورة (طائرات مسيّرة وصواريخ) تم تخزينها في مناطق حزام بغداد".

وبالإضافة إلى الوفاة المؤكدة لأحد المساعدين، وهو علي نايف عرف (أبو سجاد)، تشير تقارير غير مؤكدة إلى أن شخصاً ثالثاً كان مع السعيدي في ذلك الوقت وأصيب في الغارة، وقد يكون نائب رئيس الاستخبارات في "الحشد الشعبي" وهو "أبو امتحان الحلفي".

واعتبر التقرير الأمريكي، أنه من خلال قتل شخص مهم من حركة النجباء بعد تعقب سيارته، فإن الولايات المتحدة ترسل إشارة قوية توضح فيها استعدادها للذهاب إلى أبعد من ذلك"، مستدركاً: "تستحق حركة النجباء بشكلٍ ملحٍ هذا النوع من الاستهداف المميت أكثر من أي جماعة أخرى، على الأقل استناداً إلى نشاطها الأخير".

ورجح تقرير معهد واشنطن، أن يكون لدى الجهات الفاعلة الأخرى في الفصائل ردود فعل متباينة حيث أنها تشعر بالغيرة إلى حدٍ ما من سجل حركة النجباء وقربها من فيلق القدس، لذلك قد يؤدي كبح جماح الحركة إلى إسعاد بعض هذه الجهات بصمتٍ، ولكنها قد تشعر أيضاً بالغيرة من الدعاية المحتملة التي ستكتسبها الحركة بفضل شهدائها البارزين.

وختم التقرير الأمريكي، بالقول: "يتحتم على حركة النجباء الآن اتخاذ قرار مهم، فإما أن تتبع غريزتها الطبيعية وتصعّد عملياتها، وإما أن تحوّل هذه العمليات إلى هجمات رمزية واضحة تتجنب فيها وقوع إصابات من أجل وقف التصعيد مع الولايات المتحدة".

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي حركة النجباء تقرير امريكي استهداف القوات الأمريكية الولایات المتحدة حرکة النجباء

إقرأ أيضاً:

بحرُ أحمر مشتعل.. ومركز أمني أمريكي يقر: تحالف واشنطن الأوروبي ينهار تحت الضربات اليمنية

يمانيون../
في اعتراف صريح بحجم الأزمة التي تهزُّ الغرب، كشف مركز الأمن البحري الدولي (CIMSEC) أن أزمة البحر الأحمر فضحت هشاشة التحالف الأمريكي الأوروبي، وعرّت واشنطن التي باتت عاجزة عن قيادة حلفائها وسط صعود متسارع للاتحاد الأوروبي كلاعب أمني مستقل.

في تحليل ناري نشره المركز ضمن أسبوع القوة البحرية لحلف الناتو بعنوان “تشريح أزمة البحر الأحمر: الناتو في مواجهة الاتحاد الأوروبي”، أكدت الكاتبة آنا ماتيلد باسولي أن الولايات المتحدة وجدت نفسها معزولة في قلب الأزمة، بينما مضت أوروبا بعيدًا عن مظلتها العسكرية التقليدية، متخذةً قرارها بالعمل تحت راية الاتحاد الأوروبي.

وأكد التقرير أن الخلاف لم يعد مجرد سوء تفاهم عابر، بل تحوّل إلى صراع صامت على من يقود ومن يتبع. أوروبا رفضت الانخراط في عملية “حارس الرخاء” الأمريكية، مفضّلة دعم مهمة “أسبيدس” الأوروبية الدفاعية، في ضربة قوية لهيبة واشنطن التي طالما اعتبرت قيادة التحالف الغربي أمرًا مسلمًا به.

الرسائل المسربة من داخل الإدارة الأمريكية حملت مشاعر مرارة وإحباط، حيث أبدى مسؤولون امتعاضهم من “اضطرار أمريكا لإنقاذ أوروبا مرة أخرى”، غير أن الوقائع على الأرض تفضح فشل واشنطن في التكيف مع واقع جديد باتت فيه أوروبا ترفض الحلول الأمريكية الهجومية، وتصر على حماية مصالحها بنهج دفاعي مستقل.

التقرير لم يكتفِ برصد الانقسام، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة باتت ترى الأزمة فرصة لاستعراض قوتها البحرية ومقارعة الصين، بينما لا تبالي أوروبا بهذا الصراع، متمسكةً بأولوية حماية التجارة وتأمين طرق الملاحة فقط.

ولفت التحليل إلى أن انشقاق دول مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا عن المبادرة الأمريكية عرّى هشاشة القيادة الأمريكية، في حين أن بعض الدول كإسبانيا امتنعت تمامًا عن تقديم أي دعم، على الرغم من استفادتها من استمرار الملاحة عبر مضيق باب المندب.

وعلى الجانب الآخر، كشف التقرير أن أمريكا لا تزال عالقة في وهم قيادة الناتو، غير مدركة أن أوروبا باتت تمضي بثبات نحو بناء كيان أمني مستقل تحت راية الاتحاد الأوروبي، مدفوعةً بما وصفه التقرير بـ”العدوانية الأمريكية” التي تدفع الحلفاء نحو مزيد من الاستقلال.

في مشهد بالغ الرمزية، بينما كانت السفن الأوروبية ترفع علم “أسبيدس” بعيدًا عن التوتر الأمريكي، كان الحوثيون يحكمون قبضتهم على البحر الأحمر، ويوجهون ضربات موجعة أربكت الأسطول الأمريكي وأفقدت ميناء إيلات الصهيوني أنفاسه الاقتصادية.

واختتم التقرير برسالة واضحة وصادمة:
الوقت ينفد أمام الولايات المتحدة لتدارك الأمور، فإما استراتيجية جديدة تراعي الواقع الأوروبي، أو الغرق أكثر فأكثر في وحل الهزيمة والانقسام.

مقالات مشابهة

  • مسؤول أمريكي يرجح استئناف المفاوضات بين واشنطن وطهران
  • تحليل.. هكذا تغلب بوتين على عدد كبير من رؤساء أمريكا آخرهم ترامب
  • استطلاع أمريكي: ترامب يواجه معارضة متزايدة وتراجعًا في شعبيته
  • وزير الخارجية الأمريكي: روسيا وأوكرانيا أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق سلام
  • بحرُ أحمر مشتعل.. ومركز أمني أمريكي يقر: تحالف واشنطن الأوروبي ينهار تحت الضربات اليمنية
  • استهدف ناقلة حوثية ومواقع قادة ومخازن.. قصف أمريكي عنيف يهز اليمن
  • تحليل لـCNN: لماذا قد تكون الجولة المقبلة من المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية أكثر صعوبة؟
  • وزير الحرس الوطني يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة صدور التقرير السنوي لرؤية المملكة 2030
  • وزير العدل يرفع التهنئة للقيادة على المنجزات التي تضمنها التقرير السنوي لرؤية المملكة 2030
  • موقع أمريكي: تكلفة العمليات الهجومية على اليمن تثقل كاهل الولايات المتحدة الأمريكية